ليس من السهل أبدا الكتابة في هكذا مواضيع حساسة, و كان من المفترض أن لا تكون حساسة, بل موضوعة على طاولة البحث والنقاش الحضاري الأخوي العلمي الهادف, حاله كحال الخلافات والتباين الفقهي الحاصل بين المذاهب السنية الأربعة مثلا, وخاصة الحنبلي-الحنفي, أو بين الأثنا عشرية و الأسماعيلية كما هو في الحالة الشيعية. والخلاف الطائفي السني- الشيعي ليس هو الخلاف الوحيد في العالم الإسلامي, بل أصبح الجسد الإسلامي في كثير من أجزائه ينتابه أمراض القومية والحزبية والقبلية والطبقية أضف إلى ذلك مشكلات الفقر وغياب العدل والأخلاق في مجالات الحياة المختلفة وهكذا دواليك. على أيه حال, ليس الغرض من هذه المقالة أثارة نعرات, أو تأجيج خلافات, بقدر ما هو طرح وصفي تحليلي من خلال سرد تاريخي موجز للمسألة.
مهما يكن من أمر, من نافلة القول أيضا ذكر بأن الأختلاف الرئيسي بين السنة و الشيعة بدأ سياسيا و من ثم تطور بتطور الأحداث والظروف فأخذ منحا عقائديا مع أستمرار الأثنين في الألتقاء و التوافق على أساسيات و أصول الدين الإسلامي الواحد مصداقا لقوله تعالى: ” وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”. سورة الأنبياء. الآية:92. و يمكننا القول بأنه لو كان هنالك حق وعدل ونظام دستوري سياسي منظم وفق آلية شورى محددة و حقيقية بعد وفاة النبي الأعظم ﷺ لربما ما حصل هذا الخلاف أصلا. أنظر مثلا إلى أختيار الخليفة أبو بكر الصديق الذي تم على عجل وفي ظروف أستثنائية, حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب نفسه قال عنها “بأنها كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها”.(صحيح البخاري. رقم الحديث: 3606).
بعد كل ماجرى في سقيفة بني ساعدة المشهورة حيث جرت المناقشات الطويلة المتعبة بين المهاجرين و الأنصار لتعيين خليفة رسول الله في غياب الأمام علي, الذي لم يحضر جلسة المناقشات تلك, لإ نشغاله مع أهل بيته بغسل و بدفن الرسول محمد ﷺ, أزداد التشكيك بشرعية الأنتخاب, وأشتدت المجادلة بين الطرفين. يقال عن سقيفة بني ساعدة بأنه أحتضن أول جلسة برلمان في التاريخ الإسلامي, ولكن الروايات التاريخية المختلفة والمتعارضة أحيانا تشير إلى أن الأجواء يوم السقيفة كانت مشحونة وصعبة, و بالتالي كانت بعيدة كبعد الثرى عن الثريا عن كونه برلمان بالمفهوم الحديث للبرلمان. إجمالا, يكمن الخلاف الحاصل حول عدة مسائل ولكننا نبرز هنا أهمها: الخلافة/الأمامة, التقية, العصمة, زواج المتعة.
السنة و الشيعة: بدايات النشأة و الظهور
على الرغم من الأبهام و الغموض الحاصل تاريخيا عند تحديد مصطلحى السنة و الشيعة, فقد تم التوارث على أطلاق تسمية السنة على الذين يتبعون سنة الرسول من قول و فعل, وعلى الشيعة, أولئك الذين تشيعوا لعلي ووقفوا بصفه وبجانبه؛ ولكن المشكل في هذا التعريف المبسط هنا هو ماذا نسمي من أهل السنة أولئك الذين يحبون أهل البيت ويعترفون بفضائلهم مصداقا لقوله تعالى “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا”. سورة الأحزاب. الآية: 33. وكذلك الشيعة الذين يتبعون أفعال و أقوال النبي محمد ﷺ الصحيحة المؤكدة, ويجعلونها جزءا من ممارساتهم اليومية كونهم مسلمين كأهل السنة تماما؟. وقد أشار المختار الشنقيطي في كتابه “الصراعات السياسية بين الصحابة”, ضمن هذا السياق, بأن الشافعي نفسه (حيث يعتبر مؤسس علم الفقه السني بالمفهوم الحديث), أتهم بالتشيع من قبل البعض و دفع ثمن ذلك نتيجة للأبهام الحاصل عند تحديد المصطلحات في ذلك الوقت, حيث توافقت آرائه مع أراء بعض علماء الشيعة كالجهر بالبسملة و المسح على الخفين.
كما أشرنا سابقا ليس من السهل تعريف مفهومي السنة و الشيعة بشكل تبسيطي نظرا للتشابكات الحاصلة آنذاك, و أيضا لظهورهما بشكل تلقائي طبيعي بدون وجود نظرية محددة مسبقا. ولكن يقصد بالسنة أتباع سنة الرسول الأعظم محمدﷺ ، وهذه الفكرة لا يمكن أن تتناقض أطلاقا مع فكرة أهل البيت, وفكرة أهل البيت لا تتعارض أبدا مع أتباع سنة النبي المؤكدة الصحيحة. ولكن بتطور الأمور بدأ تسمية البعض من أهل الحديث بالسنة على أختلاف مذاهبهم, وتسمية أولئك الذين يرون بأفضلية وأحقية الأمام علي كرم الله وجهه في الخلافة متجاوزين فكرة آل البيت القرآنية بالشيعة. إلا أنه كان هنالك فئة من الصحابة شديدة الأتصال بالأمام علي في مجتمع مكة و المدينة خلال فترة حياة الرسول محمدﷺ, من أمثال: أبو ذر الغفاري, سلمان الفارسي, عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان (هذا الأخير كان كاتم سر الرسول محمدﷺ). والذي حدث أنه بعد أجتماع السقيفة (سقيفة بني ساعدة), بدأت تظهر نواة الشيعة الأساسية الأولى من هذه الفئة, وأشتدت بعد أن أخذت الأمور بعدا نضاليا خاصة بعد حرب الجمل و صفين, اللتان غذيتا بالدماء و الدموع و الآلام. في حين كانت فئة أخرى تضم أبو بكر الصديق, عمر بن الخطاب, أبو عبيدة الجراح, الزبير بن العوام و طلحة عبيد الله من وجهاء السنة. وقد أطلق الباحث أحمد عباس في كتابه “اليمين و اليسار في الإسلام”, تسمية شيعة علي باليسار الإسلامي, لأن معظمهم كانوا من طبقة العمال و الفلاحين والفقراء, وتسمية الفريق الآخر باليمين الإسلامي, لكونهم من كبار تجار قريش و من طبقتها الأرستقراطية.
نقاط الخلاف
الخلافة/الأمامة
لقد عرف ابن خلدون الخلافة بأنها” حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية و الدنيوية…فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا”. المقدمة, ص180. أذا, يقصد بالخلافة حسب المفهوم الخلدوني نظام حكم سياسي لأدارة أمور الدولة وحفظ مصالح الناس في الدين والدولة. وهي كما عرفها الماوردي “خلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا”. الأحكام السلطانية. ص5. إلا أن هذا الموضوع لم يتوقف عند هذا التعريف الجامع, بل نشبت صراعات وخلافات و أنشقاقات وفتن داخل الجسد الإسلامي الواحد. وبهذا الصدد يقول الشهرستاني الأندلسي “ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الأمامة”. الملل و النحل. ج1. ص24. لقد شكلت الخلافة-الأمامة أحدى أشكاليات الفكر السياسي الإسلامي الرئيسية التي أختلف المسلون حولها بعد وفاة النبي محمد ﷺ, وكما أشرنا سابقا كان لها دور بارز في نشوء السنة و الشيعة, و كلفت الأمة الإسلامية الكثير من الدماء, بغض النظر عن حقيقية وجود و شرعية فكرة نظام الخلافة أصلا في الإسلام كما أشار أليه الشيخ علي عبد الرازق في كتابة “الإسلام و أصول الحكم”. وهذا صراحة موضوع مثير للجدل, فالآيات القرآنية التي تذكر لفظة خليفة (بغض النظر عن مناهج المفسرين المختلفة), مثل قوله تعالى: “و أذ قال ربك أني جاعل في الأرض خليفة”. سورة البقرة. الآية: 30. و الآية في قوله عز وجل: “يا داؤد إنا جعلناك في الأرض خليفة”. سورة صاد. الآية: 26. يستفهم منها بأنها تشير إلى مسائل العدل و الرحمة و التقوى و القيم الأخلاقية وليس بالضرورة أنها تشير الى مدلول ومضامين سياسية, أو تأطير لنظام سياسي محدد و الله أعلم. و من آية سورة البقرة يفهم أيضا, هل كانت هنالك كائنات ومخلوقات تعيش على الأرض قبل خلق آدم عليه السلام؟, ولماذا ردت الملائكة بأنه سيسفك الدماء, هل لديهم علم الغيب؟ أم كانوا يعلمون مسبقا من كان على سطح الأرض قبل خلق آدم؟. كلها أسئلة تصب في معاني إنسانية ودينية و أخلاقية و وجودية عامة دون أيما أشارة أو محتوى سياسي واضح.
هذا الخلاف السياسي الجوهر, العقائدي المظهر, مازال يلقي بظلالة الثقيلة بين الحين و الآخر حتى وقتنا هذا على أحوال الأمة, على أعتبار بأن الصيرورة التاريخية طبيعتها الأستمرار, بغض النظر عن متغيرات الزمان و المكان ومستجدات الحياة. فإيران و بلاد فارس القديمة مثلا, لم تكن تقر بالمذهب الشيعي بشكل رسمي إلا قبل قرون قليلة, و مع ذلك أستطاعت أن توظف المذهب على مر تاريخها الحديث و المعاصر بنجاح, نظرا لحنكة الشعب الإيراني وعوامل متشعبة أخرى؛ حيث هناك قول يقول, بأن “الفرس هم نوابغ ودهاة الشرق كما هم الإنكليز في الغرب”. و يجب أن نعلم بأن كبار علماء الإسلام المرموقين كالغزالي مثلا, ينحدرون من أصول إيرانية (خراسان).
ببساطة شديدة, لا يؤمن الشيعة بنظام الخلافة في الإسلام بنسخته السنية بعد مقتل الأمام علي و تولية معاوية مقاليد الحكم عنوة. بل يؤمنون بأحقية الأمامة للأمام علي و الأئمة الأحد عشر, و للأمام الثاني عشر المهدي المنتظر (محمد بن الحسن العسكري). و موضوع الأمام الثاني عشر المهدي المنتظر, موضوع شائك, فلا توجد أدلة علمية مادية محسوسة على وجوده أصلا؛ حيث يعتقد بأنه اختفى عندما كان عمره ستة أعوام, وكذلك لا يوجد أي ذكر له في النص القرآني, و لو كان بذلك الزخم العقائدي المفصلي كما يتصور الشيعة, لذكره النص القرآني الذي لم يتواتى عن ذكر وتفصيل آيات الحيض و النفاس, و عن ذكر ذي القرنين و أهل الكهف وكلبهم (قطمير). لقد طال أنتظار وغيبة الأمام المهدي حسب الأعتقاد الشيعي, الغيبة اللتي بدورها أربكت الفكر السياسي الشيعي و أدخلته في نفق مظلم, فالدولة و المجتمع يحتاجون إلى حكومة تصريف أعمال و أدارة امور البلاد و العباد, وبغياب الأمام المنتظر ,الحاكم الفعلي للأمة و المعطل و المحتجب لأرادة وحكمة آلهية, أقترح علماء الشيعة نظام سياسي جديد هو “ولاية الفقيه”, حيث يتولى الفقيه شؤون الحكم لحين ظهور الأمام المهدي الذي سيحارب الظلم ويملئ الدنيا عدلا بظهوره. ومفهوم ولاية الفقيه ظهر أول مرة في التراث الشيعي عام ,1829 من قبل الأمام الكوراني, إلا أنه لم يفعل على أرض الواقع إلا في إيران عام 1979 حيث هو النظام المتبع حاليا.
وعلى النقيض من ذلك يؤمن السنة بنظام الخلافة ويعتبرونه نموذج تاريخي قائم على الشورى و أهل الحل و العقد وأولي الأمر, و أن أي مسلم بأمكانه أن يصبح خليفة أذا ما أستوفى الشروط الأساسية… ولكن مفهوم “أولى الأمر” عند أهل السنة يختلف عن أهل الشيعة. فهم عند السنة أهل الحل و العقد, أعيان المجتمع, صحابة الرسول…وعند الشيعة هم الأئمة الأثني عشر و آل البيت. ويعتقد الشيعة بأحقية الأمام علي ويسردون أدلة على ذلك من قبل أحاديث خطبة حجة الوداع, غدير خم, و الثقلين الذي يقول:” اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي”. (صحيح مسلم. رقم الحديث: 2408). “أللهم والي من والاه وعاد من عاداه”. وبالتالي يكون الخلافة-الأمامة لدى الشيعة بالنص القطعي وتصبح جزءا من عقيدة التشيع, في حين يرى السنة بالبيعة وتمثيل الأمة, وأعطائه بعدا دينيا ودنيويا حسب مقتضيات الواقع السياسي.
التقية
نقطة خلافية أخرى هي التقية. والتقية و أن أشتركت مع التقوى في النغمة الصوتية و البناء اللغوي إلى حد كبير, إلا أن الفرق بينهما واضح وجلي من الناحية العقائدية الأيمانية. و التقية بشكل عام تعني أن يخفي الإنسان ما في قلبه و فكره من حقيقة ويظهر عكسهما علنا لدرء خطر أو مفسدة, أي بما معناه, إظهار عكس ما يفكر به الإنسان أو يؤمن به. هنالك كلام بأن التقية لم تكن حكرا على الشيعة التي أعتبرها الكثير بأنها من أحدى مساوئهم, وهي تدعو إلى النفاق و سوء النية, بل أستعملها أهل السنة مرات عديدة كما يشير إلى ذلك عالم الأزهر أحمد كريمة في حالات الضرورة القصوى وتجنب خطر محدق. و الأثنين يرتكزون إلى الآية القرآنية عن حالة عمار بن ياسر عندما وقع تحت الأسر في قول تعالى: “الاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان”. سورة النحل. الآية: 106. وكذلك في قول المولى عز وجل في سياق آخر:” لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير”. سورة آل عمران. الآية: 28. أضافة إلى ذلك, يستند الشيعة في مسألة التقية إلى حديث منسوب للأمام جعفر الصادق (702-765- حيث يعتبر مذهبه المذهب الخامس لدى البعض من علماء السنة) :” التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له”. (الكافي. ج2 .ص :219).
أذا, هناك شبه أجماع على أستخدام التقية ولكن في الحالات الضرورية الطارئة. وأنا شخصيا لدي كلام هنا عن التقية, لقد أصبحت التقية تمارس من قبل ملايين المسلمين حول العالم و بشكل يومي مكرر للحصول على منافع ومصالح شخصية فردية ضيقة, و أصبح غياب وتجاهل الأخلاق و الكذب و النفاق في مجالات الحياة العديدة ممارسات يومية أعتيادية في حياة الكثيريين. أليس هذا أكبر و أخطر بكثير من فكرة التقية التاريخية التي بدأت تفقد زخمها وأهميتها و خاصة في عالم اليوم, عالم التكنولوجيا و الأستخبارت و المعلومات و الذكاء الأصطناعي و المتغيرات التكنولوجية الهائلة و العلاقات الدبلوماسية بين الدول و مايرافقها من لعبة المصالح وفن الممكن. بل حتى أن التراث الإسلامي نفسه, و على مر العصور مليئ بالتقية و مارسها في سياقات ومواقف مختلفة أثناء الصراعات و الفتن و الحروب, وما رفع المصاحف على أسنة الرماح إلا مثال على ذلك.
العصمة
العصمة هنا تعني العصمة عن الخطأ. يعتقد السنة بأن العصمة هي للأنبياء فقط فيما يخص بأمور العقيدة و الوحي, أما أمور الحياة اليومية العامة, فالأنبياء هم بشر و بالتالي تنطبق عليهم نواميس الطبيعة الإنسانية من خطأ و مرض و موت و غرائز مادية ونسيان… في حين يعتقد الشيعة بأن العصمة هي للأنبياء و للأمام علي و للأئمة الأثني عشرية فهم معصومون من الخطأ برعاية آلهية.
زواج المتعة
تبدوا هذه الفكرة جميلة للبعض سنة كانوا أم شيعة, و غير ذلك لآخرين, ولربما عندما أشار المفكر السوري الراحل محمد شحرور إلى المساكنة يقصد به شيى من هذا القبيل و الله أعلم. على أية حال, يستند الشيعة إلى الآية القرآنية في قوله تعالى: ” فما أستمتعتم به منهنّ فآتوهنّ أجورهنّ فريضة من الله”. سورة النساء. الآية: 24. ولكن وبكل تأكيد, يبقى موضوع المتعة, أو الزواج المؤقت بنسخته الشيعية, و المسيار بنسخته السنية, من أحدى كبريات الخلاف الفقهي الحاصل بين السنة والشيعة عبر التاريخ، فبينما يعتبر السنة حكم المتعة الوارد في القرآن الكريم منسوخاً ( بخصوص الناسخ و المنسوخ, هناك كلام من قبل بعض النقاد, يقول بأن بعض الفقهاء كان يلجأون إلى حيلة-حجة الناسخ و المنسوخ حيت تعارض حديث منسوب للنبيﷺ مع آية قرآنية و الله أعلم), ومنهياً عنه نهياً مؤبداً في آخر حياة الرسول محمد ﷺ, بعد تحليله في أثناء الحروب والغزوات، حيث يعتبر الشيعة الإثني عشرية زواج المتعة مباحاً بنص القرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد ﷺ، ولا يعترفون بتحريم النبيﷺ له ويقولون أن الصحابة كانوا يمارسون هذا النوع من الزواج إلى أوآخر عهد الخليفة عمر بن الخطاب, الذي نهى عنه في قضية معروفة حيث قال:” متعتان كانتا على عهد رسول الله ﷺ وأنا أحرمهما, متعة الحج ومتعة النساء”.(صحيح مسلم. رقم الحديث: 1405). ربما لعدم وجود نص قرآني قطعي أو حديث نبوي صريح عن تحريمه, يبقى الأمر مرتبطا بالضرورات الحياتية القصوى وفي ظل ظروف وشروط خاصة وليس لغرض الشهوة, لحين أيجاد مخرج قطعي من النص القرآني من خلال التفسير و الأجتهاد. وهنا أيضا تظهر أشكاليات المرويات المختلفة في التراث الإسلامي عن هذا الموضوع وغيره, بشقيه السني و الشيعي, موضع خلاف وجدل. حيث يعتبر كتابي البخاري ومسلم لدى السنة, و الكافي ونهج البلاغة لدى الشيعة, أصح الكتب لديهم بعد النص القرآني, ولكنهم لا يعترفون و لا يأخذون من بعضهم البعض في كثير من أجزائه لأسباب سياسية طائفية.
رأي الأستشراق في هذا الموضوع
عادة ما يقوم المستشرقون بدراسة الدين الإسلامي من منظور مناهج علم الأديان و العقائد المقارن, حيث الأدلة المادية الملموسة و التطور البيني بين جميع الأديان له القول الفصل في دراسة و تحليل العقيدة الإسلامية و الفرق الإسلامية المختلفة. ولكن بشكل عام, ينظر الأستشراق إلى الدين الإسلامي بعيون سنية لإعتقادهم بأنه يمثل الوجهة الرسمية الواقعية للتراث الإسلامي؛ بينما يربطون تطور الفكر و المذهب الشيعي وتشعباته بعناصر خارجة عن الإسلام من ناحية التأثر و الأخذ من الثقافات الهندوسية و الزرادشتية و اليهودية و الغنوصية وعادات بلاد فارس و ايران القديمة. فها هو أحدى كبار المستشرقين, بل شيطان الأستشراق الأوروبي, المجري أيغناس غولدتسهير ( 1850-1921), يقول في كتابه المهم “العقيدة و الشريعة في الإسلام ” بأن فكرة التشيع قضت على فكرة الألوهية في الإسلام. في حين يرى المستشرق الألماني يوليوس فلهاوزن (1844-1918), في كتابه ” أحزاب المعارضة السياسية الدينية في صدر الإسلام “, أن التشيع ليس من خارج الإسلام, ولكنه يرجع كثيرا إلى اليهودية. ولكن على أهل السنة بأن لا يفرحوا كثيرا بخصوص توافق بعض المسشرقين معاهم في النظرة الأجمالية للإسلام, فهذا التوافق مجرد محض صدفة و ليس عن سبق أصرار. فبعض المستشرقين يعادون الإسلام ككتلة واحدة أيضا.
خاتمة
قصارى القول, كان للخلاف السني الشيعي المنبثق سياسيا و المتحول عقائديا, تأثير كبير على وحدة الإمة الإسلامية و كلفتها الكثير من الدماء و الأموال. كذلك أدى إلى ظهور البدع و الفتن و التشكيك في الثوابت وأحداث شرخ مجتمعي وظهور الفرق المختلفة (وتصور كل واحدة منها بأنها هي الناجية), وبروز نقاط خلافية عديدة نذكر منها الخلافة-الأمامة, التقية, العصمة و زواج المتعة-المؤقت و غيرها كثير لم نذكرها سابقا خوفا من الأطالة. و من الملاحظ أن الخلاف الجوهري ليس على أسس العقيدة الإسلامية القرآنية وثوابتها الأصيلة, و أنما أختلافات في الفروع, تم تظخيمها وتأجيجها لأجندة سياسية و طائفية على مر التاريخ الإسلامي. والأستشراق بنزعته الفكرية نراه يبالغ في فكرة أصل و أصول التشيع. و الإنسان عندما يفكر في هكذا مواضيع خلافية, يستذكر قول المولى عز وجل في محكم آياته, التي تدعونا إلى التمعن والتفكير و التأمل في ماهية الخلاف و أحقية طرف على آخر, سوءا كان في المجال السياسي أو الديني أو أي مجال آخر من مجالات الحياة المتنوعة, حيث يقول:”من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون”. سورة الروم. الآية: 32. و الأختلاف و التباين في الفكر و الفهم, من طبيعة النفس البشرية, و من سنن الله عز وجل في الكون.
وننهي إلى أن أرادة الأخوة الإسلامية و التعايش السلمي و الفهم و الأحترام المشترك المتبادل و التمسك بالعروة الوثقى هي كفيلة بتقريب وجهات النظر بين الجميع. أضافة إلى تعزيز قيم التعاون و التآزر وتجاوز العقد التاريخية القديمة و العمل من أجل مستقبل أفضل هي الضمانة لتعضيد التماسك و الوحدة و الرجوع إلى الإسلام بصفائه الأول, أو كما قال الأستاذ مصطفى الشكعة ” إسلام بلا مذاهب”. فالإسلام دين التوحيد الخالص, هو كالنهر الخالد الذي يبحث عن مجرى جديد كلما أعترته العقبات و الصعوبات وتعقيدات طبيعة التضاريس. ومن أجل هذا لابد من نشر قيم التسامح و التعددية و التعارف المشترك على أسس الدين الواحد الجامع و التركيز على القواسم المشتركة و الأبتعاد عن نقاط الأفتراق و الخلاف و أحترام الكرامة الإنسانية و العقل البشري بغض النظر عن الأنتماءات المختلفة المتنوعة للناس كافة.
د. قبات شيخ نواف الجافي
دكتوراه في التاريخ الإسلامي و علوم الأديان
الذين تشيعوا لعلي ووقفوا بصفه وبجانبه؛ …. ))
من الذي وقف إلى جانبه ؟ ومتى ؟ لا في بداية البيعة بعد وفاة الرسول ولا في نهاية خلافته لم يكن معه أحد والذين كانوا رجاله أثناء خلافته قتلوه , بعد الإنشقاق الخطير بين عائشة وأخيها محمد على الخلافة , لم يبق معارض لخلافته خاصة بعد تأييد الأمويين له ممثلين بشخص مروان بن حكم
((أهل السنة أولئك الذين يحبون أهل البيت ويعترفون بفضائلهم مصداقا لقوله تعالى “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا”. سورة الأحزاب. الآية: 33.))
من هم أهل البيت ؟ السورة كلَّها مخصصة لزوجات الرسول فقط, وهنّ أهل بيته فما علاقة علي بهم وهو الأبعد من عمه أبو لهب ؟
المسألة هي الساسانية الرافضة (بمن فيهم المستعربون) والعرب االسنة
وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ”.
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ (36)
تثبت بان اصل العرب من اصول الكوردية بالعكس اراء القوميين العنصريين الاعراب اصول كورد عربية ………؟
اتهموا الكورد من ابناء الجن والعفاريت والعفاريت
تستقر الرؤية الدينية الإسلامية حيال الكرد على حافة استبدادية موغلة في الإلغاء مستمدة من أحاديث تُنسَب للنبي محمد، “لا تخالطوهم، فإن الأكراد حي من أحياء الجن، كشف عنهم الغطاء فلا تخالطوهم”. وفي رواية أخرى: “لا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء”. ويقول عنهم المسعودي “من أرومة عربية، أو إنسية- جنية هجينة، أو ميثولوجية خرافية، يقف وراءها الشيطان والحية …”
ولكن في المقابل تناسوا ايات من ربهم ان اصول عربية من ذرية قوم اخرين يقال اصل عرب كورد……هل يعجبك اخي عربي……؟ كقوله تعالى …
… وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)
القسم الاول السياسي والثاني الانساني والثالث للعنصريين على السواء ان كان كوردي عربي تركي او فارسي والاخير على الكورد التكييف على العيش على المشركات وعدم تعميق خلافات بين شعوب العالم كله وخاصة الاقليم الجغرافي المحيطون بكوردسات كبرى. يوم استقلال والحري يرونها بعيدة و نراها نحن متفائلين قريباً انشاء تعالى (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)
واقتربوا من مواطنين فرس ترك وعرب لقوله تعالى ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53)……ومثل الاخر …… يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
الملاحظة الاولى لكاتب المقالة الاخ الدكتور قبات شيخ نواف الجافي نلتقي في التفاصيل مع اختلافنا في فروع وجهة النظر لاتفسد الاصول الى الحقيقة وانا مؤمن بما تقول منذ اكثر من خمسين من سنوات عبرت عن فكرتي في المساجد كثيرة وحتى اعترضتُ لخطبة امام الجمعة في اقدس مكان انما الحج العرفات العربة حول جبل عرفات قال الخطيب مايعادل الرافضة على الشيعة قلت له البادئ هو أظلم
تعليقي له مقاطعاً لخطبته ويعتقد بعض من منكرات لكن لان رب الاسلام يفسح مجالات ابواب المعلومات لا يغلقها فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقلت ردا لختام دعاية لفلسطين وصومال وعراق ومصر ولليبا والجزاير وسوريا وافغانستان وكشمير وتركيا قلن اسكت انا اكمل خاتمة الدعاء على رؤوس هولاء كلهم الله انصر كورد وكوردستان وانصرهم على الطواغيت اعدائهم من الحكامالعرب والترك والفرس وبعض المتعصبين من الرجال الدين ما يسمون انفسهم زوراً وكذباً ونفاقا) المسلمين) يقول تعالى بحق امثال المتعصبين على السواء كورديا او عربيا او فارسيا او تركيا واية ملة اخرى (. يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
) وصنع. قرار في عالم غربي اوروبا وخاصة صنع قرار اميركا بغير حكم الجمهوري والديمقراطي لا تغير حوال موضوع استقلال اي جزء من جزاء كمردسات وخاصة باشور كوردستان ومهما تعاظمت موقع كوردستان الجغرافي الاستراتيجي والسياسي تفوق على موقع وحليف استراتيجية لا توجد في الارض مواطنين بلد ما الا المواطنين الكورد لديهم الحب والاحترام لاميركا وشعبها وشعبية رؤوساء. اميركا تفوق تصورات قرار اميركا حتى قامت الكونكرس مجلس نواب اميركا بإضافة الاخت إلهام احمد والقت كلمتها مشهور فى مجلس نواب اميركا بتصفيق اكثرية احضائها وهي اول الشخصية السياسية الكوردية من الاناث والذكور نالت هذا الشرف ليست فقط لكورد في روژءافال بل لكل كوردي ولكل اجزاء اخرى من كورستان كبرى قطعت بسيوف دول المنتصرين على الطواغيت آل العثمانين وهتلر ومسلوني ايطالي وتناسوا عهود رئيس اميركا الاسبق بحق حرية شعوب تحت حكم هولاء الطواغيت ماعدا الشعب الكوردي جرت مقاومات بحق شعب تفوق تعدادهم خمسي مليون واما انظارهم تحرق غاباتهم وتسرق وتدمر المدن وتقتل وتسجن وتهجر كوري دون وجه الحق وفي جبهات قتال تستعمل سلاح كمياوي وعالم صم بكم وعمي لا يتحرك ضمائرهم وحتى الشارع الغربي لا يتحركون وعلى الكورد المقيمين ان ينضموا الى الاحزاب الصديقة الاماني الكورد في الاستقلال والحرية لتحريك الشارع الغربي وكل في موقعة هدموا جدار الصمت القاتل بالثرثرة ريكلام اعلانات لافتات الانسانية ماتعاني الفرد الكوري والمجتمعي تحت حمكم. الانفرادي الدكتاتوريه اوردوغان واخرين من طواغيت محتلين اخرين ……… والبروكندة العلمية المدروسة من جهات مختصة
المسألة هي الساسانية الرافضة( بمن فيهم )المعبرون عن )المستعربون) والعرب السنة
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)
فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)
تعليقاً لكل المتكبرين الذين يتباكون على قوميتهم ويتعالون ويتعاملون مع الاقوام الاخرين كالعبيد عسى لا يكون انت الاخ محسن من هولاء القوم يقول تعالى بحقهم مايلي ……… وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133)
وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ماشاء.كما انشأكم من ذرية قوم أخربن 133 وهناك نظريات تثبت بان اصل العرب من اصول الكوردية بالعكس اراء القوميين العنصريين الاعراب اصول كورد عربية ………؟
جاء في الآية 133 من سورة الأنعام:” وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ”.
يقول الرازي في تفسير هذه الآية:
” مَا يَشَاء”: فالمراد منه خلق ثالث ورابع. واختلفوا فقال بعضهم: خلقاً آخر من أمثال الجن والإنس يكونون أطوع، وقال أبو مسلم: بل المراد أنه قادر على أن يخلق خلقاً ثالثاً مخالفاً للجن والإنس. قال القاضي: وهذا الوجه أقرب، لأنّ القوم يعلمون بالعادة أنه تعالى قادر على إنشاء أمثال هذا الخلق فمتى حمل على خلق ثالث ورابع يكون أقوى في دلالة القدرة، فكأنّه تعالى نبّه على أنّ قدرته ليست مقصورة على جنس دون جنس من الخلق الذين يصلحون لرحمته العظيمة…”.
تعليق:
إذا كان الاستخلاف سيكون لخلق آخر هم من أمثال الجن والإنس، أو على غير أمثالهم، فإنّ ذلك يعنى أنّ البشر قد أنشئوا من آخرين هم من أمثال الإنس والجن، أو على غير أمثالهم، لأنّ الله تعالى يقول:” كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِين”.
إلا أنّ الرازي يقول:
” كَمَا أَنشَأَكُمْ مّن ذُرّيَّةِ قَوْمٍ ءاخَرِينَ “، لأنّ المرء العاقل إذا تفكر علم أنّه تعالى خلق الإنسان من نطفة ليس فيها من صورته قليل ولا كثير، فوجب أن يكون ذلك بمحض القدرة والحكمة. وإذا كان الأمر كذلك فكما قدر تعالى على تصوير هذه الأجسام بهذه الصورة الخاصة، فكذلك يقدر على تصويرهم بصورة مخالفة لها”.
تعليق:
كلام الرازي – كما يلاحظ القارئ الكريم – غير مقنع لأنّ آباءنا لا يوصفون بأنّهم قوم آخرين. ولو كان قول الرازي، رحمه الله، صحيحاً لكان الأبلغ أن يقال: كما أنشأكم ذريةً لآبائكم وأجدادكم. أو: كما انشأكم من أبائكم وأجدادكم، أو كما أنشأكم ذرية من آبائكم وأجدادكم…
ويقول البقاعي في نظم الدرر:
” من بعدكم”: أي بعد هلاككم ” ما يشاء “، أي يبدع غيركم من الخلق من جنسكم أو غير جنسكم كما أبدع أباكم آدم من التراب والتراب من العدم وفرعكم منه ” كما أنشأكم من ذرية ” أي نسل ” قوم آخرين”، أي بعد أن أهلكهم أجمعين، وهم أهل السفينة وقد كنتم نطفاً في أصلابهم، لم يكن في واحدة منها حياة”.
تعليق:
إذا كان الخليفة من غير جنسنا فإنّ ذلك يقتضي أن نكون قد أُنشِئنا من جنس غير جنسنا، وفق نص الآية الكريمة. إلا أنّ البقاعي وغيره لا يمكنهم أن يتصوّروا ذلك في عصرهم، ومن هنا نجدهم ينتهون إلى مخارج لا تُخرج من الإشكال.
ويقول الخازن:
” وقال الطبري في قوله ” كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين”، يقول كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلكم، ومعنى مِن في هذا الموضع التعقيب، كما يقال في الكلام أعطيتك من دينارك ثوباً، يعني مكان الدينار ثوباً، لا أنّ الثوب من الدينار بعض. كذلك الذين خوطبوا بقوله ” كما أنشأكم ” لم يُرد بإخبارهم هذا الخبر أنهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين ولكن معنى ذلك ما ذكرنا أنهم أنشئوا مكان قوم آخرين قد أهلكوا قبلهم.
تعليق:
يقر الطبري رحمه الله أنّ الله تعالى قد أنشأنا من قوم آخرين غير الإنس، ولكنه يفهم مِن بمعنى بعد أو بمعنى مكان، أي أنّ الأمر كان من قبيل الاستبدال.
ولنرجع إلى تفسير الطبري فننظر قوله:
” يُذهبكم”: يهلك خلقه هؤلاء الذين خلقهم من ولد آدم ويستخلف من بعدكم ما يشاء،.. ويأت بخلق غيركم وأمم سواكم، يخلفونكم في الأرض “من بعدكم”، يعني: من بعد فنائكم وهلاككم، ” كما أنشأكم من ذريَّة قوم آخرين “، كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلَكم.
ومعنى”مِنْ” في هذا الموضع التعقيب، كما يقال في الكلام:”أعطيتك من دينارك ثوبًا”، بمعنى: مكانَ الدينار ثوبًا، لا أنّ الثوب من الدينار بعضٌ، كذلك الذين خوطبوا بقوله: ” كما أنشأكم”، لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنّهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين، ولكن معنى ذلك ما ذكرنا من أنَّهم أنشئوا مكان خَلْقٍ خلف قوم آخرين قد هلكوا قبلهم … وأصل الإنشاء الإحداث” انتهى كلام الطبري.
تعليق:
ما كان إمام المفسرين الطبري ليذهب إلى القول بأنّ (من) هنا بمعنى (مكان) إلا لأنّه لم يتصوّر احتمال أن يكون الإنسان قد أُخذ من ذرية قوم آخرين يختلفون عنّا كبشر. لاحظ قوله:” لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنّهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين”، فهو رحمه الله يعلم أنّ هذا الفهم يحتمله النص فأراد أن ينفيه لعلمه أنه المعنى الظاهر من النص الكريم.
ملاحظة الفورية الآنية الشخصية دون المراجعة ولا اريد المواجهة ولا محاربة الافكار مهما اختلفت معه لكن اختلف معه في جزئيات جزائية وتسمياته وشتائمه ياليتها خالية من المصطلحات أكلت عليها الزمن وافسدت واكلت على مسيرتها الطويلة وعلى طريقها خلفت الاف القتلة والمشردين وتلتهم اليابس والاخضر ولازالت نيرانها مشتعلة والاخ محسن عسى ان لايكون احد من الذين يكبون الزيت على نيران الابدية حتى ملاقوا ربهم
ولا تباكي رجاء على القومية العربية. نص القراءاني يثبت بان العرب من قومية اخري ملييت بعيدا من اصول الكوردية وليست بالعكس مما احلى لجملة من الكتاب والمفسرين لاآيات القراءانية ابن من العزاب الله التعالى
﴿فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَـحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِىء مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ عَلَيٌهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)﴾
قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) ۞ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29)
علي بارزان
05 08 21 20