طبل البعض طوال أيام فرحآ وإبتهاجآ وجلهم كانوا من الكرد. والذين هاجوا وماجوا، وأقاموا حفلات الشتائم واللعنات ضد أصحاب الخبر (قسد + شركة أمريكية)، كانوا من “المعارضين” السوريين للنظام الأسدي، ونظام هذا الأخير الطائفي وأبواقه الرخيصة وحلفائه من الروس والإيرانيين وحزب اللات إضافة إلى الأتراك الذين وجود الكرد على وجه الأرض يضايقهم ويغيذهم.
ومن سمع هؤلاء الأوباش وهم يقيمون حفلات الشتائم واللعنات ضد قوات ” قسد”، ظن أن القيامة قامت ولم تقعد، وأصيب بالفزع. ويتسأل المرء بينه وبين نفسه ويقول:
– هل يعقل أن يكون هؤلاء الناس طبيعين وأصحاء عقليآ؟
والسؤال الثاني الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة هو:
– كيف يمكن للكرد العيش مع هؤلاء الحاقدين مرة أخرى في دولة واحدة؟
أولآ، الخبر ضخم ونفخ فيه كثيرآ ومن قبل الطرفين الكردي من جهة والنظام ومعارضة إستطنبول من جهة أخرى. الكرد البسطاء حاولوا أن يقولوا أن هذا نوع من الإعتراف الغير مباشر بالإدارة الذاتية، وهذا غير صحيح على الإطلاق. لماذا؟ لأن الإتفاق الذي وقع ليس بين الإدارة الذاتية الواجهة السياسية والحكومة الأمريكية.
الإعتراف السياسي لا يأتي عن طريق شركة نفطة أقل من متوسطة ولا حتى كبرى. الإعتراف السياسي إن تم سيكون صادر عن البيت الأبيض أو الخارجية باسم الإدارة ومن بعدها تأتي موافقة الكونغرس حتى يصبح ذلك أمرآ شرعيآ.
لحد الأن أمريكا والغرب يرفضون التعامل السياسي مع أي جهة كردية، لأسباب خاصة بهم، وتتعلق بمصالحهم الإقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط. هم الأن فقط مهتمين بقوات “سوريا الديمقراطية”، نظرآ لحاجتهم لها. وهذه القوات تضخمت وبحاجة إلى وقود ومال لإطعام مئات ألاف المقاتلين والموظفين لدى الإدارة الذاتية. وتحقيق نوع من الإستقرار في المنطقة، التي تحت سيطرة الكرد. ولهذا كان لا من إيجاد حل لهذه المشكلة، فإرتاء الأمريكان أن أفضل هو تمكين قسد من إمتلاك مصافي لتكرار البترول، ولهذا أوعزت لإحدى الشرقات بإبرام إتفاق مع “قسد”، والبدء بإستخراج النفط وتكريره لسده إحتياجات المنطقة من الوقود والتحرر من سيطرة النظام السوري.
أنا لا أرى شخصيآ أي أبعاد سياسية لهذه الخطوة، وعندما ترغب أو تقرر واشنطن الإعتراف بحقوق الكرد في غرب كردستان والفدرالية، لن تلجأ إلى شركة نفطية، وستعمد إلى إشراك حلفائها الغربين في مثل هذه الخطوة وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا.
ثانيآ، إن إستغلال الكرد لجزء من مواردهم الطبيعية، بعد مئة عام من نهب العرب لثرواتهم وسرقتها وخاصة من قبل المافيا العلوية المؤلفة من عائلة (الوحش ومخلوف وشاليش)، وما لف لفهم من بعض السنة الأخساء. فهذا من حقهم أي حق الكرد، فهذه الثروات ملكهم، وحرموا منها لمئات الأعوام. ولم يستثمر النظام 1% من مبيعات النفط الكردي في المنطقة الكردية. فلماذا كل هذا النباح والعويل؟؟ الكرد سيبنون مصفاتين صغيرتين بمساعدة شركة أمريكية، لتكرار النفط لسد حاجتهم المحلية وليس للتصدير، وإن كان التصدير من حقهم. التصدير غير ممكن لأسباب موضوعية، وليس خوفآ من هذا النظام الطائفي البغيض والقاتل، ولا خوفآ من تلك العصابات المتطرفة والإرهابية المدعومة تركيآ وقطريآ.
هؤلاء العنصريين وداعميهم لا يستطيعون أن يروا المناطقة الكردية، تنتعش وتعيش حالة من الإستقرار الأمني والإقتصادي والتعليمي والمالي والإجتماعي. حيث أن هؤلاء لا يرون في الكرد سوى أبناء للجن وبالتالي حرامٌ عليهم الإستفادة من خيرات بلادهم، والعيش بكرامة ونوع من الرغد.
ولكنهم لن يستطيعوا فعل شيئ هم والأتراك سوى النباح حتى الصباح، فأمريكا كدولة أعطت موافقتها على أن تقوم تلك الشرقة بتوقيع العقد ومدته 25 عامآ قابل للتمديد. وأتمنى يتبع الإخوة في الإدارة الذاتية تلك الخطوة بخطوتين أخرتين. الأولى بإنشاء محطة توليد الكهرباء وأيضآ بمساعدة الأمريكان، لتسديد حاجات غرب كردستان من الطاقة، والخطوة الثانية بإنشاء معمل إنتاج دواء، ينتج العديد من الأدوية لسد النقص الحاصل في المنطقة الكردية.
وبعد إستكمال هذه الخطوطات يجب فتح بنكين واحد خاص بالإدارة الذاتية أي (بنك حكومي) وأخر خاص وإفتتاح الحسابات بالعملة المحلية واليورو والدولار. وفتح مكاتب لهذه البنوك في أوروبا نظرآ لوجود جالية كردية كبيرة والإستفادة من حولات المواطنين الكرد.
في الختام، على أبناء شعبنا الكردي دعم هذه الخطوة الحيوية والمهمة، والمطالبة بالمزيد من الخطوات. وعلينا مراقبة الإدارة مراقبة لصيقة كي لا تذهب أموال النفط والتبرعات إلى جيوب بعض الفاسدين من القيادات، ولا أن تذهب تلك الأموال إلى صندوق قنديل. وعلينا أن لا نقف طويلآ عند نباح أعداء شعبنا الكردي، دعوهم ينبحون كما يشاؤون.
02 – 08 – 2020