منذ أن بدأ النظام الايراني بالشروع في برنامجه النووي وعمل في الجوانب السرية منه على أمل إنتاج القنبلة النووية، فإنه راهن على عامل الزمن، فهو لم يوافق على الجلوس على طاولة التفاض الدولي إلا بعد أعوام من المماطلة کما إنه لم يبادر الى التوقيع على الاتفاق النووي والتوصل إليه في عام 2015، إلا بعد مماطلة وتسويف، واليوم أيضا يعود النظام الايراني لکي يقوم بنفس الشئ من حيث الممطالة والتسويف على العودة للإتفاق النووي والانصياع للمطالب الدولية، وهو يظن بأن تأخيره ومساومته على ذلك قد يحقق له قدرا من المنافع والمکاسب، ولکن وعلى الجانب الآخر، فإنه لايوجد أي ميل دولي بهذا الاتجاه بل وحتى على العکس من ذلك.
ماقد صرح به نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين من إن”إيران مخطئة إذا ظنت أن التأخير في العودة للتفاوض سيؤدي لرفع العقوبات عنها”، وأضاف أن “واشنطن لن تقدم أي مبادرات أحادية أو حوافز لجذب إيران لطاولة التفاوض.”، وهذا مايعتبر بمثابة خيبة وإحباط لمساعي النظام الايراني من خلال المراهنة على العامل الزمني خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار سوء الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في إيران وإحتمال أن يٶثر ذلك سلبا على مستقبل النظام فيما لو إستمر بهذه الصورة.
مشکلة النظام الايراني هو إنه يسعى للتهرب من إلتزاماته الاساسية التي من شأنها أن تنهي حلمه بإنتاج القنبلة النووية، وهو أمر صار يدکه ويعيه المجتمع الدولي عموما والولايات المتحدة لامريکية خصوصا، فهذا النظام يطالب المجتمع الدولي بإلتزامات ومطالب له ولاسيما فيما يتعلق برفع العقوبات المفروضة عليه، لکنه يتصرف بغموض وضبابية عندما يتعلق الامر بإلتزاماته، وإن ماقد أشار إليه المتحدث بإسم وزارة الخارجية الامريکية في سياق تصريحاته بهذا الصدد من إن واشنطن ستدرس اتخاذ الطرفين خطوات لاستئناف الالتزام بالاتفاق بمجرد الجلوس للتفاوض. وأوضح قائلا “فقط في حال جلوس طهران على مائدة التفاوض… سنكون على استعداد لبحث مقترحات ستساعد في إعادة الطرفين إلى مسار الالتزام المشترك بالاتفاق”. وأضاف “في النهاية هذا ما نسعى إلى الوصول إليه: التزام مقابل التزام”، قد أوضح الصورة وحدد معالم الطريق الذي يجب سلوکه في التعامل مع النظام الايراني، إذ أن الالتزام الاهم الذي يريد المجتمع الدولي ضمانه والتأکد منه هو حسم قضية الجوانب السرية من البرنامج النووي والذي طالما أشارت إليه مجاهدي خلق وفضحته، وإن حسم هذا الموضوع من خلال وضع آلية عملية خاصة به، فإنه يعني إطلاق الرصاص ليس على رأس البرنامج النووي فقط وإنما على رأس النظام نفسه!