ثقافة وأدب االطفال – بقلم خديجة مسعود كتاني

هي صياغة لغوية فنية فكرية في اطار مملكة الطفل تبعا لمرحلة العمر التي تحدد استعداداته الفكرية ورغباته نشاطه ونظرته الى الحياة لوضع بعض الحقائق على قاعدة متينةلها مردود تربوي نفسي علمي فعال يحرك ذاتية الطفل ويظهر خصائص شخصيته.
الهدف منه هو توجيه الطفل وترسيخ ميوله الاصلية بشخصيته نحو الابتكار والتقصي ودفعه لتنمية التفكير الابداعي لديه من خلال تطوير لغة العصر التواصلية المتعلقة بالنطق والنظر والسمع والعقل الباطن والنشاط الحركي التي تتيح الفرصة للاسهام في حل مشاكله وتنمية ملكة الخيال لديه ودخوله عملية التجريب والمغامرة والبحث عن ما يصبو اليه  لبناء ارضية مناسبة لذاته الفاعلة  .
اضافة الى الدافع التربوي وهو تربية الطفل الاخلاق الحميدة والقدرة على معرفة الخير والشر الجبن والشجاعة الانانية وحب الغير الرحمة والعدالة العقاب والثواب فكل هذه المفاهيم عند ربطها بمواقف مرئية ضمن صياغة ادبية تنسجم مع احاسيس الطفل وقوة ادراكه من خلال فروع هذا الادب من القصة الاسطورة النشيد القصيدة والمسرح…….الخ .
بيد ان هذا الادب لا ينأى عن خاصية الترفيه والتشويق والاثارة التي تجذب الطفل اليه فيزيد من تركيزه وتنغرس القيم في ذهنه.
هكذا يشارك ويخوض الطفل تجارب الحياة خلال منافذ وروافد هذا الادب .
يجب مراعات عدة عوامل في خوض غمار هذا الادب المهم وهي
١- اللغة
يجب ان تتميز بالبساطة والعمق في نفس الوقت من حيث الكلمة الموحية والصورة المعبرة التي تحاكي مستوى الطفل ومرحلة العمر اي هو بمثابة السهل الممتنع.
٢-   ان يحاكي المستوى النفسي للطفل ويعني الانفعالات والعواطف التي يتميز بها
٣- يجب ان يعبر عن جمهور الطفل وليس وجهة نظر الكاتب

الفرق بين ادب الكبار والاطفال
١- الموضوع والفكرة التي يعالجها نظرا لاختلاف الاحاسيس والمدارك
٢- مراحل الطفولة وتختلف عن بعضها وهي مرحلة الطفولة المبكرة من (٣-٥) سنة ومرحلة الطفولة المتوسطة من (٦-٨) سنة مرحلة الطفولةالمتأخرة (٩-١٢) سنة مرحلة المراهقة (١٣-١٨)
٣- أدب الكبار يساير واقع الحياة دون ظوابط مشروطة بعكس ادب الطفولة هو موقف
يحاكي الطفولة برؤية انسانية اخلاقية تنسجم مع مدارك الطفل ونفسيته دون الاضرار  به
٤-ادب الطفولة له اسسه ومقوماته المتعلقة بطبيعة المادة اللغوية والتراكيب الاسلوبية ومضمونه اشكاله الفنية اما ادب الكبار يملك عالمه اللغوي والفكري والتجربة الحياتية الموضوعة مسبقا
٥-يتضح الفرق بين الادبين بوضوح في عملية النقد والتحليل من حيث القيم النقدية النظرية والادبية فهناك اختلاف في الحكم على كل منهما.
انواع روافد ثقافة وادب الاطفال
١-القصة فن أدبي لغوي يعبر عن فكرة عبر احداث في زمان ومكان محددين
تدرب الطفل على التعبير والجراة الادبية .
أنواعها قصص الخيال والايهام مثلا السندريلا
قصص الخرافات والاساطير  اليس في بلد العجايب
قصص الحيوانات مثل كليلة ودمنة
القصص الشعبية وتضم شخصيات تأريخية مثل صلاح الدين الايوبي
قصص دينية مثل سيرة الانبياء
قصص الفكاهة مثل نوادر جحا
قصص علمية تهدف الى اهتمام الطفل بالعلم وتنمية روح الابداع والتطوير فيه
٢-الرواية تركز على حادثة تأريخية بوليسية او انسانية مغامرات تجارب وتكون اكبر حجما من القصة و قد تكون قصيرة جدا
٣-الاغاني الاناشيد القصائد والشعر . ولها أهميتها حيث الموسيقى والايقاع وصور شاعرية تخاطب الوجدان والاحساس بالفن والجمال وهي اقرب الوان الادب الى  طبيعة ألاطفال وأحاسيسهم ولهم استعداد فطري للتغني والقاء الشعر التي تكشف مواطن الابداع لديهم وينهض فيهم الجرأة الادبية والتخلص من الخجل الانطواء التردد والانفعالات الضارة.
انواع الاغاني الاغاني الفردية ،الجماعية الفردية ،والجماعية ومن حيث المضمون الدينية ، الوطنية، الشعبية، والترفيهية٠
انواع الشعر   شعر غنائي ،  قصيدة  ،  شعر مسرحي ،   وقصة غنائية   تزود الطفل بالحكم وتجارب الحياة .
٤- الكتب بمختلف انواعها تتضمن مناهج دراسية تاريخية علمية والثقافية
ه- المقالات والخواطر هي مواضيع اجتماعية وأمثال يجب ان تنسجم مع قوة الطفل الاستعابية
٦-المسرح وتشرف عليها مؤسسات ثقافية يجب ان تتضمن ممثلون محترفون
منها مسرح الفصل، المسرح المدرسي ومسرح العرائس.
٧-وسائل الاعلام المختلفة منها الاذاعة التلفاز التسجيلات المختلفة  الفيديو  الكمبيوتر والانترنيت.
اقوال تاريخية ماثورة حفرت اثرها في نفوس اصحاب الاقلام الرصينة
جاء في دائرة المعارف البريطانية(الادباء هم معلمو الشعوب وحكامهم الروحيون الذين لهم الحق في اهدائهم الى الرشد ويهبون لهم الحياة الكريمة)
ومن أقوال جان جاك روسو ١٧١٢-١٧٧٢ أعرفوا الطفولة.
ويرى افلاطون (ان اهم ما في الشيء هو بداياته وخاصة الطفل الصغير الطري العود في هذه السن يتم صياغته ليتخذ الطابع الذي نريده له)
تأثر الاديب والمفكر الكردي (احمدى خاني) بوجهة نظر  (افلاطون) في
موضوع التربية الصالحة للطفل٠
وقال ان عملية التربية لايمكن ان تكون صحيحة ولا تأتي ثمارها الا اذا كانت اللغة قومية أي( لغة الام )فاللغة في منظوره تلعب دورا عميقا في حياة الامم والشعوب فهي ترمز للوحدة الطبيعية للشعب وتعتبر الة التفكير.

دور (أحمدى خاني) في ادب الاطفال
نستطيع القول ان (أحمدى خاني) استطاع ان يقدم للبشرية ومدارس التربية ادبا تعليميا
قد يكون موجها للطفل عبر معجمه الرائع والفريد بعنوان (نو بهارا زاروكا)  اي ساعد في انشاء جيل التربية الصحيحة والسليمة.
أي ادب الاطفال قديم قدم التأريخ مرورا بثلاث مراحل
١-ادب الاطفال القديم
فالكتب التأريخية تحمل اشارة بسيطة لبعض القصص للشعوب تتداولها وتعتمد على العادات والتقاليد وقيم تلك الشعوب وأغاني تنويم الطفل والتهليلات بمعاني بسيطة تتميز بالتناغم الموسيقي تنسجم مع اسماع الطفل في مرحلتة المبكرة٠والقصص الخرافية مثل الغول والتنين والكلب الرباعي العيون ……..الخ تحمل في طياتها عنصر التشويق والاثارة لجذب الطفل وقد تكون مصحوبة بمفاهيم البطولة والشجاعة والقيم ٠ومع ذلك لايمكن درجها ضمن ادب الاطفال لعدم وجود اطر واسس واضحة وكونها شفاهية غير مدونة. ولكن يبقى التراث الفلكلوري والشفهي اساسيا في عملية تشكل الجذور التأريخية لاي حضارة.
٢-ادب العصور الوسط
اختراع الطباعة  كانت  خطوة تأريخية هامة نحو الحضارة حيث ابتدأ (أوليام كاكستون) اول مطبعة في انكلترا عام ١٤٧٦م والتي سارعت في شيوع كتب ادب الاطفال. واهم كتبه الثعلب رينارد ، خرافات أيوب، موت أرثر  والتي استخدمت على  مر السنين
ثم ظهرت الكتب الورقية في القرن السادس عشر وشاعت كتب الاطفال مثل حكايات بيرو (الاوزة الام) ١٦٩٨م وروبنسون كروسو ، رحلات جليفر وظهرت صناعة النشر وكان لاسكشاف الادب الشعبي نقلة هامة اتجاه الاطفال والطفولة. أما في الشرق كانت القصيدة الشعرية من ابرز الاشكال الادبية٠
٣- العصر الحديث وهو عصر ادب الاطفال بكافة وسائله المقروءة ، المرئية ،والمسموعة فمنذ عصر النهضة حدثت ثورة تحويل في أدب الأطفال ظهرت في كتابات رواد هذا المجال امثال رفاعة الطهطاوي، احمد شوقي وتم دعم الادب المتخصص المدون وتنشيط الهيئات الرسمية والجمعيات الاهلية لرعاية الطفولة والعناية بتنشئتها.
ومن ادباء الكرد( الدكتور مسعود كتاني) في دوانه المتخصص بالطفل  (كوچکا زاروكا)-
الاديب الشاعر  فائق بى كه س في ديوانه (ديوانى بى كه س) ، ( الاديب محمد أمين دوسكي )
(خديجة مسعود كتاني) مجموعة قصأئد منشورة للاطفال  منہا ( جيهانا بى گونہ ہ ) ، ( واری خو بنیاسہ) ، (ئہ س کچکہ کا  دہ لالم )، (باغى ئومیدی) ، (دہ می خویندنی) ،( یارییت کہ فن) ، (لمیرگہ ھی روڑ ھہ لات) ، (سترانا بہ فری) ، ( ئاوازيت سہ رسا لا) ،(چیروکا نہ فروزی) ،( خه تيريت كه فن) ، ( سروشت و دارستان) .
في العقد الاخير من القرن العشرين ومع انتشار النظريات التربوية و النفسية الداعية الى الاعتناء بالطفولة وتلبية احتياجاتها والتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المجتمعات و المجتمع الكردي تنامى فيه الاهتمام بالكتابة للاطفال بين الاوساطها الثقافية وخاصة في سوريا تمثلت ببعض الاصدارات الشعرية والقصصية منها حكايات شعبية كردية للكاتبين المهندس (عبدالرزاق اوس) الذي جمع مجموعة قصص و(محمد النجاري) الذي ترجمها الى  العربية عام ١٩٩١ بعنوان الديك الابيض وحبة الرمان كما اصدرت ٣ اصدارات للكاتب عبدالمجيد قاسم هكذا كان ادب الاطفال عند الكرد ندرة وتاخر في البدايات مقارنة مع نشأته وتطوره لدى الشعوب المجاورة

لايمكن  فهم هذا الجنس الادبي الا من بحث و خاض حصيلة جهود علمية في الجوانب الانسانية مثل الدراسات النفسية الاجتماعية الانثروبولوجية التربوية والتواصلية ٠ ويجب فهم هذه العلوم معا وليس كل على حدة٠
لذا الشعوب بتراثها فلسفتها حكمتها ومناهجها العلمية ذكروا الكثير عن الطفولة
لكن لم يجدوا سبل الاستفادة منها رغم توفر كل الحقائق العلمية عن الطفولة لعدم قدرة الانسان ترجمة هذه الحقائق الى سلوك بسهولة وكونه فن يبقى صماء ان لم يتم تحويله الى فن تطبيقي وهذا ما ارق المختصين في هذا المجال
يمكن القول أن الدول المتطورة وضعت منذ البعيد اسس خاصة بثقافة الاطفال في كل المراحل من حيث احتياجاتها العلمية والاجتماعية والنفسية لتغذية عقول النشء الجديد بالضروري والمفيد.

المصادر
رهيف السيد
البروفسور محمد سعيد الغامدي
الدكتور هادي نعمان الهيتي/علم المعرفة /ثقافة الاطفال
منتديات ستار تايمز /أرشيف البحوث العلمية
مركز الفرات /أهم مظاهر حركة الادب للاطفال عندالكرد
جميلة شحادة / الفرق بين الكتابة للاطفال والكتابة للكبار/ رأي اليوم

8 Comments on “ثقافة وأدب االطفال – بقلم خديجة مسعود كتاني”

  1. تحية
    “ثقافة وأدب االطفال ”
    ثقافة وأدب الأطفال

    محمد توفيق علي

    1. تحياتنا وشكرنا على التصحيح لكن للاسف كل المقال خاطىء لا أعرف السبب هل هي اخطاء تقنية فانا اخجل من هذا المقال حقيقة

  2. اطيب التحيات للسيدة خديجة وأجمل التهاني على هذا الإنجاز العلمي الفذ من ابنة عالم مرموق وأستاذ قدير صديقي وزميلي في جامعة الموصل الدكتور العزيز مسعود تكوني، ارجو لها و العائلة الكريمة دوام الصحة والسعادة والهناء

  3. كل الشكر والتقدير استاذنا العالي الثقافة على مداخلتكم الوفية دمتم بأتم الصحة والتوفيق

  4. السيدة خديجة مسعود كتاني المحترمة
    تحية
    المضمون أهم من الشكل.
    أحسنت في اختيار الموضوع وابدعت في التعبير عنه وتنويرنا بأسماء المؤلفات الأدبية ومؤلفيها من الكرد وغيرهم والتي لم أكن على عِلم بها سابقا وأنا زميل معهد اللغويّين القانوني في بريطانيا (FCIL)
    المهندس محمد توفيق علي

    1. شكري وتقديري لحسن اهتمامك ويضفي على ذلك كونك مثقف لغوي انه مجال واسع ومهم لكن للاسف لانريد
      ان نكثر من حجم المقال ربما لم يسع المجال.

  5. شكري وتقديري على التشجيع اخيرا تم تصحيح المقال وانا ممتنة لهم ان مجال ادب الطفولة مجال واسع وغاية في الاهمية لطالما عبرنا عن وجهة نظرنا بات من الضروري الالتفات لوجهة نظر الطفولة لانهم الطاقة المتجددة مازال هناك الكثير للتحدث عنه لكن المجال محدود ولانريد ان ان نخرج عن المألوف

Comments are closed.