الإيزيدية.. محاولة للبحث عن الجذور ـ رحلة في أعماق التاريخ ـ صباح كنجي

 

بناء على طلب العديد من الأصدقاء.. انشر المقدمة مع المدخل وفهرس الكتاب.. الذي اودعته في المطبعة.. وسيكون جاهزا للتوزيع في العراق وأوربا مع نهاية آذار الحالي وبداية نيسان القادم.. عبر شبكة أصدقاء سيتولون إيصال النسخ المطلوبة للمكتبات في دهوك وشاريا واربيل والسليمانية وبغداد وبحزاني.. بالإضافة الى بعض المقرات التي طلبت حجز نسخ من الكتاب مقدما..

وسنسعى لإيصال المطبوع للقارئ بسعر الكلفة.. بحيث لا يتعدى 10 دولارات في اوربا.. و10آلاف دينار عراقي في المكتبات.. والكتاب بحث تاريخي يعتمد على المكتشفات وتقارير المنقبين في مجال الآثار مدعوماً بالصور والوثائق.. بما فيها الوثائق السريانية بعد ظهور الديانة المسيحية في القرون الثلاثة الأولى للميلاد..

ــــــــــــ

صباح كنجي

6/3/2021

 

 

المحتويات

اهداء……………………………. 4           

  شكر وتقدير………………………………………… 5 بدلاً من المقدمة ……………………………………………………………………………….. 10 المدخل..

الإيزيدية جذور النشأة ولغز التاريخ والمكان ……………………………..15           

    الفصل الأول ……………………………………………………………………………………. 18

اهم الآراء حول تسمية الإيزيدية ونسبهم………………………………………………………… 18

الفصل الثاني ……………………………………………………………………………… 29

جذور علاقة الإيزيدين بسكان الرافدين القدامى …………………………………………………. 29

إيزيد ومعبد ايزيدا ……………………………………………………………………………… 36

معبد إيزيدا في نمرود عام ٢٠٠٨ ……………………………………………………………. 41

نابو والإيزيد……………………………………………………………………………………. 41

نبو ـ نابوـ في بلاد بابل ………………………………………………………………………… 50

معبد نابو في بورسيبا………………………………………………………………………….. 51

معبد نبو – شا-هاري في بابل  ……………………...………………………………………….. 52 

رقم ـ ألواح ـ مسمارية لكتبة متدربين مودعة كنذر………………………………………….. 52  

  نابو في بلاد آشور……………………………………………………………………………… 56  

   معبد نابو في نينوى ……………………………………………………………………………. 57

معبد نابو في نمرود ومخطط بناية ايزيدا …………………………………………………….. 59      

  وعن مجمع إيزيدا في النمرود ………………………………………………………………… 60    

   معبد نابو في خور سيباد………………………………………………………………………. 67  

  قاعات العبادة ـ قدس الأقداس ـ في خور سيباد………………………………………………. 72           

  كوى لترتيب الرقم ـ الألواح……………………………………………………………………..  73

 الحضر …………………………………………………………………………………………. 75

الحضر مدينة الشمس ……………………………………………………………………. 80

سنجار ……………………………………………………………………………………… 86

التنقيب في خربة جدالة………………………………………………………………………… 91

ميثولوجيا التاريخ في سبعة الميدان بين بحزاني وبعشيقة………………………………….. 99

الكهوف والمغارات الجبلية في جبل بعشيقة وبحزاني………………………………………….. 101

كور كوري المدن التاريخية وقره قور لالش ……………………………………………….. 107

بوابات مدينة اشور…………………………………………………………………………… 110

كور كوري نينوى…………………………………………………………………………….. 112

كور كوري لالش والايزيدية …………………………………………………………………. 112

الأكيتو وتواصل طقوسه في المجتمع الإيزيدي.. ……………………………………………… 115

عن الأكيتو ………………………………………………………………………………… 115

مدة الاحتفال بعيد أكيتو…………………………………………………………………… 117

كاكائي يتساءل ……………………………………………………………………………. 121

الوثائق السريانية وأهميتها………………………………………………………………….. 124

الداسنية في سوريا …………………………………………………………………………… 135

معابد ومزارات إيزيد الباقية في قرى الإيزيدية …………………………………………….. 137

مزار ايزي…………………………………………………………………………………. 142

مزار ايزي في عاصمة جورجيا………………………………………………………………. 149

مزار إيزي في أرمينيا…………………………………………………………………….. 150

معابد ايزيدية حورت ومنحت أسماء جديدة في العهد الإسلامي ………………………………. 152

قلعة باشطابيا الموصل ……………………………………………………………………. 164

الامتداد التاريخي لـ (الباتشا) كـ أسم للإله في جغرافية الأديان…………………………………. 175

جذور آدي…………………………………………………………………………………….. 189 

قول رابعة العدوية………………………………………………………………………… 205

حفل في الإيزيدا ………………………………………………………………………………. 219

نبو (نابو)، سيد أقدار بلاد آشور ……………………………………………………………. 220

عهود الولاء لأسحر دون…………………………………………………………………….. 220

اليمين لضمان الخلافة ……………………………………………………………………….. 221

شروط اليمين …………………………………………………………………………………. 221

أمناء المتحف البريطاني……………………………………………………………………… 223

الفصل الثالث……………………………………………………………………………………… 226

الموسيقى في الديانة الإيزيدية …………………………………………………………. 226

الفصل الرابع……………………………………………………………………………………… 245

المشتركات في الأساطير والملاحم……………………………………………………….. 245

بحث في دلالة معنى كلكامش.. هل كان كلكامش ابنا لبقرة؟!…………………………………. 245

صفحات من الأدب الديني الايزيدي………………………………………………………….. 257

اسطورة (مير مح) وفلسفة الموت عند الايزيدية…………………………………………… 257

الفصل الخامس ……………………………………………………………………………… 279

التواجد التاريخي للإيزيديين في سوريا ……………………………………………………… 279

الفصل السادس……………………………………………………………………………… 300

المترادفات اللغوية والميثولوجية المشتركة بين المعتقدات السومرية القديمة والايزيدية…… 300

\ ملحق ببعض الكلمات المشتركة

الفصل السابع…………………………………………………………………………………. 315

أبعاد ودلالات لغة بعشيقة وبحزانـي…………………………………………………………… 315

الفصل الثامن ………………………………………………………………………………… 336

وقفة مع الأدب الشفاهي الايزيدي………………………………………………………… 336

الفصل التاسع…………………………………………………………………………………. 346

الآثار والنقوش في معبد لالش…………………………….………….. 346

الخلاصة والاستنتاجات ………………………………………………………………………. 360 الاستنتاجات…………………………………………………………………………….. 366 الملاحق……………………………………………………………………………………. 374

 المصادر ……………………………………………………………………………………… 385

 

بدلاً من المقدمة

البداية في كل العلوم وعرة

 

حينما بدأتُ البحث في شؤون الأيزيديين.. وكتبتُ أول مقال لي عنهم تصورتُ الكتابة عن الديانة الإيزيدية مهمة سهلة بحكم نشأتي في هذه البيئةلكن يوماً بعد آخر تغيرت قناعاتي، وجدت نفسي أغوص في بحٍر عميق لا أسفل له، تلاطمني الأمواج والرياح من كل الجهات. هذا هو بالضبط حال الذي يبحث عن جذور الإيزيدية..

هذا المعتقد الذي صمد معتنقوه لعشرات القرون في خضم حالة من عدم الاستقرار والتطاحن التي نشأت بحكم ظهور الديانات الجديدة في أطراف المنطقة.. التي كان يسكنها الايزيديون وأسلافهم منذُ اوائل التاريخ.. التي حاولت بحد السيف والحروب فرض معتقداتها الجديدة على سكان المنطقة من ضمنهم الايزيديون، الذي يحدثنا ادبهم الشفاهي عن (72) فرماناً حلّ بهم.. ذهب ضحيته الآلاف منهم، ودمرت خلالها المئات من القرى والمدن العامرة، وفرضت كنتيجة لذلك فرضاً قسرياً حالة الاعتناق للديانات الجديدة رغم تبني البعض لمفهوم (لا اكراه في الدين).

توفرت لدي بحكم الظروف التي مرّت على العراق بعد انقلاب 17 تموز1968  وما تلاها من تطورات فاشية تميزت بملاحقة الأحرار، الفرصة حينما توجهتُ مشياً على الأقدام من سهل كويسنجق نحو الحدود الإيرانية مطلع عام 1979 ومن بعدها باتجاه المثلث الإيراني/ التركي/ العراقي .. ومن ثم إلى سوريا عبر المثلث التركي/ السوري /العراقي، ووجدتُ خلال هذه المسيرة الطويلة.. الشاقة.. المئات من القرى الكردية والآشورية والأرمنية العامرة والمهدمة في هذه البلدان.  كانت المفارقة أن أجد بقايا الشخوص والمعالم الخاصة بالإيزيديين في غالبية هذه القرى، رغم اعتناق سكانها للإسلام في فترات تاريخية متباينة.. حيث لازالت بعض مقابر تلك القرى الإسلامية محتفظة بأسمائها القديمة.. هذه مقبرة (شيمند) في قرية سواري.. وهذه صخرة ومزار (بير آفات) في نصري، وتلك شجرة كوجك بريم، بالإضافة الى قرية (شيشمس) و (كرجال) في منطقة (أحمد آوى) بالقرب من هزار ستون على الحدود الإيرانية في السليمانية.. وكرجال آخر في منطقة نيروه العمادية.. بالإضافة الى كرجال قرية سينا الذي ما زال محجاً نشطاً تجري فيه طقوس العبادة والفرح وله يوم من أيام السنة في منطقة القايدية في أطراف دهوك.. و(بير مام ـ مجمع ومصيف صلاح الدين) وكرده مند وقرية شيشمس في كركوك والعشرات الأخرى من التسميات التي بقيت بحكم قوة العادة أباً عن جد رغم اعتناق أهالي هذه القرى لمعتقدات جديدة شنت حرباً شعواء على الإيزيدية والإيزيديين في فترات مختلفة ومتعاقبة.. بل الأكثر من ذلك كانت بعض العوائل الكردية المسلمة لا تزال تسمى بأسماء اجدادها من الأيزيديين كما هو الحال في قرية سواري التابعة لناحية (سرسنك) حيث مازال يطلق على إحدى أكبر عشائرها (مالا بير خدر) أي عائلة أو سلسلة بير خدر..  هذا ليس استثناءً بل يمكن أن نجد تسميات مشابهة في مناطق كويسنجق على سبيل المثال لقب كريم احمد بير داود السكرتير السابق للحزب الشيوعي الكُردستاني) وغيرها من المناطق الكردية الإسلامية في مختلف البلدان المذكورة.

كانت هذه المعالم الباقية من مخلفات الإيزيدية لدى السكان في المناطق النائية التي جبتها مشياً على الأقدام لأكثر من عقد من الزمن، هي فترة بقائي في صفوف الأنصار، الدافع العاطفي والمباشر الذي دفعني للبحث في خفايا تاريخ الأيزيدية، رغم موقفي العلماني من الظاهرة الدينية .

لكن البحث في جذور الإيزيدية.. معتقداتها.. طقوسها.. اصولها البعيدة لا يحتاج إلى العاطفة التي قد تفسد أية محاولة علمية، لذلك صدمت وأنا اتوجه نحو معرفة الحقيقة عن منشأ هذا الدين واصوله وهالني ما رافقه من تعقيدات وتشابكات محلية واقليمية، بعضها مذهبي بحكم تواجد العديد من المذاهب في المنطقة المحيطة بالإيزيديين وامتداد تأثيراتها اليها، والآخر له ابعاد قومية بحكم التاريخ المشترك للقوميات والاجناس التي سادت في بلاد ما بين النهرين.

اجل صدمت بحقيقة دعا اليها من سبقني من خلال بحوثه حول الإيزيدية حيث أكد البعض منهم.. إن البحث في تاريخ وفلسفة الإيزيدية ومعتقداتها يحتاج إلى نظرة شمولية تقوم بها لجان متخصصة.. وهي فوق طاقة الإنسان – الفرد، مهما كان ضليعاً بأمور الإيزيدية..

 لماذا؟!

هذا ما أود أن أثبته كخطوة اولى في الطريق الوعر الذي سلكته بحذر دون تردد، رغم قناعتي بأن الوصول إلى (بعض) الحقائق الجديدة عن الإيزيدية يحتاج فيما يحتاج إلى معرفة شاملة في المجالات التالية:

ـ معرفة تاريخ علم الأديان.

ـ التعرف على خصوصية هذا الدين وعاداته وطقوسه وهذا ما توفر لدي بحكم نشأتي في هذه البيئة..

ـ معرفة بتاريخ العراق القديم حيث للايزيدية عادات وطقوس عريقة لها امتداد تاريخي لفترة العهود السومرية والبابلية والاشورية..

ـ معرفة بعادات وتاريخ الديانات القديمة في الشرق (الأوسط والأدنى) بحكم تشابه بعض الطقوس والمعتقدات بين الإيزيدية وغيرهم من المعتقدات كالصابئة المندائيين مثلاً ولوجود تقاطعات مشتركة بين الديانتين..

ـ معرفة بالديانة الزرادشتية وما تلاها من تطورات مذهبية في بلاد فارس لوجود تأثيرات وتشابهات مشتركة بين الإيزيدية والزرادشتية والمانوية والمثرائية والكاكائية..

ـ معرفة بشؤون الديانات الهندوسية والهندو اوربية لتشابك الأمر في الكثير من المفاهيم والعادات والطقوس بين الإيزيدية والديانات الهندوسية والهندو اوربية وكذلك بعض المفردات اللغوية المشتركة.

ـ معرفة بتاريخ الديانات “السماوية” اليهودية والمسيحية والإسلامية بشكل خاص لوجود تأثيرات واضحة المعالم من قبل هذه الديانات وبالذات الإسلام على بعض عادات وتقاليد الإيزيدية، خاصة فيما يتعلق بالتصور عن الفرق التي انشقت عن الإسلام أو تمحورت في فلكه كالدروز والعلويين وغيرهم ممن احتفظوا بعادات وتقاليد ومعتقدات ما قبل الاسلام.

ـ إن تاريخ الإيزيدية لا ينفصل بتاتاً عن تاريخ الكرد باعتبار الإيزيدية اكراد يتحدثون لهجة واحدة هي الكرمانجية/البهدينانية ولم يحدثنا التاريخ عن دين للأكراد قبل الديانات “السماوية” ما خلا الإيزيدية رغم وجود اديان اخرى في مناطق مختلفة..

لكنها لم تكن واسعة الانتشار في كردستان كالزرادشتية والمثرائية مثلا..

ـ لا يفوتني أن انوه.. ان الأمر لا يتعلق بحدود المعرفة في الأمور الواردة أعلاه، بالرغم من اهميتها وتشعبها، بل يتعداه إلى ضرورة المعرفة الدقيقة فيما يخص بإمكانية الربط بين الأصول من العادات وما رافقها من تداخلات وتحديثات خلقت اشكالية كبيرة في مجال مقارنة الأديان

بالإضافة إلى الأهمية القصوى ـ قدر المستطاع ـ لمعرفة الأدب الشفاهي الايزيدي بكافة مكوناته وعناصره، الذي يمكن اعتباره مدخلاً اساسياً للولوج إلى الحقيقة الكاملة حول هذا المعتقد.. سنسعى قدر المستطاع في باب الاجتهاد والتحليل لتثبيت أسس سليمة يمكن الانطلاق من خلالها لدراسات قادمة تضع في صلب مسعاها الوصول إلى حقائق أكثر كمالا ًعن هذا المعتقد.. ذلك هو القصد من وراء هذا الجهد المتواضع الذي بذلناه في رحلتنا للاستقصاء عن جذور الديانة الإيزيدية.. نأمل أن تكون مادتنا ممتعة ومفيدة لكل من يعشق الحقيقة ويقدس حرية الإنسان وخياراته، الإنسان الذي سيبقى اهم واثمن من كل الأديان.

ـــــــــــــــــــــــ

دمشق 1995..

 

 

المدخل..

الإيزيدية جذور النشأة ولغز التاريخ والمكان

 

يواجه الباحث في تاريخ نشأة الديانة اليزيدية الكثير من الألغاز التي يصعب البت فيها بشكل قطعي من دون التطرق إلى تاريخ نشأة الدين لدى المجموعات والأجناس البشرية الأولية التي كانت تتنقل في عدد من الأماكن مع الحيوانات البرية.. التي تمكنت من تدجين بعضها قبل مرحلة الاستقرار والزراعة..

هكذا ينشأ من هذه الصعوبة تفرعات تكاد تكون ألغازاً يصعب فك طلاسمها تعود لطبيعة الأقوام التي اعتنقت الدين وأماكن انتشاره.. أما تحديد البدايات وانطلاقها وما أعقبها من تحور وتغيير وفق تأثير الزمان والمكان فتكاد تكون الأصعب لمن لا يلجأ للبحث عن منشأ الدين ونشوئه من مراحل تسبق الزراعة وتعود لزمن الصيد والرعي وبدايات التفكير والتدوين..

وهي بحد ذاتها تشكل عبئاً على الباحث الذي لن يجد أمامه إلا ملفات مغلقة عليه أن يواصل الجهد لفك طلاسمها وقراءة رموزها واستقراء دلالاتها.. هذا بالضبط ما واجهنا ونحن نبحث في جذور منشأ الديانة الإيزيدية.. تاريخ نشوئها.. أماكن انتشارها لذلك سيكون هذا الفصل من البحث مجرد محاولة للنبش في الجذور في أصقاع واسعة شهدت أولى معالم التوسع والإدراك من خلال التقرب لرموز هذا الدين مع مقارنة دلالاتها اللغوية ومشتركاتها وفقاً لتطور البحث في مجال فقه اللغات.. الذي أصبح متمماً للبحوث التاريخية المعاصرة بفعل التطور المذهل والتقدم الهائل لشبكة الاتصالات التي باتت في متناول الجميع اليوم..

الإيزيدية كبداية تشكل رافداً من الروافد التاريخية في بحر ديانة أسرة عبادة الشمس.. التي اتفقت وتلاءمت مع ضرورات ومتطلبات المرحلة الزراعية..  والميل للاستقرار في الأرض وتحديد المكان وتشكيل التجمعات السكانية المستقرة المرتبطة بالأرض، التي أعقبت مرحلة الصيد والرعي وتجليات عبادة الضياء والنار والقمر والنجوم فيها..

هذه الأسرة الكبيرة من الديانات القديمة.. التي تشكل مجموعة عائلات ميثولوجية عبدة الشمس وألهتها تحت تسميات متعددة توزعت بين الشرق والغرب.. ابتداء من سواحل لبنان وسوريا وفلسطين ومدن بعلبك والشام وحمص وصور وصيدا والرافدين وبلاد فارس واليمن والبحرين ومروراً بأقصى الجنوب الغربي في آسيا حيث الهند والصين.. ثم شمال افريقيا ابتداء من دلتا مصر وليبيا وقبائل الامازيغ.. وغرباً حيث الاغريق والرومان والجيرمان مع المدن التاريخية ومعابد الشمس فيها ابتداء من اثينا وقرطاجة وروما وترير والعشرات من الجزر التي ما زالت عامرة ابتداء من ارواد وكريت وغيرها..

 ممن ما زالت معالمها الاثارية تحتفظ بصور ومنحوتات رمزية عن الشمس وعبادتها.. لذلك فأن الخطوة الأولى في طريق البحث عن الجذور ستكون من خلال البحث والتقصي عن جذور عبادة الشمس وأماكن انتشارها وفقاً لما يمكن ان نطلق علية أسرة الديانات الشمسية..

وللإجابة على التساؤل سنستعرض تاريخ عبادة الشمس من قبل المجموعات البشرية وسنتقصى وجودها في حدود التاريخ والمكان في مناطق ترحال المجموعات الرعوية وفقاً لمدونات التاريخ.. التي ثبتت الكثير عن الشمس وتأليهها من قبل العديد من المجموعات البشرية.. والديانة الإيزيدية ليست الاّ واحدة منها لم تندثر.. ما زالت تنبض بالحياة ويعتنقها أكثر من مليون فرد في عدة دول شرقية يشكل العراق..  وتحديداً شمال العراق الآن الجزء الاكبر من هذا التواجد.. حيث مزاراتهم وقببهم الزقورية.. بالإضافة الى معبدهم الرئيسي في وادي لالش.. الذي يشرف عليه الفقراء بالتنسيق مع بين الامارة في باعذرة ومزار شرفدين في سنجار.. مع مجموعة مزارات بحزاني وبعشيقة.. التي تشكل عصب تواجدهم التاريخي وتمنحهم الديمومة والاستمرار..

لالش بمواصفاته التاريخية ومكانته الجغرافية وما يجري فيه من طقوس ومراسيم.. وسنجار بشرفدينها وثقلها السكاني وتمسك السنجاريين بدينهم وتشبثهم بالأرض.. مع بحزاني بمنزلتها الدينية والمراسيم التي تجري فيها مع جوقة القوالين إذ تعادل بوجودها الفاتيكان مع الفارق بين الديانتين..

4 Comments on “الإيزيدية.. محاولة للبحث عن الجذور ـ رحلة في أعماق التاريخ ـ صباح كنجي”

  1. تحية طيبة
    بلاشك جهدٌ مشكور وكتابٌ ثمين ومعلومات لا غنىً عنها , لكن لنا تعليق عن نقطة الصمود, فهم لم يصمدو , فهم كانوا دين الشرق الأوسط كله ( على الاٌقل الكورد إن لم نضف إليهم الفرس ) دين الشمس لكن اليوم نفوسهم أقل من مليون , وهم ليسوا مجموعة حافظت على هويتها بل شذرات أو أفراد من العشائر الكوردية هربت وتجمعت في بُؤر جبلية أو نائية ونجت بدينها بينما أسلمت أو أبيدت بقية العشيرة , فليست هناك عشيرة كوردية مسلمة إلاّ ولها أقارب بين الئيزديين ولا ئيزدية دون أقارب بين المسلمين,
    ثانياً أنت في كل أبحاثك ودراساتك لم تعثر على إسم اليزيديين كقوم أو دين لمجموعة بشرية يتسمون بها قبل الشيخ عدي بل وحتى في زمن الشيخ عدي نفسه لم تعثر على هذا الإسم , وإن شاء الله سنتطلع على الكتاب ليكون لنا رأياً ثابتاً فيه

  2. تجية طيبة لكاتب الكتاب وا تمنى له النجاح.
    وأمل ان يصل الكتاب قريبا الى بين يدي, فالابحاث التاريخية الحديثة المبنية على قواعد علمية رصينة اليوم (انتروبولوجيا, جيولوجيا, فلولوجيا … الخ) لها اليوم كل الثقل العلمي بعيدا عن الاقوايل التي كانت اكثرها مجرد عن ارائ شخصية فيها الكثير من الخزعبلات التي لا يتقبلها العقل ولا المنطق.

  3. (أبعاد ودلالات لغة بعشيقة وبحزانـي…………………………………………………………… 315)

    لغة بعشيقة و بخواني هي لغة كوردية مستعربة بسبب سكناهم مدينة الموصل ، هم أكراد الموصل إستعربوا تحت سيطرة الوالي المسلم , بعد أن منع هارون الرشيد التكلم بغير العربية أُناء زيارته القاسية في 179 هجرية, فاستعرب سكان الموصل كلهم وكانوا آشوريين سريان مسيحيين وأكراد داسنيين (لاحقاً ئيزديين) متعايشين معاً منذ العهد الآشوري والميدي, صدى هذه الزيارة القاسية بقيت تتردد في قصص الئيزديين منها أن الوالي رشيد باشا قد إنتقم من سكان الموصل بأن كان في كل ليلة يبعث بشرطته لإستقدام وجهاء ورؤوس المدينة فيذبحهم الواحد بعد الآخر حتى تمت تصفية المدينة , وقد تأكد لي أن رشيد باشا المزعوم لم يكن رشيد باشا قاتل ميري كورة بعد أن علمت أن القائد التركي لم يدخل الموصل ولم يقتل فرداً منها بل إسم الرشيد تردد عبر القصص حتى ظن المتأخرون أنه رشيد باشا التركي , فهارون الرشيد أيضاً دخل ليلاً وأقسم على إبادة المدينة لكنه إكتفى بحصد رؤوس الأكابر , هذا وقد أخرجهم منها بدرالدين لؤلؤ في 652 ه وأراد ملاحقتهم وإبادتهم لكن هولاكو عاجله فتوقفوا في بعشيقة وبحزاني وحواليها وقد أعقبت ذلك فترة إنتعاش وهدوء للئيزديين بسقوط بغداد والموصل فاستقرو وشكلوا مجتمعاً معزولاً خاصاً , أما أٌاربهم الذين فضلوا مصالحهم فقد ظلوا في الموصل وأسلموا نهائياً وهم يشكلون الآن معظم المصلاويين الأصلاء القدماء وقد إنتسبوا لقبائل عربية عريقة ويعتزون بها وهم لا علاقة لهم بهم غير السيف والعبودية حتى مجيء هولاكو , وقصة مرافقة سكان بعشيقة وبحزاني للشيخ عدي هي خرافة أكدها المرحوم قوال حسين زيتو , وإسم التازًي) كان يطلقه الكورد والفرس على العرب البدو ولما أصبح العرب أسياد البلاد خاف الالأكراد نعت العرب بهذا الإسم البغيظ أصبحوا يطلقونه على الضعفاء من جماعتهم الذين يتكلمون لسان العرب التازي الأوائل , ولا يزال تازي بالفارسية تعني عربي

    وشكراً

  4. تحية اكبار و اعتزاز للكاتب والباحث استاذ “صباح كنجي ” على تاليفه كتاب عن جذور ومنابع الاصل للايزيديين وهو بلا شك جهد كبير و عمل بحثي شاق ” لان المنهج التاريخي في الدراسات والرسائل العلمية وتالفي الكتب يعد من اصعب المناهج العلمية ” وقد نظم و رتب الكتاب الى 9 فصول فضلا عن الخلاصة والاستنتاجات و الملاحق والمصادر وهذا العمل يعتبر جهدا علميا قيما ” يستحق الكاتب نيل درجة الدكتوراه بامتياز ” وعند حصولنا على هذا الكتاب العلمي سنتعارف على الجوانب العميقة والدقيقة والمهمة للايزيديين الابطال الذين يستحقون كل الدعم والمساعدات لبناء حياتهم بامان وسلام حقيقي .
    مرة اخرى الشكر و التقدير للكاتب و الباحث استاذ صباح كنجي ، وتحية قلبية للايزيديين الشجعان .

Comments are closed.