** سر ألانسحاب المفاجئ من أفغانستان … لا يعلم به سوى الامريكان ** – سرسبيندار السندي

 

* المقدّمة
أتذكر عندما كانت تحترق بيادر الحنطة كان الرجَّال يهرعون إلى ظهور خيولهم ، إذ يقومون بسحق سنابل الحنطة تحت حوافرها وعلى طول الشريط المحاذي للنيران بمسافة عدة أمتار ، ومن ثم يقومون بحرق هذا الشريط تدريجياً وإطفائه لقطع الطريق أمامها ومنعها من إلتهام التقدم البقية ؟

وبالمختصر المفيد هذا ما فعلته أمريكا في أفغانستان إذ ضحت بالقليل لتمنع ضرراً أكبر وأفدح وهو استمرار نزيف الدم والمال ، فالعبرة ليست في إدعاء البطولة بل العبرة أن لا تموت مهاماً وبمذلة ؟

* المَدْخَل والمَوضُوع
أولاً: أمريكا كدولة عظمى تتحدى الصين وروسيا لابل والعالم كله لا يهمها نعيق الضفادع ولا نهيق الحمير ولا حتى مصير رئيسها بقدر ما يهمها أمنها وسلامة مواطنيها واقتصادها ، وهذا يتأتى من خلال خطط مستقبلية بعيدة المدى معتمدة على بحوث ودراسات وتجارب شعوب ومن معاهد عليا متخصصة وليس على إجتهادات رئيس أحمق أو خرف أو شغل عصابات ؟

ثانياً: في رأي الشخصي ما حدث في أفغانستان من إستيلاء طالبان على العاصمة كابول بهذه السرعة ودخولهم للقصر الرئاسي دون قتال أو سفك دماء لا مع القوات الامريكية ولا الحكومية ، لهو دليل على وجود مخطط متفق عليه مسبقاً ومدروس للأسباب التالية ؟

١: لإعطاء طالبان الزخم الضروري والمطلوب في هذه المرحلة الخطرة جداً عليهم وعلى طالبان والبلاد ؟

٢: لمنع تشظي المواقف وعودة الصراعات القبيلة والحروب الأهلية من جديد لهذا البلد الممزق أصلاً والفقير جداً ، بدليل لغة قادة طالبان المعتدلة والمسالمة مع الشعب ودول الجوار ؟

٣: لإدخال خصوم أمريكا وطالبان في قلق وحيرة ومتاهات ؟

ثالثاً: قرار خروج القوات الامريكية من أفغانستان ليس وليد أليوم أو ألأمس ، بل هو مقرر منذ بدأ المفاوضات قبل ثمان سنوات ، وَفُعِلَه الرئيس السابق „ترامب„ ونفذه الرئيس الحالي بايدن ؟

رابعاً: المشكلة ليست في قرار الانسحاب الذي هو في رأي خطوة مهمة وشجاعة أقدم عليها الرئيس السابق „دونالد ترامب„ ونفذها الرئيس الحالي „جو بايدن„ خاصة في ظل كارثة كورونا وإزدياد بؤتر التوتر في أكثر من مكان ودولة في العالم وإستغلالها من قبل “التنين الصيني„ ؟
بل هى في طريقة الانسحاب الذي أدى لهذه الفوضى والهلع ، والذي يدلل على وجود أكثر من طرف خفي وفاعل في عملية تنفيذ القرار ، فقد يكون من قادة الجيش أو من المخابرات أو الاستخبارات ؟

خامساً: توصل القادة الامريكان لقناعة بأن من يحكمون أفغانستان ليسوا سوى مرتزقة ولصوص وفاسدين لابل وخونة ومجرمين بحق بلادهم وشعبهم ، وما الانهيار السريع في كل الجبهات وفي أيام إلا دليلاً على صدق قولهم ، وتأكيد ذالك من قبل نائب الرئيس الافغاني السابق في لقاء متلفز وعاجل على إحدى المحطات ، بأن سبب هذا الانهيار السريع والفضيع هو كثرة الفاسدين في الحكومة والجيش والفضائيين وعلى رأسهم رئيسها „أشرف غني„ وشلته الذين تركو البلاد والعباد لمصيرهم وهربو بملايين الدولارات للخارج ؟

سادساً وأخيراً …؟
تساءل مهم وخطير ما مصير العراق والمنطقة من تكرار سيناريو طالبان فيه مع داعش جديدة بثياب غزلان وحملان أكثر واقعية وعقلانية لابد ووطنية كطالبان ؟

كل شئ محتمل في منطقة قادتها ومسؤوليها إما حمير أو ذيول ، ولكني لا أعتقد هذا لسبب بسيط وهو أن مصير هذه الحمير والذيول مرتبط بمصير مالكيها ، والتي ستقرره إما المفاوضات التي لا تبشر بخير أو طالبان ، فالمُلا يبقى أحمق وجاهل مادام الشيطان شاطر وعاقل ، سلام ؟