الاشوريون الى جانب اهتمامهم بالنواحي القتالية و العسكرية اهتموا ايضا بالالعاب الرياضية و الترويحية وذلك من خلال اقامة المهرجانات و والاحتفالات العسكري والدينية تتخللها العاب ومسابقات رياضية وترويحية ، فمن الناحية العسكرية اشتهرو باستعمال العربات في القتال ومن خلال المنحوتات الاشورية نلاحظ استخدام العربات من قبل الملك الاشوري و ولي العهد وكبار القادة في الجيش وهم فوق عرباتهم يتقدمون فرق صفوف المقاتلين في الصنوف المختلفة ، وكان الملك الاشوري يستعرض جيوشه من فوق عربته وبكامل قيافته العسكرية ، كما كان يستخدمها في الصيد و السباق ، وان معظم الاستكشافات الاثرية التي تصور لنا ذلك محفوظة في المتحف البريطاني في لندن ومتحف اللوفر في باريس وغيرها من المتاحف العالمية ، وقد احتلت العربات الاشورية مكانا بارزا في النصوص الاشورية بكل تضخيم و اعتزاز ، فافتخر الملك الاشوري بقوة سلاح عرباته وكثرة عددها ” مظلوم طارق عبد الوهاب 1988 بغداد ” ، كانت العربات في العصر الاشوري الوسيلة الجيدة للمعارك و الحروب التي خاضوها ، وكذلك لنشاط الملوك الشخصي المعبر عن شجاعتهم مثل مناظر صيدهم للاسود المتوحشة و قتلهم لها ، و كانت العربات تسحب بواسطة حصانين و تحمل شخصين هما المقاتل او الصياد و السائق ، وكان لانطلاق هذه العربات بسرعة فائقة العامل الحاسم في تحقيق النصر على الاعداء او في عمليات الصيد او المسابقات الرياضية وهناك مشاهد عديدة لرياضة الصيد وخاصة صيد الاسود على منحوتات تزين جدران قصور ومعابد العاصمة الاشورية ” نمرود و نينوى ” كانت هذه الرياضة محببة لدى ملوك الاشوريين امثال ” سنحاريب واشور بانيبال و سرحدون ” سيفيرا 1928 براغ ” كان الجندي الاشوري يستعمل الرماية عند ممارسته الصيد للمحافظة على اللياقة البدنية ، وكانت صيد الاسود و النمور رياضة الملوك بصورة خاصة .. اما صيد السمك فكان مسألة تجارة اكثر مما هو رياضة ، واعتبرت السباحة من فنون الحرب ” جوزيف كليما 1964 براغ ” ، وهناك بعض الصور تشير الى بعض الفنون و الحالات الصحيحة طبقت في السباحة و توجد بعض الدلائل الى ان الطبقة الراقية في المجتمع قد حصلت على بعض الدروس الخاصة بالتدريب البدني حينما مارس افراد المجتمع السباحة و الرماية بالنبال و الفروسية و غيرها من الالعاب ، ولم يكن الاهتمام بالرقص جيدا كما كان علية في مصر ، وبدا ينحرف عن كونه خاصا بالقبائل الى رقص استعراضي في الطبيعته ، كما لم يصل شعوب وادي الرافدين القدماء الى درجة مساوية الى ما كان عليه المصريون القدماء في العاب الاطفال .. كان الاشوريون يستخدمون الجمال والسيوف الطويلة في القتال ، وقد ازدهر الاعداد العسكري و الرياضي في عهد ” سنحاريب 681 – 704 ق م ” فكان الناس يخرجون لمشاهدة مهرجانات كبيرة تعرض خلالها الوان مختلفة من الموسيقى و الغناء و الالعاب الشعبية ” قاسم المندلاوي 1968 بيروت ” ، وقد عثرت البعثة الامريكية من جامعة ” شيكاغو ” في منطقة ديالى على منقوشات مصنوعة من الطين مرسوم عليها صور المهرجانات الشعبية ” المتحف العراقي – يحتفظ بالاف الوثائق و التحف و الكنوز التاريخية التي تعود الى الحضارة السومرية و الاكادية و البابلية و الاشورية ” .. كذلك عثر على الاسلحة و المركبات الحربية الحديدية وغيرها ، والتي اعتمد عليها الجيش الاشوري .. والى جانب الحضارة الحربية اهتم الاشوريين بالناحية الدينية و العلمية ، وقد ترك الملك ” اشور بانيبال ” حضارة علمية خالدة في النواحي الدينية مثل معبد ” نابو ” في مدينة ” نينوى ” ، وكان يوجد في المعبد مكتبة عظيمة وترك هذا الملك ايضا الاثار العلمية الخالدة المكتوبة على اللوحات الطينية بالخط المسماري في كافة النواحي العلمية و التاريخية و الدينية و الادبية و الثقافية و الرياضية التي كانت تسيرجنبا الى جنب الثقافة و الحضارة العسكرية و الدينية و بصورة عامة فان البابليين و الاشوريين اهتموا باجراء التمارين التي كانت تساعدهم على التفوق في المعارك الحربية وقاموا بتاسيس مدرسة عسكرية كبيرة لتدريب الامراء و ابناء العائلات الارستقراطية ، و كانت السباحة وعبور الانهر من بعض مواد التعليم في تلك المدرسة و كان التعليم و التدريب مركزا على اكتساب القدرات البدنية العالية ، و شيئا خاصا باعضاء الطبقة الحاكمة دون العبيد وذلك ان التدريب على الاعمال العسكرية كان من شأن تلك الطبقة فقط . غير انه بتوسيع طبقة العبيد في ذلك المجتمع بدأت الطبقة الحاكمة تعتمد في حروبها على المرتزقة الذين كانت تجندهم للخدمة من بين العبيد ، فاصبح اعضاء الطبقات الحاكمة ضحايا الراحة والكسل تعوزهم اللياقة البدنية التي كانت لاسلافهم وهذا ما ادى بالتالي الى انتباه بعض الحكام الاقوياء على ضرورة النهوض بالاعداد البدني مجددا و اجراء التمارين والالعاب الكفيلة برفع مستوى الكفاءة العسكرية لدى الطبقة الحاكمة ، وفي عام 612 ق م انتهى دور وحضارة الاشوريين على ايدي الميديين ، ويمكن القول : بان الاشوريين قبل الاف السنين كانوا يتمتعون بثقافة رياضية على مستوى عال ايام بابل واشور وقد سبقوا غيرهم من الشعوب والاقوام في الشرق والغرب في تنظيم السباقات و الاحفالات والمهرجانات الدينية والعسكرية والرياضية .
. يتبع
موضوع تاريخي شييق وممتع جدا..ومن خلال التمعن بالقراءه يستنتج القارىء بعض الملاحظات منها على سبيل المثال الشعب المصري لا يزال يحترف الرقص أكثر من العراقي. وهذه ذكرتني بمقوله لا يد كلكم تعرفونها .. في احد الايام سأل عمر بن الخطاب عمر بن العاص عندما كان واليا على مصر صف لي اهل مصر يا ابن العاص فرد العاص ،،أن اهل مصر رجالهم دبب ونسائهم لعب تفرقهم العصا وتجمعهم الطرب .ثم ساله صف لي اهل العراق عندما كان واليا عليه فرد العاص أن اهل العراق ثوره على الحق والباطل وبمعنى انهم غير راضين من احد وشكرا استاذنا الدكتور قاسم
شكرا استاذ خدر اعجبني تعليقكم و ملاحظاتكم القيمة على هذه الحلقة 5 من البحث لقد اخذ مني وقت طويل لان الدخول في مثل هذا الجانب التاريخي الرياضي يحتاج الى الكثير من الانتباه والحذر وخاصة في سرد المعلومات بدقة و وضوع والاعتماد على المصادر والمراجع المحايدة من جانب ، ومن جانب آخر كتابة البحث
بلغة بسيطة ومشوقة وجذابة والبحث مستمر انشاء الله في حلقات اخرى ، انشر في كل اسبوع حلقة وفي النهاية هناك استنتاج و خلاصة ، مرة اخرى شكرا وكل التقدير و الاحترام لكم .
الشكر الجزيل للدكتور الفاضل قاسم المندلاوي على هذه السلسله التاريخيه المشرفه لحضاره وادي الرافدين واهتمامها بالرياضه كدور اساسي في تقدم الدول . انها بحق حضاره عظيمه وعرقيه بجميع اعراقها
مقالة مشوقة ومليئة بالمعلومات الممتعة والمفيدة. انه من المؤسف جدا ان يكون ماضي اهل بلاد الرافدين مليء بانواع مختلفة من الرياضة والفعاليات الحيوية والاجتماعية بينما حاضر اهل الرافدين مليء بالكسل و خالي من الرياضات او المهرجانات التروحية للشعب او المساباقات المثيرة للبهجة. شكرا جزيلا دكتور قاسم على هذه الرحلة الشيقة للماضي!
شكرا يا فيان على هذا التعليق : نعم الشعوب والاقوام الذين سكنو ا وادي الرافدين بنوا حضارات عظيمة في الازمنة القديمة واهتموا بجميع جوانب الحياة < بالكتابة والتعليم والرياضيات والهندسة والطب والفلك والزراعة والصناعة والعلاقات التجارية مع اقوام وشعوب المجاورة او البعيدة عنهم واهتموا ايضا بالجوانب القتالية والعسكرية والرياضية وغيرها ، والهدف الاساس من وراء هذا البحث المنشور في هذه الحلقات المتتالية والحلقات الاخرى القادمة انشاءالله سرد المعلومات والحقائق و الاثباتات وبشكل محايد ودقيق عن منشأ الاصل للالعاب الرياضية ومهرجاناتها " والتي سميت في بلاد الاغريق بالالعاب الاولمبية نسبة الى جبل اولمبيا في اليونان " بينما تطرق الدكتور لبيب بطرس " اللبناني " الى منشأ هذه الالعاب عند الفينيفيين ، وذكر الدكتور نجم الدين السهروردي " العراقي " بان المنشأ لدى السومريين قبل غيرهم وهكذا فالبحث لم يصل الى النهاية لنرى في الحلقات القادمة معلومات اخرى مهمة حول هذا البحث المثير للجدل ، كان بودي ان اقرأ بعض التعليقات من الاساتذة والدكاترة التربية الرياضية في العراق والعالم العربي الذين يشاهدون هذا البحث الذي ينشر في صوت كوردستان وصوت العراق وكذلك على شبكة التواصل الاجتماعي .
ختاما ومرة اخرى الشكر لك يا فيان البطلة .
شكر يا نجمة على الملاحظة الجميلة ، نعم ماضي شعوب و اقوام بلاد الرافدين كان ملئ بالانشطة و الفعاليات الرياضية و الترويحية والاجتماعية الممتعة ، اما حاضر اهل الرافدين ملئ بالتخريب والدمار والاحزان والمآسي وهدم الحضارة ولا خير فيهم بسبب تفشي وباء الحقد و التفرقة العنصرية والشيوفينية والمذهبية بدلا من الاخاء والمحبة والاحترام والسلام بينهم ، مرة اخرى كل التقدير و الشكر يا النجمة الامعة .