تتمة الجزء الثاني :
اذن كان صنع الله لآدم من مادة وطينة الارض وعليه لابد الجنه تكون على الارض ، فيما العالم السفلي جنة السومريون . وعاش آدم في جنة عدن (آدن تعني سهل او بستان ) في بلاد الرافدين بحدود عام 4002 ق.م ، وايضا كلاهما الجنة والنار على الارض وهذا لايعنى جنه الله وفردوسه غير متوفره في علياءه ، والغريب نجد اسماء الأشياء الموجودة في جنة الاخره من مسميات ارضية مثل جنة عدن ونهر النيل والفرات وسيحان وجيحان كلها أنهار موجودة على الأرض . وأن مسميات الفواكه الموجودة في الجنة السماوية هي نفسها على الارض ، كالتفاح والرمان والقصب . وأيضا نساء الجنة يشبهن نساء الأرض في الأساسيات من مُكونات الجسم البشري .
والملائكة لايتواصلون جنسياً في الجنة كذلك الجنس البشري لايعمل نجاسة في حضرة الرب والاشارة بدأت من آدم عندما لم يغادر الجنه إلا بعد انكشاف سوءته (عورته) ، ورغم أن الاستمتاع بالحورالعين ليس جنسياً بل هو معنوي ! قال السيد المسيح لليهود عن الحياة الأُخرى في القيامة : ” فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاء “.
الجنة على الأرض ، ونحن أدواتها ، فإذا لم تُصبح جنة ، فنحن السبب في عدم جعلها جَنة ، فلن تختلف جنة الأرض عن جنة السماء الموعودة ، وجنة الأرض واقعية نحس بها ونتذوق مأكلها ومشربها ونتمتع مع نسائها ، ولكن جنة السماء غيبية وهي وعد بعد الموت ، ولا ندري متى تأتي ؟ بعد ملايين السنين أو لا تأتي أبدا ، فلم يذهب اليها أحد ما وعاد ولكنها موجودة في كل الاحوال حتى يدخلها الفقراء والمحتاجين بعد ان عذبوهم ودمروها الاغنياء في جهنم الارض !!!
ورغم اختلاف الشيوخ والعلماء والدعاة والمفكرين في تحديد مكان الجنة فمنهم من قال في عدن وديلمون وسومر وفي الهند… والتي أسكن الله آدم وزوجه فيها فمنهم من قال بأنها جنة أرضية لا يتعدى كونها بستان أو حديقة مشجرة ومنهم من قال ان جنة السماء او (جنة الفردوس) ليست مكان تكليف ولا مكان للمعصية ولا مكان للشيطان وفسروا الهبوط من الجنة على أنه هبوط معنوي لا حسي وأشاروا عليه بهبوط منزلة، وقالوا بأن جنة آدم كانت جنة ابتلاء أما جنة الآخرة فهي جنة جزاء .
ويوكد فراس السواح بالقول على الرغم بان الاله قد صنع الانسان من مادة الارض الظلامية نفسها الا انه اخذ روحه من الاعالي المسروق وحبسها في قوقعة الجسد ولكي يبقيه في حجب الجهل فقد فرض عليه الشريعة التي تكشف عن نفسه وعن اكتشاف الجوهر الحقيقي للروح .
الخلا صة:
القمر والشمس عادلتان بينما لانرى عدالة على الارض والعالم لماذا ؟ يرد السيد المسيح بالجواب فيقول (لاوجود للعدالة على الارض انما العدالة هي المملكة الثانية بعد الممات ) المصدر كتاب الله والانسان مصطفى محمود . فيما تصور البابليون ان الارض قد استقرت وحيث ان المادة التي صنعت منها الارض تتصف بالخلود بحكم ان مصدرها جسم الالهة تعامة كونها ام الالهة اجمعين فتكون خالدة – حسب كتاب الخليقة البابلية السكندر هايدل ص151.
عند الامعان في النص التوراتي بعد مقتل هابيل وسؤال قاتله قابيل للرب بانه يخاف بعد طرده بان يقتله من وجده لنرى هنا تاكيد لوجود أكثر من آدم في سؤال قايين .
وفي الهجادا اليهودية تقول الارض : انا مقدر لي ان اكون ملعونة بسبب الانسان واذا لم ياخذ الرب الطين مني فلن يفعل احد غيره ابداَ. وتقول الهندوسية : إن الارض هو المكان الذي يُكًفر فيه الناس عن خطاياهم وذنوبهم .
في الديانة الايزيدية خلق الكون من درة ومن ذات الله وفرقها مخفية في داخل كل كائن حي ، ومن الدرة خلق اربعة عناصر هي الماء والهواء والتراب والنار . والهي سر من السماء قبل وجود اللوح والقلم – حسب النص في قول نص ديني شيخو بكر- وفي نص قول النبي ابراهيم الخليل يقول : سلاما على الواحد المعبود لاتحيات بعد ولاسجود سلامي على الواحد الدايم تعجب من الحرف القائم . تعريب وتفسير المرحوم حسو امريكو .
وفي نص آخر تحدث محاورة روحية بين الارض والسماء لتفتخر السماء بانها نظيفة فيها الملائكة والشمس والقمر بينما انتِ يا أرض يعيش عليكِ القاتل والفاسد والكاذب لترد الارض بان خالقنا واحد ونحن من جوهرة واحدة ونزلتٍ عليً الاسماء الاربعة وبقدرة الملك الجليل سكنت عليَ لالش النوراني والقدس والخليل والمؤمنين . المصدر كتاب خليل جندي ج/1 قول الارض والسماء لسان الشيخ حسين بن شيخ ابراهيم .
و من ملحمة اينوما ليش {حينما لم يكن في الاعالي (بعد) سماء – وفي الدني لم تكن ارض (بعد) قد سميت باسم } والاسم يقصد به لم تكونا قد وجدا بالصورة التي هما عليهما الان -من – كتاب الخليقة البابلية للمؤلف السكندرهيل .
اذن قدسية الارض ملموسة دامت اكثر من قدسية وعبادة الشمس والقمر نظرا لتجلي الله فيها وتقديس الاماكن وارتبط بحال هبوط السماويات وكرامات الانبياء والاولياء الصالحين وتقديس كل مافي الارض من الاحجار والاشجار والانهار ويظهر كل شئ فوق الارض ماخوذ من مادة وتربة الارض. وفي الاخير رغم تعدد الالهه سابقا وتعدد الاكوان ايضا لكن تبقى الارض قلب الكون السكني الوحيد بحكم قانون الجاذبية الارضية الذي يُثبت الكون ولا نسبح في الفضاء ويمنع اهتزاز الكون ولاسقوط للنجوم على الارض والتي تجذب بعضها لبعض ، ولايحدث نهاية للكون كونه مستقل بذاته ولن يتأثر باي شئ خارجه بل بقى الكون يتمدد ويبدو الارض تغيير جلدها مثل الحيه لتعمر وتدور في فلكها وخلودها الابدي . وحسب نص تيودوروس الصقلي في القرن الاخير ق.م – ان الكلدانيين قالوا بازلية مادة العالم وانها لابداية لها في الزمان ولن تنتهي الى عدم ، فيما كان للبابليين القدرة على تصور الزمان في الوقت لم تكن فيه سماء ولاأرض بعد . من كتاب الخليقة البابلية للمؤلف السكندرهيل .
ديسمبر2020م