لماذا هذه الهجمات الوحشية  على المرجعية الرشيدة – مهدي المولى

 

المعروف جيدا  ان انتصار   الصحوة الإسلامية ( النهضة الإسلامية )  في إيران في عام 1979   وتأسيس الجمهورية الإسلامية التي جاءت تأكيد لنبوة الرسول التي ما معناها  ستنطلق من إيران الصحوة الإسلامية الثانية  لتصحيح الصحوة الإسلامية الأولى التي سيطرأ عليها الكثير من الانحراف والخروج على قيمها الإنسانية السامية وسيصيبها     الكثير من الشوائب والأدران لأن الكثير من الأعراب  لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوا الإسلام الى مستواهم وطبعوه بطابعهم وفرضوه بوحشية على المسلمين  على أساس انه الإسلام   ومع ذلك نرى الرسول الكريم لم يشعر باليأس والحزن  بل كان واثقا ومتفائلا بأن المستقبل للإسلام وأنه سيقود الحياة ويخلق الإنسان الحر  المحب للحياة والإنسان  وهذا الإنسان  هو الذي سيرتفع الى مستوى الإسلام الى قيمه الى مبادئه الإنسانية الحضارية   ومن ثم تنطلق صحوة الإسلام  الثانية لتبدد  ظلام الأرض وتزيل ظلم ووحشية الظالمين وتطهر الإسلام وتنظفه من كل الشوائب والأدران التي لحقت به من جراء سيطرت الفئة الباغية  الذي وصفهم القرآن الكريم  بالفاسدين المفسدين ( اذا  دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة  أهلها أذلة) كما وصفهم  أيضا بأشد أهل الكفر كفرا وأهل النفاق نفاقا بقوله ( الأعراب أشد كفرا ونفاق)

فالتشيع كان دعوة الى الإصلاح الى التجديد  دعوة الى العقل الى الحضارة الى القيم الإنسانية الى محبة الحياة والإنسان   كانت ترى قيمة الإنسان من خلال ما يقدمه للحياة والإنسان من خير ومن تضحية من خلال مساهمته في بناء الحياة الحرة وسعادة الإنسان قال الإمام علي قيمة المرء  ما يحسنه  لهذا نرى البشر الأحرار  ومنهم الشيعة احترموا وقدسوا قادتهم مثل الإمام علي والحسين في بداية  ظهور الحركة الشيعية والأمام الخميني والإمام السيستاني في عصرنا  لا   لأنهم آلهة ولا لأنهم يدخلونهم الجنة ويبعدوهم عن النار   بل لأنهم  ضحوا من أجلهم وقدموا دمائهم وأرواحهم من اجلهم   لأنهم تعبوا من أجل   راحة الناس و تقدموا للموت بروح فرحة مسرورة من أجل ان يحيا  الناس   اليس الإسلام رحمة  للناس جميعا

وهكذا كانت المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الإمام السيساتي كانت صمام أمان للعراق والمنطقة العربية والإسلامية  حقا ظهرت في فترة زمنية حرجة في حالة انعطاف  تاريخية صعبة اما الى الموت او الى الحياة اما الى الظلام او الى النور اما الى الوحشية او الى الحضارة    فمثل هذا المنعطف الحاد في تاريخ الحياة والمنطقة تحتاج الى حكمة وشجاعة  الى معجزة ربانية لم  يملكها  غير الإمام السيستاني  فجاء في وقته وفي مكانه

فالتغير الذي حدث في العراق في 9-4- 2003 كان تغيير في مسيرة التاريخ وبداية مرحلة جديدة في المنطقة العربية والأسلامية فكان  الشعب العراقي أول شعب ألغى  بيعة العبودية وأقر بحكم العراقيين اول شعب قال نعم للديمقراطية لحكم الشعب وقال لا للعبودية وحكم العائلة الفرد القرية  وهذا الاختيار مرفوض وغير مقبول من قبل  أعداء الحياة والإنسان أعداء العراق

لهذا نرى  أعداء العراق  توحدوا وتحالفوا وأعلنوا الحرب على العراق والعراقيين وكل من يؤيدهم ويناصرهم

فأجروا واشتروا الكثير من الطبول والأبواق الرخيصة الوضيعة    وبدأت في التطبيل والتضليل  بنغمات مختلفة وألوان متنوعة علمانية  ومدنية وليبرالية  وقومية وحتى يسارية لكنها  جميعا لها هدف واحد وغاية واحدة وهي الإساءة الى المرجعية الدينية مرجعية الإمام السيستاني الى الفتوى الربانية  الى دورها الفعال في إنقاذ العراق والعراقيين وشعوب المنطقة من أشرس  هجمة وحشية  في تاريخ المنطقة  قامت بها المجموعات الوحشية الإرهابية  داعش الوهابية والصدامية   الى الحشد الشعبي المقدس الذي نشأ وولد نتيجة لتلك الفتوى   التي وصفت بالربانية  لأنهم على يقين ان المرجعية الدينية  هي صمام الأمان هي المنقذ والمخلص للعراق والعرب والمسلمين  وللبشرية جمعاء   لان المرجعية الدينية هي القوة التي خلقت النجاحات والانتصارات  الكبيرة والمهمة التي وصفت بالمعجزة   التي  تصدت للهجمة  الوحشية الإرهابية ودحرتها وحررت وطهرت الأرض من دنس أعداء الحياة وطهرتها وكسرت شوكتها وقبرت خلافتها التي لولا تلك الفتوى ووليدها الحشد الشعبي المقدس لحل الظلام والوحشية في الأرض كلها وليس في العراق وحده

لهذا علينا ان لا نستغرب من  شدة واتساع  حملة الإساءة  على المرجعية  الدينية الرشيدة وكل من يؤيدها ويناصرها التي تقوم بها ال سعود وأبواقها وطبولها ومرتزقتها التي جمعتهم من مختلف    أوكار  الفساد وبؤر الرذيلة بعد ان أغرتهم بالمال

ومع ذلك ان المرجعية الدينية في العراق تزداد سموا ورقيا في الأعالي وتنال تأييد ومناصرة من قبل كل بني  الإنسان في كل مكان من الأرض