اردوغان التائه في المتاهة او المختبئ فيها للنهاية- كاردو بريفكي  

 

الجزء الاول-

الحديث عن اردوغان حديث شائك وطويل لما للرجل من صولات وجولات يتسم بمغامرات غير مدروسة العواقب وحبلى بالنوائب, لذا فالذي لا يرى ابعد من ارنبة انفه فلا يكون الا( كالاناء الذي لا يضخ الا بما فيه

فلوتتبعنا مسيرة هذا الرجل السياسية ,وصعوده الى القمة بسرعة صاروخية

ونجاحاته المتتالية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية ايضا وفي فترة قياسية جدا مقارنة باقرانه روؤساء الدول الاخرى,فمسيرة سبع سنوات(2003 سنة تربعه على عرش رئاسة الوزراء والى سنة 2010

ليست بفترة زمنية طويلة من عمرالبلدان مقارنة بتلك الطفرات الناجحة والمتتالية والتي غيرت موقع وثقل دولته من دولة في تسلسل الدول النامية الى مصاف الدول العشرين الاقوى اقتصاديا خاصة وان تركيا كانت مثقلة بالديون

الخارجية عند جلوسه على كرسي الرئاسة

اذن ما سر نجاح هذا الرجل ,هل هو الذي صعد الى العلا بنفسه وصنع له ذلك المجد؟ ام كانت هناك اياد خفية انتزعوه من تحت يدي استاذه نجم الدين اربكان رئيس حزب الرفاه ولاحقا الفضيلة الاسلامي وبعد ان حاصره الارجنكون (الدولة العميقة)ثم ليختفي نهائيا من الساحة السياسية, ويقابل ذلك ظهور اردوغان فجاة بعد زيارة الى امريكا وهو يتراس حزبا جديدا باسم حزب العدالة والتنمية والذي لم يكن عادلا في شيئ الا مع الدواعش والفواحش

لقد كتبت الكثير عن هذا الدكتاتور المستبد ,فبتاريخ 26,06,2013 كتبت ااول مقالة عنه بعنوان اردوغان والربيع العربي ذكرت فيه

لونظرنا الى تلريخ كل الاحزاب في الشرق الاوسط ماضيا وحاضرا لراينا    بانه قلما نجد  حزباسياسيا خاليا من اطفال سياسيين رضع ,والذين ترضعوا وهم لا يزالون في مقتبل عمرهم السياسي على حليب الغرب ,لذلك انحرفوا عن الخط المستقيم والذي يوصل الوطن بالمواطن فغدوا مشوهين في الوجهة السياسية لانهم لم يترضعوا على حليب الام الوطن  فاصبحوا كروبوتات مكوكة ما ان يملي عليهم الاوامر حتى يبداوا بتنفيذها بالحرف الواحد انتهى الاقتباس

وبتاريخ 23_05_2018 كتبت مقالة اخرى بعنوان  هل بات اردوغان عاهرة الحي جاءت فيه

هنا اريد ان أشد ذهن القارىء الكريم الى عنوان المقالة ودور اردوغان البراغماتي حتى النخاع في المسالة السورية بل ومنذ اندلاع احداث (الربيع العربي) ومحاولاته الياءسة في الاستفادة من التناقضات بين الكبار في الساحة السورية (وهنيئا له ان شاء ذلك) ولكن هيهات له ان يحقق احلامه المريضة تحت ظل مطارق الكبار في المنطقة لان كل توجهاته تصطدم بالضد مع مصالحهم، هنا السوال الذي يلح طرح نفسه هو ،إذن لماذا لا يلجم هؤلاء الكبار اشداق اروغان بالرغم من انه اطلق العنان لنفسه ويتصرف كما لوانه سيد المنطقة بل نرى في بعض الأحيان يزبد ويعربد ويهدد ولا نرى اي رد فعل على قدر تلك التصرفات الطاءشة والجارحة والتي يطلقها هذا التركي الارعن لامريكا والاوربيين ،إذن ما سر ذلك الصمت والسكوت ؟فهل ان اردوغان بات عاهرة المنطقة حتى ينحني أمامه الكبار كما ينحني كبار أهل الحي امام عاهرتهم ؟أم ان الغرب قد جهزلأردوغان حفرة مثلما كان قد جهزلسلفه صدام سابقا وغيرهم، لأنهم على يقين (بان الأتراك ان ملكوا طعامهم وسلاحهم فاول عمل لهم هو البحث عن الذات وعن الجذور وعن مجد كان لهم يوما وعن ميراث قديم ما يلبثوا ان يجدوه يوما ما،عسى ان يكون قد اقترب!) لكن ارى هنا بان الغرب لا يهمله ،بل يمهله لليوم الموعود، وبرأي المتواضع اجزم ان ذلك الْيَوْمَ قد اقترب أيضا ان لم يغير سياساته ١٨٠ درجة وانما يمهله لكي يرتكب اكبر عدد ممكن من الحماقات والأخطاء والى ان يأتي يوم موعده المشؤوم فينقضواعليه كالفريسة التي بين مخالب الطيور الجارحة لأنهم يعرفون بان هذا السياسي الاحمق مريض من الداخل لذا يتركونه لينخي في نفسه امام شعبه قليلاالى ان يقتنع بانه غدا بعبعا يحسب له الكبار الف حساب ليرتكب مزيدا من الحماقات من دون ان يستطيع الخروج من ذلك النفق،وقصة السفيرة الامريكية في بغداد مع صدام لازالت  عالقة في الاذهان انتهى الاقتباس

ان اردوغان قد غالى في غييه واغلاله بعد ان اعطي له اشارة الضوء الاخضرمن قبل اسياده  للعبث في المنطقة منتهزا ما جاءت في وثيقة سرية امريكية التي تقول

وبعد ان ايقنت امريكا بان بعض النظم الصديقة في الشرق الاوسط الغير محبوبة من شعوبها باتت خطرا على المصالح الامريكية ,لذا قرراوباما الرئيس الامريكي السابق ان يضحي بعدد من هؤلاء الانظمة فاصدرقراربرفع الحظر على التيارات الاسلامية لتكون بديلا عند سقوط انظمة تلك الدول , وهذا القرار الخطيرالذي صادق عليه اوباما في في 12 -08- 2010تم ايداعه في وثيقة سرية عدد صفحاته 18 صفحة واستطاع  مراسل صحيفة نييورك تايمزالسيد مارك لاندلران يحصل على نسخة منها ونشرها في الجريدة بتاريخ 16_02_2011  وخلاصة ما جاء في الوثيقة ومن تقارير اخرى متنوعة من صحفيين وكتاب مرموقين ومن اجهزة امنية مختلفة بانهم جميعا يتوقعون عاصفة خطيرة في الشرق الاوسط (او بالاحرى يمهدون الطريق لذلك) متمثلة  بموجات غضب عنيفة ضد بعض الانظمة في هذه )المنطقة)0

اانيط لقيادة الاخوان لاردوغان من قبل  اسياده الذين اوصلوه الى كرسي السلطة في تركيا ; وقد تجاهرهو شخصيا وعلنا بذلك الدور الريادي في  قيادة ثورات الربيع العربي ,ولكن لو كان لاردوغان  بعدا  استراتيجيا  ونظرة ثاقبة لكان قد حقق كل ما كان  يتمناه ولاصبح ابا الاتراك الثاني بعد كمال   مصطفى……..ولكن

ما كل ما يتمنى المرء يدركه ……تجري الرياح بما لا يشتهي السفن

فليس كل من جلس على كرسي الحكم بسياسي ولا كل رئيس رئيسا اذا كان مع شعبه غليظا وقاس حينما يتجرد من الشعور والاحساس ,واللعنة كل اللعنة على كل من نظر بنظرة دونية الى  اي عرق او اي ملون غلاس

هنا سنركز على سطحية تفكير اردوغان وبعكس الكثيرين الذين يرونه البهلوان الاكثر حنكة في اللعب على الحبال ,لانه وقع في اخطاء قاتلة سيؤدي به الى الهاوية السحيقة ,فبعد توليه لذلك الدور الكبير والخطير في قيادة كل المجاميع الراداسلامية ونزل الى حلبة ساحة الشرق الاوسط وهو مدجج باقوى الاسلحة المادية والمعنوية ايضا ,من لدن اسياده ,فاخذ يصول ويجول متبخترا هنا وهناك ,ولم يصدق ذلك الصبي الذي كان يبيع السميط والبطيخ في شوارع امام قاسم في اسطنبول بانه قد غدا ذلك الانسان اوالشخصية الخرافية حيث هومركز الاهتمام ومحل انظارمن لدن المراتب العالمية الكبرى ااذن فماذا يتوقع المرء من شخص لم يتدرج الى العلا بهمته ان يتصرف والمثل الكوردي يقول( نه ديتي بخوفه ريتي ) او ( وختي تێربيت  شنيكا نێربيت) اي ان الجائع متى ما شبع سيفقد توازنه ,وهكذا حينما راى اردوغان نفسه وهوبهذا القدر من الاهمية والاهتمام, بدءا وكما يقول المثل بدءا الفار يلعب  في عبه واستغل الوضع المتشابك والمتناحر في سورية(معركة السكارى كما سميتها في احدى مقالاتي)  فوجد بان الظرف ملائم جدا في الخروج من تحت العباءة الامريكية بعد ان قوى اقتصاد بلده عن طريق ضخ الاموال الطائلة من صندوق النقد الدولي اليه (بحيث ان ثلثي ميزانيته كانت من مساعدات صندوق النقد الولي والتي قدرت في بعض السنوات قرابة 450 مليار دولار الى ان بلغ الدخل الوطني في سنة 2017 الى 950 مليار دولار)وبعد ان جمع حوله كل ما انبت الله من ظلامي العصر من الدواعش والفواحش واصبحوا جيشا جاهزا تحت امرته فبدا بالشروع في احلامه المريضة وهو احياء العثمانية في المنطقة ,واحياء العثمانية يتطلب قبل كل شيئ الاستقلالية في القرار ,وهكذا وللاسباب الانفة الذكر اضافة الى موقع بلاده الجيوستراتيجي بدءا كلاعب سيرك تارة على الحبل الامريكي وتارة اخرى عاى الحبل الروسي ,لكن اللاعب الجيد هو ذلك اللاعب الذي يحافظ على توازنه الى نهاية اللعبة وهكذا دخل الى متاهة ملتوية كبيرة واراد ان يخفي نفسه فيها بعيدا عن انظار اسياده ويعمل لصالحه ولو الى حين وكله امل بانه يستطيع ان يخدع اسياده مرتهنا على بعض الحسابات الخاطئة والاجتهادات الملتوية  ,وان استطاع الى الان ان يمرر بعدد من اجنداته بين حافة مصالح الكبار في الساحة السورية وان يحتفظ بموطئ قدم بينهم,ولكن نعيد ونكرر بان نجاح اي سياسي مرتهن بنتائج اعماله  وليس فقط حين الشروع بها ولا يغرن احد ما ,ما كسبت يداه الى الان -ومن منا لا يقول بان كل تلك المكتسبات ما كانت غير طعم مر, واستقر ذلك الطعم في الحلق لا يستطيع بلعه ولا بامكانه ان يخرجه وعليه  اجزم وحسب راي المتواضع بانه يستحيل على اردوغان ان يواصل  لعبته بين الكبار في الساحة ولن يستطيع ان ينجح في ان يظل نفسه ويختبئ في المتاهة بعيدا عن العيون لانه من المستحيل ان يترك الكبار اردوغان ان يملك طعامه وسلاحه ,,,,,,وان يعثمن المنطقة مرة اخرى فالكبار كبار ولا يغدو الاردوغان غير مثل تلك (الضفدعة المنقنقة التي نافست البقرة في حجمها وظلت تنفخ في جسمها الى ان قالت البقرة لها مهما نفخت في جسمك فستبقين انت  اصغرمن ذيلي) اقتباس من القراءة الخلدونية قراناه في الصف الثاني  الابتدائي

هنا لنحاول ان نقارن بين ما الذي يراهن اردوغان على نجاحاته وبين  انتكاساته التي لا بد منها فيما لو سار على نهجهه في تجديد العثمنة في تركيا

افهو يراهن على نجاحاته للعوامل التالية

m-brifkani@hotmail.de

. …..يتبع