كما نعلم أن إسرائيل وان طبَّعت مع بعض الدول العربية إلاّ أنها مرفوضة رفضاً لا رجعة عنه من شعوب المنطقة، كذلك هي سبباً مباشراً لكره شعوب المنطقة لأمريكا ولا ننسى أنها تعتمد عسكرياً ومادياً على المساعدات الأمريكية، وهنا نتساءل ما الذي جنته أمريكا والدول الغربية عموماً من وجود إسرائيل في المنطقة وما الذي خسرته، هل مازال وجود إسرائيل في المنطقة يحقق ما يصبو إليه الغرب؟ الدول العربية تشتري السلاح إما لقمع شعوبها وإما خوفا وتهيئة لحرب محتملة مع إيران وأذرعها!، يعني إيران بديل مربح للغرب معطيات كثيرة وخاصة أن كره الشعوب الغربية لإسرائيل كدولة عنصرية ابتدأ في ازدياد. لم يعد النفط و للغاز أولوية للولايات المتحدة الأمريكية.. بعد اكتشافات النفط الصخري على أراضيها .. بحيث أصبحت من مصدري النفط والغاز عالميا.. كما أن أولويات الولايات المتحدة الأمريكية تجاوزت منطقة الشرق الأوسط و تحولت إلى الشرق الأدنى.. لمواجهة الصين ..القوة الاقتصادية و العسكرية الصاعدة .. و التى تنافس امريكا على قيادة العالم مستقبلا.. إضافة إلى تدني الأهمية لدول الخليج العربية.. بما فيها العراق.. لسياسات امريكا الإستراتيجية مستقبلا .. و انتهاء الدور الوظيفى لتلك الدول بما فيها الكيان الصهيونى للقيام بالحفاظ على المصالح الحيوية والاستراتيجية الاستعمارية الامريكية فى المنطقة .. بل أصبحت تلك المحميات الخليجية و المحتل الصهيونى تُشكل عبأً عسكرياً و أمنياً و مالياً و أخلاقياً على الولايات المتحدة الأمريكية و دورها في العالم الآن و مستقبلا .. فى مواجهة القوى العالمية الجديدة و التى تتبلور حالياً .. الصين و الهند و روسيا وجنوب أفريقيا و ايران وغيرها.. و بالتالى إنهاء القطبية الأمريكية الوحيدة التى تسود و تقود العالم منذ بداية تسعينات القرن الماضى و إلى يومنا هذا. و ما سحب بطاريات باتريوت من دول الخليج سوى مرحلة أولية لانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية و قواتها المسلحة من هذه الدول و انكفائها على المستوى العالمى .. حيث أن إمكانياتها الاقتصادية حالياً و مستقبلاً لا تسمح لها بالقيام بمغامرات أو حروب عسكرية .. كما كان الحال سابقاً .. سواءً فى فيتنام و كوريا أو فى العراق او فى ما يسمى بالربيع العربى.. ناهيك أن جميع حروبها العسكرية السابقة انتهت بفشل ذريع .. او هزائم .. و لم تحقق ما كان متوقعاً منها .. سواءً سياسياً أو اقتصادياً.
سحب الأنظمة الدفاعية هو لتفادي الإشتباك مع محور المقاومة الذي أصبح له اليد العليا في الإقليم و الذي وعد بإقصاء أمريكا من غرب آسيا على خلفية إغتيال قاسم سليماني. فالانسحاب إذاً يأتي في سياق الإنسحاب بعد الفشل و الهزيمة. لم تثبت منظومة الباتريوت فعالية تذكر حتى مع صواريخ ومسيرات اليمن والتى تعتبر من الناحية العسكرية صواريخ بدائية مقارنة مع صواريخ حديثة و متقدمة تنتجها الدول الكبرى و كوريا الشمالية و حتى ايران و مصر و تركيا و اسرائيل مع العلم ان تكلفتها باهظة جدا خاصة لدول الخليج العربى. اعتقد بعد الانسحاب الامريكى من المنطقة ستقوم روسيا و الصين بملأ الفراغ الذى سينشأ عن الانسحاب الامريكى( لإحتياج الدول الخليجية الى قوة تحميها و تدافع عنها نظرا لعدم جاهزية كل دول الخليج للدفاع عن نفسها ضد اى قوة تهاجمهم ) و بالتالى ستكون الازمة الامريكية و خاصة مع الصين فى تفاقم مستمر و ستقوم الصين بشبه محاصرة لامريكا من هذه المناطق فى اسيا.
ان تشرذم وتقطّع أوصال بلاد العرب وتدخل الغرب والشرق وسرقة ثرواتنا وابعادنا عن قيَمنا واصدار سندات تسجيل كل بلد بأسم عائلات محددة، واعلام خاصة لتصبح بلادنا مزارع ورثوها عن اجدادهم.
أن الصراع الأمريكي الصيني والصراع على الزعامة العالمية فيها من الحشو والتهويل ما يفقدها الكثير من المصداقية فادا كانت الأزمة العقارية لسنة 2008 وما تبعها من سقوط للاقتصاد الامريكي مما دفع العديد من كبريات الشركات العالمية الى فتح مراكز لها بديلة في البر الصيني بسبب الاغراءات المادية المتوفرة هناك مما حرك العملاق الصيني بسرعة فائقة لتتحول في اقل من أربعين سنة كدولة من دول عدم الانحياز الى غول اقتصادي كبير والسؤال الكبير من اتخد القرار لنزع الزعامة عن الرأسمالية المادية ممثلة بأمريكا . الموضوع هذا يحتاج الى خبراء ومجالات أوسع. والسقوط الامريكي وعلاقته بالشرق الأوسط لابد من التدكير بالمباحثات الأمريكية الايرانية الجارية , والتي يشكل أمن الكيان الصهيوني عمودها الفقري وهذه الحقيقة لابد ان نبرزها للشعوب التي هي بمثابة الضامن الحقيقي.ومن هذا المنطلق نود أن نؤكد لبعض المغرضين اننا أمة وشعوب المُثل والقدوات.
امريكا لا تهتم اطلاقا باتباعها حتى لا اقول حلفاء فهي تلهث وراء مصالحها التي تراها فوق كل اعتبار وهذه حقيقة ماثلة على ارض الواقع والادهى والامَر انها معروفة لدى الاتباع ولكن ما اسباب اصرارهم على التبعية العمياء ووضع كل بيضهم في السلة الامريكية وهم يعرفون انها لا أمان معها , أما بالنسبة للكيان الصهيوني الاجرامي فامريكا لن تترك هذا الكيان لوحده بل ستبقى وفية تجاهه وستدعمه بكل قوة باعتباره القاعدة الامامية التي تحرص على مصالحها في المنطقة وتبقي العرب منقسمين ومتصارعين اضافة الى ذلك قوة اللوبي الصهيوني بامريكا وادواره في هذا الدعم الامريكي اللامحدود واللامشروط اما العرب فطبيعي ان يؤدوا الثمن غاليا نظرا لانعدام الرؤية لديهم . لا شك ان الوثوق بامريكا يدخل في خانة السذاجة وعدم الفهم الصحيح لسياساتها والاستفادة من الدروس فكم هم العملاء والخدم والاتباع التي تخلت عنهم امريكا بلمح البصر عندما حَلَّت ساعة الصفر او عندما تضطر لذلك بفعل مصالحها السياسية او العسكرية او الاقتصادية فمن منا لا يتذكر تنكرها لشاه ايران محمد رضا بهلوي بحيث اغلقت مجالها الجوي بوجهه وماركوس ديكتاتور الفلبين ومبارك وبن علي وموبوتو وغيرهم كثر فهل امريكا قدر محتوم على العرب لا يقدرون العيش بدونها؟ لا عزاء لمن باع وطنه وشعبه وخيراته من اجل الكرسي فالعزة والكرامة للاقوياء وللرافضين والمقاومين للهيمنة الصهيوامريكية والغربية الاستعمارية فهنيئا لهم , والذل والهوان والعار لمن ادمن على الخنوع حتى أصبح ذليلاً ومهاناً في سوق النخاسة الصهيوامريكية والغربية.
وممكن ان يتم نقل منظومات الباتريوت من دول الخليج لزرعها فى الكيان المحتل بعد عمل تعديلات كبيرة عليها حتى تتمكن مع القبة الحديدية للكيان الصهيوني فى تقليل اثر الصواريخ الفلسطينية و التى يجرى تعديلها لزيادة فاعليتها فى هذه الاثناء انتطارا للجولة القادمة القريبة مع الكيان الصهيوني و اعتقد ان الوقت الان لصالح المقاومة الفلسطينية ومؤآزريها لإنهاء الاحتلال و عودة المستوطنين من حيث اتوا و عودة اللاجئيين الفلسطينيين الى وطنهم. و لعل الجميع يدرك إن الذي يستند على وعود اميركا مصيره الرصيف والاكثر من ذلك ان المتغطي بالكيان المحتل يعيش فى العراء تماما و ليس لديه اى غطاء و لعل الجميع يفهم ذلك سريعا بدلاً من التسرع للارتماء فى احضان الكيان الصهيوني وأقصد هنا آل سعود وآل نهيان . امريكا نفسها بدأت مرحلة التقوقع و ستدخل فى سبات عميق مع الرئيس بايدن لأن الصين و روسيا تُجَهِزان مع حلفائهم لمرحلة إنهاء الهيمنة الامريكية و تقليص الدور الامريكى الذى فشل عسكريا فى كل الاتجاهات و فى طريقه للفشل فى حلف الناتو (حيث بعض دوله بدأت تعتمد على اسلحة اعداء الناتو للدفاع عن نفسها و عن سيادتها الوطنية كتركيا التي اشترت صواريخ متطورة من روسيا رغم معارضة اميركا القوية لذلك ) و فى طريقه للفشل اقتصاديا بعد الحروب التى تجري حاليا لانهاء سيادة الدولار الاميركي وربط العملات والذهب به والتي تعود الى عام 1944 و قوانينه و بالتالى سيتم ابعاد اوربا مستقبلا عن امريكا و لو بعد فترة من الزمن وستتغير قوانين اللعبة.