نوروز تراث يخلد في الذاكرة‎-  بقلم خديجة مسعود كتاني 

التراث هو احياء فترات تأريخية غابرة للامم والشعوب والتي تتضاءل شواهدها المتفرقة لابراز الهوية الوطنية والقومية والكشف عن ملامحها والمأثورات التراثية بشكلها ومضمونها تعكس اصالتها وتتطور مع الزمن وبنسب مختلفة تبعا للتراكم الحضاري والثقافي وتاثرها بالتداخل الحضاري وعناصر التغيير والحراك في ظروف اجتماعية و سياسية لكل مجتمع.
والتراث الثقافي هو كل ماينقل من عادات وتقاليد علوم واداب وفنون من جيل الى اخر ويتضمن ايضا الفنون الشعبية من شعر وغناء موسيقى الرقص الالعاب والمهارات والاعياد المناسبات والمهرجانات……….،الخ ويبين ماتوصلت اليها الحضارات بمقدار ما تحمله من شواهد تدل على رقيها الانساني كونه يحاول ان يرتقي عبر مسيرته التاريخية وهذا الارتقاء ينعكس
على ما يخلفه من سلوكيات تتأصل في حياة الناس ويعد التراث مكون اساسي من مكونات الذاكرة. وتدرج كل هذه الممارسات الانسانية المذكورة ضمن التراث الثقافي الغير المادي الذي بدوره يشكل ركيزة مهمة في الحفاظ على التنوع ويساعد على الحوار بين الثقافات في عصرالعولمة المتزايدة والاحترام المتبادل لطريقة العيش وحماية الهويات الثقافية. ومن تراث الكرد الاصيل والغني بعاداته وتقاليده ناهيك عن ازيائه الرائعة ومطبخه الفخم ومناسباته المفعمة بالرقصات والدبكات من عبق الفن وجماله  السفرات الربيعية التي تعد اهم التجمعات الاجتماعية والثقافية وخاصة أيام عيد نوروز الخالدة .
ويعد نوروز العيد القومي للكرد الاكثر اهمية كذلك لعدد من شعوب شرق اسيا
وهو من الاعياد القومية القديمة التي يحتفل بها الكرد بالدرجة الاولى وكل الشعوب الارية ويصادف التحول الطبيعي للمناخ ويسحب الشتاء ذيوله ليطاطئ الربيع اقدامة على عتبة الطبيعة وينفخ سحره  واريجه على جبالنا سهولنا وودياننا رمز الخصوبة والخير والتجدد في الحياة ويحمل في طياته بعدا قوميا خاصا مرتبطا بالتحرر من الظلم والشروق بنوره يعني السعادة والبهجة  وما تحمل من معاني للانسان .
وفق الاسطورة البناءة التي تربط النور بمشعل الناصر كاوة الحداد الشخصية الجدلية التي انتصغرت على الطاغوت ضحاك.
نوروز الهام الشعراء والادباء واهل الفن على مر العصور
واهم القصائد التي نظمت وحملت بهجة الحماس والعبق الى النفوس الثائرة هي قصيدة الشاعر والمفكر العظيم (Piraměrd) ١٨٦٧-١٩٥٠ وغدت الحناجر تردد هذه الانشودة الخالدة التي لحنها الفنان الكبير قادر ديلان  وانشدها الفنان محمد صالح ديلان.
وادناه قصيدتي بهذه المناسبة بعنوان

  Xetîrêt kevin
Çira nêzîk û dîrn         Bo te xeml û ronahî

Demêt xebatě bîrin      War biriskî  avahî
Ciwanî te da   Biharê      yadigarî     mizgînî

Di gel kulîlkêt adarê      tux  û   ala  d hejîne

Bo te dil  evro şadin      Cejn  û  şahî  sayrane

Teyr û kewêt ribadin     Qebqeba  dengê wane

Pêkve li  gera Guvendě       Cana  law û bîçîka
                                                                                                                        
Perîkê  zerîê   rendě        Li  nav  siruştê   wak Buîka

Ala   nîşan   agire                Zer    û     alî    da     Xaki

Mêjojeka    nemire              Roja   kawe    û      Zihakî

Çola   rêk   û    berdera        Agir   û    xetîre   di   heln

Dil     geş   bûn   wak  Fenera     Soz   û    bawerî   digelin

Maf    hat nema  zordarî       Xelate   bo  mirova
Guhirîneka    rojgarî         Dîmahiya  ne  çi  tova

قصيدة خديجة مسعود كتاني