العنوسة-
ظاهرة العنوسة في المجتمع الكردي من الجنسين الشباب والبنات، تحولت إلى معضلة حقيقة وإستفحلت في السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ. والسلطات الكردية والمقصود بذلك سلطات إقليم جنوب كردستان لم تفعل شيئ لحل هذه المعضلة الإنسانية المؤلمة.
رغم إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي، وسهولت التواصل بين الناس بفضل التكنالوجيا الحديثة مثل الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنيت، وتحرر البنات إلى حد ما من القيود الاجتماعية ودخولهن معترك العمل، والخروج من البيت والإختلاط بالأخر وإنشاء علاقات غرامية، إلا أن نسبة العنوسة إزدادت بين الشباب والبنات على ما سبقه من عهود!!
وإذا أخذنا جنوب كردستان كمثال، فإن نسبة العنوسة فيها اليوم تخطت 36%، وهي نسبة عالية جدآ.
والعراق كبلد يعتبر الثالث عالميآ من حيث نسبة العنوسة العالية.
السؤال: ما هي أسباب هذه الظاهرة الإجتماعية وتأثيراتها وسبل حلها؟
الأسباب متعددة ومتنوعة وليس هناك سبب واحد ومن هذه الأسباب:
أولآ، رغبة الفتيات والفتيان بالتحصيل العلمي، أي تحقيق الذات وهذا يأخذ وقتآ أطول. فالشهادة العلمية اليوم باتت ضرورية لإيجاد العمل وتحسين المستوى المعيشي والفوز بمكانة إجتماعية معينة.
ثانيآ، نتيجة الدراسة والعمل تكون البنت كبرت في السن، وفي هذه الحالة حظوظها في الزواج تقل، لأن الشاب يرغب الإقتران بفتاة صغيرة سنآ وقادرة على الإنجاب. وكما هو معلوم عندما تتخطى الفتاة سن الأربعين فقدرتها على الإنجاب تكون منخفضة جدآ.
ثالثآ، وجود إمكانية اليوم لإقامة علاقات جنسية سرية بين الجنسين، دون إرتباط وتحمل أية مسؤولية قانونية.
رابعآ، غلاء المهور والمطالب الكثيرة التي يفرضها أهل البنت، هذا يدفع الشباب بالعزوف عن الزواج.
سادسآ، غياب التربية الصحيحة حول أهمية ودور الإسرة في المجتمع.
سابعآ، القيود الاجتماعية المرتبط بالتقاليد والعادات القديمة، التي تقف حائلآ دون تزويج البنات خارج العشيرة أو القبيلة أو العائلة.
ثامنآ، القيود الدينية والمذهبية، حيث الكردي المسلم لا يزوج بنته للكردي اليزيدي والعلوي والزاردشتي واليهودي والعكس صحيح. وضمن الطائفة اليزيدية هناك إشكال أخر وهو: ممنوع زواج المريد من بنات الشيوخ وأبناء الشيوخ ببنات الأمراء والعكس صحيح.
تاسعآ، هجرت الكثير من السباب الكردي إلى الخارج بسبب ظروف الحروب والوضع الإقتصادي المتردي. وتأثر هؤلاء بالثقافة الغربية وتفضيلهن الفتيات الغربيات على الكرديات لأسباب عديدة أهمها:
– عدم وجود عوائق للتعارف بالأوروبيات.
– إمكانية ممارسة الجنس قبل الزواج.
– المساكنة، أي العيش معآ وحتى الإنجاب دون زواج رسمي وتعقيداته التي لا تنتهي.
– أهل الفتاة لا يتدخلون في حياتها ولا يوجد عندهم فكرة المهور والطلبات المادية الأخرى السخيفة وبل الحقيرة.
– الفتاة الأوروبية تعتمد على نفسها، ولا تقبل أن تكون عالة على شريك حياتها أو صديقها.
عاشرآ، الشاب الكردي الذي تربى في أوروبا وأمريكا الشمالية ويعود إلى أحد أجزاء كردستان، يلاقي صعوبة في التأقلم والإندماج في المجتمع الكردي، ومن هنا يرفض الإقتران بفتاة كردية لأن عقليتها تختلف كليآ عن عقلية هذا الشاب، والعكس أيضآ صحيح.
************
الكبت الجنسي
ولهذة الظاهرة الإجتماعية تأثيرا سلبية على حياة الشباب والفتيات دون شك. منها الكبت الجنسي وهو مدمر للشباب وللشابات، لأنهم غير قادرين على صرف هذه الطاقة بطريقة ما، لأن المجتمع يمانع الجماع بين الجنسين بحجة الشرف من منطلق إجتماعي، والحرام من منطلق ديني. ويتولد عن ذلك التحرش الجنسي في الشوارع والأسواق وأمكان العمل والمدارس وخاصة في الجامعات والمعاهد.
التحرش الجنسي بالنساء تعاني منه تقريبآ جميع المجتمعات البشرية وإن درجات وأشكال مختلفة، ولكن اكثر المجتمعات التي تعاني منها هي المجتماعات المحافظة وعلى رأسها المجتمعات الإسلامية، التي تفرض قيودآ وضوابط صارمة على أفراد المجتمع نساء كانوا أم رجالآ.
وحسب رأي، إن الأسباب الرئيسية التي تقف خلف التحرش الجنسي بالنساء هي:
السبب الأول، الثقافة المتزمة التي تسود المجتمعات الشرقية وخاصة الإسلامية، والتي تعتبر المرأة أقل شأنآ من الرجل، والناس ينظرون اليها بشيئ من الدونية، ويتساهلون مع الرجل الذي يتحرش بالنساء ويقوم باغتصابهن.
السبب الثاني، هو الحرمان الجنسي، والكبت الذي يعاني منه الشباب والشبات جراء ذلك.
السبب الثالث، التربية العائلية الخاطئة، التي تميز بين الجنسين، ورفض الأهل الحديث عن قضايا الجنس، وكيفية التعامل مع الحاجات الجنسية للشاب والشابة، وطريقة التعامل مع الطرف الأخر.
السبب الرابع، هو غياب التربية الجنسية عن مناهج التعليم للمرحلة الأساسية والمتوسطة. خامسآ، غياب القوانين الصارمة التي تعاقب القائمين بذلك، وتحمي المرأة من العنف الجسدي واللفظي من قبل أي كان.
السبب الخامس، غياب دور وبيوت “الجنس” لكلا الجنسين، لكي يقضون حاجتهم الجنسية. لأن ليس بامكان شاب أو فتاة إقامة علاقة حميمية مع الجنس الأخر. وبدليل أن أوروبا فيها حريات جنسية ومع ذلك البيوت الحمراء منتشرة في كل المدن الأوروبية، وتعمل ليل نهار وتدر أموال هائلة، وهي صناعة شرعية وقانونية وتحت رقابة الدول.
حسب قناعتي الشخصية، لا حل لهذه المعضلة، إلا بتغير جذري في المفاهيم الثقافية والتربوية في مجتمعاتنا الشرقية، والقيام بثورة جنسية على غرار الثورات السياسية، وإصدار قوانين صارمة ضد التحرش الجنسي، وتحسين الأوضاع الإقتصادية للناس، وإلغاء مبدأ المهر من عقد الزواج، لتسهيل الزواج وشرعنة المساكنة بين الشبابة والشابات، للقضاء على العنوسة بين الجنسين وحل حاجة الشباب والشابات الجنسية.
**************
الطلاق
المجتمع الكردي كأي مجتمع شرقي وإنساني، يعاني هو الأخر من كثرت حالات الطلاق وخاصة في السنوات الأخير، وتحديدآ بين صفوف الكرد الذين هجروا إلى أوروبا وشمال أمريكا.
قد لا يدرك البعض منا، بأن 80% من المشاكل الزوجية مصدرها الفراش، بكلام آخر العلاقة الجنسية بين الطرفين. هذا ما تؤكده أكثرية الإحصائيات العالمية. والعشرين الباقية تتوزع بين الوضع الإقتصادي أو المادي للزوجين، ومستوى الوعي والعلمي لكل منهما، إضافة للتربية الشخصية، وطباع كل واحد منهما.
ومن هنا يمكن القول، إن العلاقة الجنسية وإشباع الرغبات الفطرية والغريزية، لكلا من الطرفين الزوج والزوجة، يعتبر عنصر أساسي في بناء علاقة زوجية صحية. وأي فشل في العلاقة الجنسية، يعني فشل العلاقة الزوجية. وممارسة الجنس ليس مجرد عملية متعة فقط، بل الأمر يتعدى ذلك إلى الحياة العاطفية وأيضآ له علاقة وتأثير مباشر على الصحة الشخصية لكلا الطرفين.
ولإنجاح أي علاقة زوجية على الطرفين، إيلاء العلاقة الجنسية أهمية كبيرة، وهذا يحتاج من الزوجين في المقام الأول الحديث عن الموضوع بمنتهى الصراحة ودون أي خجل. وإعلام كل طرف الطرف الأخر بحاجته الجنسية ورغباته، ويكون منفتحآ لنقاش أي شأن في هذا الإطار. وعلى كل طرف إحترام رغبات الأخر والسعي للإنسجام معها. إن الجمود ورفض تلبية حاجات الشريك، بالطبع سيكون له نتائج سلبية على العلاقة الزوجية، ومع الزمن ستتراكم المشاكل ويوسع الفجوة بين الطرفين، وسيختفي مشاعر الود والحب بين الطرفين.
والعلاقة الجنسية ليس مجرد عملية جسدية، بكلام أخر عملية حيوانية. العلاقة الجنسية الناجحة تحتاج إلى إمور عديدة منها:
أولآ، إحترام الطرف الأخر والتعامل معه بلطف وحنان وأقصد بذلك المرأة كونها ذات حساسية معينة، وأن يسبق ممارسة الجنس ملاطفة كلامية من قبل الرجل لشريكة حياته، ومداعبتها مداعبة خفيفة تهيئ الزوجة لممارسة الجنس.
ثانيآ، ممارسة الجنس بانتظام وبشكل دوري، هذا يؤدي إلى تحسن العلاقة العاطفية بينهما، ويعزز من الحياة الإسرية. وكلما كانت العلاقة الجنسية غير منتظمة أو متباعد الفترات، فإن هناك إحتمال كبير في تعرض أحد الزوجين، أو كلاهيما للاضطرابات النفسية، كالإكتئاب مثلآ، أو الإحباط وزيادة الضغط النفسي عليه. وسينجم عن ذلك لاحقآ مشاحانات ومشادات بين الطرفين. ومع إستمرار الوضع على هذا النحو ستبرد العواطف، ويخلق جفاء بين الطرفين وتتسع الهوة بينهما مع الزمن، وإن لم يتداركوا الموقف ففي النهاية سينتهي الأمر بالطلاق.
وما لا يعرفه الكثير من الأزواج، أنه كلما كانت العلاقة الجنسية منتظمة، شعر الطرفان بالرضا وزاد شعورهما بالاستقرار النفسي والعاطفي، وهو عامل أساسي ومهم للغاية في نجاح العلاقة الزوجية، وبالتالي التقليل من نسبة الطلاق المنتشرة العالية في منطقتنا أي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ثالثآ، النظافة مهمة في هذا الأمر، وأقصد بذلك النظافة الشخصية. وعلى المرأة أن تكون ذكية وتستخدم بعض العطور، وإرتداء ملابس معينة، تساعدها في إثارة الرجل، وتهيئة المكان الذي سيمارس فيه العلاقة الجنسية. والنظافة أيضآ مطلوبة من الرجل وليست مقصورة على المرأة فقط. ومن الضروري أيضآ تغير المكان والوضعيات باستمرار، وتجريب أشياء جديدة. ولا ننسى أن الحديث أثناء الجماع وإستعمال بعض الكلمات الجنسية، لها تأثير إيجابي كبير على الطرف الأخر. وهناك أمر آخر في غاية الأهمية بهذا الصدد، وهو تشجيع الشريكة أو الشريك أثناء عملية الجماع، من خلال الثناء عليه/ عليها والإشادة بمجهوده أو مجهودها لرفع معنوياته أو معنوياتها.
وينصح المتخصصين الأزواج، وخاصة الرجال بالتعبير بشكل صادق ودون أي خجل عن مشاعرهم لشريكاتهم، لأن ذلك يمكنهن من تفهمن لإحتياجات الرجل، وهذا يعزز من تفهم بعضهما البعض بشكل أفضل. و لا شك هذا يزيد من الاحترام والحب بينهما، ويجعل من السهل على الزوج تلبية رغبات وإحتياجات زوجته الجنسية.
ولأن العلاقة الجنسبة لا تتعلق فقط بالاتصال الجنسي، فإن المتخصصين ينصحون بعدم إهمال العناق والتقبيل، هذا بجانب التدليك والغزل، كونها أمور تساعد في الحفاظ على الشرارة وإبقاء الحياة الجنسية مشتعلة وصحية إلى أبعد حدود.
الحب
الحُب بالأساس مبني على الإقدام، ولا يقر بالحواجز الدينية، العرقية، العمرية والطبقية، ودافعه الإقتراب من الأخر والإلتحام معه جسديآ. والحب بين الرجل والإمرأة، إيجابي الشحنة، والأطراف فيه متساوية في المقام والحقوق. وهدف الحب هنا هو التواصل مع الأخر، المتعة، النماء الإنجاب وبالتالي الحفاظ على النسل البشري، ويطلق على هذا الحب تسمية الماترياركي أي (الإمومة).
والحب بين الرجل والمرأة له مستويين:
المستوى الأول:
سفلي أي بمعنى حيواني والمقصود بذلك ممارسة الجنس، وهو ضروري وحيوي في أي علاقة في كلا المرحلتين مرحلة الحب والعشق. ولكن في مرحلة ما يتراجع دور الجنس الى الخلف كثيرآ.
المستوى الثاني:
علوي أو سماوي والمقصود به الجانب الروحي أي الشغف بالأخر. وهو أيضآ مهم للغاية في أي علاقة إنسانية تربط بين رجل وإمرأة. وإذا حاولنا أن نترجم هذه التعابير إلى مفردات بسيطة، نعني بذلك وجود الأخر بجانبنا، الإشتياق له، رغبتنا في ملامسة الأخر، القبلات، النظرات، كلمات الود، الخوف على الأخر، الإحتضان، … الخ.
شخصيآ أختلف كليآ مع اولئك الذين يحصرون الحب والعشق في الجانب الجسدي فقط من العلاقة.
أنا من المؤمنيين بأنه لا يوجد حُب من ميل عاطفي ومشاعر جياشة وإرتباط روحي. وبدليل هناك أناس يمارسون الجنس من الرجال والنساء، مع أشخاص أخرين لا يحبونهم على الإطلاق. وكما هناك أناس يتزوجون من بعضهم البعض من دون حب. ولكن في كلا الحالتين لا نسميهم أحبة أو حبائب أو عشاق. الحب حالة شعورية روحانية مختلفة كليآ عن ممارسة الجماع.
علاقة الحب والجنس:
في دراسة قام بها مجموعة من العلماء الكنديين، حول الرابط بين المشاعر العاطفية أي الحب وممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين، أكدت أن الحب ينمو بشكل ملحوظ، بعد ممارسة العلاقة الجنسية من الناحية الفيزيولوجية. ووفقا لهؤلاء الباحثين، إن ممارسة العلاقة الحميمية، لا تحتاج إلى علاقة حب عميقة، ولكن العلاقات الحميمة قد تؤدي إلى علاقة حب حقيقية. وعند دراسة العلماء للمناطق النشطة في الدماغ عند الحب أو ممارسة العلاقة الجنسية، وجدوا أن الحب والرغبة الجنسية تتقاطعان في شطري الدماغ. وبالتالي الحب لا مستقبل له دون علاقة جنسية صحية ناجحة.
من خلال ما تقدم، يتضح لنا وبشكل جلي مدى أهمية الجنس في العلاقة الزوجية. وهذا يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الزوجين للإهتمام بهذا الجانب المهم من حياتهم إن كانوا رغبين في إنجاح زواجهم.
في مجتماعتنا الشرقية، مازال الخجل ومفهوم العيب يلعب دورآ معيقآ، في تحدث الزوجين بشكل علني ومفتوح عن المواضيع الجنسية. ولتفادي ذلك على الرجل المبادرة في هذه الحالات، بالحديث عن ذلك. وهذا يساعد في النهاية، على معرفة رغبات الزوجة الجسدية والعاطفية، وبالتلي يسهل عملية تلبية تلك الرغبات عليه.
أسباب الطلاق:
العلاقة الجنسية:
تحدثنا عن هذه النقطة بشيئ من التفصيل سالفآ، لأهميتها ودورها المحوري في العلاقة الزوجية.
الإهمال:
وهو سبب ثاني لإنفصال الزوجين، حيث أي إهمال للطرف الأخر يعني دفعه البحث عن شريك أو شريكة أخرى وهذا يعني نهاية المشاعر والعواطف بينهما والوقوع في الخيانة. يمكن لأحد الطرفين الدخول في علاقة خارج إطار الزواج عندما يشعر أحدهم بالإهمال أو عدم الأمان، وعادة تبدأ العلاقة
في شكل صداقة ثم تتطور لتصبح علاقة عاطفية.
الأمور المالية:
ليس نقص المال هو ما يؤدي إلى الطلاق، بل اختلاف الآراء حول كيفية إدارة الشؤون المالية المشتركة بين الطرفين، وهنا يحدث صراع مستمر حول أحد الأطراف الذي يريد الادخار والأخر يحب الإنفاق.
قلة التواصل:
التواصل الجيد هو أهم جانب من جوانب أي علاقة قوية وليس الزواج فقط، لذلك قلة التواصل بين الطرفين يعتبر واحد من أهم الأسباب في الانفصال.
سوء المعاملة:
يمكن أن يصبح الزواج صعبآ، إذا ساءت المعاملة بين الزوجين ووصل إلى حد العنف الجسدي واللفظي. وهذا مرتبط بالتربية العائلية والبيئة التي تربى فيها كل واحد منهما. ومستوى التعليم والثقافة. ويمكن للكحول والمخدرات ورفاق السوء أن يلعبوا دورآ في ذلك.
اختلاف الأولويات والأهداف:
اختلاف الأولويات والأهداف تخلق نوع من الصعوبات والخلافات بين الزوجين، وينتهي الأمر بينهما بالانفصال، لذلك من المهم أن يكون للطرفين أهداف وأولويات متقاربة بين الطرفين، كي يعزز علاقتهما ببعضهما البعض.
الإنجاب:
إن لم تنجب المرأة إشكال وإن إنجابت أطفال تقوم المرأة بالاهتمام بهم على حساب شريك حياتها، وبالفعل الأطفال يحتاجون إلى إهتمام أكبر لكنه، قد يتسبب ذلك في خلافات نتيجة الإهمال ويؤدي ذلك إلى الانفصال.
كثرة الخلافات:
كثرة الخلافات بسبب إختلاف الطباع والتربية والوعي، يؤدي إلى خصومات ومشاجرات، وفي يؤدي إلى الإنفصال.
الزواج المبكر:
الزواج شراكة غير سهلة، وقد يقع كثير من الصغار بالعمر بسبب وقوعهم في الحب ويتزوجون، دون أن يكون لديهم وعي كافي ولا دراية بمسئوليات الزواج، ثم يبدءون في مواجهة واقع الحياة وينصدمون بها وحينها يقررون الطلاق.
غياب الإحترام والمودة:
إن غياب الإحترام بين الزوجين خطير للغاية، لأن الطرف المغبون سيحث بجرح كبير وخاصة إذا الشريك أو الشريكة، يحاول باستمرار إهانة الطرف الأخر والتقليل من قدره/قدرها وشأنها. إن إذلال الشريك/الشريكة نتيجته الإنفصال حتمآ. حيث لا يوجد حب وصداقة من دون كرامة وإحترام.
تدخلات الأهل:
الكثيرين من ذوي الزوجين، يتدخلون في حياتهم وبشكل سلبي، وهذا ما يضع الزوج أو الزوجة بين نارين نار الأهل وشريك الحياة.
الرتابة:
الرتابة والروتين في الحياة الزوجية قاتل. فمن الضروري إنعاش وتجديد الحياة الزوجية من خلال الإهتمام بالمظهر الشخصي، وتغير ديكور البيت من فترة لفترة، وأماكن ممارسة الجنس، السفر، إماقة بعض السهرات، زيارة السينما والمسرح معآ. الإبتعاد عن بعضهما ليوم ويومين من خلال زيارة الأهل والأصدقاء. دعوة الأصدقاء، ممارسة الرياضة معآ، زراعة بعض النباتات، تربية حيوانات أليفة. شراء كتب للقراء، …. إلخ.
في الختام، كل هذه الأسباب مجتمعةً، تخلق فجوة بين الطرفين وتزداد مع الزمن، إن لم يتداركوها في الوقت المناصب. وبالتالي يحدث تباعد في المشاعر والأحاسيس وينغلق كل على نفسه، ويبحث عن مخرج ولا يجده إلا في الطلاق.
والطلاق ليس سهلآ كما يبدو من الوهلة الأولى، أيضآ له مضاعفات وخاصة إذا كان هناك أبناء. ولكن الطلاق أفضل من العيش في الجحيم. والجحيم والجنة هو الأخر بالنسبة لك. وأنت الجحيم والجنة بالنسبة للأخر أيضآ.
حل معضلة الطلاق برأي يكمن، في إطلاق الحريات الفردية والجنسية منها، والسماح للشباب والشابات ممارسة الجنس قبل الزواج والمساكنة على الأقل لمدة سنة كي يتعرفوا على بعضهم البعض بشكل جيد ومن كل النواحي: النفسية، الجنسية، الأدبية، التربية، الإجتماعية، المالية، الأخلاقية، الثقافية وعلاقته بأهله وأصدقائه … إلخ، وذلك دون أي إرتباط رسمي وإنجاب الأطفال. بعد سنة من العيش المشتركب يمكن لهم أن يقرروا إن كانوا يصلحون لبعضهما البعض أم لا.
15 – 05 – 2021
————————————————————————————————
المراجع:
- كتاب “الثقافة الجنسية”:
تأليف حسن مرعي، صدر عن دار ومكتبة الهلال، عام 2000، ويقع في 160 صفحة.
- كتاب “الرجل والمرأة والجنس”:
تأليف د. كمال مرعي، صدر عام 1977 في طبعته الأولى، ثم طبع طبعات عديدة، وحقق انتشارًا في الساحة الثقافية، ويقع في 130 صفحة.
- كتاب “موسوعة الثقافة الجنسية – لكل سؤال جنسي جواب”:
إعداد أسامة أنيس، صدر عن دار الغد الجديد، عام 2008، ويقع في 480 صفحة.
- 4. كتاب “ضعف الثقافة الجنسية سرّ شقاء الزوجين”:
تأليف د. عبد الهادي مصباح، صدر عن الدار المصرية اللبنانية، عام 1999، ثم عام 2002 في طبعته الأخرى، ويقع في 280 صفحة.
- كتاب “الرجل والجنس”:
تأليف د. نوال السعداوي، صدر عن مكتبة مدبولي في طبعته الجديدة عام 2006، ويقع في 260 صفحة.
- كتاب “المرأة والجنس”:
تأليف د. نوال السعداوي، صدر عن مكتبة مدبولي في طبعته الجديدة عام 2006.
***************