بداية ما سأقول لا ينطبق فقط على الوطنية السورية، وإنما ينطبق بنفس المقدار على الوطنية العراقية والإيرانية والتركية على حدٍ سواء.
كل الذين روجوا لكذبة “الوطنية السورية” في الماضي، والذين يروجون لها اليوم وعلى مدى السنوات الأخيرة، وتحديدآ بعد بروز القضية الكردية إلى سطح المسرح السياسي السوري والإقليمي والعالمي، بعد إقصائها القسري لمئة عام، وحالة إنكار تام لوجود الشعب الكردي في غرب كردستان (سوريا)، على غرار النظام التركي الأتاتوركي العنصري والإخونجي الأردوغاني الحالي.
متى كان هناك دولة سورية في التاريخ، حتى يكون هناك وطنية سورية بالمقابل؟
سورية ومعها جميع دول المنطقة ما عدا (مصر) دولة مصطنعة وليس لها أي وجود في التاريخ القريب والبعيد. وليس هناك شيئ في تاريخ المنطقة إسمه القومية السورية، ولا لغة سورية ولا ثقافة ولا تاريخ. وكلمة (سوريا) لا علاقة لها بالسريان كما يدعي البعض جهلآ أو عن خبث، وإنما تعود إلى المفردة الكردية (سور) أي الأحمر والمقصود بذلك الشمس.
في المقابل كردستان كانت موجودة منذ ألاف الأعوام، وإذا أخذنا فقط المرحلة العثمانية وما قبلها سنجد كانت هناك ولاية إسمها ولاية كردستان على مدى تاريخ الدولة العثمانية، والوثائق العثمانية الرسمية تؤكد ذلك وسأنشر الخريطة العثمانية التي تؤكد هذه الحقيقة. والإمة الكردية لها تاريخ مشترك، ولغة مميزة مختلفة عن لغات بقية شعوب المنطقة، ومازلت حية وتستعمل من قبل الكرد بشكل يومي، وثقافة خاصة بها، وليس هذا فقط، وإنما لديها أديان خاصة بها، وهي الديانة اليزدانية الشمسانية والزاردشتية.
على مدى مئة عام من حكم أنظمة قومية عنصرية وإسلاموية حكمت هذا البلد المصطنع، فشلت في خلق هوية وطنية بين قوسين “سورية”. لماذا؟ لأنه ببساطة لا يجمع شيئ بين القوميات التي تتقاسم هذه البقعة الجغرافية.
فالكرد إمة مختلفة كل الإختلاف عن “العرب” من حيث العرق واللغة والتاريخ والثقافة والعادات والتقاليد والأهداف. المجتمع الكردي مجتمع مسالم ومنفتح ويقبل الأخر ويرفض التطرف وليس في ثقافته العدوان وغزو البلدان والشعوب الأخرى. وللمرأة دور مهم ومكانة مميزة في المجتمع الكردي، ولا يوجد لدى الكرد شيئ إسمه فصل بين الرجال والنساء.
والعرب في سوريا أقلية عرقية ولا يتجاوز عددهم 5% في أحسن الأحوال. أما البقية الباقية ليسوا عربآ وإن تحدثوا العربية. سكان سوريا خليط من الكرد والأراميين والكنعايين والسريان والأرمن والتركمان واليهود. العلويين السوريين (النصيريين) ليسوا عربآ، هم في الأصل كرد، مثلهم مثل الدروز وحتى دياناتهم ديانات كردية، وهي عبارة فرق إنشقت عن دياناتها الأصلية، ومع الزمن دخل عليها شوائب إسلامية ومسيحية مثل الحال مع الإيزيدية والشبكية. وهناك حوالي ثمانية ملايين علوي كردي في شمال كردستان وهم زاردشتيين ولا وجود لشيئ إسمه العلوية هذا مجرد هراء. علي لم يكن صاحب نظرية ولا صاحب دين مستقل ولا فكر. كان علي أحد العاملين مع محمد لا أكثر ولا أقل، مثله مثل عمر وأبو بكر وأخرين.
سكان المدن الرئيسية مثل حلب ودمشق وحمص وحماة واللاذقية، لا يعتبرون أنفسهم عربآ، ويرفضون هذه التسمية، ويطلقون هذه التسمية “العربي” على البدو ويشمئذون منهم عندما يحضرون إلى هذه المدن للتبضع وبيع حاجاتهم فيها، وينظرون إليهم نظرة دونية وإحتقار.
وإذا أخذنا مدينتي دمشق وحلب سنجد أن 95% من سكانها ليسوا عربآ ولا سريانآ كما يدعي اولئك الكذابين والمخادعين، وسأخذ دمشق مثلآ وسأسرد أسماء العائلات الدمشقية وأصلها القومي كي تعلموا مدى كذب ونفاق أصحاب نظرية “الهوية السورية” الزائفة، وعدم وجود أي أساس لها.
العائلات اليهودية:
قبل سرد أسماء العائلات، علي أن أذكركم بأن اليهود يعتبرون أنفسهم قومية ودين في أن واحد. فمن كان إمه يهودية، فهو يهودي بغض النظر إن كان متدينآ أم لا. ثانيآ مصدر هذه المعلومات هو كاتب يهودي وعمل سفيرآ لإسرائيل في الأردن لفترة معينة، وفي أسفل المقال ستجدون الرابط الخاص بالكاتب، وإسم Jacob Rosen الكاتب هو: يعقوب روسين/
ومن أبرز العائلات اليهودية في دمشق:
بيت الشلاح، المعلم، الخولي، العبادي، جاموس، العطري، الفحام، اللاذقاني، اللحام، الحمرا، حلاق، عباس، عبود، أنبار، إيليا عماش، العدس، أبو ريش، العجمي، عمران، عنتبي، عراقي، عذار، أشقر، عطية، عيون، بلقيس، بغدادي، دعبور، دهب، دعبور، بوابة، بنحاس، بوشي، الطرزي، فدا، فلاح، فاعور، فارصي، فتال، فروة، فارح، فتيحه، حبيب، دهان، درويش، ديان، حبوبة، حداد، حديد، حكيم، حلبي، حمداني، حموي، حاميشا، المصري، هنا حنا، مبزيز، مشعان، خلوف، الكشك، الكوش، كريم،
لالو، لاطي، اللوز، اللوزي، الميون، حران، كبريتي، قلعة، كلتوم، كمخي، قطاس، كباية، خباز، خليف، خمري، حنانيا، حاصبايا، حسون، حصبة، حلو، حلواني، حمصاني، جيرة، جدعا، عدي، مزراحي، منجد، مخلالاتي، موصللي، نحاس، نعيم، نجرا، نقاش، نطح، لولاو، نوح، نصري، قصير، قبرصي، سعد، ربيع، سعدي، صباح، صفدي، صقال، سلامة، صالح، سالم، سمرة، سنكري، صاصون، صائغ،
شبابو، شابي، شكري، شلوح، الشما، شماع، ، شامة، شمريخا، شحروقا، شرف، شرشوب، شطح، شيخا، شيرازي، شوفان، صقاف، سليلات، سرور، إسطنبولي، ستيتي، سكري، سوس، السويد، طباخ، طحان، تاجر، طرب، طاش، طشطشة، طويل، طبريري، تركي، طوطح، طرابلسي، طوبي، أوزون، ظريف، زيات، زيتونة، زليخة، زيتوني، زليطا، يزدي، شورباز، قطران، كلش.
العائلات الكردية:
المصادر التاريخية تشير إلى وجود التجمعات الكردية في بلاد الشام تسبق الحقبة الأيوبية بعقود من الزمن، فقد أشار البلداني أبو عبيد البكري (ولد قرابة سنة 1010م) في كتابه ‹المسالك والممالك› إلى أن وجود الكردي في (أرض الدينور وهمدان وبلاد أذربيجان وبلاد الشام وبأرض الموصل إلى جبل الجودي). والجدير بالذكر أن الطبقى الأرستقراطية الدمشقية هي من العائلات الكردية المعروفة والثرية، وأبرز العائلات الكردية في دمشق هي:
أجليقين، أيوبي، العظم، بوظو، قوطرش، المتيني، ديريكي، مارديني، شمدين، آغري بوزي (اغريبوظ)،
تاجة، الملا، الإيبش، بدرخان، الزركلي، الزعيم، السيروان، الدقوري، العابد، عرفات، كفتارو، البوطي، كرد علي، النقشبندي، اليوسف، آل رشي، ظاظا، رناية، إيزولي، بكداش، مردم، بارافي، مللي، أومري، خسرف، عليكو، سوركلي، وانلي، باراوي، ملاطه لي، برازي، ديار بكرلي، اورفه لي، كيكي، رسول، عباسي، ميقري، شيخاني، نعمو، جرموكلي، نظام الدين، البيرقدار، الميرزو، العنتابي، القيمري، سروان، العنتبلي، القرجولي، تلو، رمضان، جميل، الكيكي، بكاري، حمولي، هيتو، رشواني، جزماتي، قاسو، نعمو، عربو، سيفخان، كنة، زلفو، بازاري، يونس، كعكرلي، حسكي، كلعو، حقلي، شوقي.
هذا عدا عن العائلات ذات الجذور الأخرى الغير عربية. وسؤالي هنا: كم عائلة بقيت من أهل دمشق؟ الحواب حوالي 5%.
فإذا كانت دمشق وهي العاصمة، وفي نظر القومجيين العرب العنصريين (قلب العروبة النابض) بهذي الهوية “اليهودية والكردية” الواضحة والغالبة على المدينة، فأين بقيت الهوية الوطنية السورية، التي يتحدث عنها أولئك المغفلين والمدلسين؟
وبالتالي أي حديث عن عروبة سوريا والهوية الوطنية السورية كذبة سخيفة ولا أساس لها من الصحة. وعلى القومجيين العرب والإسلاميين التوقف عن هذا الهراء، والإقرار بأن سوريا كدولة، هي بلد متعدد القوميات والأثنيات والأديان والمذاهب. وفي بلد مصطنع كسوريا وبهذا التعدد، لا بد من عقد إجتماعي جديد يتفق عليه جميع المكونات وفي مقدمتهم الشعب الكردي، الذ إضطهد وإنكر وجوده وهضمت حقوقه القومية والسياسية والإقتصادية والثقافية لمئة عام.
ومن الجانب الأخر، كل الدول المتعددة القوميات لجأت إلى النظام الفيدرالي لحل قضية القوميات، وخير مثال على ذلك سويسرا، الهند، بلجيكا، بريطانيا، كندا، روسيا، جيكسلوفاكيا السابقة، ودول أخرى عديدة في العالم.
الهوية الوطنية لا يمكن بنائها على إنكار وجود الشعب الكردي، الذي يتجواز تعداده 8 ملايين إنسان في غرب كردستان والمدن السورية المختلفة، ومنع لغته وإرتكاب المجازر بحق، وتطبيق “الحزام عربي” في مناطقه بهدف تغير ديمغرافية تلك المناطق، هذا إلى جانب تغير أسماء المدن والقرى الكردي وسحب الجنسية السورية من نصف مليون مواطن كردي، ومنع الكرد من تولي المناسب الحساسة في الدولة، وخاصة في مؤسسة الجيش والأمن والسلك الدبلوماسي والوزارات السيادية، والتعليم والجمارك. والإهمال المقصود للمناطق الكردي في مجال التنمية والخدمات، وسجن النشطاء السياسيين وتعذيبهم وفرض اللغة العربية على الكرد، وتسجيلهم على أنهم، وإجبار الكرد الإيزيديين على إعتناق الدين الإسلام، ذاك الدين الإجرامي.
حتى يستطيع السوريين بجميع هوياتهم القومية والدينية، التوصل لعقد إجتماعي جديد، لا بد لأولئك المستعربين والمتأسلمين التوقف عن سعيهم الخبيث لتعريب سوريا وأسلمتها. والقبول بفيدرالية إقليم غرب كردستان، والذي يشمل المناطق التالية: “محافظة الحسكة ومحافظة قامشلو، كوباني، الطبقة، الرميلان، جرابلس، عين عيسى، غريه سبي، سريه كانية، الباب، منبج، الشهباء، إعزاز، تل رفعت، عفرين ودار عزة”. والقبول بالقومية الكردية كقومية مماثلة للعرب، وذلك ضمن دستور يتوافق عليه الطرفين، وتغير إسم الدولة إلى “سوريا”، ووضع علم ونشيد جديدين يعبران عن الواقع القومي للبلد، وأن يكون البرلمان من غرفتين، غرفة النواب وغرفة القوميات. وأن تصبح اللغة الكردية لغة رسمية للبلاد بجانب اللغة العربية.
والخطوة الثانية هو توقف المعارضة السورية عن عمالتها للنظام الأردوغاني المجرم، ووقف التعامل معه، والإنسحاب من المناطق الكردية المحتلة (عفرين، غريه سبي، سريه كانية، جرابلس، الباب ودار عزة)، ووقف الحملات الإعلامية ضد الكرد في كل من غرب وشمال كردستان وفي كل مكان. بعدها يمكن للطرفين الإتفاق حول كيفية محاربة النظام الأسدي المجرم معآ وإنهاء نظامه الطائفي القاتل. وثم بناء سوريا فيدرالية ذات نظام برلماني يكون الشعب الكردي شريكآ فعليآ في كل المؤسسات الحكومية، السياسية منها والعسكرية، والأمنية والإقتصادية والدبلوماسية والصناعية والحكومة والقضاء.
كل الذين يعادون الشعب الكردي بأي إسلوبٍ وشكل كان، ويرفضون الفيدرالية وسوريا مدنية ذات نظام حكم برلماني، إنما يحققون رغبة النظام الأسدي والفارسي والروسي، ألا وهو تقسيم هذا البلد. وفي النهاية المعارضين القومجيين والإسلاميين السوريين والنظام الأسدي وداعميهم مسؤولين مسؤولية مباشرة عن هذا الوضع السوري الكارثي، وتفتيت البلد مستقبلآ. وكل مَن يدعي بأن الفيدرالة هو تقسيم للبلد، ومخرج للنظام الأسدي المجرم، هو مجرد معتوه ولا علاقة له بالسياسة والعلوم السياسية، لا من قريب ولا من بعيد.
وأقول للذين يأخذون من الفيدرالية العراقية الغير ناجحة نموذجآ، هذا ليس عيبآ في النظام الفيدرالي نفسه وإنما العلة في اولئك الطائفيين الشيعة الموالين للفرس ويحكمون البلد منذ عام 2003، والمسؤولين السنة الرعاع، الذين مازالو يحلمون بإستعادة سلطتهم المطلقة على البلد. ولهذا إرتكبوا كل المبيقات لإفشال الفيدرالية وخاصة الإقليم الكردي، وخير دليل على ذلك سيطرة الجماعات الإرهابية الشيعية والسنية على الساحة، والفساد المالي الهائل الذي ينخر في جسد الدولة العراقية، وعدم تطبيق المادة 140 من الدستور وعدم إنشاء الجنوب والوسط، ومحاربة اقليم من خلال قطع الرواتب وعدم إصدار قانون النفط والغاز عن عمد.
في الختام، لا يمكن صنع هويات بقوة الإحتلال والإغتصاب، هذه بريطانيا العظمة فشلت فشلآ ذريعآ في تشكيل هوية كاذبة ومصطنعة إسمها “بريطانيا”. لا يوجد في التاريخ ولا في الجغرافيا هوية إسمها “بريطانيا”. الإنكليز إحتلوا ثلاثة بلدان مجاروة لهم وهي: (إسكوتلندا، وويلز وشمال إيرلندا). وأسماء هذه الدول لوحدها، تدل أن العصابات الإنكليزية قبل مئات السنيين، إحتلت هذه البلدان وشعوبها بالقوة، وإستعمرتها لمئات السنين ومازالت وإن بشكل مختلف، وهي هذه البلدان وشعوبها لليوم تحاول وبكل الطرق والأساليب الإستقلال عن الإنكليز، والتحرر من سيطرتهم الإستحمارية. وسيحدث ذلك عاجلآ أم أجلآ، وإن شاء الإنكليز أم لم يشاؤوا. ونفس الشيئ ينطبق على الدولة الأسبانية، وتركيا وايران وروسيا، كلها فشلت فشلآ ذريعآ في صهر الهويات القومية، وإحلال هويات مصطنعة محلها. ولا سبيل أمام هذه الدول سوى الإقرار بالواقع وأن يتركوا لشعوبها الحرية في تقرير مصيرها بنفسها. نعم يمكن إنشاء دول مركبة القوميات والأثنيات، ولكن شريطة أن يتم ذلك بالتوافق، وبرضى جميع المكونات العرقية. والشرط الثاني أن يضمن هذا العقد الإجتماعي والدستوري، حق كل قومية الإستقلال إن رأت في ذلك مصلحة لها، بمعنى أن لا يكون ذاك العقد زواجآ كاثوليكيآ.
30 – 04 – 2021
————-رابط صفحة الكاتب الإسرائيلي:
https://avotaynuonline.com/2020/06/a-consolidated-index-of-jewish-surnames-in-20th-century-damascus/