إقليم كوردستان ثلاث أزمات وثلاثة تجارب- عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي

 

kuvileabdelah@yahoo.co.uk

17/3/2020

الحياة ايام و تقلبات إن جاز التعبير عنها بلغة الطب و الاطباء كتخطيط القلب تارة في الاعلى و اخرى نحو الاسفل, واذا ما استقام الخط فانها دليل توقف الحياة و اعتبارها في عداد الموتى , هذا على المستوى الفردي و لكن الشعوب و الامم لها نفس السمة , فكم من حضارة ودولة ازدهرت و ذاعت صيتها و تقدمت وما هي إلا ايام لتبدأ بالاندثار والتآكل والفناء لتبقى منها آثار وما يرويه الناس عنها .

اقليم كوردستان ليس بمنأ عن هذه السنة الالهية والناموس المعتاد , بل انها من المناطق والشعوب التي تقل نظيراتها في تحولاتها وتغيير ادوارها بين القوة و الضعف , ولكنها أمة صامدة وصائبة وصلبة ضعفها لا تعني عدم قدرتها على القيام و الثبات اذا ماسنحت لها الفرصة و الاسباب .

ان الازمات التي تعترض طريق التقدم تترك وراءها تجارب و دروس و يظهر على الملأ حقيقة كل انسان و شعب و قوته و مدى استجابته لها و طريقة تعامله معها و القدرة على تجاوزها و الاستفادة منها في المستقبل اذا ما تكررت .

تتعدد الازمات التي تعرضت لها اقليم كوردستان باعتباره التجربة الديمقراطية الفتية والنموذجية في منطقة الشرق الاوسط وبفضل التطور الحاصل و الازدهار الذي شهده الاقليم على الرغم من مايقف امامه من عقبات فالعاصمة اربيل تعد مركزاً دولياً في الصناعة والتجارة ونقطة التقاء الدبلوماسية العالمية و محل اعتزاز كل كوردستاني , اختلاف الازمات والمعقوقات و تنوعها و درجة حدتها وشموليتها واستمراريتها وادواتها و اهدافها تمثل دورة ثقافية و تنموية و تجربة غنية بمبادئها و عطاءها, يخلق انساناً صامداً ناجحاً قادراً على التجاوز , متعاوناً مستعداً للتضحية , و متفائلاً بعيداً في نظره يستطيع قراءة ما وراء الكواليس و الاخبار , فطناً ذكياً .

كل ازمة تمثل تجربة يظاف الى تجارب المواطن الكوردستاني بحلوها ومرها في جوانب متعددة من الحياة مع التركيز على احداها في اكثر الاحيان و ان المذكور من هذه التجارب لا تعني باي شكل انها الوحيدة بل هناك العديد منها ولكنها اكثر تأثيراً واكبر حجماً وابلغ واشمل وهي :

  • هجوم التنظيم الارهابي (داعش) على اقليم كوردستان في الشهر الثامن من عام 2014 . الشعب الكوردستاني كان ضحية الارهاب بكل انواعها و لكن كان (داعش) اشرسها و اكثرها دماراً و خراباً و جل اهدافها تكمن في كتابة النهاية لهذا الشعب و لكنها كانت ضرباً من الخيال و كان تجربة نادرة و استفاد منها وجود حب الوطن و التضحية و الفداء من اجله , ذلك الحب الحيوي النابض من الاعماق ليصرخ في وجه الارهاب باعلى الصوت ان الوطن (كوردستان) امانة و مسؤولية ونور لا ينطفئ صامد كالجبال و سيبقى عزيزاً شامخاً ثابتاً حياً مهماً و فعلاً تم دحر داعش بدماء زكية طاهرة و قطرات و عرق الجبين البيشمركه رموز الدفاع و الشجاعة من اجل الانسانية .
  • الازمة المالية عملت الحكومات العراقية المتعاقبة بكل ما اوتو من قوة من اجل اضعاف مكانة الاقليم داخلياً و دولياً و اختلفت وسائلها حيث ابدعت و اخترعت حتى مست قوت الناس وحياتهم وذلك بقطع الميزانية و رواتب موظفي الاقليم من قبل بغداد وعام 2014 مما دفعت بحكومة الاقليم الى اتخاذ اجراءات صارمة بادخار الرواتب و قطعها الى ادنى المستويات و اوقفت مشاريعها و اثرت على مفاصيل الحياة و كان لمواطني الاقليم موقفاً شجاعاً و مميزاً بتحمل هذه الاعباء و وقفوا الى جانب حكومتهم وكانت تجربة نادرة بالرغم من مرارتها حيث تعلم الشعب منها على ان التخطيط اساس الحياة، و لابد ان يكون الانسان جاهزاً لمواجهته اصعب الظروف دون ان يفقد الامل و ان يتحمل اعباء الحياة في اضيق ساعاتها و ان يتوازن بين الايراد والمصروف باعتبارهما كفتي ميزان كفيلة بنجاح العائلة و سعادتها و علمنا ان الحياة ارتفاع و انخفاض , عزة و مذلة , فقر وغنى و لكنها ستمر لان دوام الحال من المحال .
  • فايروس كورونا، بظهور هذا الفايروس الذي اعلنه منظمة الصحة العالمية و باء منتشراً في ارجاء العالم اتخذت حكومة الاقليم مجموعة من الاجراءات الوقائية التي هي محل تقدير من لدن المواطنين و الدول ايضاً منها غلق المحال العامة ومنع التجوال واجتماع الناس ناهيك عن تهيئة الاماكن الخاصة لحجز المشتبه بهم كانت لها صدى كبيراً و على الرغم من الخوف و الذعر الذي خلفه في النفوس إلا انها كانت تجربة جديدة و مختصرة لكل ابناء الشعب بان الحكومة تحاول تأمين الامن الصحي لهم بل انه من اولويات عملها و كل ما تم اتخاذه هي في سبيل حمايتهم من هذا الوباء و من جانب اخر تعلم المواطنين كيف يمكنهم حماية حياتهم بالاعتماد على انفسهم و ان يتخذوا اهم الاجراءات و التعليمات الموجه اليهم من قبل الجهات المختصة و ان النظافة في البيت و الشارع لها اهمية كبيرة .

كل الازمات ومهما اختلفت يمكن تجاوزها بوحدة الصف الوطني وتكاتف الايادي،املنا كبير ان تبقى هذه الدروس المستفادة من هذه الازمات حية في الاذهان و نراهاً واقعاً ملموساً و لا تمر دون نفع او تصاب بالنسيان .

One Comment on “إقليم كوردستان ثلاث أزمات وثلاثة تجارب- عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي”

  1. اللذين دعموا غطرسة الحكومة وتلميع صورتها هم اللذين يدعون انفسهم بالمثقفين اذا لم بكن هذا تطبيلا للحكومة فكيف يكون التطبيل ؟الحكومة تدفع وهم يطبلون لها لكي يرقص الناس.ولنعود الى النقاط الثلاثة والحمد لله هناك اعلام لن تستطيع اي جهة الكذب على الناس لاننا لا نعيش زمن القناة الواحدة والجرائد التي تتعلق فقط بالحكومة والحزب نحن نعيش في زمن العولمة بالنسبة لداعش نعم استشهد خيرة شباب الامة من الطبقة الكادحة والفقيرة ولولا دعم ايران في البداية ووصول المساعدات الاوربية لكانت هذه الحكومة هربت للجبال كعادتهم وتركت الشعب ليلاقي مصيره الاسود ولم يكن للحكومة اي دور لانها لم تكن تملك السلاح وكل اموالها في بنوك اوروبا والذي دعمت الشعب الكوردي هو الغرب وليست الحكومة اما النقطة الثانية الازمة المالية هي كانت بسبب هذه الحكومة الفاشلة لانها كانت فقط تهرب النفط ولا تصرف على هذا الشعب وتريد ان تأتي الرواتب من المركز وكانت لحكومة المركز شرط بسيط لكي تدفع الرواتب وهو ٢٥٠٠٠٠ برميل في حين ان حكومة الاقليم تبيع اكثر من مليون برميل ولحسن حظ حكومة الفاسدين ان الشعب يتحمل وصامت اما النقطة الثالثة فاتخذت الحكومة اسهل القرارات وهي بقاء الناس في بيوتهم ولكن هذه الحكومة لم تفكر كيف الناس سيأكلون ويأمنون احتياجاتهم اليومية ؟اؤكد لكم ان حكومة الفاسدين اخطر من الكورونا فالتخلص منهم اهم ان ان يحموا انفسهم الكورونا

Comments are closed.