ينحدر الصحفي البلجيكي ميشيل كولون الذي ولد سنة 1946 من عائلة برجوازية كاثوليكية لكنه تأثر بالافكار اليسارية الماركسية منذ شبابه وخصوصا الكتابات العمالية الماركسية التي تتخذ من مفاهيم الصراع الطبقي و البروليتارية مفاهيم ومفردات نظرية مؤسسة . عمل في احدى المعامل لمدة 6 سنوات حيث احتك بالعمل النقابي والحركة العمالية قبل ان يلتحق بالاتحاد الشيوعي الماركسي اللينيني ببلجيكا الى غاية نهاية السبعينات ثم تحول فيما بعد الى عضو في حزب العمل البلجيكي الذي عمل كصحفي في اسبوعيته صوليدير . ابتعد عن العمل السياسي بعدما انتقد التفرقة والتششت الذي يعاني منه العمل اليساري البلجيكي والاوروبي عموما وانخرط في العمل الصحفي مناضلا ومدافعا عن القيم الانسانية المثلى التي تستلهم من روح القيم اليسارية. واجه الصحفي الملتزم بقضايا السلم العالمي وحقوق الشعوب في تحقيق مصائرها مواجهة علنية واخرى خفية من طرف ارباب الصحف وكبريات الشركات العالمية التي تسيطر على الاعلام وتنشر الاعلام الكاذب الموجه لتدجين الراي العام العالمي و تهيئه لقبول الحروب الامبريالية ، لذلك نرى كتابات ميشيل كولون تركز على دحض الحملات الاعلامية الكاذبة التي يسميها mediamensonge ويعتبر ميشيل كولون محقا في قوله بان جميع الحروب العسكرية تبدأ بحروب اعلامية تسبقها وتهيئ لها الارضية النفسية واللوجيستيكية و تواكبها حملات من شيطنة الخصوم وتبرير الهجوم عليهم. حقق الكتاب الاول الذي اصدره ميشيل كولون تحت عنوان Attention, médias ! Médiamensonges du Golfe نجاح منقطع النظير حيث استطاع من خلاله تفكيك مجموعة من الاكاذيب المضللة التي برر بها البيت الابيض هجومه على العراق و قتل الملايين من النساء والاطفال بميررات من بينها وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق ومنها تورط النظام العراقي في دعم تنظيم القاعدة الى غيرها من المبررات التي اقنعت بها الالة الاعلامية الغربية المجتمعات الغربية لقبول منطق الحرب على العراق .
بنفس المنهجية النقدية عارض الصحفي ميشيل كولون حروب الاطلسي على يوغوسلافيا سنة 2002 وعلى ليبيا وغيرها من الدول التي تم غزوها عسكريا او عبر ضربات عسكرية بمبررات ليس دائما نفس المبررات المعلنة . فحسب ميشيل كولون فالولايات المتحدة الامريكية وحلفائها يمارسون سياسات انتهازية و تضليلية ففي الوقت الذي يساعدون فيه الدول البترولية كالسعودية والبحرين والامارات على قصف اليمن وتدميره و قتل الملايين من الاطفال اليمنيين تسارع واشطنطن الى حصار
بوبكر
باحث في قضايا التنمية والديموقراطية وحقوق الانسان
حاصل على دبلوم السلك العالي في التدبير الاداري من المدرسة الوطنية للادارة.