يقول ” لوقاز ودو 1974″ ان الشعب الكوردي يرجع في اصالته الانثولوجية ” علم السلالات البشرية ” الى قبائل المعروفة تاريخيا ” بالميتانيين و الكاسيين و الكوتيين و الماديين و غيرهم من القبائل ” التي عاشت في تاريخ قبل الميلاد ، و اليوم معروف خطأ بالدولة او الامة الفارسية ” كليما جوزيف ” المجتمع والثقافة في وادي الرافدين ” 1963 براغ ” و تثبت الوثائق التاريخية للحقبة الاكادية بان قبيلتي ” لولوبي و غوتي ” قد اقامتا الصلات ” 2000 ق م ” مع دولة آكاد بعض الاحيان ” هروزني . ب ” اقدم تاريخ شرق اسيا ، الهند والاغريق ” 1949 براغ ” كانت ميديا يوم من الايام تحكم بلاد ايران و اليونان ، وقد امتاز الميديون في تلك الحقبة التاريخية بالتفوق العسكري و القتالي وكانوا اسياد المنطقة ” كرل استرانايا 1962 براتسلافا ” ، وتدل الاثباتات التاريخية بان الكورد الميديين الذين كانوا يحكمون معظم مناطق ايران فضلا عن المنطقة الشمالية الشرقية من العراق حتى بحيرة “فان” و جبال ” زاكروس ” و جبال ” قوقاس ” في الاتحاد السوفياتي ” سابقا ” وقد نجحوا في تكوين امبراطورية واسعة الارجاء و تحكموا في العناصر الكيشية و الفارسية كما دلت الاثار الخالدة التي ترجع الى هذه الفترة كآثار ” لورستان ” في ايران ، و كانت الدولة الميدية تنافس الدولة الاشورية في الاعداد العسكري و القتالي و كانت التدريبات البدنية العنيفة عنصرا هاما في نظام حياة الجندي الميدي و قد شمل برامج الاعداد تدريبات خاصة و شاقة لاجل اكتساب قدرة التحمل على المشي و الزحف و تسلق جبال وعرة و لارتفاعات عالية و الركض لقطع مسافات طويلة بين التضاريس الطبيعية و المناخية المختلفة فضلا عن تعلم و اتقان فنون الفروسية و الرماية و المبارزة و القتال و التي تحتاج الى لياقة بدنية خاصة ، لقد اهتم الميديين بالاعداد البدني و القتالي و العسكري وذلك بسبب موقعهم الجغرافي وطبيعة بلادهم حيث الجبال الشاهقة و الوديان العميقة و الظروف المناخية و البيئية و الحياتية و جميع تلك العوامل كانت مهمة و قوية لبناء لياقة بدنية عالية تستطيع تحمل تلك العوامل و الصعاب و قساوة الحياة و القدرة على المبارزة و الشجاعة في القتال ” قاسم المندلاوي 1970 وارشو ” ، لقد استعملت العربات الحربية من قبل الميديين و كانت هي بمثابة احدى علامات تقدمهم لان العربات الحربية لم توجد بشكل متوفر في هذا الزمان و كانت هذه العربات الحربية تقتصرعلى الملوك و القادة و بعض الفرق القوية و عادة كانت القوميات الهندواوربية يستعملونها وقد وجد صورا لهذه العربات في تلالات تيرعستان في جبل بيستون مكتوبا ب ” هيرودوت ” يرجع الى زمن ” دار يونس الاول ” دياكونوف . م 1978 دمشق” لقد استخدم الميديين العربات و السهام خلال الهجوم على الاشوريين شرقا للحصول على الحصن لانهم كانوا يحتاجونها في اعداد الجيش و الاستعداد لاي هجمات من الجانب الغرب وكذلك في تدريباتهم البدنية و العسكرية و في الحروب و السيطرة على قلاع العدو و يذكر المؤرخ الاستاذ ” جويف كليما 1963 براغ ” ان الميديين استخدمو نظاما خاصا في اعداد شبابهم للحياة و العمل و الدفاع عن البلاد و قد ادت تلك العوامل وخلقت لديهم طبيعة جسمانية و قتالية و حربية قوية على مر الزمن و كنتيجة لتجاربهم و صراعهم المستمر مع الاقوام المجاورة ، و يذكر الاستاذ ” فرنتيشك كراتكي 1962 براغ ” ان الاعداد البدني و التحضيرات الدفاعية و القتالية شمل جزءا كبيرا في نظام الحياة اليومي للشباب و الكبار عند الاقوام الكوردية في جبال كوردستان ، وقد شمل منهاج الاعداد الكثير من الانشطة و الفعاليات الجسدية و الحركية و الرياضية مثل المشي و الركض لمسافات طويلة بين السهول و الوديان و الجبال فضلا عن تعليم فنون المبارزة و الفروسية و المصارعة و القتال ، و لقد انعكست هذه الطبيعة العسكرية في النواحي الفنية ايضا حيث عثر على الكثير من المؤشرات الحضارية من النحت المستدين و النحت على الحائط للملوك و الحكام ، و في قرية ” اسحاق آوند ” قرب مدينة كرمانشاه الكوردية اكتشف الكثير من الاواني الخزرفية و المعدنية في قبور الميديين كلها براهين و ادلة حقيقية بمدى اهتمام الكورد لتطور الصناعة وفن النحت و الرسم في زمن الميديين ، كذلك تم اكتشاف نماذج اثرية في منطقة ” ايلام الكوردية ” حول رسوم منحوته على الحجار الموضوعة على القبور ، ولهذه الرسوم دلالات على الهموم اليومي للانسان الكوردي آنذاك و علاقاته و رغباته و المهارة و الدقة في الصيد و الاستعداد القتالي ” عبد الجليل فيلي 1999 السويد ” وقد اهتم الكورد الى جانب الاعداد الجسماني واكتساب القوة العضلية وذلك بسبب الطبيعة والمناخ اولا ، وللدفاع عن النفس والارض ضد العدو ، وكان نظام الرياضي السائد لدى الكورد انذاك اشبه بنظام واعداد عسكري مشابها ببعض الفقرات لنظام الاعداد لدى الفرس ايضا ، و يؤكد ” دياكونوف م 1978 دمشق ” بان الميديين كانوا يتقنون فن رمي الرماح و السهام و الفروسية وقد استخدموا ذلك في الحروب مما يدل على انه كان لديهم جيش منظم و كان الاعداد البدني من الجوانب الاساسية لخلق لياقة بدنية عالية لدى الجندي الميدي فضلا عن التدريب والممارسة على الاسلحة المهمة في تلك الزمان ، وكانت اسلحة القتال عند الميديين متكونة من الرماح و الدروع المربعة الشكل و الخنجر و السيف القصير الذي كان يسمى ” كيناك ” و القوس و النشاب و كان الفن و الصناعة متطورة في العصر الميدي و قد عثر في ” هرسين و سقز و خروم آباد ” على الخناجر و السيوف و الفوؤس و المناجل كما عثر في ” أسحاق آوند – قرب مدينة كرمانشاه ” على الاثار المسمات بغرفة ” فرهاد – في سربل لرستان ” وفي عام 1949 اكتشف علماء الاثار في ” كهف بيستون ” قرب مسلة بيستون ” الات مصنوعة من الحجر كالسهام و روؤس الرماح وسكاكين صخرية ذا حد واحد و ذو حدين والات خاصة بالشحذ تقدر قيمتها بين 30 الى 35 الف عام ” عبد الجليل فيلي 1999 السويد ” لقد اهتم القائد الميدي ” سيكرز” الذي تولى السلطة بعد والده “ديوكيس”على تنظيم جبش نظامي على غرار الجيش الاشوري وجهز جنوده بالسيوف و السهام و اهتم بتدريبهم على تلك الاسلحة تدريبا خاصا بحيث تمكن من اعداد مجموعات خاصة من حاملي السيف و مجموعات خاصة من الذين يستعملون السهام و بذلك تمكن من اعداد جيشا قويا و بطراز خاص ، كذلك اعتنى هذا القائد بالفروسية وقد اعد لهم مكان خاص للتمرين واصبح فرسانه يشبهون” البارثيين” فيما بعد وعلى ذلك الاساس يظهر أن الاعداد البدني و العسكري في تلك الحقبة من الزمن كان شيئا مهما و متميزا ” لويس ماسييون 1958 بيروت ” وباتحاد الميديين مع البابليين ضد الاشوريين تمكنوا أخيرا من اسقاط الامبراطورية الاشورية بقيادة ” كياكسار” ودخول العاصمة الاشورية نينوى عام 612 ق . م ، وجدير بالذكر ان القائد كياكسار وهو اول من وضع قوانين الحرب و قرر تقسيم الجيش الى اقسام و كل قسم يختص بنوع خاص من الاسلحة فلمشاة من حملة الارماح و المشاة من حملة السهام و الفروسية و الحقيقة ان هذا التنظيم الذي احدثه القائد الميدي كياكسار في صفوف جيش ميديا بالاضافة الى تدريب قواته على استعمال انواع و اشكال مختلفة من الاسلحة كان له دور كبير في تحقيق الانتصارات اللاحقة لدولة ميديا ” دياكونوف . م 1978 دمشق ” و يذكر” هيرودوتس” بان اليونانيين كانوا وحتى مائة عام بعد سقوط الحكم الميدي و عندما كانوا يحاربون القوات الهخامنشيه يصورون بانهم يقاتلون القوات الميدية وذلك لان الدولة الهخامنشيه حافظت على بنية و تشكيلات و قيادات القوات الميدية كما كانت ابان حكم استياك ” والدوي . أ 1963 لايبزغ – المانيا ” لقد تعاظم شأن النبلاء الميديين و نفوذهم و كان ” نابوليد ” حاكم بابلون يدعو ممثلي النبلاء الميديين ملوكا و من جانب آخرحاول الفرس منذ حوالي 700 ق.م و تحت زعامة ” اكمين ” تاسيس دولة فارسية و كانت “عيلام” التي كانت لها مكانتها في هذه المنطقة قد ضعفت في ذلك الوقت مما ساعد على تحكم الفرس في” اقليم ايلام الكوردية ” و قد انتهت الدولة الميدية عندما اصطدم “كورش الثاني الفارسي” بملك الميديين “استياجيس” و بعد انهيار الدولة عام 553 ق.م على يد ” كورش ” حافظت على اسمها مرتبطا بالامبراطورية الفارسية التي سميت الامبراطورية الاخمينية الميدية ، وكان تاثير الميديين على الفرس جليا في مجالات عدة اذ اقتبس الفرس منهم ابجديتهم المكونة من 36 حرفا و استخدموها في الكتابة و طريقتهم في ادارة الدولة و اسماء الشهور و الايام التي كانت زرد شتيه وتم الاحتفال باعيادهم كعيد نوروز ، كما ان معظم المؤرخين ” هيرودوت ، سترابون ، بلوطرخس و غيرهم ” اشادوا بتقدم الميديين في مجال الصناعة و الهندسة ، اذ يذكر ” سترابون ” ان الملك الارمني ” ديكران ” كان يعتمد على الميديين و يستفيد منهم خاصة في الشؤون الفنية و العمرانية ، كانوا الميدين معروفين بحسن المعاملة و متسامحين ولهم حسن الضيافة ولايزال الكورد متميزين بهذه الصفات الى يومنا ” جوزيف كليما 1963 براغ ” و تشير معظم المصادر التاريخية الى رقي و تطور الدولة الميديية و حالة البذخ و الترف الذي ساد بين سكانها و طمع الشعوب المجاورة بثروتها ” كوردستان الارض الغنية بالثروات ” ويذكر محمد امين زكي 1961 بغداد ” أن سقوط الدولة الميدية كانت بسبب ” الانقسامات الداخلية ” و رغم خضوع الامبراطورية الميدية لحكم الفرس سنة 553 ق م الا ان الكورد لم يتخلو ا ابدا عن استقلالهم في جبالهم المنيعة ، ولم يتمكن اية قوة خارجية من زحزحتهم من ديارهم وارض اجدادهم … والخلاصة كانت للالعاب الرياضية والمهرجانات و الاحتفالات الدينية والعسكرية شان كبير لدى الميديين كما كان لدى شعوب واقوام وادي الرافدين وقبل الفينيقيين والاغريق وغيرهم ، الا ان الطابع العسكري والقتالي والاحتفالات العسكرية كان الشيء المميز في الحضارة الميدية وهذا بسبب ظروفهم و طبيعة حياتهم فضلا عن العوامل الطبيعية وغيرها .
المصادر والمراجع .
1 – كرل استرانايا ” تاريخ التربية البدنية ” براتسلافا 1962 2 – جوزيف كليما ” المجتمع و الثقافة في وادي الرافدين ” براغ 1963 3 – هروزني . ب ” اقدم تاريخ شرق اسيا ، الهند و الاغريق براغ 1949 4 – قاسم المندلاوي ” الثقافة الرياضية في ميزوبوتاميه 1970 وارشو ” 1971 5 – داياكونوف . م ” ميديا ” دمشق 1978 6 عبد الجليل فيلي ” اللور الكورد – الفيليون في الماضي والحاضر ” 1999 السويد 7 – لويس ماسييون ” الاكراد ، اصلهم ، تاريخهم ، موطنهم ، عقائدهم ، آدابهم ، لهجاتهم ، قبائلهم ، قضاياهم ، طرائف عنهم ” 1958 بيروت 8 – والدي . آ ” الارض البابلية المدهشة ” لايبزغ 1963 9 – محمد امين زكي ” تاريخ كرد وكردستان ” 1961 بغداد
مقالة رائعة و تاريخ رياضي جميل مهمش ولا يدرس في المدارس. اشكرك د.قاسم المندلاوي لنشر هذا التاريخ الذي نسيه او لا يعلمه الاكراد وغيرهم. هذا التاريخ العظيم ممكن ان ينمحي من الذاكرة شكرا لتخليده للجميع. انه من المؤسف ان اجددادنا الميدين خسروا حضارتهم بسبب الانقسامات الداخلية و ما زال الاكراد منقسمين ولا يتعلمون من الماضي لانه لا يدرس لهم!
شكرا يا نجمة : التعليق في مكانه لقد اصبتي وحققتي الهدف ، نعم تاريخ الامة الكوردية ” تاريخ مشرق ” وان هذا التاريخ لايدرس حتى في كليات التربية الرياضية وعددها 6 كليات او اكثر في اقليم كوردستان ، علما هناك درس مستقل ضمن منهاج ومواد الدراسة في الكلية و هو درس ” تاريخ التربية الرياضية ” اما بالنسبة للملاحظة الجوهرية الثانية سبب سقوط الامبراطورية الميدية ” بسبب الانقسامات الداخلية ” نعم هذا المرض او المشكلة مستمرة الى يومنا هذا في جميع اجزاء كوردستان ، وهو العائق والصد الكبير في حرمان الكورد تحقيق ” دولة مستقلة – رغم تعداد الكورد اكثر من 50 مليون ومحافظتهم على لغتهم وتراثهم والتمسك بارضهم – كوردستان ” المقسمة ظلما بين اربعة دول ” تركيا وايران وسوريا والعراق ” ” وانهم محصورين بين حكومات وطغاة تدعي بالاسلام الا انها بعيدة تمام البعد عن الاسلام و ما جاء في القران المجيد و السنه النبوية ، حكومات فاسدة وارهابية مبدئها القتل والذبح والدمار والخراب وسرقة اموال الشعوب ، المطلوب من الكورد ونقصد هنا قادة الاحزاب و الساسة اخذ الدرس من الماضي ” وكما ذكرتي في ” الملاحظة الثالثة والاخيرة ” وكما نؤكد دوما على هذا الجانب المهم ” على الكورد وحدة الصف ، وحدة القوة ، وحدة الكلمة ” هذا هو العلاج والحل الوحيد ” و هنا اود ان أذكر القارئ الكريم الى مقالات ومواضيع الاخ العزيز والكاتب المتمكن السيد ” عماد علي ” الذي كان في اغلب مقالاته و موضوعاته المنشورة في صوت كوردستان كان يؤكد على ” وحدة الصف الكوردي ” علما ان هذا الكاتب والمفكر المتميز ، ومنذ فترة طويلة لم ينشر اي موضوع او مقالة في ” صوت كوردستان ” عسى ان يكون السبب خيرا ، وان كان مريضا نتمنى له الشفاء العاجل انشاء الله .. ، كان بودي ان اقرأ ولو تعليقا واحدا او اضافة معلومة جديدة من الدكاترة المتخصصين في التاريخ وهم يدرسون هذه المادة اي ” التاريخ ” للطلبة في جامعات كوردستان وخصوصا في كليات التربية الرياضية ااا … مرة اخرى كل الشكر والتقدير لك يا النجمة الامعة .
استاذي دكتور قاسم المحترم كنت كما عودتنا على الدوام رائعا في تقديم هذه المعلومات النافعة والجميلة عن الحضارات التي بنيت في اجزاء كثيرة من لورستان وعيلام وسربل واتنمنى على القائمين على الامور في كوردستان ان يقفوا على اسباب سقوط الدولة الميدية التي اشارت اليها الاخت نجمة لان فيه درس بليغ ينبغي الاخذ به لتدارك الامور قبل فوات الاوان