محنة السقوط- سعاد عزيز

 

المحنة والمشکلة المستعصية التي يواجهها النظام الايراني ويعاني منها کثيرا والى أبعد حد ممکن، إنه صار يعلم علم اليقين إستحالة أن يتخلى الشعب الايراني عن النهج الذي إختطه لنفسه في إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، وتشرين الثاني2019، والتحرکات الاحتجاجية واسعة النطاق التي أعقبتهما والآخذة في الانتشار والتوسع في سائر أرجاء إيران، خصوصا وإن هذه الاحتجاجات صارت تستند على قاعدة فکرية ـ سياسية تستمد جذوتها وقوة إستمرارها من النهج الفکري ـ السياسي لمنظمة مجاهدي خلق في مواجهة هذا النظام والعزم والتصميم على إسقاطه.

النظام الايراني الذي سقطت عنه کافة الاوراق والاقنعة وصار مكشوفا أمام العالم على حقيقته کما هو حقا ومن دون أي رتوش، لم يعد هناك من لايعرف کونه بٶرة للتطرف الديني والارهاب وإنه أکثر نظم العالم إنتهاکا لحقوق الانسان وکراهية وعداءا للمرأة، وإن الشعب الايراني الذي يرفض هذا النهج المعادي له جملة وتفصيلا، فإن أبناءه في داخل وخارج إيران قد صمموا على مواجهة هذا النظام مواجهة حازمة بحيث يجب حسم الامور معه وإن مٶتمر من أجل إيران حرة الذي إنعقد في 17 تموز2020، قد جسد في حقيقته واقع الرفض الشعبي الکبير جدا للنظام الايراني والتأکيد للعالم أجمع على ضرور وحتمية مواصلة النضال حتى إسقاط هذا النظام ودعوة المجتمع الدولي لکي يحدد موقفه من عملية الصراع الدائرة في إيران بين النظام من جانب وبين الشعب والمقاومة الايرانية من جانب آخر ولابد له من دعم نضال الشعب والمقاومة الايرانية لأنه الضمانة الوحيدة للسلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.

مٶتمر من أجل إيران حرة وبجلساته الثلاثة الهامة جدا، يٶکد للمجتمع الدولي حقيقة أن الشعب الايراني يريد بحق وحقيقة فضح وکشف النظام على حقيقته البشعة أمام العالم وإسقاطه، والذي يٶکد ذلك أکثر فأکثر هو إنه وتزامنا مع عقد هذا المٶتمر، فإن هناك تحرکات إحتجاجية واسعة النطاق من جانب الشعب الايراني في کل أنحاء إيران بالاضافة الى نشاطات معاقل الانتفاضة المستمرة في سائر أرجاء إيران والتي تجسد حقيقة إصرار الشعب الايراني على الاستمرار في صراعه ضد النظام حتى تحقيق هدفه النهائي بإسقاطه.

المحنة الحالية للنظام الايراني لايمکن أن تشبه أبدا أي من محنه السابقة التي تخطاها جميعا لأسباب وعوامل مختلفة لم تعد ممکنة وقائمة خلال هذه المحنة، ذلك إن کل أساليب الکذب والخداع والمناورات والمساومات التي کان يستخدمها النظام ويقوم بها من أجل ضمان بقائه وإستمراره، لم تعد تجدي نفعا حيث إن الطرق کلها باتت مسدودة في وجهه لأنه وبإختصار شديد جدا يواجه محنة السقوط والتي هي محنة أشبه بالموت ولاحل لها أبدا