قبل الدخول في تفاصيل موضوع البحث، أتمنى على قراء هذه الورقة، أن يعملوا العقلة فيه لا الإيمان والعاطفة، ويقرأونها دون مواقف مسبقة، وبعيدآ عن أي حساسية. أنا عملي لا أن أكون مع الأديان أو ضدها، وإننما القاء الضوء على الموضوع وتحليله من كافة الجوانب وعرض الحقائق.
والأن دعونا أن نعطي لمحة عن خلفية الموضوع، الذي نحن بصدد مناقشته ولو بشكل مختصر، لأن من دون ذلك، يصعب على كل الناس فهم الموضوع.
الموضوع أيها الإخوة، أكبر وأعمق من تصريح هنا وتصريح هناك وتلك الهمروجة السمجة، التي إفتعلها اردوغان ومن لف لفه من ما يسمى بالعالم الإسلامي، وأنا ضد تقسيم البشر على أساس ديني. ولا يوجد شيئ عالم إسلامي أو بوذي أو مسيحي أو زاردشتي أو يهودي. هناك عالم متحضر وأخر متخلف، والتخلف بطبعه يجلب معه الكثير من الأمراض. والدين إحدى العوامل الرئيسية لحالة التخلف الإنساني، وإحداث الشقاق بين المجتمعات البشرية المختلفة لغويآ وثقافيآ وعرقيآ.
ما هو الدين؟ هل هو منتوج بشري أم سماوي؟ هل هو فطري أم نتاج حاجة بشرية؟
بالمختصر الشديد، الدين هو تصور أو رؤية بشرية تتمحور حول الكون والحياة والأخرة، وفي أساسه إسطورة، وبالتالي هو منتوج بشري. والدين ليس فطرة وإنما حاجة الإنسان دعته إلى إبتداعه. ولماذا إحتاج الإنسان للدين؟ لأنه فشل في الإجابة على أسئلة أساسية، تتعلق بحياته وموته والكون الذي يعيش فيه. والسبب الثاني لأنه يحتاج نوع من الإستقرار النفسي والتوازن الداخلي، وثالثآ، ضبط المجتمع وفق مبادئ وقيم معينة تهذبه وتحد من بربريته.
وإذا عدنا إلى عِلم الأديان، الذي أسس له العالم الألماني “ماكس مولر (1823- 1900) “، سنجد أن تاريخ الأديان، منذ بداية نشأتها وإلى يومنا هذا لا يتعدى (12) الف سنة. وقد يقول قائل وبماذا كان الناس تؤمن قبل ذلك؟، أقول لكم الناس كانوا يؤمنون بالسحر، ودام ذلك مئات ملايين السنين. والأديان يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مجموعات هي:
1- الديانات البدائية:
لكل قوم كان دين بدائي بسيط يؤمنون به، ولهم إله هم يصنعونه في كثير من الحالات، أو يأخذون من الأشياء الطبيعية ألهة لها، ويمارسون بعض الطقوس البسيطة. ولم يحدث أن نشبت حروب دينية بين الأقوام في هذه الفترة على أساس ديني. وكل قوم كان يحترم معتقدات الأقوام الأخر، ولم يكن هناك توجه لفرض عقيدة أو دين معين على شعب أو مجموعة بشرية أخرى، ولم يكن هناك منافسة بين الأديان. وكان طبيعيآ أن يكون لكل قوم عدة ألهة. مثل إله المطر، إله الخير والسعادة، إله الحب والتكاثر، … إلخ. وجميع الألهة كانت لها وجود مادي ومرئي وموجودة على الأرض. وهذه الأديان لم تعرف ظاهرة التبشير نهائيآ في تاريخها. وإطلاق تسمية الوثنية على هذه الديانات خاطئة وغير علمية. وهناك صفة مهمة للغاية، إمتازات بها هذه الأديان أو العقائد، وهي أنها لم تعرف الفُرق والإنقسامات الداخلية، لأنها لم تكن أديان سلطوية.
2- الديانات المتوسطة:
هنا جرى التحول الرئيسي في مفهوم الدين، وكانت فعلآ قفزة كبيرة في تاريخ الإنسانية بأسرها. الحديث هنا عن الديانة الزاردشتية، التي وحدت الإله (الخالق)، ورفعته من الأرض إلى السماء، وصبغته بنوع من القداسة، أي وضعته فوق النقد. وبعد قليل سوف نتحدث عن القداسة وماذا تعني، وإن يوجد شيئ أو شخص مقدس لذاته. البعض يطلق على هذه المجموعة من الأديان “الديانات الغنوصية”، وأنا شخصيآ لا أحبذ هذه التسمية ولا أظنها صحيحة. كما أن الزرادشتية هي اول ديانة أتت بمفهوم الجنة وجهنم. ولكن الجهنم في الزاردشتية باردة، وتحدثت عن الأخرة ومفهوم الحساب، ومفهومي الخير والشر وكان لها كتاب وتشريع ونبي إسمه زاردشت.
3- الديانات المتأخرة:
الديانات المتأخرة، المقصود بها الديانات الشمولية الثلاثة (اليهودية، المسيحية، الإسلام). وهي ديانة واحدة ولكن بثلاثة نسخ مختلفة، والبعض كذبآ وإدعائآ أطلق عليها تسمية الديانات السماوية، وبعض الأخر أيضآ كذبآ أطلق عليها الديانات الإبراهيمية.
أولآ، لماذا شمولية:
لأن هذه الأديان منذ نشأتها بدأت بعملية التبشير والولها اليهودية، ولكن بعد فترة من الزمن توقف أتباعها عن ذلك وحصروها في عرقهم. أما المسيحية فلم تتوقفآ عن عملية التبشير إلى الأن وتمارسه في كل أنحاء العالم سرآ وعلنآ. أما الإسلام إتبع طريقة أخرى في الإنتشار، وهو إستخدام العنف وإجبار الناس بالقوة والأصح عن طريق الإرهاب على إعتناقه وتبنيه. ولم يتكفي العرب المسلمين بذلك، وإنما كلما إحتلوا بلدآ، فرضوا على شعبه لغتهم وإستطونوه وحكموه عنوةً.
وهذه الأديان الثلاثة، عرفت صراعات داخلية عنيفة، وإنقسمت على نفسها وتحولت إلى عشرات الفرق والمجموعات المتناحرة. وقتلت من بعضها البعض ملايين البشر، ودخلوا في حروب مع بعضهم دامت مئات السنين. كل ذلك بهدف السيطرة على الحكم، وفرض رؤية معينة على الفرق الأخرى. هذا عدا عن حروبهم ضد بعضهم كأديان تؤمن بنفس الإله وتنهل من نفس المنبع!!!!
وقبل ظهور اليهودية، لم تعرف البشرية يومآ الحروب الدينية، وشيئآ إسمه الصراعات المذهبية، وقتل الأخر بسبب إختلاف مذهبه أو دينيه، وفكرة الإقصاء ورفض الأخر وإمتلاك الحقيقة المطلقة، من هنا بدأت.
ثانيآ، لماذا ليست سماوية:
لأن أصل هذه الأديان الديانة اليهودية. والديانة اليهودية مكونة من جزئين: أولآ، (التوراة) هي من تأليف “عزرا الكاتب”، وكتبت في “بابل” بعد سبي البابلي لليهود، ولا علاقة لها بموسى ولا بالإله ولا بالسماء. وهذا ما يقر به اليهود أنفسهم. وأهم جزء في التوراة هو: “سفر التكوين”، وهي نسخة معدلة عن ملحمة “كلكامش” السومرية. والسفر بالعبري تعني كتاب أو صحيفة. وكما هو معلوم التوراة مؤلفة من خمسة أسفار.
وثانيآ التلمود، وهو مأخوذ حرفيآ عن التشريع الزاردشتي، وهذا نتيجة إنتشار الزاردشتية في المنطقة أنذاك، وإحتكاك اليهود بالشعب الكردي وديانته، أثناء وجودهم في كردستان أيام حكم بابل. والإنجيل والقرأن هما نسختان مشوهتان عن التوارة. الفرق الوحيد هو أن المسيحية لم تأخذ التلمود، ولهذا ليس لدى المسيحيين شيئ إسمه شريعة. بعكس المسلمين الذين أخذوا كل شيئ عن اليهودية بما فيه التشريع، ولهذا تجد الإسلام أقرب إلى اليهودية منه للمسيحية.
كل الطقوس الدينية التي يمارسها اليهود والمسيحيين والمسلمين، هي طقوس زاردشتية بحتة. كمفهوم الصلاة، الوضوء، الصيام، الحج، الزكاة والأضحية، التي تذبح في العيد الكبير هو تقليد زاردشتي قديم ويسمى بي “القربان” وهي تسمية كردية. إنتهبوا الديانة اليهودية ليست ديانة توحيدية، حيث لها 12 إلهآ وهناك كبير الألهة ويسمى “يهوا”. بعد تقديم هذه الحقائق التاريخية الدامغة، كيف يمكن لعاقل أن يصدق مثل تلك الأكاذيب بأن هذه الأديان “سماوية أو إبراهيمية” ؟؟ ومن يصدق مثل هذه الخزعبلات، فإما أنه غير سوي أو جاهل.
والنقطة الأخيرة في هذه المقدمة، التي يجب توضيحها والتوقف عندها هي: المقدس. أقولها وبشكلٍ قاطع لا لبس فيه، لا يوجد شيئ مقدس لذاته في الكون. وكل من يدعى غير ذلك إما أن يكون جاهلآ، وإما أن يكون مخادعآ.
والقداسة مرتبطة بالمُقدِس أساسآ، وهو شعور نابع من أعماق الشخص المُقدِس. لو أن الإنسان لم يقم بتقديس شيئآ ما أو شخصآ بعينه، فلن يكتسب أيآ منهما صفة القداسة، وبالتالي لن يتمتعا بتلك الهالة التي تتبع عملية التقديس، التي يطلقها المُقدس أو الجماعة المُقدِسة عليه.
فعلى سبيل المثال، ما هو مقدس لدى المسلمين، كالقرأن ومحمد والكعبة والإله، عند البوذيين وغيرهم ليس لهم أي إعتبار، ويعتبرونها أشياء عادية لا قيمة لها. والعكس بالعكس، فلدى البوذيين تمثال بوذا مقدس، ولكن بالنسبة للمسلمين مجرد حجر لا قيمة له فما بالك بالقداسة.
إذآ مِن أين جاءت فكرة القداسة، وكيف تسربت إلى عقولنا منذ ألالاف السنين، وشملت ملايين من البشر حول العالم، على إختلاف عقائدئهم، وأصبحت القداسة نوعآ من الثقافة الجمعية، وباتت لها طقوس ومراسيم خاصة بكل مُقدّس حسب مُقدِسه أو الجماعة التي تقدِسه؟
حسب قناعتي وفهمي، إن فعل التقديس الذي يمارسه المُقدِس تجاه مقدسه، نابع من الشعور بالضعف تجاه ما يقدسه، بسبب عدم فهمه له، وهذا مرتبط بمدى وعيه وثقافته وعلمه وإتساع مداركه الفكرية. بمعنى أخر عدم إستطاعته إدراك الأشياء بالعقل. وخير مثال على ذلك هو الله. الكثيرين من الناس حول العالم يقدسون الله، لأنهم لا يفهمونه، ولا يدركون حقيقته، ولا يمكنهم تصور شكله حتى. وفعل التقديس يتنافى كليآ مع العقل والمنطق. والتقديس تاريخيآ مارسه ومازال يمارسه المتديين بغض النظر عن ديانتهم. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل شيئ لا يفهمه الناس يُعتبر مُقدَس.
والمُقدِس أينما كان عقيدته، دومآ يمنح المُقدَس مرتبة عليا، ويضعه فوق النقد واللوم. ويرفض رفضآ قاطعآ النقاش حول صوابية ما يقدسه من عدمه. وإذا تعرض أحدهم بالنقد أو اللوم لمُقدِسه، يرد بعدوانية وعنف في الكثير من الحالات، وهذا ما نشاهده في الثلاثين السنة الأخير بشكل يومي تقريبآ من خلال ما يفعله المسلمون، كلما إنتقد أحدهم محمد أو الدين الإسلامي وأخر ضحيتين كانا “صمويل باتي” مدرس الجغرافيا والتاريخ بمدينة “أفينيو” الفرنسية. وسيدة فرنسية ومعها شخصين أخرين بمدينة نيس بجنوب البلاد، وتم قطع رأسها مثلما قطعت رأس الإستاذ بطريقة وحشية.
مثلما هو معلوم، المُقدَس والدين مفهومان مترابطان تاريخياً، الأديان كانت دومآ ممزوجة مع المُقدَس. كما نجد أن المُقدِس يضفي على المُقدس معاني دينية، ولذا لا تجد ديناً دون مقدّس، وظل هذا التلازم بين الدين والمُقدَس مستمراً عبر التاريخ وليومنا هذا، ولا يوجد دين بلا مقدسات. والتقديس ليست ظاهرة يمتاز بها المتديين فقط، بل تعدها الى أتباع الأيدولوجيات الفكرية كالماركسية والفكر النازي، ووصولآ لمريدي بعض الحكام والملوك، وزعماء بعض الأحزاب السياسية في منطقتنا والعالم. وكلمة “المقدس” مآخوذة من الكلمة العبرية “كاديش”، وتترجم في الغرب تحت مسمى “هولي”. وبالكردية تمسى (بيروز) ومنها إشتقت كلمة فيروز.
والأن دعونا ندخل في صلب الموضوع، الذي قررنا الحديث عنه. أنا شخصيآ أختلف مع الرئيس الفرنسي “ماكرون” وغيره من السياسيين والمفكرين، الذين يدعون أن الإسلام مأزوم. الحقيقة التي يتجنبون قولها رغم معرفتهم بها، هي أن الإسلام مريض.
السؤال: ما هو مرض الإسلام؟ والسؤال الثاني، هل يمكن معالجة الإسلام من هذا المرض؟ السؤال الثالث، لماذا يتهرب المفكرين العرب والغربيين ومعهم السياسيين من قول الحقيقة؟ والسؤال الرابع، كيف يمكن التعامل مع هذا المرض الخطير، الذي يهدد حياة الناس في كل مكان من العالم؟
أعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات الرئيسية وغيرها، سيمكننا من فهم الموضوع على حقيقته، وعندما يُعرف الداء، يسهل على الإخصائيين إيجاد الدواء، وكيفية مواجهة هذا المرض الخبيث، المبتلى به البشرية منذ ألاف السنين.
التساؤل الأول: ما هو مرض الإسلام؟
الإسلام مريض بجملة من الأمراض، أخطرها إدعائه ملكية الحقيقة المطلقة، مثلما فعلت اليهودية من قبله، وكل ما عداه برأيه هو باطل ومرفوض، ويجب فرض الفكر الإسلامي على كل البشرية بقوة السيف والترهيب.
ماذا يعني ذلك عمليآ؟ يعني إقصاء الأخرين وإلغائهم، ومحاربتهم في حال رفضهم الإستسلام لمشيئة أهل الإسلام. والإسلام قطعآ ليس دين سلام. بل هو دين تكفير، غزو، ذبح، نهب، سبي، تهجير، الكراهية، القتل، قطع رؤوس، شق البطون، حرق المخالفين، الزواج من القاصرات، التزمت، إستعباد الأخرين، وأخيرآ إحتلال أوطان الأخرين وفرض اللغة العربية على شعوبها بالقوة بحجة إنها لغة الجنة.
كل هذا مارسه محمد بنفسه على مدى سنوات طويلة وورثها لأتباعه، ومارس ذلك كل من بعده: أبو بكر، عمر، عثمان، علي، معاوية، العباسيين، العثمانين، الوهابيين، الإخوان المسلمين، التنظيمات الجهادية، تنظيم القاعدة، تنظيم داعش، جنجويد، بوكو حرام، جماعة الزرقاوي، جبهة النصرة، جماعة أبو عمشة والقائمة تطول.
هذه الأمرض في حقيقة الأمر، أخطر من القنبلة الذرية على حياة البشرية. القنابل الذرية لم يستخدم منها سوى إثنتين من قبل أمريكا ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية. عودوا إلى تاريخ البشرية وإنظروا كم هي عدد الحروب الدينية، التي خاضها المتديين ضد بعضهما البعض في إطار الدين الواحد على شكل فرق متناحرة، والحروب التي خاضتها أتباع الأديان الثلاثة فيما بينهم. وكم أهزقت من أرواح تلك الحروب الدموية. القنابل يمكن أن تتخلص منها بسهولة، ولكن الحقد والكراهية يصعب منها، وخاصة إن كانت تغذى يوميآ من قبل أتباع هذه الديانات ومع السيخ في الهند.
التساؤل الثاني: هل يمكن معالجة الإسلام من هذا الأمراض؟
يؤسفني القول أنه لا مجال لمعالجة الإسلام من هذه الأمراض الخبيثة البنيوية على الإطلاق. إن إزلة هذه الأمراض من الإسلام معناها نهاية الإسلام. الحل برأي كشخص عايش أنظمة شمولية دينية، ودكتاتورية قومجية، وأنظمة عسكرية وأنظمة ديمقراطية ليبرالية، وككاتب له إهتمامات فكرية وعمل في الشأن العام أرى أفضل حل لهذه المعضلة، هو مغادرة الناس لهذا الفكر كما فعل الغربيين مع المسيحية، وتخلصوا من حكم الكنيسة. العلة ليست في بعض المجموعات الرديكالية والمتطرفة الإسلامية، كما يصورها بعض المفكرين المسلمين، وإنما في جوهر الفكر الإسلامي وبنيانه العقائدي. ومن هنا يجب على أي دولة تريد أن يعيش مجتمها بأمان عليها أن تخطوتين مهمتين هما:
الخطوة الأولى: يجب فصل الدين عن الدولة، ومنعه من العمل في الحيز العام، والغاء وزارة الأوقاف ومنصب المفتي العام وكل هذه القصص المعته، ومنع خطاب الكراهية التي يمارسها المسلمين في نهاية كل خطبة ضد أتباع الأديان الأخرى وشتمهم، ومراقبة الخطب التي تلقى في المساجد. وأن يحتكم الناس إلى القانون المدني ومن ضمنها عقود الزواج والطلاق.
الخطوة الثانية: منع استخدام العنف الأعمى والإرهاب باسم الله، ضد أبناء الأديان والأقوام الأخرى منعآ بتاتآ وبنص قانوني يجرم ذلك.
التساؤل الثالث: لماذا يتهرب المفكرين العرب والغربيين ومعهم السياسيين من قول الحقيقة؟
أكثرية المفكرين العرب والغربيين، الذين يدركون حقيقة الموضوع، لا يتجرأون بالمجاهرة بأرائهم، بسبب الخوف من التصفية الجسدية على يد الإرهابيين الإسلاميين، أو محاربتهم في لقمة عيشهم وخوفهم من فقدان جماهير القراء، ولربما تم عزلهم إجتماعيآ أيضآ. ورأينا كيف أصدر “الخميني” فتوى أجاز فيها بقتل الكاتب البريطاني “سليمان رشدي”، عندما ألف كتابه (آيات شيطانية) قبل أكثر من عشرين عامآ.
وقبل ذلك رأينا في مصر، كيف تم محاربة عميد الأدب العربي الإستاذ “طه حسين” رائد الحداثة في مصر، ورفعت ضده دعاوي قضائية عديدة، وأيضآ محاولة قتل رائد الرواية العربية “نجيب محفوظ”، على يد متطرف مسلم بتحريض من الجماعات الإسلامية السلفية، الإخوانية والجهادية. ولا ننسى منع تدوال كتب كثير، لكبار المثقفين والمفكرين، بسبب إنتقادهم للأديان وتحديدآ إذا تعلق الأمر بشخص محمد والدين الإسلامي.
أما السياسيين فلهم حسابات أخرى، ففي الغرب يحسبون الف حساب لمصالح بلدانهم التجارية مع البلدان الإسلامية، ويحسبون حساب أصوات الناخبين في الإنتخابات. وعليهم أيضآ حساب سلامة مجتمعاتهم ومنع إصطتدام المكونات المجتمعية مع بعضها البعض. وأخيرآ يفكرون بأمنه الشخصي وعدم تعريض بلدانهم لهجمات إرهابية من قبل إسلاميين متطرفين محليين أو خارجيين.
وزيادة في التوضيح، سأعطي مثلين قريبين زمنيآ يوضحان بشكل جلي وقاطع همجية الدين الإسلامي ومجموعة كبيرة من المسلمين.
المثال الأول:
“شنكال” الكردية، معقل الديانة اليزدانية، التي تضم بين جنباتها معبد “لالش”، والجينوسيد الذي إرتكب بحق سكانها الكرد الإيزيديين المسالمين، على يد تنظيم داعش الإسلامي الإرهابي. لا أظن أن الكرد الإيزيديين يومآ ما إرتكبوا جريمة بحق أحد الأديان أو الشعوب أو إستعمروا بلدآ ما، ولا قاموا بعملية تبشير في صفوف المسلمين، لأن دينهم دين مغلق بالأساس وغير مسموح بإنضمام أعضاء جدد له، حتى يهاجم وحوش داعش المسلمين المددجين بالسلاح أهلها، والقيام بعملية إبادة جماعية بحقهم، وسبي نسائهم وبناتهم وبيعهن في أسواق النخاسة، ونهب ممتلكاتهم تمامآ كما كان يفعل نبيهم “محمد” ذلك وجماعته.
السؤال هنا: إذا كان أفعال هؤلاء القتلة منافية لمبادئ الإسلام وسنة “محمد” كما تدعون، لماذا لم يقم جهة إسلامية رسمية واحدة مثل هيئة العلماء في السعودية، والمؤتمر الإسلامي بقيادة الإرهابي القرضاوي، وشيخ الأزهر في مصر، بتكفير هؤلاء القتلة وإخراجهم من الملة وإعلان الحرب عليهم؟
الجواب لا يستطيعون، أولآ لأنهم يحملون نفس الفكر الإجرامي. وثانيآ، إن فعلوا ذلك لتبيض وجوههم القبيحة، ذلك يعني إخراج “محمد” من الدين، والإعتراف بأن الإسلام دين شرير وبغيض ويحض على العنف والإرهاب. ماذا قال شيخ الأزهر عندما سأل عن ذلك (كلامه مسجل وكل يرغب يمكن العودة للتسجيل) حيث قال: “لا نستطيع تكفيرهم (الدواعش) ولا إخراجهم من الدين، لأنهم ينطقون الشهادتين. وزاد قائلآ كلما أستطيع قوله: نحن نشجب هذه الأعمال ولا نبررها”. ولم يقل أنها تتنافى مع مبادئ الإسلام وقوانينه وتاريخه الأسود وأعمال محمد الإجرامية.
هنا أطرح التحدي التالي على جهابذة المسلمين أصحابي العمائم الكبرى والتحدي هو الأتي:
“إن كانوا يستطيعون ينفون، كل ما قامت به دولة الخرافة (الخلافة) الداعشية، من أعمال بربرية بحق الكرد الإيزيديين، وحرق الطيار الأردني، وقطع رؤوس المواطنين الأوروبيين، لم يفعله نبيهم “محمد” بنفسه، وقادته من بعد مماته؟” إن إستطاعوا نفي ذلك، عندها سأقبل بأن هؤلاء الإرهابيين لا يمثلون الإسلام، والدين الإسلامي بريئ من أعمالهم الإجرامية الشريرة.
المثال الثاني:
فرنسا بلد أوروبي علماني، وذات جذور ثقافية مسيحية. ونظامها يأخذ مسافة واحدة من جميع الأديان، ومن حق كل إنسان أن يمارس عبادته بطريقة سلمية، بحيث لا يتخدل في شؤون الأخرين أو يحض على الكراهية. وبدليل وجود ألاف المساجد بفرنسا، وجالية مسلمة ضخمة تتعدى تعددها الست ملايين انسان ومن بلدان مختلفة.
ماذا يعني بلد علماني؟ قبل تعريف هذا المفوم، يجب القول أن هناك نوعين من العلمانية:
1- Laicité. 2- Secularism.
فرنسا تعتمد النوع الأول في نظامها السياسي. والنظام العلماني يعني تحرير المجتمع من مفهوم المقدس لكن دون نكران وجوده. بمعنى أخر فصل الدين عن الدولة بحكم القانون، أي الدولة ليس لها دين، وإنما قيم إنسانية عالمية تحكمها. والقيم الفرنسية مستمدة من شعارات الثورة الفرنسية وهي (الحرية، المساوة، الإخوة). وبالفرنسية تسمى:
Liberté, égalité, fraternité.
العلمانية الفرنسية شقت طريقها عبر إقرار القانون عام 1905، ومن خلاله تم فصل الدين عن الدولة، ويومذاك كان المقصود بذلك الكنيسة الكاثوليكية. وبإصدار ذاك القانون تم إنهاء دور الدين من الحياة العامة الفرنسية. الذي إستجد في الثلاثين السنة الأخيرة ومع تزايد عدد اللاجئين المسلمين في فرنسا، أخذ المسلمين يتمردون على قوانين الجمهورية كإرتداء البرقع، وخيتان البنات، وإرتداء غطاء الرأس في المدارس، ووضع الشريعة الإسلامية فوق القوانين الجمهورية، والحض على الكراهية علنآ في خطبهم بالمساجد ضد اليهود، المسيحيين، الزاردشتين (المجوسيين) كما يسمونهم، وإرتكاب أعمال إرهابية ضد المواطنيين فرنسيين وقتلهم بوحشية.
من هنا بدأ الصدام، وليس صحيحآ أبدآ بأن الدولة الفرنسية تعادي المسلمين، لو كان ذلك صحيحآ لما إحتضنت ستة ملايين مسلم. وبرأي الشخصي أخطأت الحكومات الأوروبية بإحتضانها للمسلمين، بغض النظر عن هويتهم القومية، وسيندمون على ذلك عاجلآ أم أجلآ. المسلمون غير قابلين للإصلاح ولا يستطيعون العيش بسلام مع الأخرين هذه قناعتي الشخصية ونابعة عن تجربة تمتد لسنين طويلة.
وهنا أستثني اولئك “المسلمين”، الذي لا يمارسون الطقوس الدينية، هم فقط بالإسم مسلمين كونهم ينحدرون من عائلات مسلمة. حالهم حال اولئك المسيحيين واليهود الذين لا علاقة لهم بالدين ولكنهم تربوا في عوائل مسيحية ويهودية ليبرالية وهم شريحة ليست بقليلة على كل حال.
بينما في بريطانيا يتبنون النموذج الثاني، وهذا النموذج أكثر تسامحآ مع الدين، حيث لا يمناع بوجود دين للدولة، وكما نعلم بريطانيا لها كنيستها المستقلة عن الفتيكان والملك هو رئيس الكنيسة الأنجليكانية، ولكن الكنيسة لها لا علاقة بالعمل السياسي، أي بالمجال العام في بريطانيا.
لاحظوا جميع الأنظمة العلمانية في كل الدول التي تتبنى هذا النظام المتقدم، الذي لم تجد البشرية أفضل منه حتى الأن، تكفل الحريات الدينية وممارستها لجميع الأديان، وجعلت المسافة متساوية بين الدولة والأديان والعقائد كافة. بل أنها في كثير من الأحيان تقدم الدعم المالي والرعاية لدور العبادة، وتمنحها بعض المميزات.
ومع ذلك شاهدنا كيف رفض ويرفض الإسلاميون هذه الأنظمة، التي وفرت لهم الأمن والعيش الكريم والحرية في جميع تلك البلدان: (فرنسا، بلجيكا، هولندا، المانيا، السويد، النرويج، بريطانيا، ايرلندا، وغيرهم من البلدان). السبب في ذلك برأي، عدم إيمانهم بالحرية والمساواة، والقوانين الوضعية ويضعون الشريعة الإسلامية فوق قوانين البلد، وخاصة جماعات الإسلام السياسي، التي تسعى إلى أسلمة المجتمعات الغربية، وإقامة دول دينية إن كان ذلك في الغرب أو في منطقتنا، وفرض سلطتها السياسية على الجميع.
الدول الغربية، حاولت ومازالت تحاول منع هذه الجماعات الإنتهازية المتطرفة والهمجية، من إمكانية التحكم والسيطرة على فكر وعقول المسلمين المقيمين في هذه البلدان أولآ وغسل أدمغتهم. وثانيآ، محاربتها فكريآ وأمنيآ وتعريتها، ولجمها، نظرآ لخطورتها على سلامة المجتمع برمته. وإنظروا ماذا فعل هؤلاء الإرهابيين في كل من أفغنستان، العراق، السودان، سوريا، ليبيا، الجزائر، تونس وفي كل مكان حلوا فيه.
هذه الجماعات والتيارات التي تعارض العلمانية والحداثة، وتناهض الحريات العامة والخاصة، وتحديدآ فيما يتعلق بحقوق المرأة، والمثليين، والغير المتديين، وهي نفس المجموعات التي انتقدت تصريحات الرئيس الفرنسي مكرون، ووقفت بجانب الطاغية اردوغان!!!
إن القول بأن الإسلام ليس له علاقة بأفعال هؤلاء غير صحيح، ومجرد هراء وكذب وتدليس على الناس. بالتأكيد الدين كفكر مثل أي نظرية أو فلسفة، لا تفعل شيئآ بنفسها، وإنما المؤمنين بها يقومون بالأفعال، ولكن يقومون بذلك بناء على ذاك الفكر أو الدين ووفقه. وعلى مدى (1440) عامآ عجزت المجتمعات المسلمة، عن إنتاج ثقافة دينية متصالحة مع العصر، ومع القيم المجتمعية الحديثة، وعن إنتاج خطاب سلمي متسامح يقبل التعايش مع الآخر المختلف، ولا يقصيهم ولا يكفرهم، ويجد فيهم أناس متساوين معهم.
أخطأت الدول الأوروبية ومن ضمنها فرنسا؟
الدول الأوروبية أخطأت برأي، عندما تساهلت مع المهاجرين المسلمين، الذين رفضوا الإندماج في المجتمعات الغربية، ورفضوا قيمها ووضع الشريعة الإسلامية المتخلفة فوق قوانين تلك البلدان. ولم تعي أن هؤلاء بعد سنوات سيكونون وبالآ عليهم وعلى مجتمعاتهم الديمقراطية. والأسوء من ذلك عندما سمحت للجماعات الإسلام السياسي، كحركة الإخوان المسلمين وغيرها من الجمعات الإرهابية بالعمل على أراضيها، وهذه كانت حماقة سياسية وسذاجة ما بعدها سذاجة حسب رأي.
لم يدركوا أن هذه الجماعات لا تقل خطورة عن الجماعات المسلحة، إن لم يكونوا أكثر منها خطورة. لأنه في حين يمكن رصد وتحييد العناصر المسلحة، فإن هؤلاء يمارسون عملهم بحرية في ظل القوانين والتشريعات النافدة. بل ويستغلون تسامح المجتمعات الغربية، والسياسيين الغربين لفترة طويلة تنجبوا من توجيه إنتقادات للممارسات الدينية غير المنضبطة لهذه المجموعات التكفيرية، كي لا يفسر ذلك على أنه انتقاد للإسلام. وكأن الإسلام بقرة مقدسة وفوق النقد.
اليوم يحصدون نتيجة تلك السياسة الخاطئة والمائعة والجبانة. والأن برأي المطلوب هو: أولآ، تحريم تلك المجموعات بالقانون ووضع المساجد تحت المراقبة اللصيقة، كي لا يستغلها تلك المجموعات الإرهابية، وترحيل كل من يحرض على الكراهية، ويقومون بعلميات إرهابية الى موطنهم الأصلي، بعد تقنين ذلك. ثم إغلاق باب الهجرة كليآ، وليس كما فعلت تلك الحمقاء “ميركل” وجلبت ما هب ودب ومن ضمنهم ارهابيين ومجرمي النظام الأسدي والعراقي، ونرى كل يوم ماذا يفعلون في المانيا من أعمال إجرامية وقذرة.
لمعلوماتكم، الجيل الرابع من المسلمين المقيمين في الدول الأوروبية، مازالوا يعتبرون أنفسهم تركآ أو عربآ وأفغانآ، …. ولا يعتبرون تلك البلدان بلدانهم!!
وسؤالي للمسلمين، إذا كنتم تعتقدون أن وضعكم في هذه الدول سيئ، فماذا تفعلون هناك؟ ولم لا تعودون إلى بلدانكم الأصلية على الفور إن كنتم صادقين؟ ولم أتيتم إلى هنا أصلآ ولماذا لم تذهبوا لبلد مسلم؟ وهل أجبركم أحد بأن تأتون لهذه الدول والعيش فيها؟ أم أنكم أتيتم بإرادتكم وكنتم تحلمون بالوصول إلى هذه البلدان والعيش فيها؟ قليلآ من الخجل والحياء ولا تكونوا ناكرينا للجميل. ثم هل وضع المسلمين في تركيا المسلمة ومصر والسعودية وايران والجزائر، أفضل من الدول الأوربية ومن ضمنها فرنسا؟
إذا كنتم تريدون من الغير عدم التعرض بالنقد لمحدكم وقرأنكم، لماذا لا تحترمون قيم الأخرين بدوركم وتلتزمون بقوانين هذه البلدان؟ أنتم تعرفون أن حرية الرأي والتعبير، من القيم الأساسية الراسخة في هذه المجتمعات، لماذا لا تحترمون ذلك؟ وأيضآ الحريات الجنسية للمثليين (نساءً ورجالآ) ويكفلها الدستور، لماذا لا تحترمون هؤلاء الناس وتتعرضون لهم بالإساءات والإهانات بشكل يومي، وتفعلون ذات الشيئ مع اليهود. لماذا لا تحترمون الأخر المختلف وتتعدون على حرية الأخرين وتتجاوزون القانون؟؟
الستم أنتم في كل خطبة جمعة وفي جميع مساجدكم وعلى رأسها الحرم المكي، ومسجد رسول العرب بالمدينة، تلعنون أتباع الديانات الأحرى، وعلى وجه الخصوص اليهود والنصاري والزاردشتيين. وتقولون في كل خطبة جمعة في دعائكم الكلام المقزز الأتي:
” اللهم عليك باليهود والنصارى (المسيحيين). اللهم شردهم ودمرهم وأذلهم وإنتقم لنا منهم وأنصرنا عليهم. اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا “.
و هذا الكلام مسجل ألاف المرات، ومن ثم وتدعون أن دينكم دين الرحمة والسلام والإخاء!!! أين الرحمة في هذه الكراهية المقية والسلام أيها المنافقون والدجالون؟؟؟
ثم هل رسم كريكاتير، يحتاج لكل الإجرام من قتل للصحفين والمدرسين والمواطنين الأبرياء وقطع رؤوسهم؟ لماذا لا تردون بكريكاتير أو مقالة صحفية وإنتهى الموضوع. أنا سأقول لكم لماذا لا تردون بكريكاتير أو مقالة، لأن الإجرام معشعش في عقولكم وفكركم (دينكم) الشرير هذه هي الحقيقة. وثانيآ، تحسون بدونية كبيرة تجاه الأوروبيين، كونهم يتفوقون عليكم في كل شيئ.
مشكلتكم الأساسية، هي أنكم شيوخآ ومسلمين عاديين، لا ترغبون الإعتراف صراحة بأن دينكم مريض بفكر عدواني شرير وإقصائي، وتعيشون في أزمة حقيقة، ولا أحد منكم يتجرأ إلى إجراء مراجعة نقدية حقيقية لهذا المعتقد العدواني الشرير، والتاريخ الإسلامي الدموي.
يمكن تلخيص أزمة الإسلام والمسلمين في ثلاثة أزمات هي:
1- أزمة الزمان:
الفكر الإسلامي تجمد في مكانه، ويحيا أيام صاحبه محمد، ولم يتطور ويتقدم خطوة واحدة. والعالم من حوله في تغير مستمر، والكثير من المفاهيم والقيم والثوابت تغيرت مع تطور العِلم والوعي البشري، والإكتشافات العلمية الهائلة، وحل محلها قيم ومبادئ عصرية جديدة. ولم يعد الدين يلعب ذاك الدور الهام في حياة الناس كما كان في السابق. وهذا الواقع وضع المسلمين في صراع فيما بين أنفسهم من جهة وبينهم وبين العالم الأخر المتطور الحديث، الذي يتبنى قيم ومبادئ ومثل عصرية من جهة أخرى.
ومن ناحية أخرى، هناك مجموعة من المسلمين، يريدون البقاء في الماضي المتخلف العفن، وهناك مجموعة تسعى اللاحق بركب العصر، وتحاول التخلص من ذاك الفكر الشمولي الإقصائي المدمر وتراثه. وهذا الصراع جار وبقوة، وهناك إحتدام بين الطرفين في كل مكان، بالغرب والشرق. وهذا الصراع لا يقل ضراوة عن صراع، تلك القوى الريدكالية مع قوى العالم الحر الحداثي.
2- أزمة المكان:
الإسلام لا يعير إهتمامآ للأوطان ولا الهويات القومية والثقافية واللغات المختلفة. بحسب الفكر الإسلامي الإسلام هو الهوية والدين والوطن والثقافة واللغة العربية يجب هي أن تسود، لأنها لغة الجنة كما يزعم المسلمون، وهذه كذبة أخرى من أكاذيبهم، التي لا حد لها. ويشارك المسلمون في هذه النقطة جماعة “شهود يهوا” المسيحية التبشيرية. الذين يدورون على بيوت الناس ويسعون لتنصيرهم، هم أيضآ لا يعترفون بشيئ إسمه الوطن، ولا بهوية الشعوب وثقافتها. بالنسبة لهم جماعتهم هي الهوية والوطن بنفس الوقت.
3- أزمة الإنسان:
الإسلام يحض على القتل والذبح والنحر، ويكره الحياه بالناس، ويمجد الموت ويلمع الأخرة، ويعد كل رجل بسبعين حورية، وقضايا من هذا السبيل. ومن هنا لا قيمة لحياة الفرد في الإسلام، ولا قيمة لحياة أتباع الديانات الأخرى والمثليين والغير متديين. المهم هو الحفاظ على العصبية الإسلامية. والعالم بحسب الفكر الإسلامي ساحة وميدان حرب، وعلى المسلمين قتال الكفار والمشركين (كل من ليس مسلم)، وجب قتلهم، ويجب أن يسود الإسلام في العالم، ولو أدى ذلك الى هلال نصف البشرية.
في ظل هذه الأزمات الثلاثة المستفحلة البنيوية، كيف يمكن لهذا الفكر الشرير والعدواني أن يتعايش مع الأخرين، ويكون جزءً من هذا العصر؟ الجواب مستحيل. تسألونني ما الحل؟؟
الحل برأي، هو القطيعة الكاملة مع الإرث الإسلامي والإسلام كعقيدة، وتبني القيم الإنسانية الحديثة، التي تتلخص في عدة كلمات هي: الحرية، المساواة، الإخوة وحقوق الإنسان. وهي نفس شعارات الثورة الفرنسية.
وختامآ دعوني أن ألخص الموضوع بالقول التالي: “إشكالية الإسلام، هي في الدين قبل التدين”.
02 – 11 – 2020
شكرآ على وقتكم أيها القراء الكرام.
ويسألونك عن الاديانْ قل هي من صنعِ الانسانْ ما انزل الله بها من سلطانْ إنها من تراث غابر الازمانْ. فيها من الغثِّ والسمينِ ما ليس في الحسبانْ بلى كان هناك رسلٌ وأنبياء مدَّعين ذلك صدقاً أو كان ذلك كذبا وبهتانْ. تصوّروا أنهم من الالهةِ مرسَلون أو هكذا قالوا دون دليلِ قاطعِ أو برهانْ. وما المعجزات إلّا من إختلاقِ خيال الذين أمنوا بهم فانطلقوا يؤلفون ما لم يكن في الاذهانْ حتى بدا ذلك بأنه حقٌّ وحقيقةٌ بل وإحسانْ. فاتركوا يا أهل هذا الزمان الدين واهجروه هجراً جميلاً لعلكم تتقدمون وتخطون خطواتٌ الى الأمامْ وتتخلَّصوا من سطوةِ الإمامْ ومن بضاعة الدّعاة الذين يتطفلون عليكم ويغسلون أدمغتكم بالكلام المعسول والخطاب الذي بلا حجةٍ ولا مدلولْ بل هو وهمٌ وخرافةٌ وهذيانْ، فهل أنتم منتهونْ ام انكم ترفضون الحق والى الباطل ترغبونْ!
مقال اكثر من رائع وفيه درر وجواهر من العلم والمعرفة والمنطق والحقائق ولقد ابدعت في سردها تاريخيا وهو حال لسان كل انسان يتمتع بمشاعر انسانية ويتحصن بالعلم والمنطق…شكراً لك على هذا مقال الرائع
صح النوم يا كاتب القدير مبروك عليك. على الاحلام وقيل بحق بريطانيا العظمى برجل المريض ثم قيل بحق دول الاوروپية الامبريالية الرأسمالية الاحتكارية. وانسحاب اميركا من افغانستان وعراق التي احتلتها اميركا دليل القاطع على السحوة الاسلامية ولو انا اخالفهم ولكن الحقيقة يجب ان يقال
ولا يبقى على وجه الارض الا العولمة الصحيحة التي دعا اليها الإسلام).……؟
بعد ثلاثة عقود من انطلاق قطار العولمة، اكتشف العالم انها وبما احتوت عليه من تناقضات شكلت تهديدا لاختلاف المجتمعات، بل وشكلا آخر من الاستعمار، وتنامي التفاوت والإقصاء والتهميش والظلم، ولم تستطع العمل على اسعاد البشرية والقضاء على آلامها، بل زادت فيها وعمقت منها.…
لذلك فان الحاجة الى عولمة بديلة لازالت قائمة ومطلوبة، ونحن نشهد افول العولمة وصخبها، (ان الرأسمالية بمعناها الموجود مصيرها سيكون نفس مصير الشيوعية والاشتراكية من السقوط والزوال، ولا يبقى على وجه الارض الا العولمة الصحيحة التي دعا اليها الإسلام).……
في التاريخ الإسلامي كانت الأمة وليس الدولة هي التي صنعت الحضارة، فحضارتنا صناعة أهلية وليست إنجازًا حكوميًا.
إن أهم ما يميز فكر الاسلامي هو تبنيه ودفاعه عن فكرة الأمة وضرورة وحدتها وتدعيم شرعية الأمة في مواجهة نفي البعض لها، حتى أدى تمسكه بهذه الفكرة إلى أن نعَته العلمانيون بأنه المنظّر للحركة الإسلامية. وينتمي عمارة إلى ما يُطلق عليها “المدرسة الوسطية”، وكان دائمًا يدعو إليها.
هناك حل دائمًا، هناك مخرج، طالما أن هناك إيمان.…ولهذا جئنا لنصلح العالم، ليس بالرصاص ولا بالمدافع الرشاشة ولا بالمعتقلات والإرهاب تصنع الفضائل.…الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيراً، أما الذين يعرفون الكثير لا يتحدثون إلا قليلاً.…حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد, بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد.…ليس من الحرية الأدبية أن تقول في الغائبين شيئاً لا تجرؤ أن تقوله لهم وهم حاضرون.…الناس يولدون أحراراً، ولكنهم يستعبدون أينما ذهبوا.…أعطني قليلا من الشرفاء وأنا أحطم لك جيشا من اللصوص المفسدين والعملاء.…
كتاب الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديل الأمريكاني، وكتاب والغرب والإسلام _أين الخطأ وأين الصواب؟ وكذلك بعض المقالات في الغلو الديني واللاديني، والشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية.وكتاب مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية ، أزمة الفكر الإسلامي الحديث ،والإبداع الفكري والخصوصية الحضارية ،وغيرها كثير .… والعجب كل العجب أن فقهاء السلاطين هؤلاء الذين يتخيرون من ظواهر نصوص الأحاديث النبوية الشريفة ما يربي الأُمة على السمع والطاعة لمن لا يستحقون سمعًا ولا طاعة.
…الخطر ليس في اعتقاد امتلاك الحقيقة المطلقة والإيمان بها والإنحياز إليها، وإنما الخطر هو في الاعتقاد بإطلاق إدراكنا للمطلق، أو إنكارنا على الآخرين مثل هذا الاعتقاد.
…
الدولةُ الإسلاميةُ دولةٌ مدنيةٌ تقوم على المؤسسات، والشورى هي آلية اتخاذ القرارات في جميع مؤسساتها، والأُمة فيها هى مصدر السلطات شريطة أن لا تحلّ حرامًا أو تحرم حلالًا جائت به النصوص الدينية قطعية.
علي بارزان
04 112020
** من ألأخر
…١: عزيزي الاخ ريبار، هل من الحكمة والعدل الحكم على كل الاديان بنفس المقياس ، فهل يعقل مساواة دين أو شريعة تدعو للحب والغفران ومحبة العدو والغريب ، مع دين وشريعة تدعو للقتل والذبح والسلخ والغزو والاغتصاب وبشهادة الواقع والتاريخ حتى الأهل والقريب ؟
…٢: رغم أنف المنافقين والمنتفعين { ألاسلام كوفيد الشعوب} لن يدركو مدى خطورته إلا بعد أن يقضي عليهم} ؟
…٣: وأخيراً
عزيزي „علي بارزان„ خدعوك فقالو (الحضارة الإسلامية) ، فهل من أغنو تلك الحضارة كانو مسلمين أم كفار بدين محمد وقرآنه وزنادقة وملحدين) ؟ عجبي ممن يصرون على تزيف الحقائق والوقائع رغم سطوعها . قولك ذكرني بالمتظاهرين المنافقين المنددين بماكرون وهم يرفعون صورة شيخ الزنادقة والملاحدة (إبن سينا) وكتبو تحتها ( العالم المسلم الشهير ابن سينا) وإذا لم تصدقني اذهب للعم كوكب ، فهل تعتقد أن الدين الذي تحميه التقية وسيوف الارهابيين والمنافقين سيصمد للنهاية ، سلام ؟
اخي العزيز س…السندي المحترم تحية اخوية عن حضارة الاسلامية تفضل
الساعة مهداة من هارون الرشيد الى ملك فرنسا قبل اكثر من 1350 سنة اظن شهادة لا تنكر يا صديقي ……!
** الإسلام يقيم حضارة عالمية إنسانية متكاملة لأنه يأخذ أمور الحياة وأمور الإنسان بشكل متكامل وينظر إلى كل الظواهر والأحداث والعلاقات الإنسانية نظرة حيادية متكاملة من جميع الجوانب فلا يهمل جانبا من جوانب الحياة أمام جانب آخر ولايهمل مجموعة من الناس لحساب مجموعة أخرى .. ولايغلب الروحانيات على الماديات أو الماديات على الروحانيات بل يعطي لكل حق حقه .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (ان لريك عليك حقا وإن لجسمك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا .. فأعط كل ذي حق حقه ) .. وهذا هو التكامل الرائع الذي تستقيم معه أمور الدنيا والآخرة …
إن إقامة الحضارة العالمية الإنسانية الإسلامية هي ضرورة حتمية وحاجة ماسة ملحة لإنقاذ البشرية جمعاء من البؤس والشقاء والحروب والدمار وهذه الضرورة الحتمية لاتخص الدول والشعوب الإسلامية فحسب وإنما تخص جميع شعوب العالم على الإطلاق .. وذلك لما يحيط العالم بأسره من مخاطر وكوارث تنذر بالسقوط والانهيار للإنسانية جمعاء وذلك نتيجة لفقدان الحضارة الغربية التي تتحكم بمصائر الأمم والشعوب للقيم الإنسانية والأعراف الأخلاقية والسمو الروحي والرقي الحضاري .. وسيطرة منطق القوة الغاشمة ومنطق الوحوش في الغابة القوي يأكل الضعيف والكبير يسحق الصغير .. أضف إلى ذلك الإنتكاسة المريعة إلى منطق العبودية وإلى منهج الحيوانية والشهوانبة وإلى الأسلوب العنصري البغيض .. خاصة وأن هذه الحضارة الغربية تمتلك من أساليب القوة المادية التدميرية ما بإمكانه تدمير الكرة الأرضية بأكملها أكثر من خمسين مرة وإبادة شعوب العالم كله أكثر من سبعين مرة مع افتقارها إلى الأخلاق والقيم الإنسانية مما يشكل تهديدا جوهريا شديدا للإنسانية بأسرها .. إن شعوب العالم أجمع بحاجة ماسة إلى منهج إلهي عادل وإلى نظام إنساني عالمي حضاري ينقذها من المستقبل الأسود المشؤوم الذي يتهددها صباح مساء .. البشرية جمعاء بحاجة ماسة إلى هداية الإسلام وعدله لإنقاذها من البؤس والشقاء والفقر والحرمان والظلم والبغي والفساد والإفساد في الأرض .. البشرية جمعاء بحاجة ماسة إلى نظام روحي أخلاقي يرفع الإنسان في كل بفعة من بقاع العالم إلى المستوى الإنساني اللائق المشرف بعيدا عن الإرتكاسات المادية وبعيدا عن الهبوط إلى درجة الحيوانية وبعيدا عن ارتكاسات الجنس ولوثات الكفر والإلحاد ..
علي بارزان 09112020