من وراء عدم  استقرار العراق – مهدي المولى

 

نعم من وراء عم استقرار العراق والى  متى يستمر العراق في هذه الحالة الغير مستقرة  تلعب به  الأمواج سباحة     لا ندري الى أين متجه الى القاع  أم   الى ضفة الأمان   الى الانهيار والتلاشي أم الى  الاستقرار  والبقاء

منذ   18 سنة  أي منذ تحرير العراق في 9-4-2003 والعراقيون  في حالة من فقدان الوعي والعقل لا يدرون ماذا يفعلون كيف ينقذون  أنفسهم ووطنهم

المعروف ان الحرية عندما تدخل العقول  تحررها  وتطهرها وتمنحها قوة  وثقة وتفاؤل و  ان التغيير الذي حدث في العراق نقل العراقي من العبودية الى الحرية من النار الى الجنة  من حكم الفرد الواحد الرأي الواحد  الى حكم الشعب حكم القانون  لا شك ان العراقي غير مهيأ لهذا التغيير أي أنه يعيش فى ظل قيم وأعراف الفرد الواحد والرأي الواحد  ومن المؤسف إنهم  استخدموا قيم الفرد الواحد الرأي الواحد في ظل حكم تعددي  ديمقراطي  لهذا فشلت الديمقراطية  كما أن الطبقة السياسية هي الأخرى غير مهيأة أيضا او أنها لا تريدها لأنها في غير مصالحها      وبالتالي أصبحت لا تملك وعي ولا إدراك   هذه حال العراقيين بعد التحرير لهذا يسيرون من الأسوأ الى الأكثر سوءا

أين دعاة الحرية أين الأحرار الذين عارضوا نظام العبودية والعبيد وقدموا أرواحهم دمائهم  من أجل حرية العراق والعراقيين شرف العراق والعراقيين كل ذلك لم يسق شجرة الحرية  وتنشر نسيم الحرية لتعطر عقول العراقيين  وتحررها من  عبودية العبيد الأشرار

بعد تحرير  العراقيين في 2003  من الخوف  والعبودية   كان الطاغية وأبناء قريته في شوارع بغداد  معتقدين عبيدهم ولصوصهم سيلتفون حولهم ويدافعون عنهم  لكنهم حتى عبيدهم تخلوا عنهم لهذا شعر الطاغية باليأس والإحباط  وقرر الهروب  لعله يجد جحرا في قريته لكنه قرر البقاء قليلا  ليفي بوعده قبل ان  يهرب ويرى بعينه     بغداد والعراق في لهيب النيران  أكوام من الحجارة

لهذا أمر بفتح السجون وإطلاق كل من فيها  بكل أنواعهم من معارضين أحرار ومن شرفاء مخلصين ومن مجرمين وقتلة ولصوص  وطلب من عناصر أجهزته الأمنية المختلفة التوجه الى حرقها تهديمها وسرقة محتوياتها  ومن ثم الى دوائر الدولة المدنية وحرقها وأخذ يصرخ أذبحوا العراقيين دمروا كل شي في العراق وفعلا حققوا رغبته ومن ثم هرب من بغداد أعد له جحرا خاصا معتقدا إنه سيحميه ويعود مرة أخرى  لتدمير العراق وذبح العراقيين

يقول أحد الصحفيين في أحد الأيام  دخل علينا  المجرم  عدي صدام وكان في حالة سكر و غضب فأخرج  سيكارته   وأشعلها ثم أخرج ورقة نقدية من فئة ال 25 دينار  وأحرقها ثم رماها في الأرض وقال لنا الذي يعتقد له القدرة على أخذ الحكم  منا  لا يستلم من العراق الا كما بقي من هذه الورقة المحترقة

ومن هذا يمكننا القول ان تدمير العراق وحرق العراق لم يأت عفويا أبدا  ولا مفاجئة غير متوقعة بل كانت  عملية مخطط لها مسبقا ومعد لها سلفا  من ناحية العدد والعدة والإمكانيات  والأساليب  حيث اتفق عناصر أجهزة القمع الصدامية أي عبيد صدام مع المجرمين واللصوص وقطاع الطرق قبل خروجهم من السجن وتوجهوا مباشرة الى دوائر الدولة

الجدير بالذكر ان صدام أمر بسرقة كل أموال العراق وذهبه التي في البنوك العراقية  ووزعها على من يثق بهم كما أخفى  الكثير من أسلحة الجيش العراقي  المتطورة كي يستخدمها في ذبح ما يتبقى من العراقيين   كان معتقدا ان عبيده      سيبقون معه لا يدري أن أقرب المقربين منه باعوه بثمن جدا بخس

لو عذرنا صدام وعبيده في تدمير العراق وحرق العراق وسرقة ثروته لأنهم عبيد وعذرنا الذين كانوا في سجون الطاغية من  الحرامية وعصابات السرقة والاحتيال لأنهم عبيد لشهواتهم ورغباتهم الخسيسة لأنهم عبيد وهل يرجى من العبيد خيرا   لكننا لم ولن نعذر أبدا من يدعي أنه حر وأنه تصدى للعبودية والعبيد  ان يساهم في تدمير العراق في سرقة ثروة العراق

فالأحرار لا يقاتلون من أجل  المال من أجل مصالحهم الخاصة وأذا تحدوا وضحوا لا يرغبون ولا يريدون أي ثمن مهما كانت تضحياتهم وتحدياتهم  سوى حرية الشعب والوطن   فالذي يقاتل من أجل المال ومصالحه الخاصة هو العبد  هو اللص والفاسد والقاتل

المؤسف والمؤلم بعد التحرير أختلط الحابل بالنابل ولم نعد نميز بين الحر والعبد وبين المناضل واللص فتقدم العبد اللص وتأخر  الحر المناضل  وهكذا تحكم بنا مرة أخرى عبيد صدام ولصوصهم

منذ 18 سنة والعراق لم يتقدم خطوة الى الإمام  بل كل سنة أكثر سوءا من السنة التي سبقتها في كل المجالات المختلفة

لأن الطبقة السياسية مجرد عصابات مهمتها  سرقة ثروة العراق  وتفرض هيمنتها على العراقيين   بكل قوة  تحت أسم الطائفية والعنصرية  والدين  والله هم أبعد الناس عن تلك الشعارات كم أتمنى ان يكون الأمر هكذا  فأي نظرة دقيقة أثبت أن العداء والصراع بين العصابات الكردية نفسها او الشيعية او السنية أشد وأكثر عداء بين السنة والشيعة  والأعراب والأكراد والأتراك

هذا يعني ان هذه الشعارات التي ترفعها الطبقة السياسية وسيلة لتضليل وخداع الجماهير  للصعود على أكتافها ومن ثم سرقتها وإذلالها

السؤال لماذا يبقى العراق معلقا تلعب به الأهواء والرغبات والعواصف والرياح حيث تشاء لماذا لا يستقر على بر كما يقولون

من هذا يمكننا القول أن عدم استقرار العراق ونشر الفوضى يصب في صالح الطبقة السياسية  يسهل لها عملية سرقة ثروة  العراق والعراقيين وتحسين صورتهم لدى أسيادهم خارج العراق

هل هناك سبب غير ذلك