كيف يمكن التعامل مع السياسيين التجار في محاولاتهم لركوب الاحتجاجات؟- عماد علي

 

منذ اشهر و الاحتجاجات العارمة غير المسبوقة في تاريخ العراق مستمرة و خرجت من الاعتقاد التي كان سائدا بانها يمكن ان تكون موجة و تمر دون اي اثر كما تمنى المتسلطين المتنفذين المستفيدين من الوضع، و شهد المسرح المتعدد في كل المحافظات الكثير من التدخلات و المناورات و الالاعيب من قبل الكثير من الاطراف و من بينهم من اعتبر نفسه علنا بانه مناصر و مؤيد و مدافع عن حقوق الجميع و منهم المحتجين و اعتبر الاحداث انتفاضة سلمية حقة و هو من حق المواطن و مكفول من قبل السلطة و القانون.

الغريب في الامر ان هناك جهات و شخصيات تتغذى مع المنتفضين و تتعشى من المناوئين لهم ومع السلطة التي تحارب ما يجري باشكال مختلفة ايضا، و من جهة اخرى هناك من يريد كما مثلما يقول المثل الكوردي ( ياكل الخبز و البصل مع ما يجري) و يستفيد شخصيا وحزبيا منه. و الاخطر في الامر من بين هؤلاء من هو المخطط و الموجه لمناصريه في العديد من التكتيكات و الخطط بغرض التدخل المصلحي و هو يدفع بمن يتبعه للدخول في ثنايا الاحتجاجات بكل تفاصيلها من اجل تنفيذ خططه و تسهيل تحركاته للوصول الى مبتغاه.

الاخطر فيما نرى في مسار ما يجري و عند مراقبتنا للتعامل المتعدد الجوانب من قبل الجهات المختلفة التي تريد ان تستغل الارضية المخصبة المخضبة بالدماء لركوب الموجة من اجل تحقيق اهداف خاصة على حساب الجميع و لاغراض ضيقة الافق  و يكون وفق منافع سياسية و حتى اقتصادية او مستندة على تاريخه و علاقته الشخصية و الحزبية من جهة و يهدف ما يعمل للانتقام من ما اضر به من قبل بهؤلاء المعدمين الذين يريدون الحياة البسيطة بشرف و كرامة، و يريد هذاان ينتقم لمناوئيه عن طريق الموجة و الانتفاضة، و عليه نرى التقلبات في مواقفه المتذبذبة  المغرضة اصلا في تعامله على ما يجري يوميا. فهؤلاء السياسيين التجار الذين فكروا كثيرا و يريدون استغلال الفرصة على حساب دماء الشهداء من مَن سقطوا و اكثرهم من الطبقة الكادحة و النخبوية.

اما اهم في الامر لرد هؤلاء و منعهم من تحيقي مرامهم هو العمل على بقاء العيون المتفتحة ازاءهم  بشكل خاص، لانهم اكثر ضررا من السلطة في مسيرة الاحتجاجات. و السؤال ما هو التعامل الصائب مع هؤلاء كي يتمكن المسيرة الاحتجاجية من اتقاء شرهم من جهة و يمكن ان تُقلب الطاولة عليهم و دفعم الى زاوية يمكن منعهم من تحقيق مرامهم من جهة و الاستفادة من زخم امكانيتاهم المادية و المعنوية من اجل دفع مسار الانفاضة نحو الهدف الحقيقي الذي يدفع الشباب دماءا زكية من اجله من جهة اخرى.

اذاً التفكير و التعمق في كل خطوة و التحسب لكل مستجد اني و يومي مع الترقب لمواقف هؤلاء مع البحث و التحليل العقلاني للنخبة المفكرة بعيدا عن التخبط او التسرع او التهور في اي خطوة مراد اتخاذها. و هذا ما يفرض الحساب الجدي و التركيز علي دراسة نظرة و افعال هؤلاء الذين يريدون  ركوب الموجة لاهداف ضيقة فقط و يحتسبون لكل صغيرةو كبيرة بلحظتها، و يجب تحديد كيفية التعامل مع هؤلاء بالطرق السليمة و السلمية كاولوية لمنع الانحراف المتوقع في العملية او سيطرة على التوجهات التي يخطط لها من وراء الستار و اِبطال كل ما يخطط له و يهدف الى استغلال ما يجري بشكل خاص بعيدا عن الاهداف العامة للاحتجاجات، و هذا ما يجب ان تلاحظه النخبة المشاركة و المهتمين بما يجري قبل اي شيء اخر. و التعامل يمكن ان يكون مختلف في مساره  بين ليلة و ضحاها مع هؤلا،، و كل حسب الموجود على المسرح ارضا و عملا و ارضية لقراءة ما يحصل ودراسة الاحتمالات و ان كانت هناك ضغوطات صعبة الافلات منها الا انه يمكن الخروج من الامر باقل الخسائر افضل من فض الاحتجاجات نهائيا. اي التعامل الصحيح مع المتدخلين و المندسين لاهداف مغايرة و مضللة و مناوئة للاهداف الحقيقية للانتفاضة هو الضامن لنجاح العملية و تحقيق النسبة المعقولة من الاهداف العفوية التي برزت في ثنايا ما حصل في الساحة و بنوايا مخلصة نابعة من عقول شابة مقتدرة على تحقيق ما تؤمن بنشطاتها و تحركاتها من اجل تنوير مستقبلها و فض العملية الفاسدة و التخلص من فضلاتها بشكل نهائي.