في بدايات القرن الماضي كانت عائلة أيزيدية تسكن كهفا في جبل شنكال كما غيرها العديد من العوائل ـ ربمّا نتيجة فرمان ما ـ والوقت هو شتاءً ومخزونهم الغذائي كومة بلوط ليس إلا، وعلى الأرجح كانوا قد جمعوها من تحت أشجار البلوط القريبة، وكانت الأم توزعه على العائلة وفق أولويات النجاة من جوع وبرد الشتاء، فمثلا عندما يئن الصغير جوعا وبردا تعرض عليه والدته بلوطة قائلة: “أتريدها مشوية أم مسلوقة؟ أم تراك ستتناولها نيئة هذه المرة!”، وذهبت هذه المحادثة التي تنطوي على عمق تربوي ونفسي كبيرين مثلا سائرا بين الناس حتى يومنا هذا.
تغيّر الزمن واختلفت الوجوه وتركنا الجبل والقرى والمجمّعات وشنكال، ولكن يبدو إن الفقر يأبى الرحيل فهو أشبه بالأغنية الذائعة الصيت (قشم) حيث كلما أراد أحدهم أن يكون مطربا شعبيا بدأ حياته الفنية بها، بل أن البعض استخدم الاسم كعنوان لكتابات ونشاطات اجتماعية على منصات التواصل الاجتماعي وسماها (قشميات) ولسان حاله يقول: كلنا في الهوى سوا، ولله في خلقه شؤون.
المهم كلمّا جاء الصيف تذكرت شتاء تلك العائلة وترحمّت على تلك الأم التي كانت تجعل من تناول بلوطة لذّة ما بعدها لذّة رغم قلة الحيلة والقفز على خيارات معدودة. نعم، بدّلنا الشتاء بالصيف والكهوف بالأكواخ والجبل بالصحراء. والبلوط بالخيار والطماطم فهما أرخص الخضروات وأوفرهما وبإمكان أمهاتنا الشبيهات بالملائكة وزوجاتنا العزيزات أن تجعلن منه وليمة ممتدة مع طول فصل الصيف الطويل، فلا أطول من صيف العراق. فقط ما نحتاجه هو بعض التدبير والتنويع حسب الوصفة السحرية التالية: لدينا وبفضل حكومتنا المضحكة بعض مفردات قائمة المواد الغذائية مثل الرز والزيت والطحين. ولسنا بحاجة الا للقليل من الملح وبعض حباّت الثوم والبصل ويمكن طلبها من أحد الجيران. فلابد إن جارا لك قد تصاهر مع أحدهم من (صولاغ) والبصل يكون من اساسيات مكونات مطبخه أو ابنه عسكري تارك لدراسته مضحيا من أجل العائلة براتب العسكرية وعندها ستكتمل (السبحة) ولن ترجع خالي الوفاض فما عليكم الا البدء بقلي الطماطة للفطور. وعمل (تشريب) طماطة وخيار للغذاء. نعم الخيار يصلح (للتشريب) كما البامية ومن لا يصدق علية أن يجرب ذلك بنفسه أما العشاء فيمكن عمل سلاطة أو قلي الخيار في الزيت النباتي بطريقة الباذنجان وحش (الطاوه) الطيب الذكر ولا تنسى إن الفطور يصلح للغذاء والعشاء ممكن أن يكون فطورا، وهكذا لديك خيارات عديدة ومتنوعة يحسدك عليها الملايين من الهنود والأفارقة الجائعين.
وفي نهاية الصيف يمكنك التباهي بانك الفائز الأول في تناول أكبر وأرخص كمية من الخيار والطماطة وبمختلف طرق أعدادها، ولا تنسى إذا ما دعاك أحد أصدقائك المعدودين أو أحد معارفك المحظوظين لحفلة شراب أن ترفع كأسك وتشرب نخب الخضراوات الرخيصة.
نعاهد الفقر ومن لفّ لفه أن نستمر في شراء الخضراوات الرخيصة ولكن سنغلفها أبدا بحبنا الغالي عند تقديمه.
لم أدرك نعمة توفر الخضروات التي كنا فيها إلى أن انتقلت للعيش في ألمانيا. بالتأكيد ألمانيا العزيزة فيها كلّ ما يتمناه المرء وكذلك يمكن العثور على ما ليس في البال أو الخيال، ومع ذلك عند شراء الخضروات عليك أن تدرك بأن شدّة الكرفس بيورو، عندها ستشعر بغربة روح ففي (جم مشكو) ست شدّات (نصف درزن) بألف دينار، والألف لا يزال قصير القامة ولا يصل إلى أكتاف اليورو.
الاستاذ مراد المحترم ..الدين والتعصب القومي اثنيهما اللذان جلبت كل الكوارث والويلات والفقر لهذين الشعبين الكردي والعربي والتي طحنت بقيه الأقليات بينهما..منذ تأسيس الدوله العراقيه وتوالت الحكومات إلى آخر واحد الجبان المقبور لم يظهر قائد شريف وقياد ه شريفه يقول الكرد أنتم امه عريقه وصاحب هذه الأرض التي أنتم عليه فقودوا نفسكم ووطنكم بنفسكم كسائر شعوب العالم..لان هذان الفكرتان هما قذارة المجتمعات فكيف بالخير والسعادة تاتي منها. .. معظم الدول المتقدمه حاليا كانت تعاني ايظا من هذه القذاره ولكن بعد بزوغ نور الديمقراطيه تعاملوا بها وجعلها هو اساس حياه الإنسان والدين والتعصب اصبحت حاجه مستهله لا نفع لها ولا مكان لها إلا المتحف كبقيه الاستوكات…وهذا ما نرى في الغرب كل دوله تتكون من عده ولايات شبه مستقله وفي برطانيا انفصلت ايرلندا من الوطن الام بسببالحق القومي لشعبها…،،،خلاصه الكلام التميز الديني والقومي هما اللذان جعل من حياتنا بهذه المأساة والفقر .مع تحياتي لجنابكم والشكر لصوت كردستان
أخي الكريم (خدر)
يقول المثل السائر (ما حك جلدك مثل ظفرك) الأيزيدية شعب ومن المفروض على الآخرين احترام وتقدير خصوصيته ولكن الجميع بما فيهم الكرد يستغلونهم لمصالحهم القومية واجنداتهم الخاصة والذي حدث في 3/8/2014 يؤكد كلامي وبقوة .. والحديث يطول .. دمت كريما في التواصل مع ما اكتب .
تحياتي