عُمر الصراع بين الفرس والعثمانين (الأتراك) الغرباء عن المنطقة، يعود الى مئات السنين، والصراع أخذ شكلآ غير مسلح، بعد معركة “جالديران” عام 1514، والتي على ضوءها تم تقسيم كردستان إلى قسمين. ومع إنهيار الإمبراطورية الفارسية العثمانية لاحقآ، إلا أن الصراع بين الدولتين الوريثتين لتلك للإمبراطورتين (إيران وتركيا)، لم يتوقف لحظة واحدة، والصراع يدور حول النفوذ ومَن سيسيطر على المنطقة ويتحكم فيها. ولن يتوقف الصراع بينهما، بسبب إختلاف المصالح وطبيعة الدولتين والنظام في البلدين. لكن الملاحظ أن الصراع يقوى أحيانآ ويخبوا أحيانآ إخرى، وهذا مرتبط بتغير المصالح، وتغير أوضاع المنطقة من وقتٍ لأخر، ولكن هذا لا يلغي توافق الطرفين في بعض القاضايا المهمة، كالقضية الكردية، التي تمس الجانبين بشكل مباشر.
وبحكم الإختلاف المذهبي، والعرقي، والتوجه السياسي، ونظام الحكم، وطبيعية المجتمع المختلفة في البلدين، إضافة إلى إختلاف المصالح، وعضوية تركيا في حلف الناتو، يصًعب على الجانين الدخول في أي تحالف إستراتيجي، قصير المدى أو طويل المدى. فهما يختلفان تقريبآ في جميع الشؤون والقضايا، ويكاد يكون المعاداة للكرد، هو الأمر الوحيد الذي يتجمع عليه الطرفين.
وزيارات المسؤولين الأمنين والسياسيين المتبادلة والإجتماعات الثنائية، التي حلت محل الإجتماعات الرباعية، هدفها قمع الكرد بكل السبل والطرق. وجميعنا يتذكر الإجتماعات الرباعية الدورية، التي كان يعقدها مسؤولي الدول المحتلة لكردستان الأربعة (تركيا، ايران، العراق وسوريا)، ويضعون الخطط لمحاربة الكرد سويآ في البلدان الأربعة.
من حيث المبدأ لا جديد في الهجوم العسكري المشترك الجديد بين تركيا وايران على جنوب كردستان، قبل أيام، ولا جديد الصمت المهين من قبل قادة جنوب كردستان حيال هذا الهجوم البربري. الهدف منه مناهضة النهوض السياسي والعسكري الكردي وخاصة في غرب كردستان، وعزمهم على نيل حقوقهم القومية والسياسية في إطار فيدرالي. والتقارب الكردي في غرب كردستان، وبرضى وموافقة “قنديل وهولير”، أزعجت تركيا كثيرآ وخاصة جاء برعاية وحضور أمريكي قوي. من هنا أحست كل من تركيا بخطورة الوضع على حدودها الجنوبية، لهذا لجأ أردوغان الى الحضن الفارسي، الذي وصفه قبل سنين قليلة بالحضن الطائفي، ودعا إلى مواجهته بقوة!!
السؤال: هل يستطيعون فعل أكثر مما فعلوه حتى الأن ضد الكرد؟ وهل يملكون القوة والإرادة الكافية، لغزو جنوب كردستان عسكريآ بشكل كامل؟
النهوض الكردي في السنوات الأخيرة لم يأتي من الفراغ، وإنما هو نتيجة نضال سنين طويلة وتغيرات عميقة، تعرضت لها بلدان المنطقة، وتصميم الشعب الكردي على الإستفادة من تلك اللحظة التاريخية المواتية، والوقوف في الضفة الصحيحة، من المعركة الدائرة بين قوى الشر المتمثلة في المنظمات الإرهابية ومعهم النظام السوري والتركي والفارسي، والعالم الحر المتمثل في دول اوروبا الغربية وأمريكا. ورغم التعاون التركي- الفارسي المعادي للكرد، ومحاولتهم منع إنشاء دولة كردية مستقلة خاصة بهم على أراضي جنوب كردستان، وقيام كيان فيدرالي في غرب كردستان، كما صرح بذلك مرارآ وتكرارآ، بذلك اردوغان وخاميئني بأنفسهم.
حسب قناعتي، ايران لن تتجرأ على غزو اقليم جنوب كردستان لثلاثة أسباب:
السبب الأول:
الخوف من ردة الفعل الأمريكية، ولا أظن واشنطن ستسمح لها بذلك في الأساس.
السبب الثاني:
خوف ايران من تحول الكرد (السنة)، إلى ضفة السنة العرب وبالتالي ترجيح كفة السنة في العراق، وضياع الحكم من يد حلفائها الصحيح (عملائها) الشيعة.
السبب الثالث:
تخوف ايران أن يؤثر ذلك على وضعها الداخلي، وتفجير الوضع الكردي هناك، وهذا سيكون له تأثير على بقية المكونات القومية في ايران.
أم تركيا فهي موجودة بالأساس عسكريآ في الإقليم عبر عشرين قاعدة عسكرية محمية من قبل رجال مسعود البرزاني ومشيخته، وعدد لا حصر له من مقرات للإستخبارات التركية، كما هناك إتفاقية أمنية بين العراق وتركيا من أيام المقبور صدام حسين، تسمح للأخيرة بدخول أراضي البلد بعمق 30 كيلومتر.
ثانيآ، التدخل العسكري التركي في جنوب كردستان، وقصها لأراضي الإقليم وخرق السيادة العراقية، تمت وتتم بموافقة وتغطية من قبل امريكا وحلف الناتو، وبالتواطئ مع الحكومة العراقية المركزية وحكومة مشيخة البرزاني.
السؤال: لماذا لم تجتمتع القيادات الكردية في جنوب كردستان، ودعوة الحزب الديمقراطي- روزهلات وحزب كوملا – روزهلات، وحزب العمال الكردستاني، وحزب الإتحاد الديمقراطي وقيادة قوات “قسد” لمناقشة الهجوم المشترك التركي- الإيراني الأخير على الإقليم، والرد عليهما بموقف حازم؟
كيف يمكن الدعوة لهكذا إجتماع وعلى مستوى قيادات الصف الأول، وهم ذاتهم مرتبطون بحكومات هذه الدول (ايران وتركيا) المحتلة لكردستان؟
21 – 06 – 2020
السيد بيار روباري المحترم
تحية
أحسنت اختيار عبارة “الفارسي” بدلا عن الخطأ المعتاد والمتداول، الايراني، الذي يشمل الكرد والبلوج واللور والخ…
“ومع إنهيار الإمبراطورية الفارسية العثمانية لاحقآ”
ومع إنهيار الإمبراطورية التركية العثمانية لاحقآ
“يصًعب على الجانين الدخول في أي تحالف إستراتيجي،”
يصًعب على الجانبين الدخول في أي تحالف إستراتيجي،
مع تحياتي
محمد توفيق علي
الكورد ساعدوا الأتراك دائما في معارك العثمانيين ضد الصفويين و بهذا إكتسبوا عداوة و حقد الفرس و دعس الأتراك المستمر لهم !!! و حتى في حرب الأتراك ضد الأوروبيين و اليونان و الروس و الأرمن تحديدا كان الكورد دائما إلى جانب الأتراك المغول و يتم بعد كل إنتصار تركي رمي الكورد في الزبالة و قتل قادتهم ، هذا المسلسل سيستمر إلى الأبد لأن الكورد لا يعقلون
ألا ترون نتائج نضالكم , أين وصلت ؟ ألا تفهمون من ذلك أنكم على خطأ ؟ مرة واحدة إعترفوا بالخطأ لتغيير مسار نضالكم , , الفرس هم الكورد, الحضارة التي تسمونها فارسية هي كوردية أين كانت عاصمة الساسان في هضبة إيران أم في وسط العراق الكوردي؟ , الإختلاف المذهبي الديني بعد الإسلام جعل الكورد اعداءً للفرس , ولم يرد عليهم الفرس بالعداء بل منذ زمن الشاه إسماعيل الصفوي وحتى نهاية الشاه البهلوي الراحل إيران تتقرب وتتآمر لفصل الكورد من إحتلال اعدائهم الترك والعرب والكورد يستميتون ضدهم على أساس مذهبي إسلامي سنة لا يقبلون حكم الشيعة وأنتم هكذا حتى اليوم في سوريا وفي العراق أيضاً , أي شيءِ لم يتغير عن يوم باع إدريس البدليسي كوردستا ن وجمع العشائر الكوردية وبها إنتصر سليم على إسماعيل وإحتل كوردستان , طهماسب الأول ربّى شرفخان البدليسي تربية كوردية فارسية إيرانية خالصة في طهران , لإحصاء العشائر الكوردية ونهضتهم لتوحيد الفرس والكورد ، لكن هذا الذي تفتخرون به جمع كل المعلومات عن الشعب الكوردي وأصله ونيته وأسرار الدولة الإيرانية وأتى بها في النهاية وسلمها للعثمانيين , فكانت أعظم خيانة في التاريخ السياسي الإستخباراتي, أنتم تفتخرون به اليوم لأنكم منه ومثله , ثورة أيلول التي تتذكرونها جيداً قام بها الشاه الإيراني لتوحيد كوردستان كلها وضمها إلى الأُم لكن الكورد في آخر لحظة رفضوه , كيف يبدلون صدام السني بالشاه الشيعي ؟ هؤلاء أنتم
والله لن يكون هناك كورد بعد 100 عام, إلاّ الذين يعيشون في إيران
((خوف ايران من تحول الكرد (السنة)، إلى ضفة السنة العرب وبالتالي ترجيح كفة السنة في العراق، وضياع الحكم من يد حلفائها الصحيح (عملائها) الشيعة.))
هم قد تحولوا منذ زمان وين أنتو عايشين ؟