Kurd û kêşeya sîmgeyên niştimanî
قبل الحديث عن الرموز الوطنية بشكل عام والكردية بشكل خاص، لا بد أن نتوقف أولآ عند تعريف بعض المفاهيم الأساسية، منها: مفهوم الرمز، هدف الرمز، وظيفة الرمز، خصائص الرمز، هل الرمز مقدس؟ هل يمكن تغير الرمز؟ لأن من دون ذلك يصعب علينا فهم ما نحن بصدده. ومن دون ضبط المفاهيم لا يمكن نقاش الموضوع والوصول إلى نتائج يجمع عليها الجميع. والساحة الكردستانية اليوم تعج بفوضى المفاهيم المغالطة، ولهذا الكرد لا يستطيعون الإتفاق حتى على الرموز الوطنية فما بالكم بالشؤون والقضايا الأخرى.
ما هو الرمز؟
Çiye sîmge?
الرمز هو تمثيل غير لفظي لفكرة معينة، ومن خلاله نستطيع إستيعاب الفكرة ومضمونها ومعناها في الثقافة المعنية. ويمكن أن يكون هذا التمثيل معبر عنه عبر رسوم، مرئيات، سمعيات أو رمزيات. من هنا نرى أن الرمز يخرج من رحم عملية تطبيع المفهوم، وطريقة التعبير عنه تختلف عن طريقة التعبير اللفظي.
الهدف من الرمز؟
Armanca sîmgeyê?
الهدف من الرمز هو تميز الذات الجماعية عن الجماعات البشرية الأخرى، وثانيآ جمع الجماعة حول رمز معين وجعله قاسم مشتركآ بين جميع أفراد المجموعة أو المجتمع. ولكن شريطة أن يكون إتفاق بين أفراد المجموعة أو الشعب أو المجتمع المعين، على ذات المعنى للرمز وعدم الإساءة إليه.
وظيفة الرمز:
Pîşeya sîmgeyê
تتمثل وظيفة الرمز في نقل معاني مركبة أو مجردة، يصعب تلخيص في لغة الحياة اليومية. على سبيل المثال: المشاعر، القيم الاجتماعية، القيم الدينية، القيم العددية، الثقافات، الجنسيات والأيديولوجيات، من بين أمور أخرى. كما أن الرمز لا يفسر المفاهيم كما تفعل اللغة، لكنه يسمح بأن تكون هذه المفاهيم قابلة للتواصل، ومفهومة من قبل الناس، لأنها لا تعمل على المستوى المنطقي ولكن على مستوى اللاوعي.
لذلك الرمز يسمح لنا بالتوسط بين ما هو مرئي وغير مرئي، وملموس وملخص. ويمتلك الرمز أيضآ قوة موحدة، أي أنه يتمكن من تجميع مستويات مختلفة من الأهمية في عنصر واحد. وكونه يسهل فهم الواقع، فإن الرمز له أهمية تعليمية وحتى علاجية. وكما أن الرمز يسمح للفرد بالتعرف على نفسه على أنه ينتمي إلى مجموعة إجتماعية ثقافية معينة.
خصائص الرمز:
Xizletên sîmgeyê
للرمز عدة خصائص منها:
1- إنه جزء من إحساس الإنسان بالوجود وأنه ممثل، ويمنح المجموعة الإحساس بالوحدة وعدم قابليتها للتجزئة.
2- إنه جزء من إحساس الجماعة على أنها كتلة ذات أهمية، وتملك مهارة جمالية، ويترسخ ذلك في الوجدان واللاوعي الجماعي مع الزمن دون أن يدرك المرء ذلك. وفعالية الرمز تعتمد على صحة استخدامه ومعناه في الثقافة المعينة.
هل الرمز مقدس؟
Gelo sîmge pîroz e?
بالمختصر الشديد الرمز ليس مقدسآ، ولا يوجد شيئ في الكون مقدس لذاته. التقديس فعل بشري نابع من إحساس المرء الداخلي. والتقديس يعني وضع الشيئ أو الشخص فوق النقد، ولكن في الواقع لا يوجد شيئ على الإطلاق فوق النقد بما فيه الألهة إن وجدت.
هل يمكن تغير الرمز؟
Ma, em kanin sîmgeyê bugharin?
نظريآ نعم يمكن تغير الرمز وتبديله بأخر أو تعديله، إذا توافق عليه أفراد المجتمع وكان هناك حاجة لذلك بسبب تغيرات مجتمعية وسياسية، وهذا يمكن أن يشمل العلم والنشيد والشعار وغيرها من الرموز.
أنواع الرموز:
Cûreyên sîmgeyan
هناك العديد من أنواع الرموز ويمكن تصنيفها وفقآ لأسلوبها أو وظيفتها أو نطاق تداولها، وأكثر الرموز إنتشارآ هي:
1- الرموز البيانية. 2- الرموز العلمية. 3- الرموز الدينية. 4- الرموز الوطنية. 5- الرموز أو العلامات التجارية.
الفرق بين الرمز والعلامة:
Tevîliya navbera sîmgeyê û nîşanê
الرموز هي تمثيلات بصرية أو سمعية ليس لها علاقة تشابه مع فكرة التمثيل، ولكن علاقة مفاهيمية ومجازية. على سبيل المثال، الرمز المناهض للحرب المعروف باسم رمز السلام، رمز العدالة، القلوب كرمز للحب، …. إلخ.
الإشارات مصورة بدقة وتحدد الأفكار بطريقة ملموسة ومباشرة وفورية. لذلك، فإن العلامة نفعية وخاضعة للسيطرة. على سبيل المثال، كلمة الأيقونة هي صورة تمثل المعنى المراد إرساله مباشرة. أي أن الصورة التي تدعي أنها مماثلة لمعناها.
والأن حان الوقت للحديث عن الرموز الوطنية بشكل عام والرموز الكردية بشكل خاص بعد تحديدها.
الرموز الوطنية:
Sîmgeyên niştimanî
كل إمة أو ودولة أو مجموعة عرقية تتخذه لنفسها رمزاً وعنوانا، وذلك عبر إختيار رموز معينة لها أهمها الراية، الشعار والنشيد الوطني للدول والأمم. وهذه الرموز تأخذ شكلاً بصريآ أو سمعيآ أو أيقونياً يمثل الإمة المعينة أو الدولة المعنية وشعبها بكافة مكوناته. وترفع هذه الرموز في الاحتفالات الوطنية، وفي المحافل الدولية، وتوضع لتشمل وتمثل كل أبناء الوطن من شتى الأعراق والأصول والأديان دون استثناء. ولكن هذا لا يشمل الدول الشمولية والتي يحكمها الأنظمة الإستبدادية مثل سوريا، تركيا، ايران العراق، مصر، الجزائر والمغرب، وغيرها من الدول.
واليوم لكل دولة شعارها الخاص، وقد يرسم على علمها الرسمي، وتحمله وثائقها الهامة كجوازات السفر وبطاقات الشخصية، ويطبع على أعلى الأوراق والمغلفات الرسمية، وتنقش به الأختام التي تصادق على صحة التواقيع والوثائق والمستندات الرسمية.
كما كان للحيوان دور كبير على الدوام في حياة الشعوب، من مأكل وملبس ومواصلات، ولأسباب بيئية تعيش حيوانات بعينها في مناطق محددة من العالم، فاتخذت بعض الدول من هكذا حيوانات رموزآ أو بعضآ من رموزها الوطنية ومن ذلك الكنغر في أستراليا، والباندا الضخم في الصين وطائر الكيوي في نيوزيلاندا، كما إتخذ الكثير من الدول من الطيور الجارحة كالنسور والصقور والعقبان شعارات لها لِمَ تتميز به من قوة وما ترمز له من سمو ورفعة. وإتخذ البعض الآخر من الأسد رمزآ وطنيا رغم عدم وجود الأسود أصلا فيها ومن هذه الدول السويد وهولندا، في حين فضل البعض اتخاذ حيوان إسطوري هو التنين رمزآ لها كالصين ومقاطعة ويلز ببريطانيا، والطريف أن فرنسا اتخذت من الديك رمزآ لها.
وللنبتات والأشجار كان أيضآ لها حصة مثل الحيوانات في أن يتحولوا إلى رموز لبعض الدول والأمم، ولكل منطقة من العالم نباتاها التي تتلاءم والظروف البيئية، وقد إتخذت بعض الدول من نبات معينة رمزا لها، ومن ذلك الزنبق المائي في فرنسا، ونبات النفل في إيرلندا، والهابسكس في ماليزيا. بل وإتخذت بعض الدول من الأشجار شعارآ لها، وخير مثال ذلك شجرة الأرز بلبنان، وشجر الليمون في سلوفينيا، وشجرة سيبا في الأرجنتين وغواتيمالا، وإتخذت كندا من ورق القيقب الأحمر رمزآ لها.
كما اتخذت بعض الدول رموزها الوطنية من مواد مختلفة، ومنها دولاب المغزل في الهند، وما يشبه رقعة شطرنج في كرواتيا، والقيثارة في ايرلندا. ومن الرموز الأخرى النجمة الخماسية الأمريكية، وشمس أيار في الأرجنتين، وين يانغ ( دائرة ينصفها خط منحني تشير لفلسفة ما) في كوريا الجنوبية و الشمس في كردستان.
ما هي الرموز الكردية؟
Sîmgeyên kurdî çi ne?
الكرد كباقي الإمم لها ثلاثة رموز أساسية هي:
1- العلم.
العلم الكردي يتألف من ثلاثة ألوان هي: الأحمر – الأبيض – الأخضر. ويتوسط الشريط الأبيض الشمس الذهبية ولها 21 شعاع ويمثلون رأس السنة الكردية التي تصادف 21 من شهر أذار كل عام. الطرف الوحيد الذي يرفض هذا العلم التاريخي للشعب الكردي هو “حزب العمال الكردستاني” وتفرعاته!!!!!!!!
2- الشعار الكردي.
يتألف الشعار الكردي من نمرين ملتصقين، وقبل ذلك كان طيرين ملتصقين في زمن الدولة الميدية. والكرد ليسوا موحدين حول الشعار وبدليل جنوب كردستان تستخدم شعارآ أخر، لا علاقة له بتاريخ الإمة الكردية. وبرأي على الكرد أن يختاروا بي شعار الدولة الميدية وهو الأنسب تاريخيآ وأصح وإن لم يعجب البعض ذلك، فإمكانهم أن يختاروا شعار الدولة الميتانية الكردية، أو الأخير الذي يرفعه الموتمر الوطني الكردستاني وهو أحد الشعارات الكردية وسأضع الثلاثة ويمكن أخذ رأي الشعب الكردي بذلك.
|
3- النشيد الوطني “أي رقيب”.
Ey Reqîb
Ey Reqîb her, maye qewmê Kurd ziman
Naşikê û danayê, topên zeman (2x)
Kes nebê Kurd dimirin (2x)
Kurd jîn dibin
Jîn dibin qet nakeve ala Kurdan (2x)
Em xortên, rengê sor û şoreş in
Seyr bike xwîna rîyan, me da rijand (2x)
Kes nebê Kurd dimirin (2x)
Kurd jîn dibin
Jîn dibin qet nakeve ala Kurdan (2x)
Em xortên, Medya û Keyxûsrew in,
Dîn îman û ayîn man, her niştiman
Dîn îman û ayîn man, Kurd û Kurdistan
Kes nebê Kurd dimirin (2x)
Kurd jîn dibin
Jîn dibin qet nakeve ala Kurdan (2x)
Lawê Kurd ra,-bûye ser pê wek şêran
Ta bi xwîn nexşîn bike, tacê jîyan (2x)
Kes nebê Kurd dimirin (2x)
Kurd jîn dibin
Jîn dibin qet nakeve ala Kurdan (2x)
Xortên nu tev, hazir û amade ne
Can fîda ne can fîda, her can fîda
Can fîda ne can fîda, her can fîda!
******
وفي الختام، لا بد من طرح التساؤل التالي:
هل يجوز أن نسمح لبعض الجهلة والمريدين من الكرد أن يفرضوا علينا هذا الشخص أو ذاك رمزآ وطنيآ كرديآ؟؟ الجواب بالتأكيد لا.
هناك ثلاثة أشخاص (زاردشت، كاوا، خاني) يمكن إعتبارهم رموز كردية بمعنى من المعاني، الأول رمز ديني، والثاني رمز ثوري والثالث رمز ثقافي. ولكن ممنوع تقديسهم ومن حق أي شخص كردي أو غيره، تقييم تجربة كل واحد منهم وبنظرة نقدية، مع إحترامتنا وتقديرنا الكبير لثلاثتهم. وبرأي الثلاثة من عظماء الكرد وسيبقون كذلك مدى الحياة. وما عداهم لا يمكن إطلاق صفة الرمز عليهم نهائيآ، ومن هنا على عُباد الأصنام من الكرد، التوقف نهائيآ عن التعرض للكتاب والشعراء والفنانين وكافة المبدعين بسبب نقدهم لتلك الأصنام.
30 – 07 – 2021
**************
مقالة دراسية مميزة تختلف عن اسلوب كافة الادباء الكرد في طرح مواضيع يومية يتطرق الكرد لها ولايعرفون حقيقتها بالشكل المطلوب.
لذلك هذه المقالات الدراسية باسلوب مبسط يفهمها جميع ابناء الكردي بمختلف شرائحها مهمة وضرورة حتى الكرد لايستغل الكرد ويصبحوا ضحية لمفاهيم خاطئة.
وهنا لابد لنا سوى ان نشد على يد اديبنا الكبير ونحيه على جهوده الكبيرة في مجال توعية ابناء الشعب الكردي.
تحية طيبة الى السيد بيار روباري
اشكركم على مقالكم هذا الجميل, و ان اكثر شيئ اعجبني شخصيا, هي ازدواجية الكتابة , استعمال الكلمة الكوردية الى جانب الكلمة الاجنبية (العربية هنا) هذا الطريقة و الاسلوب يعجبني كثيرا. اي التركيز على الكلمة الاساسية (المفتاح) في المقال. فهي اسلوب جميل في نشر المصلحات اللغوية Têgînên Zimanestî.
Bimînin xweş-bar
كاك بيار روباري المحترم
تحية
“هناك ثلاثة أشخاص (زاردشت، كاوا، خاني) يمكن إعتبارهم رموز كردية بمعنى من المعاني، الأول رمز ديني، والثاني رمز ثوري والثالث رمز ثقافي”. نعم. “وما عداهم لا يمكن إطلاق صفة الرمز عليهم نهائيآ،”. ليس كذلك. راجع ““الأكراد: شعب الله المحتار. د. عبد الرزاق عبود *.” المنشور في تعليقي على مقالة جوانرو
مايو 17, 2020 – ” آه يا شعبي الكوردي الجريح إلى متى تبقى بلا قائد وبلا قيادة قومية و وطنية؟-”
“فمتى يا ترى يأتي “قاضي محمد” جديد يقدّم نفسه ضحية في سبيل مصلحة الشعب الكردي وليس العكس.”
زردشت رمز ديني للشعوب الايرانية، شأنه شأن عيد نوروز. أظن زردشت ولد في افغانستان الحالية. وكذلك كاوه اسطورة قديمة. أحمدي خاني رمز ثقافي، نعم، ولكن الثقافة الكردية تفضل الرموز السياسية القومية وبالأخص العسكرية منها على البقية. وخير الأمور أوسط وهو الراحل قاضي محمد ورفاق دربه في جمهورية مهاباد في كردستان ايران والذي يشمل الراحل ملا مطفى البارزاني والضباط الأربعة الشهداء من كردستان العراق، مصطفى خؤشناو ورفاقه، عليهم السلام. نحتاج الى حوار طويل ولربما الى استفتاء وقائمة للترشيح مفتوحة وليست مغلقة.
محمد توفيق علي