كيف يمكن مواجهة الأتراك في غرب كردستان؟-  بيار روباري

 

 

كي يكون الرد الكردي صائبآ ومؤثرآ، في مجابهة الحرب التركية الهمجية ضد الشعب الكردي في غرب كردستان، يجب فهم أسباب هذه الحرب وأهدافها، وقرأءة المواقف الدولية والواقع السوري والكردستاني  قرأة جيدة وواقعية وبعيدة عن الشعارات والحماس الثورجي، كي لا يقع الكرد في مطبات، يفقدهم كل ما أنجزوه حتى الأن بدماء أبنائهم، ويبعدعهم عن تحقيق أهدافهم في غرب كردستان.

ومثل هذه القراء بحاجة، إلى رأس بارد وأعصاب قوية بعيد عن التشنج والخوف، الذي قد يجوز أصاب البعض، جراء إحدث الدولة التركية الكثير من الضجيج والغبار حول نفسها مؤخرآ، ظنآ منها إن  ذلك سيخيف الكرد. وخاصة بعد إحتلال منطفة عفرين الإستراتيجية ومدينتي غريه سبي وسريه كانية. لكنني أجزم بأن الكرد الذين يقاتلون ويعملون في الميدان وهم المعنين بذلك، لا تخيفهم مثل هذ العويل الصاخب لأنهم خبروه من قبل، ولا شيئ جديد في الهوبرة التركية.

 

إن نظرة فاحصة إلى أسباب هذه الحرب التركية القذرة ضد الشعب الكردي وأهدفها، سنكتشف الأسباب والأهداف الحقيقة للطاغية اردوغان وزمرته الإجرامية:

الأسباب:

– فشل تركيا في إسقاط النظام السوري الأسدي على مدى عشرة أعوام، وإحلال تنظيم الإخوان المسلمين المتطرف والمجرم مثله.

– تمكن الكرد من تشكيل قوة حقيقية على الأرض، وإنشائهم كيان خاص بهم على حدود تركيا الجنوبية.

– فشل المنظمات الإرهابية المدعومة تركيآ، من منع قيام كيان كردي ولا عرقتله خلال الفترة الماضية.

– سيطرة الكرد على حوالي 60% من أراضي غرب كردستان وبسط نفوذهم على قسم كبير من الحدود السورية مع تركيا ومنابع النفط والغاز شرق الفرات.

– التعاطف الدولي مع الشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية.

– نبذ تركيا عالميآ لوقوفها مع داعش وبقية المنظمات الإرهابية، العاملة في سوريا وفتح أراضيها أمام هذه المجموعات الإرهابية.

– وصول نيران الحرب السورية، إلى الثوب التركي وإن بشكل خفيف.

– فشل تركيا في إفتعال حرب قومية بين الكرد والعرب، وإستمرار أمريكا في دعم الكرد وعدم إنسحابها كليآ من سوريا.

 

الأهداف:

– ترميم سمعة النظام الأردوغاني، نتيجة ما لحق به من أذى سياسي ودبلوماسي وإعلامي، جراء دعمه للإرهابيين، وبسبب أعماله الإستفزازية شرق المتوسط، ونقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا.

– تشويه سمعة الكرد وسحب المبادرة منهم سياسيآ وعسكريآ، ومنعهم من الحصول على حقوقهم القومية في إطار الدولة السورية.

– منع ربط المناطق الكردية ببعضها، والحد من التطلعات الكردية السورية، لِمَ لها من تأثير كبير ومباشر على كرد تركيا، ولهذا إحتلت منطقة عفرين وغريه سبي وسريه كانية.

– ضمان دور لها في سوريا المستقبل، بعد رحيل النظام الأسدي.

– إستعاد الثقة بحزب العدالة والتنمية، من أجل البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة.

– الضغط على أمريكا لوقف دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، لأنها تدرك من دون دعم الأمريكان يصعب على الكرد الصمود في ألته العسكرية.

– إفتعال نزاع مسلح بين الكرد ومشيخة البرزاني. وحرمان الكرد من المنافذ الحدودية مع جنوب كردستان والعراق.

بناء على ما تقدم من أسباب وأهداف، التي تسعى الحكومة التركية إلى تحقيقها، يمكن وضع إستراتيجة كردية للرد عليها، مع الأخذ بعين الإعتبار موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وميزان القوى الذي يميل لصالح الأتراك. الإستراتيجية الكردية برأي يجب أن تكون على الشكل الأتي:

أولآ:

عدم الإنجرار إلى مواجهات مسلحة مع الجيش والدرك التركي على الحدود.

ثانيآ:

الإبتعاد عن المعارك الإعلامية والتركيز على العمل الميداني وبناء أسباب القوة.

ثالثآ:

فك الإرتباط التنظيمي مع حزب العمال الكردستاني بشكل نهائي.

رابعآ:

بناء تحالف مع قوى المعارضة السورية المعتدلة، والإتفاق على مشروع سوريا المستقبل، وفي هذا المجالة قدمنا مباادرة كاملة إلى الأخ مظلوم عبدي.

خامسآ:

ترتيب البيت الكردي الغرب الكردستاني، ليس بالطريقة التي يتم حاليآ لأن المفاواضات الجارية لن تؤدي إلى أي نتيجة. الطريق الأمثل هو هدم الأنكسة وتف-دم والهياكل الأخرى وبناء جبهة كردية تكون خمسين بالمئة من حصة الأحزاب، والنصف لهيئات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والمثقفين الكرد.

وأيضآ في هذا الإطار تقدمنا بمبادرة كاملة ووجهناه للأخ مظلوم عبدي. وحسب معلوماتي كتلا المبادرتين وصلت إليه، وإطلع عليها.

سادسآ:

تطمين تركيا عبر دول غربية، والتعهد بالحفاظ على الحدود أمنة شريطة خروج تركيا من أراضينا المحتلة. وطرح مبادرة للدخول في مفاوضات مع الدولة التركية حول هذا الأمر.

سابعآ:

توثيق العلاقة مع الإدارات الأمريكية أيآ كان هويتها ديمقراطية أو جمهورية.

ثامنآ:

الإعتماد على الذات وعدم الثقة بالطرف الأمريكي، لأنه قد يغادر غدآ وعلى كل باع الكرد مرات عدة وعدم الوثوق بالروسي نهائيآ لأنه معادي لتطلعات الشعب الكردي.

تاسعآ:

رفع العلم الكردي وعلم الثورة السورية، بدلآ من علم (ب ي د) في المناطق الكردية، والعمل بشكل جدي لإدخال الأحزاب الكردية الإخرى في الإدارة الذاتية.

عاشرآ:

العمل على تحسين الوضع الداخلي الكردي، من جميع النواحي الحريات العامة، الوضع  الإقتصادي، الأمني، الإجتماعي، الصحي، التعليمي والمائي.

الحادي عشر:

تحسين وتوثيق العلاقات مع الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والتواصل مع دول المنطقة.

بهذا الشكل يمكن للشعب الكردي في غرب كردستان مواجهة السلف التركي، وتخطي كافة الصعاب التي تواجهه من الداخل والخارج.

 

29 – 08 – 2020

One Comment on “كيف يمكن مواجهة الأتراك في غرب كردستان؟-  بيار روباري”

  1. تحية لكم و اطيبها …
    في اعتقادي بانه حان الوقت و الزمن بان يقوم الكورد ببناء كوادرهم العلمية الخاصة في تصنيع القذائف الذكية و الوجهة القصيرة المدى و المتوسطة للغاية الدفاعية البحتة (كالصاوريخ الموجهة للمدرعات) و البناء لقوات الدرون و تكنولوجيتها, فكلها اصبحت في متناول اليد ان تحققت الارادة السياسية لها.وبالاخص الصواريخ الموجهة للدبابات والمدرعات وتدك معاقل العدو, التي مداها بين 5 الى 10 كم. فتنولوجيتها متوفرة بين الايدي, و بامكان اي مخبر علمي ان يبنيها , حتى من خلال تجميعا فقط (من مصادر مختلفة) و دون الحاجة الى تصنيعيها كاملة.

    و بالامكان التعاون مع الدول التي تتخذ تركيا (مثلا) عدوة لها (بسبب تدخل تركيا في شؤون و الصراعات الداخلية لتلك الدول) كالهند (التي بات الاتراك يدخلونها من بوابة دعم باكستان للجماعات الاسلامية الرديكالية في كشمير), واليوم تعتبر دولة الهند بان تركيا بمثابة ثاني تهديد لامنها القومي بعد باكستان. والهند تعتبر دولة رائدة في مجال التكنولوجيا الى حد ما. طبعا هناك اطراف دولية اخرى يمكن التعاون معها ايضا, فالمعادلة السياسية تغيرت اليوم, وليس كما السابق, هذا ان ارادتا الادارتيين السياسيتين (في الاقليم و غرب كوردستان) الكورد الانفتاح على عالم السياسة الدولية, وعدم الارتهان والبقاء على مستوى السياسة الداخلية في كياني سيكس و بيكو (العراق و سوريا). الكرة في ملعب الادارتين.

Comments are closed.