عندما يتصور الـ…؟ أنه يملك الحقيقة المطلقة؟ ١/٤- محمد مندلاوي

 

كنت قد قرأت منشوراً جميلاً للأخت العزيزة (Vian Jan) وهي تنتقد فيه مغنياً نصف كوردي من شرقي كوردستان. وفي حقل التعليق شارك نصف كوردي آخر من غرب كوردستان، من المرجح أنه يكتب باسم مستعار أو على الأقل اسمه الثاني مستعاراً أو كتبه باختصار “Arian Hu” وأبدى هذا الذي نصفه كوردي امتعاضه الشديد عن اسم كوردستان وما يعنيه هذا الاسم المقدس عند الكورد بكل تفاصيله. لقد رد المذكور على الأخت (Vian) بطريقة غير حضارية وغير…؟ وتكلم كأنه يملك الحقيقة المطلقة، فلذا لم يكن أمامي سوى أن أرد عليه باللغة التي يفهمها، فعليه دار بيننا نقاشاً مقتضباً، ومن ثم وضع تسجيلاً… بجزأين يزعم فيهما ما يزعم بلهجة ركيكة، يظهر أنه لا يجيد التحدث بلغة الإعلام، بلغة الصحافة المفهومة لدى عموم العرب ومن غير العرب من يجيد لغتهم، فلذا تكلم باللهجة العربية السورية التي تقلب الضاد إلى زاي والثاء إلى سين وَهَلُمَّ جَرّا!!.

عزيزي المتابع، دعني الآن أن ألقي نظرة فاحصة على التسجيل الذي نشره “آريان هو” في الفيس، ومن ثم أرد عليه كالعادة فقرة بعد أخرى. لقد ظهر على شاشة الفيديو الذي عرض فيه كلامه… أن اسمه كما أسلفت “آريان هو” وعنون الفيديو: تاريخ الأكراد.. هل الساسانيين أكراد. كما قلت قبل قليل أنه يتكلم العربية باللهجة السورية… . وكتب بأنه أستاذ اللغة والتاريخ الكردي في جامعة بكين 2018-2019 وأضاف: أنه يجيد 6 لغات: الكردية، والفارسية، والعربية، والإنجليزية، والتركية، إلى جانب الصينية. ثم، تكلم في مقدمة طويلة بعض الشيء عن نفسه وبصورة عامة عن الكورد وانتقدهم. وبدأ كلامه: تحياتي لكل المتابعين، اليوم الفيديو هذا أنا عملتو حتى أعرض من جهة ومن جهة حتى أوضح نقطة مهمة عن تاريخنا نحن الأكراد، كثيراً من أكرادنا يتكلمون بشكل دائم بالعواطف، يتكلمون عاطفياً عن تاريخهم، عم ينسبوا، كل شعب – أرجو من القارئ أن يعذرنا لأننا ننشر كلامه كما نطق به آريان بلهجة سورية، كأكاديمي وجب عليه أن يتكلم بلغة عربية فصحى حتى يفهمه الجميع، لكن رغم هذا أن كلامه في بعض الأماكن مفكك وغير مترابط – على أية حال، دعونا نعود إلى ما يقول. عم ينسبوا إلى حاله، والله نحن أقدم شيء في التاريخ. ثم يقول أنه موسيقي، ويضيف: بجانب أني موسيقي لكن دارس تاريخ، دارس لغات، فأنا مهتم بالتاريخ بشكل كبير جداً حتى تاريخ الأديان. وأثناء حديثه ظهرت كتابة على الشاشة تقول: دارس التاريخ والأديان مع طلاب قسم التاريخ في الجامعة حوالي سنة!!. حقيقة لا ندري كيف نربط بين هذا الذي ظهر كتابة وما زعمه قبل قليل قولاً؟؟!! بأنه دارس التاريخ والأديان أكثر من عشر سنوات؟؟. ويقول: في هذا الفيديو أرد على ادعاء بعض أكرادنا أن الإمبراطورية الساسانية كانت كردية..!! ويستمر آريان بالحديث عن نفسه كثيرا. لكن نحن لا نهتم بما يزعم عن نفسه يميناً وشمالا، فقط سنناقش بيت القصيد في كلامه، إلا وهو أنتساب الساسانيون إلى الكورد، ورسالة الطبري، وربما أمور أخرى تخص الكورد وكوردستان. بالمناسبة لقد وضع في أسفل الفيديو عدداً من المصادر ككتب أو تسجيلات وكتب أسمائها ومن هذه المصادر قال: تحميل أو قراءة تاريخ ابن الكثير. بما أن السيد آريان أكاديمي ويؤكد على القول الصحيح أنه ابن كثير بدون ألف لام العريف؟؟. ثم، لا يوجد كتاب اسمه “تاريخ ابن الكثير” هناك كتاب موسوعي كبير يعرض فيه التاريخ اسمه “البداية والنهاية” وليس تاريخ ابن الكثير!. ومن ضمن المصادر التي نشرها واستشهد بها الموسوعة البريطانية التي تؤكد أن الإمبراطورية الساسانية هي إيرانية. ومن قال غير هذا يا هذا؟!.

يزعم السيد آريان قائلاً: يقول – الكورد-: الدولة الميدية كوردية، الساسانية كوردية، هذه الأشياء غير صحيحة.

توضحينا على ما زعم آريان أعلاه: لقد جاءت في دائرة المعارف الإيرانية ج(4) ص (5849):”إن اليونانيين كانوا يطلقوا على شمال غرب إيران اسم ميديا”. للعلم، أن شرق كوردستان يقع في غرب وشمال غرب إيران ويتكون من المحافظات التالية:1- أورمية تقع في شمال غرب إيران. 2- كوردستان 3- كرمانشاه 4- إيلام 5- لرستان 6- چهارمحال وبختياري هذه المحافظات الكوردية تقع في غرب إيران. 7- كهكيلوي وبوير أحمد تقع في جنوب غرب إيران؟. من الذين ذكروا الميديين في مؤلفاتهم العلامة الفارسي (حسن پيرنيا) الذي شغل في زمن حكم القاجاريين بين أعوام 1781- 1925م  منصب رئيس وزراء إيران لثلاث مرات،  ويعتبر أبو التاريخ الإيراني. يقول في كتابه الشهير (تاريخ إيران منذ بدء التاريخ حتى انقراض القاجارية) طبع طهران ص(57) نقلاً عن البروفيسور الفرنسي (جيمس دارمس تتر) 1849- 1894م  كان هذا الأخير أستاذاً في الجامعة الفرنسية ومدرس اللغة الفارسية لطلبة الدراسات العليا، وكان ضليعاً بالكتاب المقدس أفيستا- أفستا  له ترجمة رائعة لهذا الكتاب الزرادشتي المقدس. لنرى ماذا يقول هذا العالم الجليل حول لغة ميديا ولغة افيستا- افستا: مما لاشك فيه، أن كتاب (افيستا المقدس) كتب باللغة الميدية وهذه اللغة قريبة من اللغة الفارسية، ألا أن بينهما بعض الاختلافات اللغوية، وهذه الاختلافات لم تشكل عائقاً بأن يتفاهم الفارسي مع الميدي بسهولة. ويضيف دارمس تتر: إن العديد من العلماء يعتقدون أن اللغة الكوردية الحديثة هي امتداد للغة الميدية. وقال  العلامة حسن (پيرنيا) عن موطن الميديين في كتابه آنف الذكر في صفحة (48): إن الميديين شعب من العنصر الآري، الذين أسسوا دولة في بداية القرن السابع ق.م لكنه في أي عصر وزمان جاءوا إلى إيران واستوطنوا في آذربايجان وكوردستان ليس معلوماً. ويضيف العلامة (پيرنيا) في نفس الصفحة، نقلاً عن (بيروسوس) الكاتب البابلي الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد: في زمن ما جداً قديم حكم الميديون بابل لمدة (224) سنة. بهذا الصدد جاءت في دائرة المعارف الفارسية للعلامة (علي أكبر دهخدا) المجلد العاشر صفحة (15785) طبع جامعة طهران ما يلي: إن دولة العراق تنقسم إلى قسمين، قسم عربي في الجنوب، وقسم كوردي، حيث أرضها جبلية وأغلب سكانها من الأكراد، من حيث العادات والتقاليد واللغة هم آريين من القبائل الميدية. يتضح جلياً من خلال المصادر العديدة التي أشرنا إلى جزءاً منها أن الدولة الميدية أسست على أيدي الكورد قبل الميلاد بقرون عديدة، ويؤكد هذا معظم المستشرقين الأوربيين والمؤرخين الشرقيين منهم الپروفیسور (سايس- Sayce) والذي يقول: أن الميديين هم من القبائل الكوردية. جاء هذا نصاً في كتاب (تاريخ مشاهير الكورد) تأليف (بابا مردوخ روحاني شيوا) المجلد الثالث، الجزء الثاني، صفحة (1). وجاء أيضاً في كتاب (تاريخ الدول الفارسية في العراق) للكاتب العراق العربي (علي ظريف ألأعظمي) ص (9) طبع مطبعة الفرات بغداد سنة (1927) ما يلي: الميديون سكان ميديا أو ميدية أو بلاد مادي ويقال ماذي وهي التي عرفت أخيراً باذربايجان والعراق العجمي معاً ويقال لها مدية أيضاً ويسمى هذا الإقليم ببلاد الجبل أيضاً و من أقسامها شهرزور وحلوان، وهم أي: الميديون من الجنس الآري أخوان الفرس والأفغان والأرمن وغيرهم من الآريين ومن بقاياهم الآن الأكراد.  وكانت لهم دولة قديمة كبيرة خضع لحكمها الفرس مدة ثم استولى عليها كورش الفارسي. وعن سومر والسومريين وميديا يقول الدكتور المصري (لويس عوض) في كتابه الموسوعي (مقدمة في فقه اللغة العربية) الطبعة الثانية ص (44): قد دلت الأبحاث التاريخية والأثرية إلى أن حضارة سومر في جنوب العراق وهي أقدم حضارة معروفة في بلاد بين النهرين كانت حضارة هندية أوروبية. ويضيف الدكتور لويس عوض: فبتحليل نقوشها وجد العلماء أن اللغة السومرية لغة ميدية سكيذية (سكيث) . – من آثار السكيذيين التي تحمل اسمهم إلى اليوم في شرقي كوردستان مدينة “سقز” – هذا ليس كلامنا يا سيد آريان، بل هو كلام إنسان أكاديمي حجة ومرجع في الأوساط الأكاديمية، يقول بصريح العبارة أن اللغة السومرية واللغة الميدية لغة واحدة، وقد أثبتنا لك في سياق المقال من خلال المصادر المعتبرة أن الميديين هم شريحة من شرائح الشعب الكوردي وجدوا في كوردستان منذ عصور تاريخية قديمة. كذلك المؤرخ الإيراني (حسن پیرنیا) يقول في كتابه المعروف (تاريخ إيران من البدء حتى نهاية الحكم القاجاري) صفحة (48): إن الميديين كانوا من العنصر الآري الذين أسسوا في بداية القرن السابع قبل الميلاد دولة ميديا وكان موطنهم آذربايجان وكوردستان، ثم يقول في ص (57) إن الكتاب المقدس الزرادشتي (افستا- افيستا) كتب باللغة الميدية، ويضيف المؤلف هناك مَن يقر- المؤرخون والمستشرقون – أن اللغة الكوردية المعاصرة مشتقة من اللغة الميدية.

قبل أن أوضح للسيد آريان كوردية “آل ساسان” أود أن يعرف، أن الكتب التي تطبع طبعات مختلفة تخضع أحياناً لأهواء الناشر،أو المترجم، أضف أن كل طبعة تختلف عن الأخرى في عدد صفحاتها وذلك بسبب طول وقصر المقدمة وبعض الشروحات التي تضاف للكتاب من طبعة إلى أخرى. وفي بعض الأحيان يغيير الناشر أو المترجم بعض الكلمات التي لا تتناسب مع أهواءه، على سبيل المثال، أن أحد من المترجمين العروبيين ترجم كتاباً لمؤلف أوروبي عن بلاد بين نهرين جاء في نسخته الأصلية مرات عديدة اسم كوردستان إلا أن المترجم العروبي غير اسم كوردستان إلى نواعير الفرات وإلى أسماء أخرى. اليوم بعد أن نشرت مقالي عن بعض الذين يتعاطفون مع الشعب الكوردي الجريح ومنهم سيدة لبنانية نشرت مقالاً تتآزر فيه مع الشعب الكوردي. كتب لي أحد الإخوة وقال أن مقال السيدة اللبنانية التي ثمنته في مقالي، أن صحفياً تركيا يعمل في صحيفة “شرق الأوسط” ترجم مقال السيدة اللبنانية من العربية إلى التركية، لم تصف الكاتبة اللبنانية حزب العمال الكوردستاني بالإرهاب، إلا أن التركي الطوراني الذي ترجم المقال ألصق صفة الإرهاب بالحزب المذكور في المقال؟؟!! وأيضاً غير في كلمات أخرى حتى يشوه الشعب الكوردي. هذا بالنسبة لصحفي يعمل في جريدة معروفة وعليه عين باستمرار، فكيف بمن ينشر أو يترجم كتاباً ما لا عليه حسيب ولا رقيب؟؟. قصدي من هذا الكلام، أن سيد آريان يأتي بكتاب وكأنه كتاب منزل، لم يتصور أن كتابه قد يكون طبعه أحد ما وغير  في صفحاته الكلمات التي تذكر الكورد أو كوردستان.

“الثقافة ليست ترفاً بل هي ضرورة”

04 08 2020

 

أدناه عنوان الفيديو الذي تكلم فيه السيد آريان وهو من جزأين وعنونه باللغة العربية كالآتي: تاريخ الأكراد..  هل الساسانيين أكراد.

يتبع

 

عندما يتصور الأهوج أنه يملك الحقيقة المطلقة؟ ٢/٤

 

 

 

محمد مندلاوي

 

 

 

 

وعن الساسانيين الذين يلغي السيد “آريان هو” كورديتهم، ليس أمامنا إلا أن نذهب إلى المراجع المعتبرة والمعتمدة التي تعتبر حجة لأنها صدرت من أناس أكاديميين وفرس أيضا. إن آريان شكك بالطبري لأنه لم يذكر المصدر الذي استقى منه نص الرسالة. ربما اطلع الطبري على نص الرسالة في ذلك التاريخ فلذا لم يذكر المصدر، وإلا ما مصلحة محمد بن جرير الطبري أن يؤلف مثل هذه الواقعة من رأسه؟ أو ربما ذكر الطبري المصدر إلا أن أيادي من يحمل الحقد والضغينة في داخله ضد الكورد حذفه من النسخة الأصلية. وهكذا الحال بالنسبة لابن كثير، لم توجد حينها دولة كوردية كي نقول أرشته حتى يحشر اسم الكورد في كتابه. وما مصلحة الآخرين من الأكاديميين العرب والفرس وغيرهم أن يذكروا نص الرسالة التي ذكرت الكورد؟؟. دعني عزيزي القارئ أن أضع أمامك واحدة من الأعمال الخبيثة ضد الشعب الكوردي المسالم حتى تعرف مدى المؤامرة التي تحاك دائماً ضد هذا الشعب العريق إلا وهي عملية حرق النبي إبراهيم على يد الملك نمرود. دعونا نلقي نظرة على قصة نمرود ومحاولة حرقه للنبي إبراهيم الذي ذكرته كتب إسلامية كثيرة في صدر الإسلام،التي تقول:( حرقوه وانصروا آلهتكم) يقولون: قالها رجل من أعراب فارس، يعني الأكراد، فرجل منهم اسمه (هيزن- Hizen) هو الذي أشار على نمرود بتحريق النبي إبراهيم بالنار”. من الذين ذكروا القصة الإمام الحافظ المجتهد المفسر حافظ البغوي (433- 516) للهجرة في كتابه تفسير القرآن المسمى (معالم التنزيل) ج 3 ص 250. وذكرها فخر الدين الرازي (543- 606) للهجرة في كتابه لتفسير القرآن أيضاً (مفاتيح الغيب) ج11 ص 151. وذكرها محمد بن أحمد الشهير بالقرطبي ولادته غير معروفة أما وفاته (671) هجرية في كتابه لتفسير القرآن (جامع لأحكام القرآن) ج11 ص 200. وكذلك ذكرها، ابن كثير، والبيضاوي، والشوكاني ، والآلوسي ، والشنقيطي الخ. أنا هنا لا أناقش الحالة الإيمانية عند ذلك الكوردي الذي يزعمون أنه أشار على نمرود بحرق إبراهيم، أنا هنا فقط أذكر تاريخ تلك الحادثة التي عمرها زهاء أربعة آلاف عام. هل يوجد أي مصدر تاريخي ذكر وجود الفرس في ذلك التاريخ حتى يكون الكورد أعرابهم؟؟؟!!! أتلاحظ عزيزي القارئ، لا يوجد شعب فارسي على الأرض في عصر نمرود، إلا أنهم ينسبوا له شعب آخر بعد أن يوسموهم بالبدو، أو أعراب فارس؟؟!!، أليس هذه سياسة عنصرية جبانة ينسجوها لتشويه اسم الشعب الكوردي قادها الفرس بعد الإسلام؟؟. للمقارنة بين الكورد والفرس، لقد جاء ذكر اسم الفرس في أسفار (كتب) بني إسرائيل، كسفر دانيال الذي لا يتجاوز القرن السادس ق.م. . وسفر أستير القرن الخامس ق.م. . وسفر عزرا القرن الخامس ق.م. . وسفر نحميا الذي عاش في القرن الخامس ق.م. إلا أن هناك شك بأن أحد ما كتب سفره في القرن الرابع ق.م. بينما اسم الكورد كما بينا في حادثة النبي إبراهيم يرتقي إلى القرن الـ20 ق.م. بهذا الصدد يقول قاموس الكتاب المقدس: لا يمكن أن نعين على وجه التحديد التاريخ الذي عاش فيه إبراهيم ولكنه ولد، وفقاً للتاريخ الذي حسبه الأسقف أشر، حوالي سنة 1996ق.م. وقد اكتشفت آثار ونقوش في بابل ترجع إلى ذلك العصر وجد عليها اسم إبراهيم بهذه الصيغ “أبرامو”. ” ابمرام” – “ابمراما”. عزيزي المتابع، هذا هو اسم الشعب الكوردي العريق مذكور 2000 عام قبل الميلاد، هذا إذا استثنينا اسم الكورد الذي ورد في ألواح سومر التي هي قبل إبراهيم بزمن. بينما الفرس لم يذكروا إلا بعد قرون عديدة بعد ذكر اسم الكورد، السؤال هنا، كيف يكون هذا!! هل يجوز أن نقول أن الابن أو الحفيد ولد قبل الأب أو الجد!!!. عن تعدد اسم الكورد في المصادر أو عند الشعوب المختلفة يقول (محمد مردوخ) في كتابه تاريخ (كُرد وكُردستان وتوابع) ص 63 نقلاً عن المستشرق البريطاني درابفر (Samuei Rolles Driver) 1846- 1914م الآتي: كاردو، كاردوخي، كارتوخي، كاردوشي،كاردا،كارداك،كارداويه،كارتاويه،كوردي،كورتي،كورتوي،كورتوخي،كوردواني،كورديا،گوتي- جوتي، ويضيف: إن هذا المستشرق قال أن اسم سيرتي ما هو إلا تحريف لاسم كورتي.

وفيما يتعلق بالـ”ساسانيين”. جاء في كتاب (تاريخ الأمم والملوك أو تاريخ الرسل والملوك المعروف أيضاً بتاريخ الطبري) طبع مصر ص (57) المجلد الثاني. وأيضاً في كتاب (الكامل في التاريخ) لابن الأثير المجلد الأول ص (133) لقد جاء في هذين المصدرين رسالة موجهة من الملك الاشكاني الأخير وهو (أردوان الخامس) إلى (اردشير بن بابك بن ساسان) يقول فيها:” إنك قد عدوت طورك واجتلبت حتفك أيها الكوردي المربى في خيام الأكراد من أذن لك في التاج الذي لبسته” أن الطعن في أصل وانتماء الساسانيين للأمة الكوردية لم يأت فقط على لسان (اردوان الخامس الاشكاني) بل جاء هذا الطعن على لسان (بهرام چوبین) أيضاً وهو سليل السلالة الاشكانية التي حكمت إيران قبل الساسانيين، وعندما حدثت بينه وبين الملك الساساني ( خسرو الثاني – پرويز) مواجهة حاول فيها (بهرام چوبین) إعادة الحكم من الملك (خسرو الثاني – پرويز) حين قال له: “يا ابن… المربى في خيام الأكراد” ذكر هذا العلامة الفارسي (دهخدا) في موسوعته الشهيرة  (لغت نامه) نقلاً عن كتاب (الطبري) المجلد الثاني ص  138 طبع مصر. – لاحظ يا آريان كيف اختلف رقم الصفحة من طبعة إلى طبعة بينما الكتاب مطبوع في نفس البلد؟-. من الذين ذكروا هذه القصة شخص أكاديمي كبير وأستاذ كرسي في جامعة طهران إلا وهو الدكتور (رشيد ياسمي) في كتابه الشهير (کُرد وپیوستگی نژادی وتاریخی او=الكورد وارتباطهم العرقي والتاريخي) للعلم، أن (رشيد ياسمي) كان إيراني الهوى مثل السيد آريان. لكن لاحظ يا آريان ماذا يقول ياسمي في كتابه المذكور ص171 عن الرسالة التي أنت تزعم لم يذكر الطبري مصدرها: مؤيد اين قول نامەایست کە اردوان پنجم اشکانی آخرين پادشاە آن سلسلە باردشیر نوشت (١) وتوهین بسیار کرد از جملە در این نامە کە در حضور عموم خوانده شده است اردوان عبارتى مينويسد كه در طبرى وابن اثير درج است: انك قد عدوت طورك واجتلبت حتفك أيها الكردى المربى في خيام الأكراد من أذن لك في التاج الذي لبسته (2)=  الذي يؤيد قولنا هذا الرسالة التي بعثها اردوان الخامس الاشكاني آخر ملك في السلالة المذكورة إلى اردشير، وأهانه كثيراً في رسالته، مما جاءت في هذه الرسالة التي قُرأت بحضور جمع غفير والتي كتب فيها اردوان العبارة التي ذكرها الطبري وابن أثير: انك قد عدوت طورك واجتلبت حتفك أيها الكردى المربى في خيام الاكراد من اذن لك في التاج الذي لبسته. ثم، يقول (رشيد ياسمى) في حاشية كتابه المذكور أعلاه (1): نويسندە این نامە دبیر اردوان موسوم بە داذ بونداه بود كه شاپور پسر اردشیر اورا بانتقام جسارتش بدست خود هلاک کرد= كاتب هذه الرسالة كاتب اردوان وكان اسمه داذ بونداه الذي قتله شاپور ابن اردشير بيديه انتقاماً لوقاحته. (تاریخ ساسانیان کریستن سن ترجمە رشید یاسمی) ص 83. وفي ذات الحاشية يذكر اسم الكتابين (2): طبرى چاپ مصر ص 57 (ج2) كامل ص 133 (ج1). أ رأيت يا آريان أن أكاديمياً كبيراً بوزن ومكانة (رشيد ياسمي) ذكر اسم كاتب الرسالة. دعنا الآني نفصل بعض الشيء في أصل وفصل الساسانيين. ذكر (ابن منظور) في قاموسه (لسان العرب) أن (ساسان كسرى) لم يشحذ وإنما رعى الغنم وقيل له (ساسان الكُردي) وكان ممن يعره برعي الغنم الشاعر (امرؤ قيس) قال فيه شعراً: لستُ براعي اِبلِ ولا غنم … ولا بجَزارِ على ظهري وَضَم. يا ترى لماذا تهكم به (امرؤ القيس) بأنه راعي كما جاء في رسالة التي نقلها لنا الطبري وابن اثير. ينقل (بابا مردوخ) في كتابه (تاريخ مشاهير كُرد) المجلد الثالث القسم الثاني في ص 7: از جمله طوايف كُرد در فارس شبانكاره است كه در حدود سال 421 ميلادى حكومتى تشكيل دادند و تا 756 دوام كردند= من عداد القبائل الكوردي في فارس قبيلة شبانكاره – شوانكاره- التي أسست حكومة بحدود عام 421م واستمرت حتى عام 765. وينقل ذات المصدر وفي ذات الصفحة نقلاً عن ابن البلخي الذي يستشهد به آريان الآتي: بنابرآنچە در فارسنامەی ابن البلخی مسطور است، يكى از عشاير شبانكاره رم الباذنجان بوده كه همان بازرنگى است وساسان – كه در استخر فارس مى زيست وموبد معبد اناهيتا بود- زنى از خاندان بازرنگى به نام رام بهشت را به همسرى برگزيد كه از او بابك -پاپک- به وجود آمد. بنا بر مقدمات مذكور جد اردشير يعني ساسان از طايفه شبانكاره ومادر بابك از طايفه كُرد بازرنگی است. با اين ترتيب مى توان اردشير را كُرد ناميد= بالاستناد على ما جاء في كتاب فارسنامه لابن البلخي أن إحدى عشائر شبانكاره رم الباذنجان التي هي عشيرة بازرنگى. إن ساسان – الذي عاش في استخر في فارس وكان كاهناً لمعبد اناهيتا- تزوج من امرأة من إحدى عوائل عشيرة بازرنگى وكان اسمها رام بهشت التي انجبت له بابك. نسبة إلى المقدمات المذكورة أن جد اردشير الذي هو ساسان يكون من قبيلة شبانكاره ووالدة بابك من عشيرة بازرنگی. ويضيف المصدر: بناءً على هذا نستطيع أن نعد اردشير كورديا. أرجو أن اتضحت النقطة للسيد آريان وللأخوات والأخوة القراء حيث أن جدة اردشير (رام بهشت) من عشيرة شغلها الزراعة وتربية المواشي، من المرجح جداً أن اردوان حين قال لاردشير يا ابن المربى في خيام الأكراد يريد تذكيره بانتمائه الكوردي للعشيرة التي تربي المواشي. للعلم أن اسم العشيرة شبانكاره – شوانكاره يعني الراعي؟. للزيادة، وقبل الساسانيين كان الميديون الكورد في البدء هم أيضاً يربون الماشية؟؟. ثم، جاء في أهم معجم للغة العربية قديمه وحديثه إلا وهو معجم (تاج العروس) شرح القاموس في مادة (س و س) لمرتضى الزبيدي الولادة (1144) هجرية، الوفاة (1204) هجرية المجلد الأول صفحة 134: إن لقب ساسان الأكبر أعطاه كتاب المعاجم والمؤرخون المسلمون لـ(ساسان بن يهمن) ساسان الأول. وجاءت أيضاً في دائرة المعارف الإيرانية للعلامة (علي أكبر دهخدا) المجلد التاسع صفحة  13287: ساسان الأصغر لقب ساسان والد بابك والد أردشير بن بابك. ساسان الأصغر بن بابك بن مهرمس بن ساسان الأكبر ” أبو الأكاسرة ” وهو حفيد ساسان الأكبر بن يهمن بن أسفنديار، الرجوع إلى (تاج العروس) و(منتهى الأرب) و(الطبري) طبع ليدن المجلد الثاني صفحة  813 و(حبيب السير) طبع الخيام المجلد الأول صفحة ( 222) و(مجمل التواريخ والقصص) ص (33). الرجوع إلى (ساسان الرابع) في لغتنامه دهخدا (دائرة المعارف الإيرانية- الفارسية) لـ(علي أكبر دهخدا) المجلد التاسع  ص ( 13286) وأيضاً المجلد التاسع ص ( 13248): أن والد (أردشير) هو الراعي (بابك الكردي). وجاء في (المطرزي) شرح مقامات الحريري الطبع الحجري (إيران) (1273) هجرية ص  39 وفي لغتنامه دهخدا المجلد التاسع ص  13282: إن ساسان جد الساسانيين كان يقال له: ساسان الكوردي. وجاء في شرح مقامات الحريري مطرزي طبع سنة  (1273) هجرية صفحة  39 وفي لغتنامه دهخدا المجلد التاسع صفحة  13287: إن “ساسان كورد” هو لقب (ساسان بن يهمن)، بهذا الصدد يقول العلامة (دهخدا) في موسوعته المذكورة في مادة الباء المجلد الثالث ص 3843: أن والد (أَرْدَشير= هَرْدَشير) هو الراعي (بابك الكُردي). أعتقد الآن أصبحت الصورة واضحة لا لبس فيها أن هؤلاء الساسانيون ينتمون إلى عائلة كوردية أصيلة أسست الإمبراطورية الساسانية التي حكمت بين أعوام (224- 652) ميلادية وسماها مؤسسها (هردشيرَ -ارْدَشير بن بابك بن ساسان) بهذا الاسم نسبة لجده ساسان الكوردي. يقول (رشيد ياسمي) في كتابه المذكور ص 172 نقلاً عن كتاب معجم البلدان ج7 ص 413 لياقوت الحموي: سلاطين این سلسلە بیادگار طايفه خود يكى از شهرهاى مدائن را كُرد آباد نام نهادند…= إن ملوك هذه السلسة – الساسانية- تخليداً لاسم شعبهم الكوردي أطلقوا على إحدى مدن المدائن (طيسفون) اسم “كورد آباد” أي: معمورة الكورد. وينقل رشيد ياسمي في كتابه الذي ذكرنا اسمه ص 172 نقلاً عن كتاب (بلدان الخلافة الشرقية) لـ(كي ليسترج): لقد بنا اردشير مدينة باسم “بوذاردشير” لسكن الكورد.

 

“الثقافة ليست ترفاً بل هي ضرورة”

04 08 2020

 

أدناه عنوان الفيديو الذي تكلم فيه السيد آريان وهو من جزأين وعنونه باللغة العربية كالآتي: تاريخ الأكراد..  هل الساسانيين أكراد.

يتبع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عندما يتصور الأهوج أنه يملك الحقيقة المطلقة؟ ٣/٤

 

 

 

محمد مندلاوي

 

 

 

يقول آريان: يقول أكرادنا كل شي كْردي، فلان شيء كْردي.

توضيحي: يا آريان، أنك زعمت بأنك تنتمي للشعب الكوردي، لكن الكوردي الأصيل لا يقول: كْردي؟. المواطن الكوردي: أما يقول ويكتب كوردي بالواو وهو الأصح، أو يقول ويكتب بالصيغة العربية كُردي بالضم. أما كْردي بالسكون غير صحيح!!.

ثم يتهكم السيد آريان بالشخص الذي عرض فيديو وقال فيه: إن الإمبراطورية الساسانية أعظم إمبراطورية في العالم. لم يوضح الأخ المتحدث كيف هي أعظم إمبراطورية. بلا شك كانت أعظم إمبراطورية في زمانها، في عصرها عندما حكمت البلاد التي تمتد بين إيران ومصر. وسنوات حكمها كانت بين أعوام 224- 651م وهي أكثر عمراً من الإمبراطورية الأخمينية، التي حكمت بين أعوام 550-331ق.م. . ثم، يرد على المتحدث الذي اشرنا له بأنه قال: إن الدين الزردشتي أعظم دين. السيد آريان يقول: ما هو أعظم دين. أي: ليس أعظم دين. ربما قصد المتحدث الذي اسمه بشير، بوصفه له كأعظم دين لأنه أول دين توحيدي وصاحب كتاب وله نبي يبشر به وله فرائض وطقوس تؤدى بشكل يومي الخ.

يتحدث “آريان هو” في الفيديو عن “خَسرو- پرویز” بشيء من التبجح. يقول: اسمه خسرو وليس كيخسرو. ثم ينسى بعد قليل وهو يقول: قتل كيخسرو على يد ابنو (نجله). كلام السيد آريان في أغلبه غير صحيح. إن خَسرو لم يقتل نجله بل أعدائه ذبحوا نجله أمام عينيه ومن ثم قتل هو أيضا. للعلم، أن كلمة “کەی- كَي” التي تسبق الاسم، تعني الملك أو الكبير، الشخصية المحترمة، مثال كيكاوس، كيقباد، كيخسرو، كى لهراسب، كى سياوش كى بشتاسب، كى اردشير الخ. إلى اليوم الكورد يقولون للسيد الكبيرة “كى بانو أو كى وانو” وجاءت كلمة كى في كتاب النبي زرادشت (ع) أفيستا بصيغة “كوى” تعني الملك، أمير الخ. ومن صيغ “كى” هناك كلمة “كيا” أيضاً التي تعني نفس المعنى بمعنى الملك الجبار، وهي شائعة إلى اليوم في إيران وكوردستان. للعلم، (نورالدين كيا نوري) كان سكرتيراً للحزب الشيوعي الإيراني (توده). ثم، أن خَسرو ليس اسماً؟ بل صفة بمعنى عادل، ذات أخلاق طيبة. الفرس كانوا يسمونه “انو شك روان” التي تحولت على مر الأيام والسنين إلى “انوشيروان” وهي ترجمة حرفية لـ”خَسرو” أما اسم خسرو الثاني هو “پَرویز”. للعلم، أنه لجأ إلى البيزنطيين الذين ساعدوه بجيش جرار هجم به على مدائن وعلى أثره هرب “بهرام چوبين” منها وحرر “خَسرو” العاصمة الشتوية وبدأ ببسط نفوذه على كامل أرض إيران التي كان من ضمنها آنذاك العراق؟. أما تسمية كسرى فهي الصيغة العربية لـ”خَسرو” وجمعها أكاسرة. لكي أكون دقيقاً في أقوالي أن الفرس في مؤلفاتهم يزعمون أن خسرو يعني الملك، لكن كتاب أفيستا أو أفستا يقول: تعني التسمية الجميلة. دعونا الآن نحلل الكلمة، “خَس” هي ترخيم لـ” خاس” وهي كلمة كوردية خالصة لا توجد في اللغة الفارسية وتعني جيد. إلى اليوم كلمة حية في جلالة اللغة الكوردية حيث يطلقها الكورد كاسم علم على الأشخاص إلا وهو “براخاس” بمعنى الأخ الجيد. و “رَو- ڕەو” اختصار لـ “رَوشت- ڕەوشت”  التي تعني: أخلاق، سجية، طبع،سلوك، تصرف الخ. وبهذا تعني التسمية صاحب الأخلاق الحميدة. حتى أن الترجمة الفارسية للاسم ليس بعيداً عن هذا المعنى. “انوشه” بمعنى جيد، و”روان” بمعنى الروح. أي: ذات الروح طيبة.

وفي سياق تسجيله يتحدث آريان عن اسم “اردشير” ويقول: إن اسمه اردشير وليس ازدشير، ويضيف: يعني أسد الأرض، ثم يحلل الاسم ارد تعني الأرض، وشير يعني الأسد، ومجمل الاسم يعني أسد الأرض. ويستطرد آريان: طبعاً الكوردي الذي مابيعرف فارسي ما بيحقلو بالأمور هاي. عزيزي القارئ، أنا نقلت لك كلام السيد آريان كما نطقه في الفيديو الذي نشره لنا كتحدي، أرجو أن يكون كلامه مفهوم لديكم.

طيب يا آريان، نحن نسألك أنت، هل تجيد اللهجة الكلهرية أو الفيلية التي يجب على من يتكلم عن هذه المنطقة أن يجيدها بطلاقة؟ لأن هناك كلمات وتسميات ميدية وساسانية سائدة إلى اليوم بلهجتهم.ثم، من أين جئت بتفسيرك… لتسمية “ارد” بالفارسي تعني الأرض، و”شير” يعني الأسد؟؟. وزعمت أن الاسم يعني أسد الأرض!. هل أن الفارسي يقول ارد!!. ماذا تقول لو وضعنا أمامك أن كلمة “ارد” بالفارسية لها معنى مغاير تماماً عن ما زعمت يا آريان. هذه دائرة المعارف الإيرانية التي يقال عنها أنها أعظم عمل أخرجته العقلية الفارسية في قرن الـ20. تقول عن كلمة “ارد” في المجلد الثاني ص 1687: ارد نام ایزیدی در آئین ایرانیان باستان. ويضيف المصدر في ذات الصفحة: ارد اوستايى مأخوذ از اَرْتَه واَرِته واِرِتَه اوستائى، ورتَه سانسكريت بمعنى درستى وراستى وپاکی وتقدس ومجازاً مقدس. وتقول: همين كلمة در اول اردشير واردوان واردويراف وارديبهشت ونيز بصورت مزيد مقدمى در أسماء امكنه مانند: اردستان، اردبيل، واردكان ديده ميشود= ارد اسم ايزيدي في دين قدماء الإيرانيين. إن ارد كلمة أفيستائية مستوحاة من اَرْتَه واَرِته واِرِتَه وجميعها من كتاب أفيستا – أفستا. وفي السانسكريتية أيضاً ورتَه بمعنى: حقيقي، واقعي، طاهر، ومقدس. ويضيف المصدر في ذا الصفحة وفي نفس الجزئية: نفس هذه الكلمة – اردشير- تجدها في أول تسمية اردشير، واردوان واردويراف وارديبهشت. ويستمر المصدر: تجد هذه الأسماء كمقدمة في أسماء الأمكنة التالية: اردستان، اردبيل، واردكان الخ. أليس الآن يجب أن يعتذر السيد آريان من الأخ (بشير) الذي تهكم به كثيراً من خلال الكلام… والابتسامة الصفراء التي ارتسمت على محياه. بالمناسبة هناك الكثير عن “ارد” في هذا المصدر ومصادر أخرى لم أرد أن أخوض فيها بالتفصيل حتى لا أرهق القارئ . حتى أن تفسيره لصيغة اسم “اردشير” غير ملائم، لأن الفرس عندما يطلقون صفة الأسد على اسم أحد ما غالباً أكرر غالباً ما يأتي اسم الأسد أولاً ومن ثم يلصق به الاسم الآخر، على سبيل المثال وليس الحصر عندهم اسم: شيرگیر، بمعنى صياد الأسود، وعندهم اسم: شيرآفرين يعني خالق الأسد، و شيرايزد بمعنى أسد الله الغالب، وشيرسيستان كان لقباً لـ(رستم زال) البطل الإيراني الأسطوري، وشيربان- شيروان بمعنى حارس الأسود، وشيراوزن- شيراوژن بمعنى شجاع، جرئ، وقوي الخ. بما أن الكوردية والفارسية تنتميان إلى عائلة لغوية واحدة تجد الاسم عند الكورد بذات الصيغة،كـ: شيركو – شێڕکۆ، وشيردل- شێڕدڵ، وشيره- شێڕە لاحظ الـ”ه” في اللغة الكوردية جاءت في مكان ألف لام التعريف العربية، لكن في الكوردية تأتي في آخر الاسم؟ أي: إن اسم ” شيره – شێڕە” يعني الأسد؟ الخ. كي أكون دقيقاً في كلامي ولا أتجنى على صاحب الفيديو هناك في اللغة الكوردية والفارسية اسم “علي شير- عەلی شێڕ”. وهناك أيضاً اسم قديم “لهراسب” بمعنى الحصان السريع. و”گشتاسب” بمعنى صاحب الخيل المتهيئ.  لكن هذه الصيغ لم تكن شائعة بكثرة مثل الصيغة الأخرى التي ذكرناها أعلاه. ويستمر السيد آريان في تحليله وتفسيره اللغوي للأسماء حتى جاء على اسم الاشكانيين، ويزعم: الاشكانيين ويقال لهم “بارتيين – پارتیین” أي: هؤلاء من قبيلة پارت. ويستمر: إن اردوان من قبيلة ارشك، يقال لهم اشكانيين، أشك يعني دموع باللغة الفارسية، اسم العائلة هيك. انتهى كلام آريان في هذه الجزئية. دعونا نوضح الاسم من خلال المصادر الفارسية. أولاً أن اسم البارتيين لم يطلق على قبيلة بهذا الاسم؟ بل كان اسماً لـ(خراسان) التي كانت تسمى قديماً پارت. تقول دائرة المعارف الإيرانية المعروفة باسم “لغت نامه دهخدا” في ج 4 ص 5339 ما يلي: پارت، پارث،پَرثَ،. نام خراسان كنوني…= بارت، بارث، برث، اسم لخراسان الحالية. وفيما يتعلق باسم الاشكانيين. إن كلمة اشك لها معاني عديدة لا تعني فقط دموع؟الفرس يقولون: اشك باران= قطرات المطر. فكل قطرة تسمى بالفارسية اشك؟. لقد قدم “دهخدا” عدة معاني لاسم الاشكانيين، لكنه قال أن أصوبها هو اسم لأول ملك من ملوك الاشكانيين الذي كان اسمه “ارشاك” فلذا أصبح اسمه فيما بعد لقباً لملوك هذه الطائفة أو الناس، وبمرور الزمن تغيير الاسم من “ارشاك” إلى “اشك” وحكم منهم بهذا اللقب المشار إليه 28 ملكاً. ثم، يفسر لنا السيد آريان اسم “يزدگرد” ويزعم التالي كتابة: معنى اسمه – يزدگرد- يعني الله أو الملاك.. وكلمة “گرد” تعني الدائري فمعنى اسمه الملك الدائري ويقصد به الشمس وهو لقبه. انتهى كلام آريان في هذه الجزئية. توضيحنا عن ما زعم، إن من أسماء الله قديماً في إيران “يزت” وكان في الدين الزرادشتي يقال هذا الاسم لرب الأنواع، الشمس والقمر والنار والماء والرياح. جاء هذا في دائرة المعارف الإيرانية ج15 ص 23767. لم يقل المصدر أن اسمه “يزدگرد” أو “يزتگرد”. لا أجد فيه ضيراً إذا نلقي نظرة على معنى اسم “گرد” الذي ألصقه آريان باسم الله في الفارسية. كي أكون دقيقاً في سردي أن اسم “گرد” في اللغتين الكوردية والفارسية يعني الشيء الدائري. لكن دعونا نرى المعاني الأخرى لـ”گرد” التي تتناسب مع اسم “يزد”. إن العلامة (دهخدا) ذكر في حاشية موسوعته عن الـ”گرد” في ج 15 ص 23772: معرب – يزدگرد- يزدجرد واصل آن يزدكرت (Yazdgard) Yazdkart,  ثم يفسر الاسم ويقول: از يزد (=ايزد)+ گرد (= كرد، كرده، آفريده)=  يقول: تعريب يزدگرد هو يزدجرد، وأصله يزدكرت (Yazdgard) Yazdkart, ويفسر (دهخدا) التسمية بمعاني عديدة منها “آفريده” التي تعني الخالق؟. ومن خلال الترجمة الحرفية للاسم يتبين أنه يعني اليزد الخالق (الله الخالق). – لكي أكون أميناً مع القارئ، أن العقيدة الإسلامية لا تقبل أن يسمى إلهه الذي هو الله بأسماء إله وثني، مثلاً حين يخطب بعض شيوخ الكورد على المنابر أو يتكلموا في الإعلام ويذكرون “خودا- خوا” كاسم لله يعد هذا محذوراً عقدياً يقعوا فيه لأن “خودا- خوا” في الإسلام إله وثني فلا يجوز ذكره كالله؟؟  إذا أنا مخطئ في هذا أرجو أن يصحح لي أي شيخ أو رجل دين – وهناك معاني أخرى للاسم كمدينة أو بلدة مثل: دشت گرد، لاشگرد، لاسگرد، بروگرد،مهریگرد، خسروگرد، شاپورگرد الخ. ثم تحدث في سياق الفيديو عن القائد الإيراني في زمن “خسرو- برويز” شهربراز أو شهروراز، إن هذا القائد هو الذي فتح مصر عام 612م ، وفتح بيت المقدس، وأخذ الصليب الذي صلب عليه المسيح “صليب الصلبوت” إلى إيران. بالمناسبة “شهربراز” كان لقبه، أما اسمه “فرخان”. وشهربراز يعني خنزير الدولة؟ لقد أعطي قديماً هذا اللقب في إيران للقادة الشجعان. للعلم أن اسم “شهر” الذي يقال للمدينة اليوم كان في العصور القديمة يقال للدولة “شهر” كاسم “إيران شهر”. ويتحدث آريان عن الانتماء القومي لاردشير يقول: يا ترى هو فارسي أو كوردي أو لوري. بسبب عدم معرفة آريان بقبائل الشعب الكوردي يعد “اللور” قومية خاصة قائمة بذاتها!! وهكذا يقول عن الزازا!!. وهذا غير صحيح بتاتاً، اللور شريحة من شرائح الأمة الكوردية ولدينا في هذا المضمار دلائل كثيرة جداً. لقد قلت في مقالات سابقة أن عاصمة محافظة اللور الكبير اسمه “شهر كورد” أي: مدينة الكورد، أو دولة الكورد، وهناك مدن وقرى لورية على ساحل الخليج تحمل أسماء الكورد كمدينة كوردستان، وكوردوان، وكورد شيخ، وكورديه الخ. الطامة الكبرى أنه اتهم الأخ بشير وغيره من الكورد بأنهم لا يقرؤون!! في حين ظهر لنا أن السيد آريان هو الذي لم يقرأ.

 

“الثقافة ليست ترفاً بل هي ضرورة”

04 08 2020

 

أدناه عنوان الفيديو الذي تكلم فيه السيد آريان وهو من جزأين وعنونه باللغة العربية كالآتي: تاريخ الأكراد..  هل الساسانيين أكراد.

يتبع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عندما يتصور الأهوج أنه يملك الحقيقة المطلقة؟ ٤/٤

 

 

 

محمد مندلاوي

 

 

عزيزي القارئ، حين تطلع على الفيديو الذي نشره بجزأين ستجد أنه يستشهد بكتاب (بلدان الخلافة الشرقية) لاحظ ماذا يقول هذا الكتاب في ص 235 عن اللور: لورستان (لُرستان) أي بلاد اللُر، واللُر جيل من الأكراد. ويستمر آريان في زعمه: “بأن اردشير فارسي وليس كوردي لأنه ولد في قلب شيراز منطقة الفرس”. يظهر أن آريان لا يعرف أن المنطقة التي تحمل اسم إقليم فارس فيها قبائل كوردية كثيرة من المرجح أكثر من الفرس، وفيها من شجعان الكورد الكثير. لقد ذكر )رشيد ياسمي) في كتابه المشار إليه نقلاً عن كتاب تاريخ البيهقي طبع الأستاذ بهمنيار ص 28 وهو يتحدث عن المنسوبين إلى المدن والبلدان ويقول أن وطن الأصلي للكورد هو فارس، يقول: هناك حكماء يونان، وصياغ حران، ونساجي اليمن، وكُتاب بغداد، و وراقي سمرقند،وصبابيغ سيستان، وأذكياء طوس، وقثاء مرو، ووجوه بخارا البديعة، وحاذقي ورسامي الصين، ورماة الأتراك، ودواهي – داهية- أو قرى بلخ، وشرفاء غزنين ، وسحرة الهند، وفقراء كرمان، واكراد فارس، وتركمان حدود قونية وانقرة، ومتصوفة دينور الخ. دعني أضع أمامك مصدر أو مصدرين أخريين وهما يذكران الكثرة الكثيرة للكورد في إقليم فارس الذي عاصمته (شيراز). ذكر الشيخ (محمد مردوخ كوردستاني) في كتابه (كرد وكردستان (وتوابع) في صفحات متعددة ناقلاً عن اصطخري، وابن حوقل، والمقدسي، أسماء القبائل الكوردية في إقليم فارس وعاصمته شيراز كـ: بندەداکی، تامادانی، جلیلی، رامانی، باکیلی، آدزگانی،آزاددختی، آلاک، وعدهم بأكثر من ثلاثين قبيلة. لكثرة وأهمية الكورد في إقليم فارس نذكر لك مصدراً آخراً إلا وهو كتاب (دراسات حول الأكراد وأسلافهم الخالديين الشماليين)تأليف (ب. ليرخ) ص 83- 84: ورد لدى جوانين ذكر العشائر الكردية القاطنة في فارس، إلا أنه لم يحدد ما هي هذه العشائر بالضبط. لقد ذكر  الجغرافي العربي الاصطخري في القرن العاشر أسماء 33 عشيرة قاطنة في فارس وهي: مدبر، الزامانية، الكرمانية، الاردكانية، الاسحاقية، الشهركية، الصباحية، البناد مهرية، البقلية، محمد بن اسحق، محمد بن بشر،الصقرية، الزنجية، الجسروية، البذاقية، الشهروية، الزبادية، الطبادهية، المرانية، الشاهونية، التسامهرية، المباركية، المهركية، الشهابنوية، الممالية، المطلية الخ ويضيف المصدر: وحسب ابن حوقل يعيش في فارس ما يقارب من 500,000  أسرة (خانة) – نصف مليون- من عشائر راحلة مختلفة (قوم،جوم) ويضيف المصدر، وحسب الإدريسي كانت أربع مقاطعات كردية في فارس (زموم.زم) وهي: زم الحسن بن خالويه أو المجان، زم الديوان أو حسين بن صالح أو السوران، زم اللوجان أو أحمد بن الليث أما الرابعة فلم يذكرها. ثم يذكر المصدر العشائر الكوردية في خراسان وفي جبال الديلم ومازندران الخ. والأستاذ (رشيد ياسمي) هو الآخر ذكر الكورد في إقليم فارس في كتابه المذكور ص167- 168 وهو بتحدث عن شعر لفردوسي ذكر فيه علاقة الكورد مع اردشير، يقول: از اين داستان برميآيد كه كُردان در پارس بسیار بودند بحدی کە با شاە جوان نیرومندی چون اردشیر مقاومت میکردەاند= يتضح لنا من خلال هذه القصة أن الكورد في فارس كانوا بأعداد كبيرة إلى حد الذي قاوموا ملكاً شاباً ومقتدراً مثل اردشير. ويذكر: از جملة طوايف كُرد ساكن پارس طايفة شبانكاره است واكثر مورخان اين نسبت را تأييد کردەاند…= مِن عداد القبائل الكوردية في فارس كانت قبيلة شبانكاره، أن أكثر المؤرخين أيدوا هذا القول. ويستمر في ص 168: كُردان پارس پنج رم بودەاند هر يك رم صدهزار حومه بدين تفصيل: رم جيلويه- رم الذيوان- رم اللوالجان – رم الكاريان – رم البزنجان= الكورد في فارس خمسة رموم وكل رم عدده 100,000 مائة ألف وكانوا هكذا: رم جيلويه- رم الذيوان- رم اللوالجان – رم الكاريان – رم البزنجان. – في المصدر الذي ذكرناه أعلاه قال كانوا أربعة رموم-. وجاء في ذات المصدر ص 168: در مجمع الانساب شبانکارەئی مسطور است كه: طايفه شبانكاره از اسباط اردشيرند…= عن نسب قبيلة شبانكاره مذكور أنهم أحفاد اردشير؟. دعنا نضع بين يديك المصدر الذي قلت أنه لا يذكر الكورد إلا وهو كتاب (بلدان الخلافة الشرقية) تأليف (كي لسترنج) ترجمة بشير فرنسيس و كوركيس عواد. يقول في ص 302: وفي هذا القسم الجبلي من فارس، وقد عرف بعدئذ بجبل جيلويه، قبائل الأكراد الخمس ويقال لها زم الأكراد، وكانت فيها في المائة الرابعة (العاشرة) مراعيهم ومنازلهم. وتكلم نفس المصدر وفي ذات الصفحة نقلاً عن المقدسي: على قلعة لهم في الجبل قرب منازلهم، لها رستاق ونهر وهي وسط الجبال ذات بساتين ونخيل وفواكه وخيرات. هذا مصدرك الذي استشهدت به يتكلم عن كثرة الكورد في إقليم فارس. للعلم، أن الكوردي الفيلي (كريم خان زند) الذي أسس الدولة الزندية في إيران بين أعوام 1705- 1779م امتداداً لأسلافه الكورد في إقليم فارس نقل العاصمة الإيرانية إلى شيراز عاصمة إقليم فارس؟؟. أعتقد هذا يكفي الأستاذ، حتى يعرف جيداً كثرة أعداد الكورد التي تفوق على أعداد الفرس في إقليم فارس ذاته، ليس عجيباً إذا ظهر بين ظهراني هؤلاء الكورد شخص ما بقدرات قيادية كبيرة يصبح فيما بعد ملكاً على كل إيران، إلا وهو “اردشير أو هردشير” (اَرْتَ خْشَتْرْ) بن بابك بن ساسان الكردي. إلا يعرف آريان أن الفرس في البدء كانوا في كوردستان؟ وتحديداً قرب مدينة أورمية قبل أن ينزحوا منها إلى جنوب إيران، وتحديداً إلى المنطقة التي حملت اسمهم فيما بعد إلا وهو إقليم فارس؟؟. يزعم المتحدث آريان: كل قبائل إيران أولاد عم – يعني من عنصر واحد؟-. هذا غير صحيح في إيران شعوب وأقوام غير آرية كالعرب، والتركمان، والأتراك، والعبريين اليهود، والمسحيين الخ. يزعم آريان: إن اسم إيران في زمن حكم آل ساسان كان “إيران شهر” وليس الدولة الساسانية. مَن قال لك يا آريان أن الدولة الإيرانية كانت تسمى باسم ساسان؟؟!! الساسانيون كانوا سلالة تحكم هذه الدولة التي سميت إيران شهر، أتلاحظ  أن اسم شهر هنا يعني الدولة؟ وإيران قديماً كانت تسمى آريان التي كانت تعني وطن الآريين ومساحتها أكبر بكثير مما هي عليها اليوم؟. إن السيد آريان بما أنه لا يعرف الكثير عن مناطق كوردستان وشرائح الأمة الكوردية تجده كالآخرين يسمي الپهلوية لغة فارسية وسطى. نعم  لقد تكلم بها الفرس لكنها ليست فارسية؟ كانت لغة إقليم پارت (خراسان) فلذا سميت بالپهلوية. في هذا المضمار يقول العلامة (مسعود محمد) في كتابه (لسان الكُرد) ص 38: ثم انقسمت إلپهلوية إلى لهجتين شمالية هي لسان مركز الحكم والبلاط والشعب الپارتي. والثانية جنوبية غربية مجاورة للپارسية؟. لقد التقيت في إيران بأحد الأدباء الإيرانيين قال لي: “إن اللهجة الكوردية الإيلامية (عيلام) المستعملة اليوم هي لهجة پهلوية”. بعد أن سمعت منه هذا الكلام قمت ببحث في أسماء المناطق التابعة لـ(إيلام) و وجدت أن هناك مدينة تابعة لـ(ايلام) اسمها “پهله” وسكنتها من الشريحة الكوردية الفيلية وهذه الأخيرة هي الأخرى كانت تسمى “پيلي” لكن على مر الزمن جرى تحوير الاسم على لسان العرب من پيلي إلى فيلي، تماماً كما جرى تحوير پارس إلى فارس.  لقد كرر آريان عدة مرات في حديثح  اسم اللغة الإيرانية. يا سيد آريان لا توجد لغة اسمها اللغة الإيرانية؟؟. هل تستطيع أن تقول اللغة السورية أو اللغة العراقية؟؟ أم أن هناك لغة عربية ولهجة سورية وعراقية؟.

انتهى ردنا وتوضيحنا على الفيديو الأول الذي نشره آريان كتحدي لنا.

الآن نبدأ بالرد والتوضيح على الفيديو الثاني.

وفي الفيديو الثاني عرض آريان صفحة مكتوبة عام 2017 لا يحمل اسماً لكاتبه، يزعم أن الطبري لم يذكر اسم الكورد بل ذكر اسم “دهاتي” أي قروي باللغة الفارسية!!. طبعاً هو -آريان- يردد ما يزعمه الفرس وغيرهم عن أن الكورد قرويين، وقيل عنهم أن أنهم بدو الفرس، لقد وضحت هذا في كتاباتي وقلت هاتوا لنا مصدراً واحداً يذكر وجود الفرس في العصر الذي ذكر فيه الكورد كأعراب فارس؟. وذكر آريان اسم الطبري وزعم أن طبري موجود في شرق إيران! إذا يقصد آريان (طربستان) التي منها الطبري فهي موجودة في شمال إيران وليس في شرقها والآن تسمى مازندران؟.بما أن آريان تهكم ببشير وغيره في هذا الفيديو فلذا نحن نلزمه من لسانه الذي نطق به في الفيديو، لا حظ عزيزي القارئ لا يفرق بين اسم القرية واسم العدد عشرة في اللغة الفارسية!. يقول: دِه تعني عشرة وتعني قرية بالفارسية. لا يا هذا، أن عدد عشرة بالفارسية “دَهْ” بالفتحة، بينما اسم القرية “دِهْ” بالكسرة. للزيادة، في البهلوي (پهلوی) عدد عشرة يسمى “داه= dah” وفي كتاب الافيستا المقدس يسمى: “داسا= dasa” والكورد عندما أطلقوا على اليد (الكفين) اسم “دَس- دەس” من المرجح أنها مستوحاة من وحي كتابهم المقدس افيستا، لأن اليدان تحتويان على عشرة أصابع فلذا قالوا لليد دَس- دەس- das؟؟. طبعاً السيد آريان يقرأ اللغة الفارسية كأي عربي يقرأ اللغة الهندية.  يقرا الكلمة ولا يستطيع أن يقف عليها ويشرحها للقارئ حتى يستفيد منها. قرأ كلمة “مردك” بالفارسية وقال تعني رُجيل وهو تصغير رجل وهذا صحيح، لكنه لم يقل لماذا كلمة مرد ألحق بها حرف الكاف فقط حتى تعني الكلمة “مرد صغير” أن حرف الكاف هو مختصر لكلمة “كوچک” السائد في اللغة الكوردية، والفارسية، وكل لغات الهندوأوروبية الأخرى أنها تختصر الكلمة. باللغة السويدية تسمى هذه الطريقة “فوركورتنينگ = förkortning”. وفي سياق حديثه في الفيديو تكلم آريان عن أسماء بعض الشخصيات منهم شقيقة “بهرام چوبین” التي اسمها “كُردويه” وهو يعتمد على الشرح الفارسي للاسم الذي يزعم اسمها ليس كُردية بل گردیە! لو السيد آريان وقف قليلاً على الاسم و سأل نفسه إذا اسمها گرديه بحق وحقيقة لماذا يذكروها باسم كُرديه؟؟!! كالعادة دعونا نذهب إلى أهم مصدر فارسي لنرى ماذا يقول عن الاسم إلا وهو “لغت نامه” (علي أكبر دهخدا) ج 12 ص 18259 يقول: كُردويه. ] كـُ ىَ/ ىِ[ نامی از نامهای زن ایرانی. خواهر بهرام چوبین زن گستهم بود و آخر كار،گستهم بردست او کشتە شد وخسرو پرویز او را زن خويش کرد. (از مجمل التواريخ ص 78- 79). نام اين زن در متن كتاب كُرديه است تصحيح ملك شعراء بهار است. در فارسنامه ابن البلخي چ اروپا گردویە و گردیە آمدەاست…= كُردويه اسم من أسماء نساء إيران. كانت شقيقة بهرام چوبين وزوجة گستهم وفي النهاية قتل گستهم على يديها وتزوجها خسرو پروی. جاء في كتاب (مجمل التواريخ والقصص ص 78 – 79) إن اسم هذه المرأة في متن الكتاب هي كُرديه وذلك بتصحيح من أمير شعراء إيران بهار – محمد تقي بهار-.وجاء في فارسنامه ابن البلخي طبع أوربا سميت المرأة المذكورة گردويه وگرديه. ألا تلاحظ التحريف، أن لم نقل تزوير في كتاب ابن البلخي الذي تستشهد به يا آريان؟؟. وجاء في نفس الجزء ص 18261: كُرديه. ]  كُ ىَ[ نام خواهر بهرام چوبين است اما صحيح اين كلمه گرديه است. در كتاب مجمل التواريخ والقصص ص 78 – 79 كُرديه آمده وملك شعراء بهار صحيح آن را كُرديه دانسته است = كُرديه اسم شقيقة بهرام چوبين، لكن الكلمة الصحيحة هي گرديه. إلا أنها جاءت في كتاب (مجمل التواريخ والقصص) ص 78 – 79 باسم كُرديه، أن أمير شعراء إيران يرى أن الصحيح الاسم هو كُرديه. يا سيد آريان بعيداً عن المصادر التي ذكر أن الاسم الصحيح هو كُرديه، تمعن قليلاً في الأسمين وقارن بينهما ماذا يعني كُرديه وماذا يعني گرديه؟؟. ثم يعيب على الشخص الذي قال أن اسم شقيقة بهرام كُرديه!. ومن ثم يعرج على ذكر الاسم المعرب لأبي مسلم الخُراساني لكنه يذكر لقبه بـ”خْراساني” بالسكون مع أنه بالضم؟. ويذكر اسم (أبو لؤلؤة) قاتل عمر بن الخطاب، يقول آريان أن اسمه “پَهروز النهاوندي – پەهروز نهاوەندی” هذا أيضاً غير صحيح أن اسمه (فيروز) وربما  هو تحريف لـ(پیروز)، وسمي بـ”أبو لؤلؤة” نسبة إلى اسم كريمته “مرواري” الذي يعني بالكوردية والفارسية لؤلؤ فالعرب ترجموا الاسم إلى لؤلؤ وأطلقوه على والدها. تسميه الشيعة بابا شجاع الدين، وله مرقد في مدينة كاشان يزار من قبل الشيعة. وفي سياق حديثه تهكم ببعض الكورد ومنهم الأخ بشير قائلاً يا أخي، أخوتي اقرؤوا إذا لا تقرؤون كتب اقرؤوا من ويكيبديا. لكن تبين أن آريان نفسه لم يقرأ حتى من ويكيپيديا لأنه لو قرأ على الأقل عرف أن ينطق اسم أبو لؤلؤة بطريقة صحيحة وسليمة، وكذلك عرف أن لقبه أبو لؤلؤة نسبة إلى كريمته (مرواري) التي تعني لؤلؤ باللغة الكوردية والفارسية؟؟؟. بالمناسبة، جدتي والدة أبي اسمها مرواري، والآن اسم بنت ابن عمي أيضاً مرواري. يعرض آريان كتاب (بلدان الخلافة الشرقية) ويقول: كتاب قصير. مع أن الكتاب يحتوي على 588 صفحة وفي طبعات أخرى يتجاوز الـ600 صفحة؟!. وفي سياق رده على الأخ بشير يستشهد آريان بكتاب (بلدان الخلافة الشرقية) ويعرض الكتاب على الشاشة وفيه توجد خرائط عديدة. لكن لدية نفس الكتاب ونفس الطبعة ليس فيه خرائط؟! لا أكذبه لكن هذا الذي عندي. على أية حال. يقول آريان وهو حامل الكتاب بين يديه ويعرض صفحاته على المشاهدين ويقول السيد آريان: إن كتاب بلدان الخلافة الشرقية لا يتكلم عن الأكراد ولا عن شيء،فقط كتاب يشرح خرائط المنطقة، يتحدث عن عراق، وإيران، والجزيرة، وهذه الأخيرة الجزيرة السورية وليست الجزيرة العربية. هنا أتساءل، هل هي جزيرة سورية أم جزيرة كوردية وكوردستانية يا سيد آريان؟؟. ويزعم، لو تنظروا إلى كل الكتاب ليس فيه كلام إلا قليل، لا يذكر الساسانيين – وهذا صحيح لا يذكر الساسانيين- ويقول آريان: يتكلم عن فرات الأعلى ماذا فيها مدن وما أسمائها، ويقول: ثم، أن كل الكتاب خرائط، فقط هكذا وكم صفحة كلام. نقول للسيد المتحدث آريان التالي، أن الكتاب الذي استشهدت به وقلت أنه لا يذكر الكورد سوف نضع أمامك وأمام القراء الأعزاء عدة صفحات من الكتاب ذكر فيها الكورد وكوردستان. ص88 يقول: وكانت البندنيجين – مندلي- مركز الطسوجين،عرفت بالفارسية على ما رواه ياقوت وندنيكان. وذكر المستوفي أن الاسم في أيامه كان يلفظ بندنيكان وأنها في ناحية لحف جبال كردستان. أتلاحظ ذكر اسم المدينة الكوردية مندلي واسم الوطن الذي تنتمي إليه كردستان. وفي ص 18 يقول: عرف القسم الغربي من إقليم الجبال بكردستان. وفي ص 89 يقول كي لسترنج: إن مخرج نهرها جبال كردستان. كان يتحدث لسترنج عن برازروز،الاسم الكوردي لها ؟برازرو- ورازرو” التي استعربت كالعادة إلى بلدروز؟؟. وفي ص 23: وبعد أن يصعد الجبال صعوداً، يصل كرمنشاه قاعدة كردستان. وفي ص 47 يقول: فقد كانت توزع مياه دجلة الفائضة على الأراضي الشرقية توزيعاً فنياً اقتصادياً، وتجر مياه فيضان الأنهار الكثيرة المنحدرة من جبال كردستان. وفي ص 81 يبين حدود العراق حين يقول: وعلى ثلاثين ميلاً من شمال سامراء، مدينة تكريت على ضفة دجلة الغربية. وكانت تعد آخر مدينة في حد العراق؟؟؟. وفي ص 116: وقد كان في موصل سنة 358 (969)، هذه المدينة بلدة طيبة عامرة الأسواق، نواحيها ورساتيقها – قراها- كثيرة الخيرات. أشهرها الرستاق المحيط بنينوى حيث دفن النبي يونس. وكان جل أهلها في المائة الرابعة (العاشرة) من الأكراد. مِن المعروف لدى الكثيرين أن كوردستان في صدر الإسلام سميت أيضاً بإقليم الجبال. يقول المصدر في ص 88: وعلى ستة فراسخ مما يلي خانقين، في وسط الطريق إلى حلوان، وهي أول بلدة في إقليم الجبال، تقوم قصر شيرين. – وهي مدينة كوردية خالصة-. وفي ص 121: وتكلم المستوفي على نهر دقوق (على ما ضبطه) ومخرجه في جبال كردستان قرب دربند خليفة – ربما خليفان-. وفي ص 222: وفي بحثنا هذا يحسن أن نصف الإقليم بحسب ولايات مدنه العظيمة الأربع. ونبدأ بالولاية الغربية التي تتبع كرمنشاه فقد كانت أيام السلاجقة تعرف عادة بكردستان ويراد بذلك بلاد الأكراد. وفي ص 228: وهذه هي رواية المستوفي الذي قال أن كردستان في أيام سليمان شاه ازدهر ازدهارا عظيما. وفي ص 236 يقول: وفي المائة الرابعة (العاشرة) خضعت سابور خواست وبروجد ونهاوند لحسنويه الزعيم الكردي الذي أقام دولته في دينور… . إن كتاب (بلدان الخلافة الشرقية) الذي زعم آريان أنه لم يذكر الكورد لقد ذكر مدن وقرى وقلاع كوردية عديدة، إلا أننا تجنباً للإطالة نكتفي بهذا القدر. أعتقد يعلم الآن السيد آريان أن المصدر المذكور الذي زعم آريان أنه لم يذكر الكورد لقد ذكر الكورد وكوردستان ومدنهم مرات عديدة. وفي نهاية الفيديو يقول: أننا إيرانيون بدون أن يُعرف حقيقة إيران في ذلك العصر وعصرنا الحالي. إن إيران حتى قبل أن تؤسس فيها نظام سياسي كدولة كانت تسمى “آريان” أي موطن الآريين، وكانت مساحتها أكبر مما هي عليها الآن بكثير. وعندما حكمها “اردشير- هردشير” سمى دولته باسم جده ساسان، مثلما حكم قبله كورش الذي قال عن نفسه: كورش پادشاه پارس = الشاه الفارسي كورش. وله خطبة يذكر فيها اسم عائلته، جده هخامنش، ومن ثم اسم أسرته الكبيرة، قبيلته اخمين، وبعدهما اسم شعبه پارس. ألم يقرأ آريان حتى أن الدولة الإيرانية في عهد كورش سميت باسم أسرته (عشيرته) “الدولة الأخمينية”. لقد كانت سائدة تسمية الدول باسم شخص ما أو عائلة ما أو قبيلة ما كالدولة الأموية نسبة إلى أمية، حكامها عرب. والدولة العباسية نسبة إلى عباس عم النبي محمد،حكامها عرب. والدولة العثمانية نسبة إلى عثمان، حكامها أتراك. والدولة الأيوبية نسبة إلى أيوب والد صلاح الدين (يوسف) حكامها كورد. والدولة الزندية حكامها كورد. والدولة المغولية حكامها مغول الخ الخ الخ. إن مشكلة السيد آريان لا يعرف أن يفرق بين الدولة والإمبراطورية؟. الأخمينية كانت إمبراطورية تحكم أراضي شاسعة وحكامها فرس. وهكذا الساسانية حكمت أراضي كبيرة خارج إيران حكام هذه الإمبراطورية كانوا كورد. وهكذا إمبراطوريات أخرى في التاريخ. لم يقل أحد أن إيران كوردية 100% ؟؟!!. إن ميديا الأصلية هي التي كانت كوردية، التي تسمى اليوم بكوردستان. حقيقة لو لم يستفزني آريان لم أرد عليه قط، لأن ما قاله لا يستحق الرد ولا المناقشة. لا أدري من أين جاء آريان باسم إيران الكبرى!!، يزعم: كانوا يسموها إيران الكبرى. أين ومتى!!. في نهاية الفيديو يزعم أن الكورد ليسوا لوحدهم أنهم جزء من إيران لا يعرف أن إيران قديماً كانت مقسمة إلى أقاليم، وكل إقليم له خصوصيته يحكمه شخص ما باسم “ساتراپ” وهي كلمة يونانية “سترب” وتعني الحاكم. لقد بحثت في صفحات “الانترنيت” لعلي أجد للأستاذ آريان نتاجاً مدوناً ما، لم أعثر له على أي عمل مدون ؟؟؟!!!.

 

“الثقافة ليست ترفاً بل هي ضرورة”

04 08 2020

 

أدناه عنوان الفيديو الذي تكلم فيه السيد آريان وهو من جزأين وعنونه باللغة العربية كالآتي: تاريخ الأكراد..  هل الساسانيين أكراد.

انتهى

 

 

One Comment on “عندما يتصور الـ…؟ أنه يملك الحقيقة المطلقة؟ ١/٤- محمد مندلاوي”

  1. My highest salutations for Mr. M. Mandelewî

    Thank you so much to your efforts, here for this reply or to another replies.
    I really enjoyed to read your answer, which it’s more a documentary answer for my, and some more informations about my history.
    Thank so much you again, to all efforts which you are doing to highlight and put us more close to true event of history, instead of fake historic versions which created by tyrannic regimes in Middle East.

    Your sincere
    Rêzan

Comments are closed.