“،… فإن الأزمة الحادة الراھنة توفر للأكراد فرصة لتصحيح ـ أو على الأقل البدء بتصحيح ـ ما يعتبرونه ظلماً تاريخياً…” (**) أهـ.
لنمعن هنا على كلمة “التصحيح” من قبل هذه المؤسسة، ليست من قبلنا، ولنسأل نفسنا، لماذا قالت هذه الكلمة، ومن ثم أردفتها بـ”على الأقل البدء بالتصحيح”! لم تلقِ المجموعة هذا جزافا؟ بل ترانا في ماضينا وفي راهننا، وتذهب إلى المستقبل؛ حين تقول البدء…، فهي تعتقد أننا من الصعب، ونحن صاحب هذا الإرث من الماضي، أن نصحح أو البدء بالتصحيح، والفرصة قائمة بين أيدنا؟ هلا بحثنا عن رؤى أمثال هذه المؤسسات الدراسية والبحثية عنا وعن قضيتنا؟ قد يفاجئنا أحد القراء: أنه هناك العديد منا من أخذ على عاتقه البحث عنها، هنا نقول أين ما قاموا بها؟ وكيف نقلوها إلينا؟ نحن في تجمع الملاحظين لم نتوفر على رؤى من هؤلاء تؤثر فينا حسب المطلوب. ما لاحظناه ونلاحظه نتفات من هنا وأخرى من هناك تبدي إما عن عطف علينا، أو عن ظلم وقع علينا. لا نعمم هذا بالمطلق، فهناك ما شملت على أخطائنا؛ ولكنها عُرضت علينا بصورة لم نستفد منها كدرس يصحح مسارنا.
فهي ترى أن النظام في أزمة، ونحن نوافقها أنه في أزمة؛ إلا أن فهمنا لهذه الأزمة تختلف عن رؤيتها. يقول فلاديمير لينين عن مثل هذه الرؤية في كتابه “خطة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء” صدف في نقاش بينه وبين أحد أعضاء حزبه في مسألة ما تخص الحزب، ولكنها اختلفا عندما شرح كل واحد منها رؤيته عن المسألة المبحوثة؛ حينها قال بما معناه: “كنا نتكلم لغتين مختلفتين، لا يفهم أحدنا الآخر”. وباحثينا عن رؤى الغير عنا، ينقلونها إلينا بغير المفيد؛ حتى تعيننا أن نفهم العالم، ولا نصبح أداة تستغلنا الأطراف لأجنداتها؟
حين تورد المجموعة عبارة “ما يعتبرونه ظلما تاريخيا…”. لها دلالاتها العميقة، وكأنها غير مقتنعة أننا ظلمنا تاريخيا؟ في هذا الموضع، لماذا لا نسأل أنفسنا أن المجموعة غير مقتنعة بظلمنا تاريخيا؟ أهي تعمل لأجندات معادية لنا حتى تشك بظلمنا عبر التاريخ؟ أم أنها ترى أن ما جرى لنا خلال تاريخنا هو نتيجة لأخطائنا؟ أم أننا أصلا لم نظلم تاريخيا؟ وغيرها من هذه التساؤلات علينا أن نطرحها، وبقوة على أنفسنا، ونحاول بأشد منها الإجابة عليها، وطرح التساؤلات والإجابات على الجماهير لتشاركنا في الاثنين معا! ولكن هيهات أن نكون ذاتيا على هذه الدرجة، لنرفع من وعينا ووعي جماهيرنا. صحيح أننا ننطلق في معظم كتاباتنا الموجهة للجماهير انطلاقا من منطق جماهير الشارع؛ فيتراوح وعينا ووعيها في مكانه، ويتملكنا الاستغراب والدهشة وبناتهما، ويتكرر الخطأ تترى ومساحة كردستان تقل، وعدد المتكلمين بالكردية يقل وهكذا…
يتبع
تجمع الملاحظين، عنهم:
كاوار خضر
—————————— ————
(*) المجموعة الدولية للأزمات (ICG ، والمعروفة أيضًا باسم مجموعة الأزمات) هي منظمة غير حكومية لا تهدف للربح تأسست عام 1995 وتصف نفسها بأنها “تعمل على منع الحروب وتشكيل سياسات من شأنها بناء عالم أكثر سلماً.”.
(**) أهـ = انتهى الاقتباس. يعن الكلام المنقول بين الأقواس أو المزدوجات قد انتهى.