يعتبر عيد النوروز من أقدم الأعياد في العالم ، إذ يرجع تاريخ الإحتفال بيوم النوروز الى أكثر من أربعة آلاف عام ، وإن أول من آحتفل به تاريخياً هم الكرد والفرس ، ومن ثم آنتقل الإحتفال به الى البلدان الأخرى بالمنطقة ، مثل في مصر خلال عهد الفراعنة الذي حكموها في غابر الأيام . ففي عهد الفراعنة كان يُطلق عند المصريين القدماء ب[ يوم الزينة ] ، حيث ذكره القرآن الكريم بالتسمية تماماً ، يقول القرآن مسجلاً حوار نبي الله موسى مع فرعون مصر الذي طلب من موسى تحديد موعد للمناظرة العلنية والتحدي العلني معه ، فقال : { قال ؛ موعدكم يومُ الزينة وأن يُحْشرَ الناس ُ ضُحىً } طه / 59
قال الكثير من مفسري القرآن الكريم في الماضي والحاضر بأن [ يوم الزينة ] المقصود في الآية المذكورة من سورة طه ، هو يوم النوروز ، أو كما بالكتابة العربية [ يوم النيروز ] . قال بذلك محمد بن أبي بكر القرطبي [ 1214 – 1272 ] ، وأبو محمد الحسن بن مسعود البغوي [ 1044 – 1122 ] ، والبيضاوي [ 1286 ت ] ، ومحمود شهاب الدين الآلوسي [ 1803 – 1854 ] ، ومحمد علي الصابوني [ 1930 – 2021 ] وغيرهم من المفسرين والعلماء في تفاسيرهم ، حيث قالوا بأن [ يوم الزينة ] المقصود به في القرآن الكريم هو يوم النيروز ، ويوم النيروز، أوالنوروز وكلاهما واحد وبنفس المعنى ، وهوبمعنى اليوم الجديد باللغتين الكرديةوالفارسية فإنه يصادف الربيع الذي فيه تحيى الأرض وتتزين بالورود والأزهار والخضرة وكثرة المياه وآعتدال المناخ ، لذا سماه المصريون القدماء بيوم الزينة ، وفي العصور المتأخرة تمت تسميته في مصر بيوم [ شم النسيم ] . عليه ، إن النوروز والإحتفال به إنتقل من كردستان وبلاد فارس الى مصر وغيرها من البلدان بالمنطقة مثل أفغانستان وتاجيكستان وآذربايجان وكشمير والهند وغيرها ، حيث مازالوا يحتفلون بالنوروز حتى أيامنا هذه !
بالأصل ، وعلى الراجح إن يوم النوروز ، أو عيد النوروز له جذور دينية تعود الى الديانة الزرادشتية التوحيدية الربانية السماوية بالأساس ، وليس له علاقة بالأسطورة ، أوبالأحرى الخرافة التاريخية المختلقة لكاوه والضحاك الملك على الإطلاق ، وقد بسطنا الموضوع في ذلك بالتفصيل ، في بحثنا المنشور عام 2003 بعنوان [ الكورد والأيْرَنة ] بتقديم الدكتور الراحل جمال نَبَزْ ومقدمة الأخ الدكتور جواد ملا المطبوع في لندن .
يقول الدكتور سليم نجيب حول آحتفال المصريين القدماء أيام الفراعنة بعيد النوروز : [ كان المصريون من أيام الفراعنة يحتفلون بعيد النيروز الذي أدخله الملك ماناوش في عهد الأسرة السابعة أو الثامنة ] . يُنظر كتاب ( الأقباط عبر التاريخ ) لمؤلفه الدكتور سليم نجيب ، ج 2 ، نقلاً عن مقالة : ( يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى ) لكاتبه المهندس محمد عبدالرزاق حويلي ، موقع ( إعجاز القرآن والسنة ) ,
عيد النوروز في السنة النبوية والتاريخ الإسلامي : وفق ما ورد في بعض من الأحاديث النبوية إن الصيام في يوم الزينة ، أي في يوم النوروز ، كما التصدُّق فيه ، هو من أجلِّ العبادات في الإسلام . قال رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – : { من صام يوم الزينة أدرك ما فاته من صيام تلك السنة ، ومن تصدَّق يومئذ أدرك ما فاته من صدقة تلك السنة } يُنظر كتاب ( المرويات الموقوفة للخلفاء الراشدين ) لمؤلفه فيصل بن عابد بن عباد اللحياني . بالإضافة وردت رواية عن كريب بن سعد قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : { إن الله تبارك وتعالى لا يسألكم يوم القيامة إلاّ عن صيام رمضان ، وصيام يوم الزينة } . وفي نفس الموضوع نقل الآلوسي [ ] المفسر المعروف للقرآن الكريم حديث أهمية الصيام في يوم الزينة ، أي في يوم النوروز . عن إبن عباس – رضي الله عنهما ، قال رسول الله محمد – عليهةالصلاة والسلام – : { من صام يوم الزينة أدرك ما فاته من صيام تلك السنة } يُنظر كتاب ( روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ) لمؤلفه الآلوسي ، ج 1 ، ص 11
وفي عهد الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – في عيد النوروز أحد من بلاد فارس قطعة من الحلوى ، فقال علي : ما المناسبة ..؟ ، فقال الفارسي : النوروز وشرح له ، فقال الإمام علي : { نيروزنا كل يوم } ، وذلك تعظيماً من الإمام علي بمناسبة النوروز الكريمة والمباركة.
النوروز في الشعر العربي : النوروز معروف لدى الشعراء العرب في العصر الأموي والعباسي ، وكذلك في العصر الحالي ، منهم البحتري الشاعر العربي الذي أنشد في النوروز ما يلي ؛
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً * من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النوروز في غلس الدجى * أوائل ورد كن بالأمس نوَماً
يقول أبو تمام الطائي في النوروز وكأنه يعتقد به شفاءٌ للناس ؛
قد شرَّد الصبح هذا الليل عن أفقه * وسوغ الدهر ما قد كان شرقه
سيقت الى الخلق في النيروز عافية * بها شفاؤهم جديد الدهر من خلقه
ويقول إبن الرومي في النوروز ؛
لم يبق للأرض سرٌ تكاتمه * إلاّ وقد أظهرته بعد خفاء
أبدت طوائف شتى من زواهرها * حمراً وصفراً وكل نبتٍ غيرا
فأسعد نوروزك المسعود طالعه * ياآبن الأكارم في خفض ونعماء
أما إبن المعتز فيقول عن النوروز ؛
كيف آبتهاجك بالنوروز يا أملي * فكل ما فيه يُحكيني وأحكيه
فتارة كلهيب النار في كبدي * وماؤُه كتوالي عَبْرتي ؟
وفي النوروز أدلى أبي نواس دلوه ، فقال ؛
يُباركنا النوروز في غلس الدجى * بنور على الأغصان كالأنجم الزاهر
ويقول الوليد البحتري في النوروز ؛
وقد نبه النوروز في غسق الدجى * أوائلُ وردٍ كنَّ بالأمس نُوَّما
يفتقها برد الندى ، فكأنه * بنت حديثاً كان قبل مكتما
ويقول إبن الرومي في النوروز معتقداً كأنه مثل عيد الأضحى المبارك ؛
أسعد بعيد أخي نُسُكٍ وإسلام * وعيدٌ لَهُوَ طليقُ الوجه بَسَّام
عيدان ؛ أضحى ونوروزٌ كأنها * يوماً فعالك من بُؤسٍ وإنعام
أضحت يمينك في النوروز فائضة * بالمال لا الماء فيضاً غير أرهام .
الأبيات الشعرية للشعراء العرب إقتبستها من الأنترنيت .
الأمم المتحدة ؛ نوروز يوم عالمي !
في عام 2009 أدرجت منظمة الأمم المتحدة يوم النوروز كيوم دولي وعالمي للبشرية ، وفيما يلي شطراً من قراها ؛
[ الأمم المتحدة ، الجمعية العامة ، الدورة الرابعة والستون ، البند 49 من جدول الأعمال .
قرار إتخذته الجمعية العامة في 23 شباط / فبراير 2010 .
64 / 253 – يوم نوروز الدولي
إن الجمعية العامة ؛
إذ تعيد تأكيد مقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه ، وبخاصة تحقيق التعاون الدولي في الميادين الإقتصادية والإجتماعية والثقافية ،
وإذ تشير الى قرارها 56 / 6 المؤرخ 9 تشرين الثاني / نوفمبر 2001 المتعلق بالبرنامج العالمي للحوار بين الحضارات ، وإذ تشير أيضاً الى إعلان مباديء التعاون الثقافي الدولي الذي إعتمده المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في 4 تشرين الثاني / نوفمبر 1966 ،
وإذ تؤكد الإعلان العالمي المتعلق بالتنوع الثقافي الذي آعتمده المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2001 ، بما في ذلك مناشدته تدعيم أوجه التضامن القائم على أساس الإعتراف بالتنوع الثقافي والوعي بوحدة الجنس البشري ، وتنمية العلاقات المتبادلة بين الثقافات ،
وإذ تأخذ في آعتبارها إتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي التي آعتمدها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة في 17 تشرين الأول / أكتوبر ، وإذ تُسلِّمُ بأهمية حماية التراث الثقافي غير المادي ، بما في ذلك الممارسات الإجتماعية والطقوس والمناسبات الإحتفالية ، على الصعيدين الوطني والدولي ،
وإذ تضع في آعتبارها التضامن القائم بين التراث الثقافي غير المادي ، والتراث الثقافي المادي والطبيعي ، وإذ ترحب بقيام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في 30 أيلول / سبتمبر 2009 بإدراج عيد نوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية . ] يُنظر القرار الأممي بكامله لمنظمة الأمم المتحدة حول جعلها يوم النوروز يوماً عالمياً للبشرية على موقعها في الأنترنيت .
تحية طيبة
نحن ضيعنا الخيط والعصفور وما بقي لنا شيء , وأخيراً تطل علينا بخرافات الآخرين , نحن نعلم أن جميع الأمم لها مناسباتها الخاصة وكلها ضمن دائرة السنة (365) يوم خاصةً في نقاط التحول المناخية أو الإقتصادية أو غيرها فهل إذا تقاربت من بعضها هي نفسها ؟ هذا التفكير الشاذ قد عصف بالئيزديين أيضاً وكلها باطلة فهل كان يوم الزينة في الإنقلاب الربيعي مثبتاً بدقة دائماً ؟ , الئيزديون المتخلفون يصرون على أن عيد أكيتو/ أكيتي السومري هو عيد السرصال , لكن ولا مرة قد حلّ في يوم الأربعاء من النيسان الشرقي على مدى السنين بل يسبقه دائماً كما يسبق ربيع الجنوب ربيع شماله
الإسلام هو أول من حارب نوروز بشدة وعنف في العصر العباسي عندما إنتقلت السلطة المسلمة إلى العراق فوجدوا أن عيد نورو قد أصبح خطراً بعد أن إتخذ قالباً قومياً , أكيد أمثال المأمون قد رحبوا واحتفلوا به لأن زوجة أبيه زبيدة كانت قد طردته مع أمه إلى بلاد الفرس وتربى في حضن أخواله , لكن بعده حاربوا نوروز بشدة وعنف كالدين الزردةشتي وحتى في زمن النبي كان أصحاب نوروز موصوفين بالشرك والكفر وعبادة النار والشمس التي تشرق من بين قرني الشيطان فكيف يحتفل المسلم بعيد نوروز هو عيد الشمس (الشيطان) إذن؟
عيد نوروز لم يكن قبل زرادشت وهو الذي حسب أيام السنة وأثبت أن النور يغلب الظلام في الإعتدال الربيعي فحدده عيد ديني لرأس السنة وأعلنه في 620 ق م , ورفضه الميديون فعيدهم كان وما يزال السرشال الئيزدي وكان أربعاء منتصف الربيع بحب المناخ لأن التقويم الشرقي ولا الغربي لم يكن قد وجد بعد
قصة كاوة والضحاك ليست خرافة إنما أحداث تداخلت بسبب القرب الزماني للأحداث في عمق التاريخ المظلم كاوة / أرباس/ ميدي من الموصل قائد للجيش الآشوري إنقلب على سيده الملك الآشوري بالتعاون مع نابوبلاضر الكلداني بعد إعلان زرادشت لنوروز بثمان سنين فقط وبدون أي عمل عسكري, لكن في أورمية , كورش ثار على جده الضحاك (أستيك) في همدان بالقرب من أورمي وبعد ب 70 عام فقط
للتوضيح عن بعض المفاهيم الخاطئةالمنتشرة حول فكرة عيد النوروز, وفكرة ازدهاك (الضحاك) والثعابين وغيرها من الاقوال التي لا تدخل العقل الساعي الى النمطق, شاهدوا الفيديو التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=AYgmsyGVSfE&list=TLPQMjEwMzIwMjGygFNfI8pzpw&index=1