1ـ لا لش نامه:
في السادس والعشرون من آذار لهذا العام جلب لي ساعي البريد هدية قيمة من مدينة أولدنبورك مرسلة من الأخ الكاتب بدل فقير حجي وما أن فتحت الظرف حتى وجدت كتابا فخما بعنوان (لا لش نامه).
لم أفارق الكتاب إلا بعد الاطلاع عليه بالكامل، وقد استمتعت بقراءته واستفدت من المعلومات الواردة فيه وكذلك أعطاني البحث الجريء فرصة لتأمل ما جاء فيه من مقترحات ورؤى.
في الجزء الثاني من الكتاب وفي الصفحة 66 وتحت عنوان (الأيزيديون والإصلاح، استطلاع الآراء. لماذا الإصلاح)؟ وفي الثلث الأخير من الصفحة يقول الكاتب:
بقي موضوعان رئيسيان وجوهريان لم يعالجا بعد الا وهما:
1ـ بناء مؤسسة المرجعية الدينية الشرعية للأيزيديين، أي البرلمان الأيزيدي وقياداته الدينية والدنيوية.
وتهمني هذه النقطة بالذات ولن اتطرق إلى النقطة الثانية رغم أهميتها، وأقول للأخ الكاتب القدير بدل فقير حجي:
طرح مشروع مشابه بل أكثر شمولية لما ذكرته في العام الأول من النزوح من قبل وكيل الأمير آنذاك وكان بعنوان: (مسودة إعادة كتابة النظام الداخلي للمجلس الأيزيدي الأعلى) وكنت عضوا في لجنة إعادة الكتابة وبعد أن انتهينا من المشروع رفض بالكامل من قبل وكيل الأمير نفسه ولأسباب عديدة.
ونظرا لأهمية المشروع فهو مذكور بالكامل في ملحق خاص في كتابي (وجها لوجه مع داعش).
مع التحيات الكثيرة لجنابكم.
***
2ـ فلسفة رابع ابتدائي:
لا يزعجني أمر أحدهم إن وصفك بالحمار؛ ولكنني سأتفاجأ وسأستغرب جدا إن حاولت أن تثبت له بأنك لست حمارا.
***
3ـ الأمل والآمال:
الأمل سلاح ذو حدين، أليس كذلك؟ وقد قيل بشأن ذلك الحكايات والقصص، ولكن ما أن يتجمع كمطر نيسان في الغدران عند المجتمعات التي لا تزال تعتمد على غيرها لتغيير مصيرها وتصبح (آمالا) حتى تكون حينها لعبة خطرة.
***
4ـ أنت والمغامرة:
إن كنت تمتلك شيئا ـ أي شيء ـ تود أن تشاركه مع الناس، لا تبقى حبيس فكرتك، بل قم بمغامرتك وقدم نفسك للناس في أرجاء العالم. هذا ما تقوله كتب التنمية البشرية، ولكنها تهمل (الكيف).
***
5ـ فضائل الصداقة:
عندما تنهض صباحا وتشعر بأنك غير سعيد، وطوال النهار تعتقد جازما بأن شيئا ما ينقصك، حينها تأكد أنك بحاجة لصديق.
***
6ـ الصديق الكاتب والباحث وليد يوسف عطو:
في الثامن من تموز الجاري فتحت الحاسوب لأتصفح موقع الحوار المتمدن وفوجئت بمؤسسة الحوار المتمدن تنعي في أعلى صفحتها الكاتب والباحث البارز الصديق وليد يوسف عطو.
وبهذه المناسبة الأليمة أعادت الحوار نشر مقالة قديمة للباحث عنوانها (حياتي بعد الموت بين العلم والحلم) تحت محور “الفلسفة، علم النفس، علم الاجتماع” ومن الصدف الغريبة كانت المقالة رقم 666 لصديقي وليد الجميل.
على مدار الأعوام المنصرمة ومنذ انضمامي إلى الحوار المتمدن وأنا أقرأ للراحل وليد يوسف وقد تعلمت واستفدت من بحوثه القيمة ومقالاته الرائعة واستمتعت بأسلوبه السلس الواضح.
صديقي الباحث كان مثقفا متنورا من الطراز الأول ومن سيرته الثقافية انتبهت إلى الحقبة الملكية للعراق وبالذات زمن الملك المغدور فيصل الثاني وكيف خسرنا العراق وأنفسنا بإزاحة الملكية بقوة السلاح.
عندما أقرأ لبعض (الباحثين) وأقارن بينهم وبين باحث مثل الراحل وليد عطو أدرك الفرق بين الطرفين تماما كالفرق بين الملكية الخضراء والجمهوريات الدموية.
ومن محاسن الصدف أنني عثرت على مقالة قيمة للباحث العراقي الفذ الصديق وليد مهدي وهو يدعو بكل جرأة إلى عودة النظام الملكي ويقول في جزء منها:
“ان اراد الشعب العراقي الخلاص الحقيقي من رهن مستقبله بمغامرات أمريكا التي دفعت العراق لحرب الثمان سنوات عام 1980 وحصار الاربعة عشر سنة الاقتصادي عام 1990، عليه ان يقطع طريقها ويعيد ” النظام الملكي الدستوري الهاشمي “، والملوك لا يحاربون وهم الضمانة الوحيدة لتحقيق طموح هذا الشعب بالرفاه. رغم انني قاسمي تموزي الهوى، لكنها كلمتي للتاريخ!”.
***
7 الهائم:
من حكاية “طين ورخام” في كتاب “الهائم”
… أن رأيت الشوامخ في المدن لا تحكم عليها بنظر عينك، وأن تنقلت بين الأكواخ في القرية أنظر إليها ببصيرتك؛ لأنك ربّما إن دعتك الأيام إلى دخولهما تصادف الوحدة، والضجر، والبرود داخل العمارة، والألفة، والدفء، والحبّ في الكوخ.
غالبا ما رفضت الظهور أمام العامّة كي لا أبدو كالأحمق في بذلتي الوحيدة التي أمتلكها حتى بلغتُ سرّي في وحدتي، وعلمتُ أن معظم الناس يخرجون كلّ مرّة بملابس مختلفة زاهية الألوان، ولكن بنفس الأفكار التي أكل عليها الدهر وشرب فتيقنت أن لا بأس من خروجي بنفس الملابس، ولكن بأفكار جديدة ومتجددة.
ليست المدنية بظواهرها بل بالجواهر المكنونة فيها، وليس الإنسان بما يلمع عليه بل بما هو مخفي فيه، فكم من هائم أعرج وأعمى سبقك إلى القمّة، وكم من قرية منسية كانت حاضرةً للدنيا في زمان ما.