يبدو ان شرارة التنافس الانتخابي في العراق قد وقدت و بدايتها لا تبشر بالخير كما يعتقد المتابعون للحال. ما يهمني هنا ان ابين وضع اقليم كوردستان عند الاحتمالات المتوقعة لما بعد الانتخابات المقبلة و دوره و موقفه السياسي و ما يفرض على العقلاء المتنفذين ان كانوا موجودين في الاقليم من التعامل معما يحصل و كيف يمكن اتخاذ القرارات الاستراتيجية المصيرية في حال توفر الفرصة المتاحة لها و عدم تضيعها كما حدث من قبل.
حال اقليم كوردستان لا تخرج من احتمالين احدهما امرّ من الثاني، و هو يدار بهذه العقليات التي لا تفرق بين المفيد و المضر و لا تدرك ما هم عليه الان و يتنافسون بكل ما لديهم على اصغر مصلحة شخصية وحزبية انية .
الاحزاب العراقية و القيادات لم تتغير كثيرا و العقلية التي تدير كل تلك الاحزاب كما هي. المتغير الوحيد وهو النسبي ايضا موقف الفرد العراقي من تلك القيادات و الاحزاب و كثرة التزوير و الفساد تخفف من تاثير هذا المتغير الوحيد ايضا . و به يمكن ان نرى ما ستكون عليه الساحة السياسية العراقية و ان تغيرت بعض الالوان.
ربما يتخذ الكاظمي رئيس وزراء العراق الحالي موقفا استراتيجيا مهما من عدم مشاركته للانتخابات نتيجة يقينه المطلق بانه لم يحصل على الاصوات التي يمكن ان تسنده في ترشّحه لمنصبه لمرحلة اخرى من جهة او اعتقاده بانه سيكون الورقة الاخيرة لعدم توافق القوى لترشيح شخصية حزبية لهم من جهةاخرى او اجبار القوى الخارجية المؤثرة على التوافق و اللجوء اليه في نهاية المطاف كما حصل من قبل.
موقف الكورد ايضا لا يكون محسودا عليه نتيجة الفوضى التي تدب في الساحة و ربما يحتاروا هم ايضا بقواهم المتصارعة و يتخذوا قرار التقسيم في التوجه و التحالف و التعاون مع القوى العراقية وفق المصالح الضيقة لهم و ليس بما يهم الكورد. و عليه يمكن ان نتوقع ما يكون متاكدا لدينا في تلك الاحوال وهو ازدياد التدخلات الخارجية السافرة في الاقليم مع ازدياد الضغوطات التي تؤدي الى اتخاذ المواقف التي تؤدي في النهاية الى عدم التصالح و تسخّر الارضية للاستمرار في التفكك و التشظي السياسي و الاجتماعي كهدف نهائي لتلك القوى الخارجية الطامعة و التي تعمل على تحقيق تلك الاهداف منذ عقود مضت. كما هي حال الكاظمي هناك شخصيات مشابهة له في الاقليم و ان ارادوا التحالف لا يمكنهم ان ينجحوا ايضا, الا انهم سيحاولون وفق تحالفات متعددة من جمع الاصوات لما ينوون و لكن املهم ضعيف و احتمال نجاحهم قليل جدا. و عليه التنافس الحزبي سيكون على اشده عند عدم خوض الكاظمي الانتخابات و لا يمكن ان تحصل تلك القوى الاصوات التي يمكن ان ترشح لموقع رئيس الوزراء منفردا و هي يمكن ان تؤيد موقع رئيس الوزراء او عليها ان تتحالف للحصول عليه, و ستتوزع تلك الاصوات التابعة بشكل طبيعي لرئيس الوزراء الحالي و ستشد من اوار المنافسة اكثر من الدورات السابقة. و بهذا يمكن ان نتاكد بان المواقف المفروضة اتخاذها من قبل الكورد يجب ان تكون دقيقة بشكل جيد وهذا ما لا نعتقده, الا ان اي خطأ بسيط سيكلف الشعب الكوردستاني اكثر من اية وقت كان,هذا ان بقت حال العراق بعيدا عن الفوضى العارمة لمدة طويلة. اما الاحتمال الثاني من حدوث فوضى و اشتباكات ليس ببعيد و هذا يمكن ان تفيد اقليم كوردستان بشكل غير مباشر اكثر من الادعاءات التي يبني عليه الكورد و هو تجسيد الديموقراطية و المساواة الخيالية التي تنتاب الكثير من عقول القبادات المرحلية التي تبرزها الصدف و الفساد و التزوير المعتاد في كوردستان منذ عقود.
اما اذا شارك الكاظمي الانتحابات فانه سيصبح كيانا اخرا من القوى الصغيرة العدد و قليلة التاثير على العملية و يمكن ان يكون موقف الكورد اكثر ضعفا، و لم يبق امامهم الا المساومة و التنازل عن الحقوق التي استمروا عليها لضمان بقاءهم هم و احزابهم على سدة الحكم فقط.
كردستان ستحترق بنار الالاف من الجوامع التي بنوها و التي تتخرج منها سنويا الالالف من المتطرفين و الارهابيين الذين يشكلون خطرا كبيرا على كردستان و العراق باكمله بسبب الايديلوجية الدينية التي يوحدهم و الوضع الاقتصادي المزري الذي يمر به كردستان و يتم استغلالها من قبل خريجي هذه الجوامع و المدارس الدينية لنشر فكر التطرف و الإرهاب على حساب التقدم و الإرهاب
اعتذ عن الخطأ الذي حصل في اخر كلمة من الرد و الصحيح هو ( على حساب التقدم و الازدهار )
تحية قلبية لكاتبنا المفكر والاعلامي المتميز استاذ ” عماد علي ” على هذا الموضوع و الافكار الواردة ، وان دل على شيء فانما يدل على صفاء النية النابع عن قلب سليم وفكر مدرك عن حقيقة الوضع الماساوي في العراق عامة وفي اقليم كوردستان و بشكل خاص وقد شخص ” استاذ عماد ” الخطورة المحدقة بالكورد واقليم كوردستان و بدقة عالية وخاصة مع نفس الاحزاب و الوجوه المسيطرة على دفة الحكم ” من الشيعة الموالين الى ايران و السنة الموالين الى السعودية ” في الحكومات السابقة وحاليا بعد سقوط النظام الدموي الاسود في العراق ونبهة قادة الكورد على التوقعات القادمة سيما في حالة ” استمرار غياب وحدة الصف الكوردي ، و تقديم المصالح الحزبية والشخصية الضيقة للحفاظ على الكورسي على حساب المصالح القومية وحقوق الكورد وكذلك الاشارة الواضحة الى ازدياد التدخلات الخارجية وخاصة من ” ايران وتركيا ” وكيف تقوم تركيا بغروا واحتلال اراضي اقليم كوردستان ” و قتل السكان وتدمير كل شيء ” بحجج كاذبة و ملفقة ” خطر حزب العمال الكوردستاني ” على الامن القومي التركي ، وهي نفس الاكذوبة استعملها تركيا ضد الكورد وادارتهم المستقلة في غرب كوردستان ” وبشكل علني وبصمت وسكوت حكومة كوردستان في اربيل والحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة سوريا في دمشق ، و كذلك الدول الكبرى وفي المقدمة روسيا وامريكا و بريطانيا و غيرها و من جانب اخر اكدت الكاتب ” استاذ عماد ” وانا مع رايه ازاء هذه الاوضاع ” بان المواقف المفروضة اتخاذها من قبل الكورد يجب ان تكون دقيقة و مدروسة بشكل جيد ، وان اي خطأ بسيط سيكلف الشعب الكوردستاني اكثر من اي وقت كان .. ” واخيرا على قادة الكورد ان يوحدوا صفوفهم وكلمتهم وان يبنوا التفكير الصحيح المبني ” لحل المشكلات ” على مصالح شعبهم اولا ، وان يبتعدوا عن الاوهام والخداع المسيطرة على افكارهم حول ما سيحدث في العراق ” الديموقراطية والمساوات والعدالة و السلام ” كل التقدير و الاحترام لاستاذنا عماد علي على ما ينشره من مواضيع ومقالات مفيدة ومهمة علينا الاستفادة منه ” نعلم ونتعلم ، نفيد ونستفيد ” وشكرا