لاشك أن اللغة هي أصوات موجودة عند جميع البشر, وبتجميع مختلف الأصوات تنشأ كلمات متشابهة أو متقاربة لفظاً في اللغات المختلفة لكن معانيها, ليست هي . وأحياناً يحدث العكس قد تتحور نفس الكلمة بفعل تداول تراجمها بين اللغات المختلفة إلى أشكال تختلف عنها كثيراً والمدلول هو نفسه , هكذا الخلط والتمازج موجود لا يُنكر, لكن المعاني الواضحة وضوح الشمس ليست بحاجة إلى اساطير ودراسات فوق العادة لتفسيرها وتنسيبها لجميع الأمم بتحويرات وإشتقاقات لا معنى لها إلاّ إذا كانت وراءها أهداف غامضة تهدف إلى تشتيت المعاني وإضاعة الحقيقة وتنسيبها إلى كل من هب ودب من الأقوام إلاّ أصحابها الئيزديين, لتكون كشكولة مشتقة من الآخرين وإن كانت من التراث الئيزدي الداسني الكوردي الوحيد المحتفظ بأكبر قدر من خصائصة العريقة, لا أحد غيرهم قد قدّس الشمس كمقدّسٍ أعظم حتى اليوم , بل في أقدم الأزمان كانت الشمس إحدى المقدسات الثانوية عند غيرهم, وفي مقدمتهم الأديا ن السامية/الإبراهيمية ورثة السومرية والآشورية والبابلية كلها حاربت الشمس وتحاربها بشدة حتى اليوم .
قوقعتنا مكيَّسة وتاريخنا واضح ومحدود, والقديم العميق منه يعلمه الكورد والفرس خيرٌ منا بألف مرة وليس فيها كلمة آدي, وهو تكريد لأسم الشيخ عدي , فالكلام الكوردي قد حوَّر جميع الأسماء العربية وفقاً لرطانتهم مثل حَسؤ وحِسؤ ومحؤ و سلؤ و عزؤ و آفدل…… ف(آدؤ) مثلاً إسم شائع جداً وهو يعني (آدي / عدي) وهو أسم للرجال, باللهجة الذكرية إنقلبت إلى ( ؤ) . آداني مشتقة منه أيضاً لتعني مجموعة أقارب الشيخ عدي , آديا تعني صحابته من جميع الخاسين الذين خدموا بين يديه من الشيوخ والأبيار .
عدي إسم عربي أصيل سبق الإسلام بكثير مشتق من فعله المجرد الثلاثي (عدا/ يعدو) بمعنى جرى يجري, ركض يركضُ, وتستزاد بحروف لتعطي مختلف المعاني , منها هذا المعنى عُدي تصغير لإسم الفاعل النشيط من مفعوله المطلق ( عُدي يعدو عَدواً ) ولهذا ترى بعضهم يُعيده للاصل فيقول عَدي بن مسافر, منهم عدي بن كعب الجد الأعلى لعمر بن الخطاب حيث يلقب أحياناً بالقرشي العدوي نسبة إلى جده عدي, ثم عُدي أخو كُليب, الزير سالم المشهور في حرب البسوس البطل المغوار عدي بن ربيعة المهلهل ثم عدي بن حاتم الطائي الذي أدركه الإسلام وفقد فيه إحدى عينيه والمعاصرون لا يحصون من بينهم عدي صدام –الله يعفيه, وهذا الذي هو موضوعنا عدي بن مسافر الأموي القرشي عاش بين الكورد فكرّدوا إسمه وتسموا به إفتخاراً . وكان بين الآشوريين والأموريين أيضاً مثل هذا الإسم , شمشي أدد زوج سمير اميس وإبنه أدد نيراري …… كثيرون بهذا الإسم السامي . قول الأخ صباح كنجي عن وجود (مار آدي) عند المسيحيين لا يخرج من هذا النطاق لكن ليس المسيحيين الاوائل بل بعد الشيخ عدي فهم يعتبرونه قساً مسيحياً صاحب لالش الذي يعتبرونه ديراً ايضاً , في زيارة لدير مقلوب في 1995 تحدثتُ مع قس عن تاريخ الدير فجرَّنا الحديث إلى لالش فقال بحرف واحد دير( مار أدّة) دير مسيحي وهو يقصد لالش, هم يقولون (مار أدّة ومار حنا) , ونحن نسميهما (حنا ومار حنا) . لكن ماذا يعني (مار أدّة )؟ إنه يعني الشيخ عدي فهم يعتبرونه قساً وقديساً لهم, لكني قلت له إن العهدة العمرية التي وفرت الامان للمسيحيين ورموزهم جعل الئيزديين تقيّةً يدعون لالش ديراً ولم يكن ديراً في اي زمن هناك واقع وبيانات حقيقية تنفي ذلك, وقد كتب الأخ صباح ( مار آدي) أوضح مني فأنا إلتمست الامانة كما لفظها القس أمامي . ( مار)في الآشورية يعني الشيخ , السيد , الصاحب , القديس .
كذلك إسم هورؤ, عند البهدينان يعني الناعم أو الصغير, للولد( ؤ) وللبنت (ىَ) , لكن تاريخه كبير يعرفه الكورد والفرس أفضل منا , مع العلم أن بين الئيزديين عشيرتان كبيرتان بهذا الإسم وهو الشمس فهناك الهويريون مشتق من هؤر وهو الشمس كذلك الميهركان من ميهر وهي الشمس المعظمة ايضاً إضافة إلى عشيرتين نصف مسلمتين هما الكلهؤر والهؤرةمان وربما هناك غيرهما لم نسمع بها, فمثلاً إخواننا الشبك وهم أٌقرب إلى الهورمان, يسمون الشمس ب( هؤر) ومثلهم كثيرون من أكراد الشرق, وآخرون يسمونها خؤر والفرس خؤرشيد , كما أن أهؤرمزدا مشتق من الشمس وهو إسم كوردي لا يعرف الفرس معناه ولا تراكيبه, فيلقبونه بألقاب معظمة هي ليست من تراكيب إسمه مثل :بيرؤزي بخش ,خدا ئامدست , راست برست, نمادي خؤرشيد (رمز الشمس وليس الشمس) سبعون لقب لأهورامزدا لا تعني الشمس إلاّ كونه إله . ( هؤر مز دا ـ الشمس واهبة الحق ) المقاطع الثلاثة هي كلمات كوردية حية تامة المعنى , حتى أهريمن مشتق من الشمس (هور) محذوف منه كلمة حق (مز) بإعتباره عديم الخير و(دا) فهو لا يعطي , فلابد أن كان زرادشت كوردياً ومن عشيرة الهورمان او الشبك فهو لم يعترف بشيء غير الشمس التي يعبدها الئيزديون دون غيرهم حتى اليوم
عزرائيل هو إسم عبري واضح ومعلوم, إسرائيل / يعقوب بن إسحق بن براهيم , إبن الله مصون وغير مسؤول يقتل يعبث كما يشاء , يلفظه العرب بالعُزير ومنهم فرض علينا مع باقي الأسماء العربية , لكن عزيز هو إسم عربي أًصيل من فعله الثلاثي المجرد عزَّ ، يعني شيء نادر صعب الحصول عليه إذا فقده , فهو عزيزٌ على صاحبه.
في تعليق على الأخ خالد علوكا أوضحت معنى ( شمؤ وشمىَ ) وإشتقاقهما الواضح المعروف بين الئيزديين أنهما من يوم (السبت شةمبوو) .
أما (قوال) فهذه ليست المرة الاولى التي يطرحها الئيزديون بمختلف ميولهم مثل الاخ بير خدر جلكي وهنا الدكتور خليل جندي وآخرون , هل هناك ئيزدي يجهل المعنى الحقيقي ؟ نعم, إن كنا نجهل فهذا هو المعلم القوال, وهو العالم المكلف فينا بالعلوم الدينية والتاريخية, هو يتكلم العربية منذ زمن الشيخ عدي الذي كان يتكلم العربية أيضاً ( قالها بلغته يا قوّال قُل ) فهل من شرحٍ أوتفسير آخر ؟ نعم هي كلمة عربية أصيلة مشتقة من الفعل المجرد الثلاثي, ميزان اللغة العربية , إسم فاعل ممتهن قوّال/ الذي يقول الأقوال بإمتهان , أما إسم الفاعل البسيط (قائل) فهو إسم فاعل عام , ولا علاقة له بكلمة كال أو كالؤ الكوردية الاصيلة التي تعني اللون الباهت / الفاتح ومنها إشتقت الشيخوخة ببهاتة لون شعره الأسود ,
ومثلها كلمة سماع , ينطقها الكورد سةما , هي كلمة عربية من لغة القوال المستعربة, تعني الإستماع إلى أقوال الشيخ عدي ولا تعني أية دبكة أو رقصة أو دوران لرجال الدين في جلسة الشيخ عدي, أكثر من 95% من الحالات تتلى بدون دوران رجال الدين , كلما تليت الأقوال والحضور في وضع الوقوف هو سماع , دورات الطاوس مرتين في العام في جميع القرى هي سماع , الباباشيخ والبيش إمام يتلوان السماع بدون دف ولا شباب ولا نغم ولا هم يحزنون, وهو يسمى سماع أيضاً .
ثم كلمة (تاب ئاخ/ شهر آب) فهي فارسية بهدينانية تعني التراب المحترق بأِشعة الشمس الحارقة في شهر آب ونقول في الكلام الدارج (تةباخىَ ئاكًر جؤ ل ئاخىَ) وتاب أِشعة الشمس بالفارسية وبالكوردية : تافً, حةتافً , وتيريَزً, تيشك .
حاجي علو
23 حزيران 2020