قُدسية ألارض- الجزء الاول – خالد علوكة

 

بعد أن تعرفنا الى قُدسية الشمس والقمر سوف ننزل الى الموقع الذي نحن فيه سكنى الارض هذه التربة الذي خلق منها البشر وصنع كل شئ من باطنها ، لقد ذهبت مرحلة تقديس وعبادة الشمس والقمر واتجه الى قدسية أكثر غلواً الى هذه الارض التي تحتاج الى نور الشمس والقمر لتبقى وتنمو وايضا لحاجة ضوابط الوقت، خلق الله  الارض في اليوم الثالث من خلق الكون حسب (اينوما ليش الرافدينية ) وكتاب التوراة ..

كل الاديان تقول بان الكون كان بحور ومياه وهي اصل التكوين والخليقة حيث طاليس يقول (أن اصل الوجود الماء ) ورغم ان النار ايضا اصل الوجود بل هي الروح الكلي للوجود حسب هيراقليطس .  وحسب العلم فان الكون تكون أثر الانفجار العظيم    Big Bang والكون كان موجود قبل الانفجارالعظيم ، ويقول  القديس أغسطينوس (أن الله موجود خارج الزمان والمكان ) ويبدو ان الزمن قد بدأ قبل الانفجار العظيم ، و يذكر ان الله عندما اراد خلق الكون اقتطع جزء من الزمن وتم الخلق منه ليضيف التعريف الارسطي إن (ألزمن هو مقياس الحركة ) .

خَلق الارض حدثت والسماء موجودة وخلقت في يومين وفي بعض المصادر خلقت على شكل ما يشبه الغاز اي سحابة ضخمة من الغاز، وهناك أدلة اليوم على أن الأرض تشكلت من الدخان الكوني، فمنذ أن خلق الله الكون وحتى يومنا هذا لم نرى خروجاً أو خرقاً واحداً لقوانين الطبيعية وهذه هي طاعة الكون لله تعالى.(حسب موقع الاسرار العلمي ) . . وايضا يرى المؤرخ ارنولد توينبي في شرح قانون الكون:  كلما يزداد الكون تغيرا كلما ظل كما هو.

خلق الله آدم بيده  وخلق غيره في  ( كن فيكون ) أوعن طريق الكلمة (كلمة الله ) وتُعتبر أسطورة الخلق السومرية أول ما خطته يد الإنسان، ومنها أخذت بقية الأساطير التي تحكى عن قصة خلق الإنسان من الطين، وإنه خُلق على صورة الآلهة، ويقول “صموئيل نوح كريمر ” إن المفكرين السومريين اعتقدوا اعتقادًا جازمًا بأن الإنسان صُنع من طين، وإنه خُلق من أجل غرض واحد فقط، ذلك هو أن يعبد الآلهة ويخدمها بتزويدها بالطعام والشراب والمسكن ليتوافر لها وقت الفراغ لأعمالها الإلهية .

وياريت كنا او نكون على صور الالهة حتى نصير متحابين أكثر وأكثر !!.ان ثلاثي الخلق عند السومريين هو المادة الاولي (نم ) والزمان الاول ( اوريا) والمكان الاول (أن كي ) وبهذا الثالوث التكويني يتحرك الوجود كله ) حسب المؤرخ خزعل الماجدي .

في  الملحمة الرافدينية (إينوما إيليش – وتعني عندما في العلى – ) حيث قرر الالهة الذكور خلق البشر قاموا بذبح الهة اسمه كنجو (قائد جيش تعامة) وعجنوا التراب بدمه ومن هذا العجين تم خلق الانسان ولم تذكر الملحمة بانه خلق الحيوان من تراب او دم !!).. وهنا يؤكد فراس السواح  (بان الانسان ولد ترابيا وسيموت ترابي) وحسب العلم فان جسم الانسان مكون من نفس عناصر التربة وبنفس النسب تقريبا  والله خلق العالم وخلق الحياة ومن ثم خلق الإنسان .

وتاريخ الاستيطان الاول للبشرية كان في بلاد الرافدين من اثار لمعبد قبل 90000الف سنه هو تاريخ السكن في جنوب العراق حسب مقال الكاتب الكاتب (عبد الرضا عوض) . وفي نص ايزيدى قول الايمان نجد هذا الرقم بالقول ياربي انا موجود قبل 90000 الف سنة . وفي نص ديني آخر في القول المقدس (قه رفرقان ) ويعنى فرقان  {الخلاص} في اللغة الارامية ( أن الله اخفى الدرة واظهرها بعد 90000 الف سنه لسبع احباء ) وفي حديث الارقام ان عمر الزمن التوحيدي 6000عام واعتمادًا على ما ورد في العهد القديم فإن الأرض عاشت 3000 سنة، ولم يبقَ أمامها إلا ثلاثة آلاف سنة! لم يردْ في سفر التكوين العبري الرقم 3000 سنة، بل وجدنا أثرًا لهذا الرقم في التلمود البابلي، إذ إن الحياة لن تستمر أكثر من ستة آلاف سنة مستندا لخلق الكون في التوراة في ستة ايام وايضا مرتبط ( بالثقافة الرافدينية على الرقم ستة  – حسب  الفيزيائي جواد بشارة من  كتاب تاريخ الخوف لفالح مهدي ) فيما كان نيوتن  مؤمن بان عُمر الارض  6000سنة .

واكثرالاديان تقول خُلق آدم من طين وحواء من ضلعه ، ولكن قبلها في التراث الرافديني خلقت المرأة الاولى  (ليليث) من الطين وليس من الرواسب والقذارة ولا من ضلع آدم والتي يشير اسمها في السومريات بالشريرة  .

وفي الكابلا (كتاب القبالا الباطني مجموعه تؤمن برمزية العالم في اليهودية) قسم ( الزوهار ) ليليث هي الزوجة الاولى لادم قبل حواء ، والتي جبلت من التراب وليليث ليست من ضلع آدم مثل حواء بل من التراب ، ولكنها رفضت سلطة آدم عليها وهربت منه وتزوجت الشيطان ويذكر انها ولدت 100طفل في اليوم فاشتكاها الله الى آدم واقتفى اثرها ثلاثة من الملائكة بغية قتلها فوجدوها عند البحرالاحمر لكنها توعدتهم بالشر بقتل ابنائهم في حال قتل ابنائها . (كتاب خزعل الماجدي انبياء سومريون ) .

كان خلق بعض الكائنات من { كن فيكون } بينما استخدم الخالق مادة التراب لخلق انسان وبشر وتتفق مع اسطورة الخلق السومري وربما في بعض المرويات آدم خنثى اي هو ذكر وانثى في آدم واحد .

وتوجد نظريات علمية تخالف الخلق من الطين ومنها نظرية داروين في كتابه (اصل الانواع ) في التطور والانتخاب الطبيعي حيث يقول ان الانسان تطور عن قرد ولم يوضح لنا كيف لم يتحول القرد الى انسان لحد الان؟ رغم كون الانسان ايضا حيوان ناطق !! ويفهم من داروين انه لم يزعم بان ثبوت التطور ينفى وجود الله بل يفسر تعدد الانواع الحيوانية والنباتية وفي نهاية كتابه اصل الانواع يقول ان الانواع ترجع في اصولها بصفة انواع  تفرعت على جرثومة الحياة التي أنشأها الخالق ).