انه الفساد ام الجهل؟- عماد علي

 

كل يوم و نسمع ما افرزته ايدي السلطة في اقليم و نتعجب من امور لم نتوقعها. فهل من المعقول ان تبيع شيئا بسعر معين للاخر و من ثم تعطي ضعف ثمن بيعه سنويا كي تؤجر البضاعة ذاتها و انت محتاج لها، نعم هذا ما فعلته السلطة الكوردستانية الفاسدة, لقد باعت انابيب نقل النفط من اقليم كوردستان الى تركيا بمبلغ 700 مليون دولار و من ثم تعطي بعد ذلك اجرة نقل النفط من خلال تلك الانابيب بمبلغ 700 مليون دولار سنويا. ونعم هذه العقلية العبقرية المخلصة للشعب الكوردستاني و اجياله. هذا غيض من فيض. و هذا لا يعني انه العراق افضل منه بل هناك امور ادهى و افسد. نسمع يوميا ما يدور في المنافذ الحدودية و المسيطرين من الحيتان عليها، و تمر حكومة و تاتي اخرى دون ان تتمكن من السيطرة على اي شيء يمكن ان يفرز منه الفساد، لماذا؟

للجواب على هذا، يحتاج لتفسيرات و تحليلات و بحوث و لكن بالمختصر المفيد نقول الفساد المستشري في مفاصل الدولة العراقية و اقليم كوردستان وصل لحد النخاع وهو ما يمنع ايى حل بل يوسع الهوة و يزيد الفرصة للابخس مما موجود. من هو السبب؟

للجواب على هذا، يجب ان نقيّم الحكومات المتلاحقة مابعد سقوط الدكتاتورية من جهة و نكشف الايدي الخارجية الاقليمية و العالمية في ذلك و ما ينتفعون من بقاء الامر على حاله لمدة اطول من جهة اخرى.

بعدما عاش الشعب العراقي تحت ظيم   القهر و الظلم و الدكتاتورية البعثية و كان ينقصه الكثير الا ان خنق الحرية العامة والخاصة كان السبب الرئيسي لحنق الناس و عدم رضاهم اكثر من المآسي الاخرى. و اصبح البديل غير ملائم او اضر للشعب من ما كان عليه. و عند التامل او التعمق في معرفة السبب و من وراء ما يحصل نكتشف ان المحتلين و الطامعين من الدول الاقليمية و المتآمرين حقا وراء الحدود هم الذين يخلقوا الاسباب و العوامل المؤدية لعدم مكافحة الفساد الذي ينخر جسم العراق و  اقليم كوردستان اكثر تعرضا نتيجة ما تحاك ضدها من الخطط و المؤآمرات من اعداء المحتلين لها من كل حدب و صوب.

يعود بنا الحنين الى الماضي و ان كان مفجعا  وما يدعنا ان نتمنى الاردأ من ما كان عليه الشعب بشرط الخلاص من البديل المجهز من قبل الراسمالية العالمية و مخالبها من الدول و الشركات العالمية الطامعة التي اجهزت على الموجود و لم تلتفت لما يهم الشعب . ماكان موجودا زال بفضلهم، و من كان بعقله و امكانياته وخبرته ثروة قد ازيل من الوجود، فلم يبق الا الارضية التي تبيح لكل ماهو غير متوقع من ما يحصل الان.

فهل السبب الرئيسي هو الفساد ام السمات الناقصة المطلوبة لحماية اي بلد غير موجودة في العراق و كوردستان ايضا. فهل هم متخلفون لهذا الحد ان يمرر عليهم كل ما يسيء لهم و يؤخرهم و يبقيهم في حاشية العالم علما و معرفة و معيشة، ام الجهل المستشري المراي الان كان مغطاة من قبل و ازيح عنه الغبار و هو الذي اوصل البلد الى ماهو الحقيقي قلبا و قالبا، اي الجهل هو الحاكم المطلق و لم يتمكنوا ولو مرة في تاريخهم  من مسايرة عصرهم بل تاخروا عن ركب حتى من كان لم يملك ذرة معرفة و علم و خبرة مقارنة بهذا الشعب المعطاء صاحب اعرق حضارة. ان كل المؤشرات تشير الى انه لم كين يوما في موقع الا و كان في مقدمة البلدان علما و تطورا و حضارة, وعليه فان ما هو عليه اليوم هو طاريء وشاذ و مستورد من اجل مصالح سياسية و اقتصادية خارجية .

فهل من المعقول ان تفسد ناتجك المحلي زراعيا كي تستورد من دول الجوار و تذهب عملتك الصعبة هراءا و هدرا و سدى دون ان تتمكن من الابقاء عليها في هذا الوقت الصعب؟ انه اللاتخطيط، او العقلية غير المتمكنة من التعايش مع العصر و متطلباته عالميا، بوجود الايدي المتدخلة دوما لصالح الاخر المتربض تاريخيا لايذائك من اجل نفسه و مستقبل اجياله. هذا ما شرع الابواب امام الجميع دون استثناء، الموتور و العدو التقليدي و الصديق المصلحي و الجار الحاقد الخبيث و الطامع المعتدي المنتظر لفرصة كي يلتهم ما يقع بين ايديه في اي وقت يسمح له ذلك.

ان كانت كوردستان محاطة بمن لا يريد ولو مصلحة بسيطة و خيرا قليلا لها،فالعراق ايضا محاط و مدار باعداءه و المتربصين للانقضاض عليه في اية لحظة. و ما الموجود داخليا من الجهل و الفساد  و التبعية هي التي ترسخ الارضية لنجاح خطط هؤلاء.

انه الجهل و الفساد المجتمعان معا و مؤديان للوصول الى هذه الحالة الشاذة غير المنتظرة مما يجعله ان  يسير للوراء بخطوات يوميا و لم ير احد بادرة خير او بصيص امل في نهاية النفق نتيجة انعدام الخطوة الاولى او عدم بروز او انبثاق من يتمكن من اعادة المسار صحيحا، هذه نتيجة طبيعية لما يحصل و ما حدث خلال تلك السنوات العجاف التي مر بها العراق و ما حصل له و ما افرزه او برز منه و ما انتجه تاريخه المليء بالانكسارات و الاحتلالات و هو حقا بلد النفاق و الشقاق و اوصل بنفسه الى ما هو عليه رغم ثرواته الهائلة التي يحسده الاخرين عليها.

اما اليوم فقد اجتمع كل ذلك و ادّى الى ماهو و ما نراه. نعم الاسباب الداخلية و الخارجية اجتماعيا كانت ام سياسية او اقتصادية هي التي اودت بهذا البلد وهو لم يتلذذ بعد طعم الحرية  الحقيقية.

One Comment on “انه الفساد ام الجهل؟- عماد علي”

  1. اليوم أمهل امور الفاسدين في كوردستان لكن بصورة عامة الفاسد لابد له ان يكون هو الطامح لايشبع آبدآ إلا من هداه الله ثم ندم ثم تاب
    والله فرحت كثيرا لموضوعية هذه المقالة الرائعة لانها تدافع عن الحق وتكشف الباطل للعيان
    لكن… من يجعل نفسه عسلا يلحسه الذباب
    حياك الله وأطال عمرك لتقول( الحق)يا بطل شهادة الحق انت رجل كريم شجاع
    الحق والباطل الطمع والجشع
    الحق من اسماء الله التعالى
    الطمع والجشع من أبشع الصفات التي قد يتصف بها أي إنسان، هي من الصفات السيئة التي تجعل الناس يبتعدون عن من يمتلك هذه الصفات،
    لا تستعجل ياأخي……( لا يموت حق وراءه مطالب)
    ما أجمل أن يكون للإنسان وطن يستقرّ فيه، ويعتزّ بالانتساب إليه، وإنّ من الابتلاء أن يفقد الإنسان وطنه، ويصبح مشرّداً، لذلك فإنّ حبّ الوطن من الإيمان، لذا فإنّه يجب علينا جميعاً أن نقدّس تراب هذا الوطن، ونحافظ على أمنه واستقراره، وأن نحترم الدّيمقراطيّة
    الأحمق يغضب من الحق، والعاقل يغضب من الباطل…نصرة الحق شرف، ونصرة الباطل سرف

    قل الحق وإن كان عليك. ليس هناك شيء أقوى من الحق، ولكن الشريعة في يد ظالم تجعل الباطل أقوى منه.
    أرسل الله تعالى نبيه نوح إلى قومه يدعوهم إلى الحق لمدة 950 عامًا، لكنهم استهزأوا به واتبعوا الضلال والباطل. كما أرسل إبراهيم إلى قومه، ولكنهم كذبوه وكادوا أن يقتلوه ويحرقه لولا أن حفظه الله، وغيرهم من الأنبياء والرسل.
    الحق هو الخير والانتصار على الباطل، كما أن الحق هو تحقيق الثوابت المجتمعية التي لا يختلف عليها أحد. الحق هو اسم من أسماء الله الحسنى، وهذا مؤشر على وجوب تطبيق الحق وإعلاء كلمته في المجتمع. الحق هو الصواب وهو عكس الخطأ أو الباطل، ونصرة الحق تحتاج إلى بعض المجهود.
    الطمع والجشع
    تعتبر الطمع والجشع من الصفات السيئة التي تؤدي إلى فساد في النفس البشرية، والتي يترتب عليها فساد في المجتمع بأكمله، حيث تؤدي هاتين الصفتين إلى غياب كل معاني التضحية والفداء، بالإضافة إلى ارتكاب المعاصي التي من شأنها أن تهلك الإنسان، وكذلك تؤدي بالإنسان إلى الفقر الدائم وعدم القناعة مما يجعله يعيش بين الأشخاص وهو ينظر إلى ما أيديهم، كما أن هاتين الصفتين تجعل الإنسان سيء الظن بالله، غير مقتنع بما رزقه الله عز وجل.
    الطمع والجشع من أبشع الصفات التي قد يتصف بها أي إنسان، هي من الصفات السيئة التي تجعل الناس يبتعدون عن من يمتلك هذه الصفات، لهذا سوف نستعرض سويًا بعض حكم واقتباسات كاملة عن الطمع والجشع.
    يتسبب الجشع والطمع في العديد من الآثار السلبية على الفرد نفسه وعلى المجتمع، لأن كل فرد لو تعامل بجشع وطمع سوف تكون الحياة غابة كل فرد فيها لا يهتم إلا بتحقيق رغباته وميوله، لهذا فقد نهت كل الأديان السماوية عن الاتصاف بهذه الصفات لما فيه من أثر سيء على الفرد وعلى المجتمع، لهذا يجب أن يتم تعليم الأبناء منذ الصغر الاعتدال في كل شيء والتخلص تمامًا من الطمع.
    حتى يستطيع الإنسان التخلص من الصفات السيئة البغيضة مثل الطمع والجشع، عليه أن يتحلى بالرضا والقناعة، كما يجب أن يجعل حب المال لا يلهيه عن طاعة الله تعالى، بل أنه يستغل هذا المال في سبيل الله لما في ذلك من شفاء للقلب من الطمع، كما يجب أن يكون الإنسان حريص على الاتصاف بالكرم مع الناس سواء بالفعل أو حتى القول ومساعدة الآخرين، بجانب الأمانة في التعامل مع أموال الآخرين، إذا أخذ الإنسان ما يكفيه فإن الله تعالى سوف يرضيه.
    هناك كثير من … الآيات القرآنية التي توضح عاقبة الطمع والجشع
    من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد
    العلم بالله يوجب الخضوع والخوف، وعدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة، والخوف ثمرة العلم، والرجاء ثمرة اليقين، ومن طمع في الجنة اجتهد في طلبها،
    نعم توجد العديد من الآيات القرآنية التي توضح عاقبة الطمع والجشع ومن هذه الآيات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة التوبة. (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) سورة التوبة. (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) سورة النساء. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأكُلُوا أَموَالَكُم بَينَكُم بِالبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِنكُم وَلا تَقتُلُوا أَنفُسَكُم إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُم رَحِيمًا* وَمَن يَفعَلْ ذَلِكَ عُدوَانًا وَظُلمًا فَسَوفَ نُصلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا) سورة النساء.

    آيات بها حكم وموعظة
    (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) (يونس:81).
    (ضعف الطالب والمطلوب) (الحج: 73)
    (إنما بغيكم على أنفسكم.) (يونس:23). (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجائكم النذير) (فاطر:37). (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدةٍ) (النساء:78). (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) (يونس:39). (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) (الحشر:14). (سيجعل الله بعد عسرٍ يسرً) (الطلاق:7
    (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) (الروح:41). (عسى الله إن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودةً) (الممتحنة: 7). (فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون) (الأعراف:34، النحل:61). (فأصابهم سيئات ما كسبوا) (الزمر: 51). (فاعتبروا يا أولي الأبصار) (الحشر:2). (فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسراً) (الشرح:5،6). (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) (النمل:52). (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأٍبح من الخاسرين) (المائدة:30). (فعقروها فأصبحوا نادمين) (الشعراء: 157). (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) (الأنعام:45). (فماذا بعد الحق إلا الضلال) (يونس:32).

    كم هو الوطن عزيز في قلوب الشّرفاء، حبّهُ أقوى من كلّ حجج العالم، ليكن الوطن عزيزاً على كلّ القلوب الحسنة، إذا لم يكن للعلم وطن فإنّ للعالم وطناً. الوطن هو المكان الذي ولدت فيه، وعشت في كنفه، وكبرت وترعرعت على أرضه وتحت سمائه، وأكلت من خيراته وشربت من مياهه، وتنفّست هواءه، واحتميت بأحضانه، فالوطن هو الأمّ التي ترعانا ونرعاها. ما أجمل أن يكون للإنسان وطن يستقرّ فيه، ويعتزّ بالانتساب إليه، وإنّ من الابتلاء أن يفقد الإنسان وطنه، ويصبح مشرّداً، لذلك فإنّ حبّ الوطن من الإيمان، لذا فإنّه يجب علينا جميعاً أن نقدّس تراب هذا الوطن، ونحافظ على أمنه واستقراره، وأن نحترم الدّيمقراطيّة التي يحسدنا عليها الكثيرون. حبوا أوطانكم تحبكم، ودافعوا عنها بالغالي والنفيس، وابذلوا في ذلك كل ما تريدونه، إن الوطن جوهرة ثمينة، لا يشعر بها إلا من فقدها، حافظوا على وطنكم، حتى لا تفقدوه
    علي بارزان

Comments are closed.