سوف اتناول بحثي هذا من خلال 3 ابعاد:- وهي البعد التاريخي ، والبعد اللغوي ، والبعد الجغرافي.
معنى كلمة قريش عديدة فسمّيت قريش من التقرّش، والتقرّش يعني التكسّب والتجارة، وقد ذكر ذلك ابن هشام . فيما ابن إسحاق يقول سبب تسمية قريش إنّ ذلك يرجع إلى تجمُّعها بعد أن كانت متفرّقة وهو مأخوذ من التقرّش أي التجمّع ، فيما نجد رأي آخر يقول جاء من عثور سفينة صيد لدابة في عرض البحر واتي برأسها وسميت قرش او قريش .فيما جواد علي قال قريش تعنى (اهل الله) لقيامهم بخدمة الكعبة، فيما تفرقت قريش الى افخاذ منها العلويين وايضا نسب الجزريين يُقال عنهم من الجزيرة العربية . وللعلم الجزيرة العربية والعراق والشام سابقا كانوا وحدة جغرافية واحدة .
وقد ذكرت قريش (بالاصل ) في اكثر من (قول ) وهونص ديني ايزيديى مما جلب الانتباه والبحث وذكر في كتابه الاخير الاستاذ شمدين باراني (حبات ذهبية ايزيدية) – قيد الطبع – بان للايزيدية جذرين اساسيين وهما :
1 ــ جذر شمالي له علاقة بالمثرائية ــ وقد تحدثت عنه بشكل مفصل (عايدة محمد عبد الرحمن) في اطروحة الدكتوراه المعنونة ــ اثر الديانة الايزيدية في الديانة الزرادشتية ــ جامعة القاهرة ـ كلية الاداب ـ 2019 م ـ قسم اللغات الشرقية وادابها .” رغم اني لدي ملاحظات على هذه الاطروحة سارد في حال طبعها بكتاب ” خ.ع
2 ــ جذر جنوبي له علاقة بالبابليين والقريشيين ــ وتحدث عنه جورج حبيب في كتابه (اليزيدية بقايا دين قديم ) .وساركز على الجزء الثاني لوروده في القول الايزيدي.
ومن هنا نبدأ بالبعد التاريخي للبحث :-
لنتعرف على علاقة البابليين بقريش وعلاقة الايزيدية ببابل وقريش ، فمن ويكيببديا
نبونائيد بالبابلية المتأخرة هو (نَبو- نا- ئيد) ملك بلاد بابل تزوج من ابنة نبوخذنصر وهي نكتوريس مما اهله إلى حكم الامبراطورية البابلية .
وأخذ الحكم من لبشي مردوخ الذي أزيح عن الحكم لصغر سنه (ربما أغتيل) لياتي بعده
نبونائيد : ونبو، نابو يعني النبي او العراف ، وهو ابن مردوخ كان أحد ملوك بابل استلم العرش في عام 556 ق.م وتنحى عنه سنة 539ق.م، وكان قد رحل الى مدينة تيماء في الجزيرة العربية (مركز عبادة إله القمر سين) وقد سكنها لمدة 10 سنوات ناقلا معه معبوداته اليها ومنها عبادة الالهة القمر سين وكان له اهتمام بالدين في دولته. وترك ابنه بلشاصر ملكا لبابل وقيل سبب ذهابه لتيماء من مشاكله مع كهنة مردوخ . ويقول نابو:(ولكنني أبعدت نفسي عن مدينة بابل على الطريق الى تيماء ودادانو وباداكو وخيبر واياديخو وحتى يثربو، تجولت بينها هناك مدة عشر سنين لم أدخل خلالها عاصمتي بابل). وفي آثار مدينة تيماء وجد عبادة صنم برأس ثور حسب جواد علي . وعلما كان لنابو معبد (ازيدا) في بورسيبا جنوب العراق وايضا له معبد آخر في نمرود قرب نينوى بنفس الاسم (معبد ايزيدا)عثرعليه الاثاري مالوان زوج الروائية اجاثا كريستي في خمسينات القرن الماضي في النمرود ، وننوه ايضا ان والدة الالهة نبونائيد كان مسقط رأسها من مدينه حران/ اورفا قرب الحدود التركية السورية وكانت امه كاهنة نشطة عاشت 104سنوات.
ومما يجلب الانتباه ان (الرحالة جمس بكنهام في كتابه رحلتي الى العراق عام1816 م ذكر انه التقي بايزيدية في مدينه اورفه ). وقال فرثيوفانيس المؤرخ البيزنطي ان مروان بن محمد آخر خلفاء بني اميه كانت له علاقة وثيقة بالاراميين الذي بقوا في حران على وثنيتهم (حران كانت مقر اقامته محاطا بالقبائل القيسية، وايضا قال معاوية بنى كنيسة الرها). وكان لنابو مكانه عظمى وذو حكمة وكان يوم الاربعاء هو يوم نابو في الديانة البابلية وكان يفجر ينابيع الارض لري الحقول وتكديس {الحنطة } ورعايتها والاهتمام بها وكان الاله نابو شعبي تحبه جميع الناس ونجد له احترام ومكانه في اشور والحضر وسنجار . المصدر كتاب جورج حبيب (اليزيدية بقايا دين قديم ) وحتى بني عبد شمس كانوا بطن من قريش. واول من تعلم الكتابة كان من قريش .
ويقول د. رعد الكيلاني في كتابه الانبياء في العراق (ان الهجرة الاساسية التي انتقل بموجبها الانبياء واقوامهم من العراق الى الجزيرة العربية انما كانت لاستجابة دينية وليس لحاجة بشرية طبيعية وكذلك الاختلافات اللغوية ). وجورج طرابلشي يقول ان (اهل الشام ومابعدها ماكانوا ينطقون بالعربية ).
واصل ( قريش من بلاد الشام وتحديدا من سوريا وهي من العرب المستعربة اتو من الشمال لاسباب اهمها الناحية الانتروبولوجية وقد عرضت في الشبهات حيث اكثر القرشيين ذو بشره بيضاء، ولايفوتنا ان قريش أخذت محل جرهم في مكة اي انها قبيلة وافدة الى مكة وكما كانت قريش بالعرب وهم ليسوا كل العرب اي” سمي الكل بالجزء” والكنعانيين لم يسموا انفسهم عرب) المصدر كتاب (ملامح في فقه اللهجات العربية والاكدية والكنعانية للمؤلف د.محمدبهجت القيسي) . وتنسب قريش الى عدنان ويقول الامام علي حين سُؤول ماهو اصلكم مَعاشر قريش قال ( اننا من نبط كوثي من العراق) ، وكوثي مدينة سومرية وحاليا تسمى جبلة في محافظة بابل، ومذكورة مرتين في التوراة وهي عاصمة السومريين في العالم السفلى .
ويظهر ان قريش اول امرها كانت طبقة دينية واقتصادية واخيرا سياسية انسجاما مع الظروف التى عاشتها وحولتها الى قبيلة اي جماعات تقبل العيش مع الاخرين ، وقبيلة قريش وهي الوحيدة المذكورة في القران بسورة قريش وهي سورة (مكية) وكان واجبها قبل الاسلام خدمة البيت الحرام الحقيقي وليس صنم الاحجارولاعلاقة لهم بقوم الرسول الاميين ولابالكعبة الحالية قبل الاسلام .وكان قصي قد تولى الكعبة بعد طرد قبيلتي بني بكر وخزاعة من مكة بمساعدة بني عذرة النصرانية.
وقد كانت قريش قد انقسمت الى 3 قبائل : بني امية في الشام وبني العباس في العراق وبني هاشم في مكة وقد بقيت اكثر من 20 سنه لم تدخل الدين الاسلامي حسب قول د. علي الوردي.
وحسب النت ، كانت لهجة قريش مستمدة من جذورها الارامية السريانية ثم تطورت في مسارها الحضاري . وغير معربة . وكتبت العربية الفصحى بخط الجزم الذي نسميه الخط العربي وكتبت بالخط المصرياني السطرنجيلي و سميت بالكرشونية نسبة الى قريش التي كان يتكلمها بنو ربيعة في شمال العراق قبل الاسلام .
والطبرى ذكر بان اللغات في جزيرة العرب كانت بعيدة عن العربية {واللهجة العدنانية وقريش أتت من الشمال وليس من الجنوب (اليمن كما يعتقد) ، واللهجة العدنانية تلتقي بعدة لهجات مثلا في اسم عصفور مع اللهجة الاجارتية باسم عصور وفي الارامية السريانية صفور وهي اذن تضم هذه اللهجات في جذرها الرباعي وحتى الاشهر الهجرية تضم معان شمالية اكثر من الجنوبية ) ونقرأ ايضا( بان اسم محمد كان نادرا في قريش وانها اتت من الشمال .} المصدر كتاب فقه اللهجات العربية و للمؤلف محمد بهجت القيسى . و .د. جواد علي يقول ان زعيم قريش قصي كان له دار سكن ثابت في دمشق في منتصف القرن 5 ميلادي وهو اول من كشف مكان الحجر الاسود بعد اختفائه بواسطة امراة ، والاسم ايضا ورد في النصوص النبطية وقد زعم الاخباريون ان اسم قصي الاصلي الذي سمي يوم ولادته بمكة هو (زيد) وهو ايضا اسم صنم لدى العرب وكان له مناسبة باسم ( عيد قصي) ، وايضا احدث وقود للنار سِنَه بالمزدلفة ليلا وحافظت عليها قريش متقدة تلك الليلة حتى في زمن الاسلام .
وكانت قريش كما عرف عنها مشهورة بالتجارة والربح ومدفوعة دفعا الى التعايش السلمي ,والقبول بالتعددية , حماية لمصالحها الاقتصادية واستقطابا للقبائل العربية الوافدة الى مكة لغرض الحج .لذا لم تحتكر قريش الكعبة لنفسها ,بل ان قريش لم تمنع محمد من الصلاة داخل الحرم المكي كما انها لم تمنع غيره والتوحيد الالهي ليس بجديد على مكة وعرب الجزيرة العربية ولاننسى كان نسب قريش من نبي اسماعيل بن نبي ابراهيم ع .وكانت تلبية قريش في الدعاء “لبيك اللهم ، لبيك لاشريك لك ، إلاشريكاً هو لك ، تملكه و[ما] ملك .
الخلاصة :-
أن كل شعوب الارض أتت من أماكن مختلفة واستقبلت هجرات مختلفة وامتزجت مع شعوب وجماعات مختلفة حتى اهل الجزيرة اصلهم من المشرق العراقي والشامي وليس العكس كما يقول (سليم مطر).ولايمكن ان نقول ان التاريخ تابع لنا ولكن ترك امرنا له هكذا تجعل الغير يستولى علينا ونبقى له . فالشعوب مثل الافراد، تعيش حاضرها بالاستناد على وجودها الذي تكون خلال تاريخها الماضي .و نخلص الى ان اصل قريش من الشمال الرافديني وليس من الجنوب وكانت قريش ذو قوة مهيبة ذهب البعض مقارنتها بفرعون ونمرود مع اختلاف الزمن .واستخدت السيادة الدينية لسيادة العرب ونزاعاتها كانت قليلة مما جعلها موطن آمن للجميع وقد دعمتهم حادثة عام الفيل بنصرهم وان الله حمى قريش واهل البيت.
وفي الكعبة وضعت قريش 380 صنما اتخذ كذكرى للقبائل الوافدة ، وكان قريش تكرم زوارها وحجاجها بالثريد والخمور . ومشهورة بايلاف وتآلف قلوب الجميع قبل و بعد ان اصبحوا اسلاميين ، وكما انهم فرضوا شروطهم على غيرهم حتى عندما دخلوا الاسلام منها تغير القبلة وضمان التجارة . والهوية القرشية تعني تبعية الافراد للسادة ذو نسب وحسب وليست إنتماء لموطن مكة . وكان اسلام الاعراب لايعني بالضرورة ايمانهم ربما استسلامهم ، ويذكر ابن الاثير إن قريشا تركوا الوقوف بعرفه وقالوا نحن اهل الحرم فلا نُعظم غيره .
ايلول / 2020م
تحية طيبة
قريش ليست كلمة عربية ولا علاقة لها بلغة العرب, لكن العرب قد إعتادوا على تحوير الكلمات وتفليشها وغربلة أجزائها لتكوين معنىً يلائم أفكارهم , حتى لوكانت حروفاً لا معنى لها مثل ( ط هـ) ف مقدمة سورة طه , من سياق السورة التي تخاطب الرسول قالوا أن معناها محمد / الرسول وحتى الآن الذي إسمه طه يكتب بحرفين فقط ومثلها يس , هكذا كل كلمة إبتدعوا لها معنى, يقول لويس عوض المصري أن الهكسوس عندما خرجوا من مصر إستداروا جنوباً وإسم الحجاز من إسمهم , والهكسوس شرقيون من جبال كوردستان رحلوا إلى مصر في 1800 ق م , ثم عادوا بعد ذلك , يقول العرب والفرس أن سابور الثاني الساساني لحق بالعرب يُطاردهم حتى إلتقى بجد الرسول الحادي عشر , أي أنه وصل الحجاز , في زمن أنو شروان حكم الفرس في اليمن وعادوا إليها بعد أن إحتلها الأحباش , وهناك مفاصل أخرى كثيرة تؤكد أن (الكورد / الفرس) قد سكنوا الجزير ةفي عمان واليمن والبحرين وكانت طريق تجارة اليمن مع الساسان عامرة ومكة إحدى محطاتها , والكلمات الكووردية فيها كثيرة ومهمة مثل زمزم تعني نقيع الماء الارض المشبعة بالماء وقد حفرها الفرس / سابور الثاني الساساني في 350 ميلادية , وهي كلمة حية ومستعملة عندنا وعندالفرس فإذا إنغمس الثوب بسائل نقول زميا / تشرَّب بالماء , وفصل الشتاء نقول زفستان وبالفارسية زمستان وزسستان كلها تعني فصل النقيع المطر ومكة كلمة كوردية حية حتى اليوم وتعني الأم (ماك) مصدر , وتحريك الآخر يعني إنها , فعل كينونة (ماكة) وهي مصدر الماء, العرب يترجمونها حرفياً فيسمونها أم (ـ أم القرى) ولما كانت كلمة أجنبيةلهم فقد قصّروا المد مع التشديد (مَكّة) وهناك كلمة أخرى مثل كنيسة القليس ( كليس) بالفارسية وقد بناها الأحباش لقوم يسكنون اليمن فما المناسبة أن يطلقو عليها إسماً كوردياً فارسياً وقد بناها الأحباش للعرب بحسب ما هو معروف اليوم , ثم بلقيس السبئية اليمنية كلمة سنجارية كوردية تعني بلند قيز أي الأميرة أو الملكة ,,,,, ثم زنديق كلمةفارسية لا تعني الكفر إنما التمسّك بالإيمان إيمان حي لا يقبل الإسلام … الكوفة كلمة سنجارية تعني التاج أو تاج القلعة أو برج القلعة قلعة الساسان التي بنوها لصد القبائل الصحراوية (كوفيك).ونحن نسمي عرف الديك ب كوفيك
وأخيراً نأتي إلى كلمة قريش الواردة في نص ئيزدي وهذه حديثة جاءت بعد الشيخ عدي لتأكيد النسب الأموي القريشي ( هشم وقريش) بني هاشم وبني أمية) لكننا نبحث الاصل المكي بالتحديد , قريش كلمة حية في لغتنا حتى اليوم وإن إختفت الحاجة إليها , مدير الطاحونة أو العامل في الطاحونة نسميه (قرّاش) وهو عامل الخان أيضاً وهذه كانت مهنة سكان مكة مصدر الماء في الصحراء الجافة يخدمون التجار الرائحين والنازلين فيها حتى تطورت المحطة إلى مدينة كبيرة ومعبدها أصبح أهم المعابد وتخرج منه الرسول ……… والامثلة لا تنتهي
ملاحظة خاصة لك : عندما تتكلم عن بابل لا تدخل السومريين والآشوريين في الموضوع حكم فيها الكيشيون 400 عام في الالف الثاني, حكمها الكلدانيون لسبعين عاماً بينما الاخمينيين 200 عام وكورش من بابل أصدر وثيقة حقوق الإنسان الأولى في التاريخ وشكراً