عراقيون في المانيا  ـ 2.. الشاعر مؤيد الراوي .. (2) – صباح كنجي

اللقاء الثاني 26/آب /2013 في برلين

بدأ الشاعر مؤيد الراوي حديثه عن فاضل العزاوي وبقية الأسماء في جماعة كركوك عبر استذكاره لتلك اللقاءات والأحاديث.. التي كانت تتمحور حول تاريخ العراق ومآسيه مؤكداً:

كنتُ مشاكساً اثناء وجودي في الحزب الشيوعي.. لذلك بعد فترة طلبوا مني أنْ استلم النشرات والأخبار من خلال صلة فردية عبر مراسلين، وأصبح ارتباطي بالحزب عبر علاقة خيطية محددة.. وهذا يشبه الطرد في حينها .. علماً اني كنت من الشيوعيين القدامى ونظمتْ علاقتي عن طريق توفيق احمد مباشرة.. حينما كان جارنا في محلة شاطرلو .. كنا انا وأخي فؤاد وأختين نسكن في جوار بيتهم.. لذلك عندما جرى اعتقالي عام 1963 ودخلت السجن.. لم اكن منظماً في هيئة حزبية للشيوعيين.

استرسل الراوي في الحديث.. عن عائلته وما حل بها قائلا: 

اخي فؤاد كان ضابطاً في الجيش.. وقع ضحية الغازات السامة في الحرب وطلع تقاعد .. شقيقتي سعاد غادرت كركوك.. وتوجهت الى الاردن.. كانت ابنتها تعمل في وزارة الخارجية.. وحاولت الوصول الى المانيا.. من اجل اللقاء بنا.. لحين تفجير وزارة الخارجية العراقية في بغداد.. وتوفيت في الحادث ولم يعثر على اشلائها بعد التفجير. شقيقتي الأخرى وداد.. تحدثت عن جنون شقيقتها.. بعد حادثة تفجير الوزارة.. وهي الآن في لندن.. ونتواصل معاً.. وهي منظمة بشكل جيد وتقاوم المرض .. وأبناءها هاجروا وغادروا الموصل و العراق.. بعد ان تعرضوا للتهديد بالقتل.. اسفر عن اصابة احدهم بجلطة دماغية.

نعود لتوفيق أحمد .. كان يكبرني في السن.. ويساعد والدتي في الكثير من الاشياء وعلاقاتنا به جيدة .. اما شقيقته آمنة فكانت بعمري.. رضعت معها حليب امه.. لهذا اصبحت شقيقتي بالرضاعة.

بعد أن فاتحني توفيق احمد بالانتماء للحزب الشيوعي.. تيقنت اني مهيأ للعمل والكفاح السياسي.. علماً انه كان يقرأ قصائدي المترجمة للكردية.. ويحرضني على الكتابة بها وفي احد الأيام من سنة 1956 جاء بصحبة شخص آخر يدعى مصلح رشيد مصطفى الجلالي في جو ماطر.. لأجل ترتيب امر ترشيحي للحزب.. وبدأت اعمل في اتحاد الطلبة العام .. كان الحزب حينها قد تعرض لضربة في كركوك.. اعتقل عدد من الشيوعيين      و تطشر الكادر المحلي واختفى او هرب. 

بعد تحولات تموز 1958 عملنا بشكل علني .. كنا جميعاً من جماعة كركوك شيوعيين او قريبين منهم .. سركون بولص .. فاضل العزاوي .. انور الغساني كانوا منظمين.. وأصبح الانتماء لجماعة كركوك الادبية مودة فتوسع العدد وشمل الكثيرين.

انتسابي للحزب الشيوعي العراقي وعملي في صفوفه اكسبني الكثير من المعرفة.. وبدأ التأثير الثقافي عليّ من خلال قراءتي للكتب الماركسية ومؤلفات لينين.. هذه القراءة هي التي نمت وعيي وجعلتني استوعب تحليل الظواهر بدون خرافات.. اصبحت امتلك نظرية ووسيلة لتفسير الظواهر العالمية وهذا شيء مهم للغاية لكل انسان.. ناهيك عن العاملين في مجال الابداع .

ادركتُ فيما بعد ان الشخص الذي يتعامل مع الماركسية دون انتماء يعاني من حالة معرفية .. عموماً كان هذا اهم تأثير في حياتي الثقافية .. لم اتوقف امام تساؤلات محددة وهذا كان مهماً بالنسبة لي .. لحد اليوم اشاهد ناس لديهم نقص في المعرفة .. الجانب الآخر هو وجود خيارات داخل الحزب .. حيث لم اكن متعصباً لرأي محدد.. لذلك قرأت التروتسكية والماركسية اللينينية كنت احس بضرورة الانفتاح .. ووقفت ضد الاستالينية..

 اثناء وجودي في برلين.. عملت صحفياً لصالح منظمة التحرير الفلسطينية.. وعوملت كالدبلوماسيين الذين يحصلون على البضائع بالعملة الصعبة.. وتمكنت من الحصول على الروثمان والمشروبات من خلال هذا الامتياز وأتقاضى 300 دولار لغاية احتلال صدام للكويت.. حيث رفضت استلامها بسبب موقف القيادة الفلسطينية من الغزو واصطفافهم مع الطاغية و نظامه الدكتاتوري.

مررت من جراء هذا الموقف بظروف عصيبة كانت اقامتي تتجدد لمدة سنة.. مع اندماج الدولتين وتوحد المانيا.. تنصلت الحكومة الالمانية الجديدة من تعهداتها.. لهذا حاولت تدبير اوضاعي مع عائلتي بطلب اللجوء .. السلطات المحلية ارادت اختباري للتيقن من امكانياتي، طلبوا كتابة مقالات جديدة .. انزعجت من موقفهم وطلبهم مغادرة المانيا قبل انتهاء المدة .. بدأ القلق يسري في كياني و يحيط بأسرتي .. لم يكن لنا خيار او بديل .. كنت مطلوب لسوريا ولا استطيع العودة للعراق .. استغليت علاقتي بالأصدقاء الالمان .. قالو لي تأخرت في تقديم الطلب .. الآن الغربيون استلموا كافة الملفات .. مع التحول والاندماج ضاع او اهمل طلبنا في الحصول على الجنسية .. لكن بعد ان طلبوا تعهداً ينص على أني لست فلسطينياً وليست لدي علاقة بهم.. فتحوا لنا ملفاً جديداً، وسهل الامر حينها عمل فخرية كمترجمة مع الالمان.. وحصولنا على الضمان الصحي .. إذ تمكنت من ايصال طلبنا اليهم وثانية طلبوا تعهداً.. لكني لم اقدم التعهد.. فذهب ملفنا الى المخابرات، بعد توسط اصدقاء حصلنا على الموافقة وتخلصنا من هذه المشكلة.

بعد عملي في صحيفة الشرق الاوسط ..كانت تصلني عبر البريد وصولات من الجريدة فيها مبالغ ساعدت على ترتيب اوضاعنا الاقتصادية.. وكتبت فيها بعدة اسماء .. مازن الراوي .. محمد الراوي بالإضافة الى اسمي المعروف.

كذلك عملت وكتبت في مجلة فضائية اصدرها عثمان عمير.. كنت احياناً ارسل ثلاثة مواد والأشياء المهمة باسم مؤيد الراوي تنشر في الصفحة الثقافية.. التي يشرف عليها عبد القادر الجنابي .. لكن بعد فترة وصلني ثمناً لـ 12 مادة لم يتعدى القرشين بالمعنى المجازي للكلمة.. وتبين ان ما ارسل لي لا يجازي الـ 30 يورو عن كل مقال.. لذلك اوقفت النشر فيها.

عن الشعر الكردي قال :

الشعراء الكورد قصائدهم متدنية وعاطفية .. انا ضد هذا المبدأ في الشعر .. لا يوجد جملة رومانسية في شعري مثلاً .. شعر شيركو بيكس جيد وهو متأثر بجيل الستينات .. كانت علاقته بنا جيدة خاصة مع فاضل العزاوي .. و ابيه الشاعر فائق بيكس اكثر اصالة من الذين كتبوا الشعر باللغة الكردية .. وعموماً لست مطلعاً على الشعر الكردي ولا استطيع أن ابدي وجهة نظري به بشكل اوسع .. علما ان الشيخ رضا من كركوك كان يكتب بعدة لغات .. التركية والفارسية والعربية بالإضافة الى الكردية .. وأبي كان يجيد القراءة بتلك اللغات ايضاً ..

عن دواوينه المطبوعة والحيرة التي تتحدث عن ديوانين او ثلاثة له قال :

ديواني الثاني في بيروت كان بعنوان (احتمالات الوضوح) وسبقه ديوان (نزهة في غواصة) في العراق لكنه ضاع في بغداد.. فقد لوجود قصيدة فيه تتحدث عن الشيوعيين .. عن اعدام الشيوعيين في السودان .. ربطت ذلك الحدث مع استشهاد فهد ورفاقه في العراق..

كان هناك من لا يستوعب اهمية الشعر الثوري.. لهذا لا ادري هل فعلا طبع ام فقد بشكل نهائي! .. ام انه بقي في ملفات المؤسسة التي استلمته قبل الطبع؟ .. اما ديوان ممالك فقد كتب عنه الكثيرون ..

وعن سبب بروز الشعراء في جماعة كركوك مقارنة ببقية المبدعين قال:

سبب بروز الشعراء والشعر من جماعة كركوك يعود للحداثة .. اللغة هي التي برزت الشعر والشعراء في قوام مجموعة كركوك .. الرفض والتجديد هو القوام الآخر في نجاحهم .. انا على سبيل المثال رفضت أشعار .. السّياب / الجواهري / الحيدري واستخدمت التراث في الوصول للقصيدة التي تصدرت الواجهة وأصبح النقد يضئ القصيدة ..

اثنان من الشعراء الجيدين سركون بولص الافضل بيننا والآخر انا والثالث فاضل لا يصل بإبداعه الشعري الى مستوانا .. التجأ للتبشير ولم يكن له موقف ثابت للان للإضافة والإبداع .. كان متقلباً يكتب على نمط نيتشه مرة.. وعلى الطريقة الصوفية ثانية .. تلون ولون نفسه وافتقد للمنهج .. مع هذا كان شاعراً جيداً في مجال القصيدة الحديثة.. لكن سركون هو الأبدع فينا.. كان له ذاكرة رهيبة تجمع فيها كل شيء وتحفظه.. يقرأ بشكل متواصل الأدب العالمي بالإنكليزية .

ـ متى تحولتم الى ظاهرة “مزعجة ” ؟ .

الجواب فيه شقين الأول سياسي والثاني ابداعي .. اللاكركوكيون اتهمونا بالإمبرياليين وثقافتنا ثقافة شركة النفط وحاربوا جماعة كركوك بكل السبل .. خاصة في المرحلة البعثية.. الاتهام السياسي الوقح لنا بالعمالة من قبل البعثيين والقوميين لشركات النفط في كركوك والعراق طغى على كل شيء.

الشق الثاني عندما بدأنا بالتجديد.. وأصبح لنا قراء ومريدون ومعجبون في الوسط الثقافي .. برز بعض الشخصيات في الستينات وسلكوا سبلا لا تليق بالشعراء و المبدعين  اطلاقاً.. اتهمونا بـ ” السر سرية ” واعتبرونا سرسرية شوارع وهاجمونا بشراسة.. اذكر من بين من هاجمنا.. عبد الرحمن الربيعي.. سامي مهدي .. حميد سعيد.. كنا نميل للتصعلك والعبث لم نهتم لتلك الاتهامات ونقيم لها اعتباراً ..

انا بالذات كنت اميل “للشراسة ” ولا استقبل احداً من البعثيين في شقتي.. بمن فيهم سامي مهدي.. الذي اعتبره شاعراً جيداً.. وكتبَ مرة الشخص الوحيد الذي يرفض استقبالنا هو مؤيد الراوي.

 ـ كيف ترى وتقييم ما كتبه فاروق مصطفى في مؤلفه ( جماعة كركوك و الاستذكارات الناقصة ) ؟ .

ـ بقدر ما يتعلق الامر بي لم يكن ما وردَ فيه دقيقاً واحتوى على اكاذيب.

ـ يقول عنك هاشم شفيق انك المنظر الروحي للجماعة .

ـ ماعدا هاشم قال آخر : اني عرّاب الجماعة.. وعالية ممدوح وصفتني بالبابا.. و هكذا.. بالفعل كنت اكثرهم تنظيراً.. وأوجه النقد وأمارسه بشكل مستمر .. كانت لدي معرفة باللغة العربية و الفلسفة.. لهذا تمكنت من طرح بيان المجددين، ومن اوائل الناس الذين كتبوا عن جواد سليم وغيره.. لهذا اعتبروني منظر المجموعة.

ـ عن التأثر بالقراءات الاولى .. قال:

ـ قراءاتي الاولى التي خلقت مني كاتباً وشاعراً.. هي لسلامة موسى.. على بساطة ما كتبه.. كذلك خالد محمد خالد.. والمجلات التي كانت تصدر شهرياً على شكل كتاب على سبيل المثال مجلة الكاتب المصرية وكتابات حلمي مراد وتلخيصه لعيون الادب العالمي اعطتنا ثقافة انسكلوبيدية..

ما زلت اقول الذي لا بد من قراءته هو سلامة موسى.. بالرغم من سذاجة افكاره وبساطتها لانه يكتب عن الاوليات بطريقة سهلة وممتعة للغاية.. كل فصل يكتبه هو تلخيص لمئات الصفحات من الكتب المهمة .

وخالد محمد خالد المصري بكتاباته التبسيطية عن الدين مهم للغاية.

ـ عن ديوان ممالك والتواجد الكثيف للذئاب في قصائده قال :

ـ انا متشائم دائماً وأميل للعبث.. الحياة الشرسة والعنف المرافق لها .. فرصها.. لا معناها مقارب لداخل الانسان .. نحاول الابتعاد .. القصيدة الاولى تلخص الديوان .. الانسان اسوء من الذئب ..

ـ عن معاناة الأدباء والشعراء يستذكر الراوي فيقول:

معاناة الادباء الإنسانية.. منهم البياتي وجوعه.. الذي كان يلتقي به دائماً.. وهو من طوز خورماتو.. و بينهم صلة صداقة.. وعلاقات طيبة و يميل للمرح.. في ايلول الاسود في الاردن.. اثناء الهجوم على المقاومة.. جاء الى مجلة (الى الامام) كنا ننوي اصدار جريدة يومية.. كان بحوزتنا جهاز ارسال من الاردن الى بيروت .. وأجمل ما فيه التزامه اليومي معنا.. وكتابته لعمود مقال بشكل منتظم.. وفي الليل لا تتعدى مطالبه البسيطة أكلة ركي مع الجبن.. كان شاعراً وإنساناً لطيفاً وطيباً للغاية..

عندما اعتقلت في بغداد عام 1973 وحال خروجي من المعتقل ذهبت اليه في دائرة الثقافة خاف عليّ وطلب مني الرحيل والابتعاد، كان قلقاً واتفقنا ان نلتقي عند شقيقه الخياط في ابي نواس.. وهناك تكررت لقاءاتنا.. كان يميل كعادته للفكاهة والأحاديث البسيطة عن الناس بتواضع شديد ..

ـ ماذا بعد ديوان ممالك ؟

 

ـ تحدث عن مشكلة الطبع وتأنيه في كتابة القصيدة وأكد.. لدي ديوان عنوانه سرد المفرد لم انته منه لحد الان .. احتاج لإعادة قراءة قصائده وتنظيفها انجزت منه 11 قصيدة واحتاج لشهر آخر قبل ارساله للطبع.

ولديّ نصوص شبه كاملة تستحق النشر و نص مهم يحتاج الى تطويل عن كركوك .. اسمه المكان الاول .. اتحدث فيه عن شخصيات في كركوك ومعرفتي بهم من الطفولة، بينها شخصية قره سلمان ـ سمان الاسود كان دفاناً يسكن عند الساقية في الجامع وله علاقات واسعة مع الناس.. وشخصية اخرى ضابط تركي قديم.. كان ينتقل بالعربانة / الربل يُدعى الرئيس صابر.. كان يخاف من الموت.. يصيح ويصرخ.. يكره قره سلمان ولا يطيقه.. لكنه لم يكن له مفراً منه ودفنه قره سلمان كالآخرين الذين سبقوه للموت..

ـ مشروع الكتابة عن السجن في رواية ما زال يختمر في نفسي .. وخصوصا عندما اتذكر جملونات الدبابات.. كنا نمرُ بأقسى حالات السجن و التعذيب فيها .. كانت مجانية التعذيب هي الأسوء.. يأتي الجنود المتوجهون الى كردستان ومعهم عصي و حدائد يقومون بضربنا بشكل مجاني بطريقة وحشية.. المؤلم في الامر انهم جنود يساقون للجحيم.. لكنهم في هذا التوقف يمارسون التعذيب.. كانوا قساة و متوحشين .. والأسلاك الشائكة كانت تستقبل من يهرب منهم لتمزق جسده.

عن المغبون في الجماعة ؟.. قال:

ـ انور اكثر واحد غبن فينا.. كان موهوب.. اكتشف اشياء لم يسبقه اليها احد.. ذهب الى كوستاريكا ومارس التدريس.. وواصل اكتشافاته الكثيرة .. كانت له معرفة جيدة بالأشياء .. انور صادق منعم الفراتي .. كان امياً يكتب الشعر بصدق وعفوية.. لكنه صادق فيما يقوله ويكتبه وقدمه انور كمبدع .. و انور يجيد الانكليزية ويتقنها.. لذلك تمكن من ترجمة مقال يومي فيه فكاهة بشكل منتظم لكاتب ساخر.

 ـ وعن والدته قال الراوي ..

ـ والدتي آشورية ـ مسيحية من سواره توكه.. تزوجت ابي.. زارت الحج.. كان في زندها اثار للمسيحية على شكل صليب.

 ـ السؤال الاخير عن الحياة ومجراها وما استخلصه من دروس وعبر في رحلة حياته وغربته .

قال :

ـ الحياة كما هي نفس الشيء لا أعرف معنى الخلاص.. نفس المشاكل تتكرر ونفس المجاميع تتكرر .. نفس الأشياء تنتقل .. نفس المادة تتكرر.. نفس الاشياء ننشغل بها .. نفس المادة تتكرر..

 السؤال .. ما هو الجوهري! .. التغيير شكلي نعم .. لكننا بحاجة لتغيير جوهري .. هذا هو المهم ..

انتهينا من لقاءنا الثاني بـ مؤيد الراوي في العاصمة برلين .. ودعناه حاملين معنا نسخة من ديوانه ممالك.. هذا الديوان الذي كتب عنه الكثيرون.. وكنت قد استعرته مشكوراً من زهدي الداوودي.. قد يكون لي عودة له في زمن آخر.. لكن لا يفوتني ان الخص رأيّ في هذا الديوان.. الذي اهداه الراوي لزوجته فخرية صالح.. كما تلخصه وتختزله مقاطع قصيدة تقول:

 

رأيتُ رجلاً

يهيمُ بوجههِ في متاهة البراري

حاجباً الشمسَ بكلتا يَديه

عارياً ينتظر الليل

فيطلقُ صرخةً موجوعةً

بوجه السماءْ.

قلتُ له ماذا تفعل

قال أعوي،

إني أعوي

طوال الليلِ

لعلَّ قمراً مكتملاً يفيقُ

فيرجعني ذئباً

أتآلفُ مع الناس

و اتطابق مع دخيلتهم

لنذهبَ سويةً إلى حيث

رائحة الدم تفوح.

ــــــــــــــــــ

صباح كنجي

هامبورغ

نهاية آب 2013