في الوقت الذي كان فيه السومريين قد اهتموا بالالعاب و المهرجانات الرياضية ، فان البابليين اهتموا بالاعداد العسكري و القتالي لتكوين جيش قوي ، وقد دربوا شبابهم على قوة التحمل في المشي و الجري لمسافات طويلة فضلا عن ممارستهم للفروسية والمصارعة و الملاكمة و السباحة و تجديف الزوارق و القوارب المائية وركوب الخيل و الصيد ” ثناء عبد الباقي ” مقدمة في تعليم وتدريب السباحة والانقاذ ” 1992 جامعة طنطا ” ، و اكد ” كراتكي سفوبودا استاذ مادة التاريخ الرياضي في كتابه ” تاريخ التربية البدنية ” 1963 جامعة جارلس ، براغ ” .. كانت الالعاب الرياضية تجري خلال مهرجانات على مستوى عال ، فالبابليين هم اول الاقوام ادخلو نظام الفروسية ضمن التدريب والاعداد العسكري ، فاستعملوا الحيوانات القوية و الاسلحة الثقيلة في حروبهم ، ويعتقد ان ” نينوس ” قد انشا مدرسة كبيرة لتعليم الفروسية ” جوزيف شاينير ” التمرينات البدنية في العصور القديمة ” 1890 براغ ” .. لم تتمتع اكثر طبقات الشعب البابلي بالاعداد الرياضي بعكس الحالة عند الاشوريين ولم تكن للتربية الرياضية مكانة طيبة في العهد البابلي بل ان مكانتها لم تتعدى اهتمام البدائين بها ، وذلك لان الكتابة اعطت رجال الدين والنبلاء والتجار مركزا مهما في المجتمع ، ولم تتمتع اكثر طبقات الشعب البابلي بالاعداد الرياضي بعكس الحالة عند السومريين والاشوريين حيث كانت الرياضة و التمرينات للجميع ، و كان الاعداد البدني متعلقة بالتدريب العملي بحياة الفلاح و الفنان و الصياد و المقاتل ، وكانت فائدتها مقتصرة على الهدف العملي فقط ، لانها كانت تهدف لمساعدة المقاتل في ان يكون لائقا بدنيا للحروب ، وحيث ان اللياقة البدنية التي يتمتع بها الجندي كانت تعطيه مكانة مرموقة في المجتمع ، ونظرا لهذه الامور فقد كانت الالعاب العسكرية هي المسيطرة على منهاج الاعداد البدني ” كركيلا فرنتيشيك ” تاريخ التربية الرياضية ” 1930 برنو ” ، من جانب آخر البابليون برعوا بصناعة الحديد ” 2000 ق. م ” وكانوا يستعملونه في صناعة مختلف الادوات و المعدات لاغراض الحرب و الصيد .. ففي ” خرسباد ” عثر المنقبون على تمثال لشاب بابلي يصيد الطيور بواسطة ” القوس و النشاب ” المتحف العراقي ببغداد ” وفي ” اور ” و ” تل اسمر ” عثر على كمية كبيرة من الاسلحة و العربات الحربية كانت تستعمل في الحروب و الصيد ، وعلى الرغم من اهمية استخدام العربات في الحروب ، فانها ادت دورا كبيرا في الاستعراضات العسكرية ، وكذلك في الاحتفالات والمناسبات المختلفة وفي الصيد والمسابقات الرياضية ” كامل لويس : رياضة قيادة العربات في العراق قديما ، مجلة التربية الرياضية 2000 بغداد ، لقد اكد العلامة المؤرخ ” جوزيف كليما ” في بحثه ” المصارعة ورياضات اخرى في وادي الرافدين ” مجلة الشرق الجديد ، العدد 9 براغ 1964 ” الى الدور الطليعي لشعوب وادي الرافدين في ممارستهم لرياضات والعاب متنوعة و خاصة المصارعة معززا بحثة بادلة و اثباتات من صور و منقوشات عثر عليه منقبون تشير الى اهمية الرياضة لدى شعوب وادي الرافدين و خاصة المصارعة و تمارين القوة العضلية .. كما أشار البريفسور ” سيفيرا ” تاريخ الرياضة ” 1928 براغ ” الى هذا الجانب حيث ذكر ” لدى الاشوريين و البابليين نجد اخبارا مباشرة عن ممارستهم للالعاب الرياضية و مما يثبت ذلك الاستكشافات الاثرية عن برامج الاعداد العسكري الذي كان يحتوي على المسيرات مشيا على الاقدام و مسلبقات الجري و الفروسية و المصارعة و السباحة و الرمي و صيد الحيوانات المفترسة ” ، لقد اكد الباحث الامريكي البريفسور ” جارلس بوخير ” اسس التربية الرياضية ” 1960 ” ان تمارين الجري و تمارين القوة العضلية كان واجبا لاعداد جيش قوي و سببا لدفع شباب وادي الرافدين لممارسة التدريب على الاسلحة الحربية ، واكد الدكتور” بوب هوفمان ” تدريب الوزن للرياضيين ” نيويورك 1961 … كانت تستعمل تمارين القوة بهدف تحمل الصعاب خلال المسيرات العسكرية الطويلة ، وكان برامج التدريب والاعداد للجندي البابلي يحتوي على تمارين اللياقة والقدرة البدنية و ايضا على المصارعة و صيد الحيوانات البرية و صيد الاسماك ” قاسم المندلاوي ” الرياضات القديمة في العراق ” مجلة نظريات التربية الرياضية ، كلية التربية الرياضية – جامعة جارلس 1970 براغ ، و تثبت الاكتشافات الاثرية الذي عثر عليها المنقبون في ” بابل ” على ممارسة البابليون ” 776 ق. م ” لتمارين القوة و رفع الاثقال ، وكانت فلسفة التدريب آنذاك تهدف الى تقوية اجسام المقاتلين و اعدادهم للحروب وكان التدريب يجري بواسطة قضبان من الحديد في نهاياتها الاحجار الثقيلة ” وديع ياسين ” النظرية والتطبيق في رفع الاثقال ” 1985 جامعة الموصل ” اما بالنسبة لاستخدام الموسيقى فلم يقتصر استخدامها على المصارعة وعلى السومريين من سكان وادي الرافدين فحسب بل شمل الملاكمة و كذلك اقوام اخرين مثل البابليين ” صبحي انور رشيد ” الرياضة والموسيقى في العراق القديم ” 1984 جريدة الرياضي ، بغداد ” وفي شمال غربي الناصرية تم العثورعلى لوح فخاري يحتوي على مشهد يجمع بين الموسيقى و الملاكمة ، وهو موجودة الان في المتحف البريطاني بلندن . ان ما جاء انفا من بحوث و اكتشافات اثرية خير دليل على قدم واصالة الالعاب الرياضية لدى البابليين وشعوب وادي الرافدين قبل الاغريق وغيرهم من الشعوب والاقوام بالاف السنين . . .
يتبع
شكرا جزيلا للاستاذ والمعلم الفاضل الدكتور قاسم المندلاوي على هذه المقاله الرائعه عن الرياضه وحضاره وادي الرافدين العظيمه