هذا سؤال مركزي من وجهة نظري، والإجابة عليه سيوضح الكثير من الإمور، ويفسر لنا أيضآ التحول في الموقف التركي، تجاه حزب العمال الكردستاني وعموم الشعب الكردي في تركيا وسوريا والعراق.
أليس غريبآ في كل مرة، عندما يخطو الشعب الكردي خطوة نحو السلام، تقابله الدولة التركية بالرفض وتكثف هجماتها العسكرية والأمنية ضده، وتفعل المستحيل لقطع الطريق على فرص السلام، ومن ثم تتهم الجانب الكردي برفض الحوار واللجوء إلى العنف!!
برأي إن سبب رفض تركيا السلام مع الكرد، يعود لعدم رغبتها في الإعتراف الدستوري بوجوده، لأنها تعلم مثل هذا الإعتراف يستوجب عليها منح الشعب الكردي حقوقه القومية والسياسية. وهذا يتنافى مع فلسفة الدولة التركية، التي وضعها الفاشي أتاتورك وتتلخص في الأتي: « بلد واحد، شعب واحد، علم واحد، ولغة واحدة». بمعنى لا وجود لغير العنصر التركي وعلى الجميع الإنصهار في هذه البوتقة، وإلا كان مصيره الحرمان، السجن، الطرد والقتل. وهذا ما مارسته الدولة التركية بحق الشعب الكردي، على مدى مئة عام ومازالت مستمرةٌ في ذلك إلى يومنا هذا. تركيا حتى الأن غير قادرة على الخروج من هذه القوقعة، وتفهم بأن العالم من حولها والشعب الكردي تغير، ولم يعد باستطاعتها حجز حرية هذا الشعب المناضل إلى الأبد.
ولهذا كلما لاح في الإفق، فرصة لتحقيق السلام، وحل القضية الكردية بالطرق السلمية، إفتعلت المشاكل ولجأت للخيار العسكري والأمني، الذي فشل فشلآ ذريعآ في تحقيق أيآ من أهدافها، وخاصة القضاء على حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض كفاحآ مسلحآ ضد الدولة التركية منذ (36) ستة وثلاثين عامآ.
والحل الأمني في معالجة القضية الكردية، كان أحد الأسباب الرئيسية في خسارة جميع حكومات الحرب للحكم، وهذا سيكون مصير حزب العدالة والتنمية في النهاية، إذا إستمر في سياسته الحمقاء هذه. إن بقاء حزب أردوغان مدة 19 عامآ في الحكم، كان بسبب الإنفراج النسبي بين الطرفين، وبدء المفاوضات بين الطرفين بقيادة عبدالله اوجلان وحقان فيدان مسؤول المخابرات التركية، وتوقف حزب العمال عن تنفيذ أعمال مسلحة على الأراضي التركية.
عندما أدركت الحكومة التركية الأردوغانية، أن الذي لم يحصل عليه الكرد بالسلاح، سوف يحصلون عليه بالمفاوضات والإنتخابات، لذا قررت الإنقلاب على كل ما إتفقت عليه مع الكرد في إطار ما سمي بعملية السلام، وعادت مجددآ للخيار العسكري كما رأينا في تلك الأيام، وضد الكرد في روزأفا، بعد إندلاع الثورة السورية في عام 2011.
وإلى جانب ذلك هناك جهات معينة داخل دوائر الحكم في تركيا، تدفع بإتجاه إستمرار الحرب مع الكرد، للحفاظ على مصالحها المالية ونفوذها داخل الدولة، وهي مجموعة لوبيات السلاح والمخابرات والعسكر، الذين يرتبطون بلوبيات خارجية مماثلة. وهذه الجهات متنفذة جدآ، ولها حذوة لدى صانع القرار السياسي التركي.
إن القادة الأتراك يدركون حق الإدراك، بأن حزب العمال الكردستاني يملك الإمكانيات الكافية، لتهديد الإستقرار الأمني والإقتصادي والإجتماعي لتركيا، ويكفي أن ينفذ عدة عمليات عسكرية في المناطق السياحية، وضرب بعض المواقع الصناعية والمالية، وإصدار بيان يطالب فيه من الشركات الأجنبية والسواح مغادرة تركيا، هذا إلى جانب ضرب خطوط النفط والغاز القادمة من العراق وإيران والتي يصب بعضها في مصفاة جيهان والإخرى تتجه إلى دول أوروبا.
هذا ببساطة يعني أن تركيا ستخصر في العام الواحد أكثر من مئة مليار دولار، والبطالة ستزداد بشكل مخيف، ورؤوس الأموال ستهرب من البلاد، والليرة ستخسر الكثير من قيمتها، والبورصة ستشهد إنخفاضآ كبيرآ في أسعارها. هذا عدا عن التوتر الأمني، وعودة ظهور صور توابيت جنود الأتراك، إلى المشهد من جديد. ولا أستبعد أن يخرج الوضع عن السيطرة وتندلع حرب أهلية بين الكرد والأتراك، في حال لجأ الكردستاني لهذا الخيار، نظرآ للإحتقان الكبير الذي يشهده البلاد، نتيجة سياسات الدولة التركية العنصرية بحق الشعب الكردي.
والجميع يدرك مهما طال الزمن، فإن الدولة التركية مرغمة على الجلوس مع الكرد، والإعتراف بهم كشعب، والتفاوض مع اوجلان أو غيره من قادة الكرد، وحل القضية الكردية حلآ سلميآ. ومن هنا على جميع العقلاء في تركيا إن بقوا، الوقوف في وجه الأرعن أردوغان، لوقف هذه الحرب العبثية القذرة، ضد الكرد في الأجزاء الثلاثة من كردستان، ووقف العلاقات مع التنظيمات كجبهة النصرة والكف عن التدخل في شؤون البلدان الأخرى.
وأخيرآ أود أن أختم مقالتي هذه بالتساؤل التالي: لماذا لا يلجأ حزب العمال إلى هذا الخيار وماذا ينتظر بعد أن إحتلت تركيا مناطق شاسعة من غرب وجنوب كردستان؟
05 – 07 – 2020
مقال ثمين ورأى وتحليل صائب ودقيق وعلى الكورد في تركيا ان يحمعوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم ويتركوا خلافاتهم وصراعاتهم الداخلية وينقلوا ساحة نظالهم الى تركيا للوقوف بوجه هذا الطاغية المتوحش والبربرى الذى يدعى الإسلام كذابا و يستخدم إرهاب الدولة ضد الشعب الكوردى المسالم والمطالب بحقه المشروع في الحياة والذى اقره كل قوانين وشرائع الأرض والسماءتحية للكاتب
السلام يعني نعش تركيا الحالية و فنائها الى الابد….على الكوردي ان يفهم ان لم ينقل حربه الى بيت العدو ليكون الدمار من نصيب بيت العدو و القتل من نصيب العدو و النهب و السلب في عقر دار العدو ان لم يحصل هذا لن يرضخ العدو ,التهجير و القتل و النهب و السلب و الدمار و تفريغ كوردستان من الكورد سيستمر…قتل جندي تركي في استانبول او انقرا اكثر فائدة من اسقاط 4طائرات تركيا و قتل 20 جندي تركي في قنديل…لذلك ان ضد تلك العنتريات من قنديل و خطف بنات الكورد الى قنديل و من ثم اختفائهم دون اثر مما يخلق الشكوك لدى الكورد من قيادات قنديل..
أنتم تعيشون في الاوهام , تركيا لا تعترف بوجود أي كوردي , والخداع بوجود التوصل إلى سلام , هذا وهم , نعم التوصل هوأن لا يبقى كوردي إنتهى . أما تركيا تخاف السلام فهذا غير صحيح هي لا تريد السلام وليست تخافه , هي لها أطماعها في القضاء على الكورد في اي مكان وذلك بإحتلال الأماكن التي يتواجد فيها الكورد وهي شمال سورية وشمال العراق وشمال غرب إيران هذه هي أهداف تركيا ولن تتوقف بدونها , والاغبياء هذف سهل لها لن تسنح لها مثل هذه الفرصة أبداً , وكل الخوف التركي هو أن يسقط حكم الملالي قبل تمزيق إيران , هنا الخوف فقط , لكن اعتقد هذا ليس قريباً , فشعبها الجبان لن يطيح بملاليه ولا الأعداء يُبدلونهم , هذا أفضل نظام يختاره أعداء إيران لها وسيبقونهم حتى آخر كوردي أو فارس يرفع رأسه