جولة بومبيو وقنبلة ترامب- مؤيد عبد الستار

 

بدأت هذا الاسبوع  جولة بومبيو بطرق أبواب باريس ومنها نحو تركيا وعدد من دول الشرق الاوسط .

تأتي هذه الرحلة المارثونية بينما ينتظر بايدن تسلم مفاتيح البيت الابيض . فما الذي يبحث عنه بومبيو في الشرق الاوسط المنهك من الجوع والعطش والارهاب ؟

لا نحتاج لكثير من الذكاء لاستبعاد طلب أمريكا أموالا من الدول التي يزورها بومبيو ، ولا نظنه جاء لطلب لقاح لوباء كورونا!

وإذا فكرنا بحسن نية  فلنا أن نذهب الى انه جاء زائرا  لوداع الاصحاب والاحباب في هذه الدول من أمراء وزعماء  وشيوخ ! ولكن حسن النية لايخدمنا في هذا المنحى الساذج من الكلام.

إذن ماالذي جاء ببومبيو ؟ وما الذي جعله يتجشم عناء هذه السفرة الطويلة وهو في النزع الاخير من رئاسة سيده ترامب ؟

لابد أن يكون سبب ما قاد الرجل الى هذه الجولة العنقودية التي تلتف حول عدد من العواصم المهمة في العالم والشرق الاوسط ،  دول لم تنبس ببنت شفة عن أسباب هذه الزيارة بوضوح وشفافية.

حتى الاعلام لم يرافق هذه الزيارة باسـتـنـتاجاته ولم يشرح لنا ما يريده بومبيو ورئيسه الذي يصارع من أجل البقاء في البيت الابيض ليحكم العالم على هواه.

لا شـك أن من أهداف ترامب الاساسية الاستحواذ على قصب السبق حتى وإن خسر الانتخابات لصالح بايدن . فهو يطمح الى أن يكون فارسا يشار اليه بالبنان في حلبة السياسة الامريكية.

لذلك سيعمل على فتح جبهة سياسية وربما عسكرية في منطقة الشرق الاوسط يجعل منها فوهة مشتعلة تخلد اسمه كما تخلد شعلة الجندي المجهول ذكرى محارب استشهد في أرض معركة ما.

كما سيجعل الارض تحترق تحت أقدام بايدن وإدارته بحيث لا يستطيع التخلص من  لسعها وستقض مضجعه ما دام في البيت الابيض كي يُـفـشل سياسات الحزب الديمقراطي وينهي آماله  في الحصول على رئاسة جديدة  للبيت الابيض في المستقبل .

ومن أجل تنفيذ هذه الفكرة  استبدل طاقم وزارة الدفاع بأتباع له على استعداد لتنفيذ مأربه في ضرب ايران ضربة موجعة تجعلها عاجزة عن الرد ، ولربما سيوعز لاحدى دول الشرق الاوسط الصغيرة بالقيام بالمهمة أو باستخدام قنبلته التي جربها في افغانستان قبل سنوات قليلة والتي أطلق عليها إسم أم القنابل .

لكن رئاسة الاركان الامريكية صرحت بانها لن تنفذ رغبات حاكم أو مسؤول وإنما هي أقسمت الولاء للدستور ، لذلك فان تنفيذ ضربة موجعة لايران قد لا يتحقق لترامب وسيضطر الى البحث عن وسيلة أخرى تشفي غليله ولربما ستكون في البحث عن حليف صغير يقدم له خدمة كبرى . سنـنتـظر لنرى فحوى هذه الخدمة في الايام القليلة القادمة!