ومن غرائب الادارة في مؤسسات التعليم العالي في دهوك انه اذا حدث اجتماع اداري بين اصحاب شهادات الدكتوراه فستكون المقررات خاصة باصحاب هذه الشهادات والنتائج في صالحهم فقط , اما اذا كان المجتمعون من اصحاب شهادات الماجستير فسيصدرون قرارات تخصهم فقط وهكذا بالنسبة للاخرين . وكمثال , فان جامعة بوليتيكنيك / دهوك يجب ان تكون جامعة تقنية بينما في الحقيقة , فأن اقل شيء فيهاهي التقنية ( لو تم مقارنتها بالجامعات التقنية المحلية والعالمية ), ذلك ان مركز القرار ليس بيد اناس تقنيين ولكن بيد افراد يحملون شهادات عليا لم يمارسوا التقنية طوال حياتهم ويفضلون ان تتسيد المناهج النظرية التي يجيدونها والتي تتلائم ومصالحهم الشخصية في هذه الجامعة ناسين ان اسمها ( جامعة تقنيه ) لذا نلاحظ ان هذه الجامعة وبعد ان سلبت الاضواء والسيادة من المعهد التقني واصبحت هي الاساس لم تكتف بذلك فحسب بل سلبت كل مختبرات المعهد وورشه وبدلا من تطويرها وتجديد مكائنها واجهزتها وتخصيص منتسبين يتابعون امور المختبرات , اصبحت هذه المختبرات مغلقةومهملةوفوضوية في مكوناتها واجهزتها وادواتها ولن تجد مسؤول المختبر او استاذ المادة الا في اوقات تواجد الطلاب , وليس كما كان سابقا حيث كان مسؤول المختبر متواجدا فيها طيلة الدوام , وقد ازدادت القاعات النظرية وانخفضت الابنية المخصصة للورش وتم حصرمادتان او ثلاث مواد دراسية عملية في بناية واحدة فقط وبواقع ساعتين لكل محاضرة لا تكاد تكفي احيانا للتعريف بالمكائن والاجهزة فقط , في حين ان جامعة دهوك غير التقنية خصصت ست ساعات لطلابها في نفس المواد الدراسية العملية , وانخفض الاهتمام بالمختبرات حتى ان معظم الاساتذة اصحاب الشهادات العليا لا يحضرون الى هذه المختبرات بتاتا ويعتبرون انفسهم اعلى مستوى من ان يتنازلوا عن كبريائهم ويشاركوا المحاضر التقني هذه المحاضرة العملية , ويذهبون ابعد من ذلك عندما ينظرون باستصغار الى الدروس العملية ,وهنا لابد من الاشارة انه كلما زادت ثقافة الاستاذ وخبرته ومستواه العلمي كلما اصبح هذا الاستاذ اكثر تواضعا واعلى رجاحة في اتخاذ القارات المشتركة مع الاخرين وعفيف النفس والوقت . وقد تتشابه هذه الحالة مع نفس النظرة التي نعتمدها في تقييم دروس الرسم ( الفنية ) ودرس الرياضة في مدارسنا التربوية , حيث يتم التعامل معها باستصغار , في حين لها دور كبير جدا في تربية التلاميذ والطلبة في الدول الاخرى .
المسؤول الجامعي عندما يحتاج الى تسليم منصب ادنى منه الى الاخرين فانه يبحث عن قليلي الخبرة الادارية وضعيفي الارادة ( عكس التوقعات وعكس بقية المؤسسات في العالم ) وان يكون له معرفة سابقة بهم وباسلوبهم في التعامل فاذا رأى احدهم مطيعا وينفذ اوامره دون مناقشة او تساؤل سلمه المسؤولية واوكله مهمة ادارة ذلك المنصب وهكذا يضمن تنفيذ قراراته بصورة تامة ودون عوائق , واطلاق يده في التصرف بحرية مطلقة دون الالتزام بالتعليمات او القوانين السارية . اما اذا رأى ان هذا الشخص من اولئك الذين يعملون بجد ويحبون عملهم وقد لا يطيع كل الاوامر التي تصدر من المسؤول الجامعي او انه من الذين ينفذون القوانين بحرفية تامة فانه يبعده عن كل الاعمال الادارية ويحدد عمله بحيث لا يؤثر او يتأثر ببقية المنتسبين .
والغريب ان نفس هذا المسؤول يعود ويشكو ويندب حظه العاثر الذي جمعه مع هؤلاء المسؤولين الادنى منه وينتقدهم لعدم قدرتهم على العمل او اتخاذ القرارات او الابداع في حل احدى المشاكل وقد يفقد اعصابه احيانا امام هؤلاء المساكين لانهم يعودون اليه في كل واردة وشاردة وينتظرون الاوامر منه حتى يبدأون التنفيذ , وكلما قدم زائر الى مكتبه وضح له بانه الوحيد الذي يكد ويجهد وتنقطع انفاسه من العمل الكبير الذي يضطلع به وانه حتى لا يتمكن من رؤية اطفاله وبقية اهله لكثرة انشغاله بعمل هذه الدائرةواذا صادف وصارحته بانه هو من اختارهؤلاء ووضعهم في هذه المناصب يتذرع بشتى الاسباب غير المنطقية لاضطراره الى اللجوء الى هذا الاختيار .
وكمثال فان مسؤولا جامعيا قام بنقل احد المنتسبين المحسوبين على التيار الذي لا ينفذ رغبات هذا المسؤول ومن غير المطيعين الى قسم آخر , ولان مسؤول هذا القسم يعلم تماما لماذا تم الحاق هذا المنتسب بقسمه , استدعاه وانذره انه في حالة ( تمرده ) فسيتم نقله الى مؤسسة اخرى لاتتلائم ووضعه المعاشي والحياتي , وهذه هي الطريقة التي اتبعها بعض المسؤولين في جامعاتنا للتخلص من متابعة هؤلاء لهم , لكي يأمن على تصرفاته التي لا تتناسب والقوانين الشرعية.
عكس المجتمعات الفعالة والمبنية على اسس ثابتة تراعى فيها محبة الوطن والبلد والمجتمع ويتم فيها الالتزام بالمساواة والعدالة في التعامل مع المواطن فقد نمت في كوردستان فئة من الانتهازيين من بعض المسؤولين في السلطة او الاحزاب الكوردستانية او من الرأسماليين المحليين حيث من ضمنهم بعض الاطباء والاكادميين ورؤساء العشائر والشيوخ ومعظم المدراء المتنفذين الذين يحافظون على اداراتهم في دوائرهم وهم يقاومون كل السبل والطرق المتبعة في المحاولات الجارية للاصلاح التي تبناها السيد رئيس الوزراء مسرور البارزاني , هذه الفئة امتدت لتشمل معظم مسؤولي الجامعات , وهي الفئة التي رفعت شعار ( من لا يرضى بنا فليغادرنا ) , حيث يسرها كثيرا عندما ترى هجرة الاساتذة الى خارج البلد لكي يخلو المكان لهم وتنحصر مساحة التنافس بين افراد لا يشكلون خطورة على مناصب اولئك المسؤولين , وكم من مدرس واستاذ قدير عاد من الخارج لكي يقدم خدماته في مؤسساتنا الاكادمية , لم تتوفر له هذه الفرصة او توفرت له ولكنه يجابه رد فعل بعض المدرسين او في معظم الاحيان رد فعل من مسؤولي هذه المؤسسات حيث يصورون له الوضع في كوردستان بابشع حالاته او يحاولون مضايقته او التعامل معه بصورة غير لائقة , وعندما يحاول الاعتراض على هذه التصرفات او هذه الاساليب المتبعة معه , تسنح الفرصة امام هؤلاء المسؤولين لاتهامه بعدم أهليته لهذا المكان ويتم التخلي عنه بسهولة وبسرعة لا تترك له مجالا للتراجع , فيقتنع هذا الاستاذ ان لا مفر له الا الهزيمة والعودة الى الخارج حيث يكون فيها كريما معززا .
اليس غريبا في مجتمع مثل كوردستان حيث هو بامس الحاجة الى خدمات كل ابنائه ( ان يتم العمل بشعار من لا يرضى بنا فليغادرنا )وهذه الحالة لا يمكن ان نجد لها مثيلا في مجتمعات الدول المجاورة التي تتشبث بمواطنيها وابناء بلدانها وخاصة الاكفاء منهم لانهم هم من يبني البلد ويساهم في الحفاظ على نموه واستمراره وديمومته وهم الذين يخلقون هذه الفرص التي يغتني منها هؤلاء الانتهازيين وهؤلاء الاغنياء , لكن قصر النظر والجهل واحيانا الغباء ايضا وعدم تواجد روح الفداء وتنامي العقلية الاستغلالية فضل معظم هؤلاء المسؤولين مصالحهم الآنية على مصلحة ومستقبل البلد .
ذكرنا سابقا ان كل مسؤول جديد لا يحبذ الجلوس على نفس الكرسي الذي استخدمه المسؤول السابق وهذا من حقه فهو يتشاءم من ذلك الكرسي الذي خان صاحبه , لذا فانه يقوم بتغييركل الاثاث والديكور وقد يشمل التغيير الغرفة ايضا حتى لو لم يمض على شراء الاثاث السابق سنة واحدة او سنتين , حيث يتم رمي كل ذلك الاثاث والتخلص منه , وهذا ليس غريبا في سلوكيات المدراء والمدراء العامين لدينا ولكن الغريب ان يتجول هذا المسؤول الجامعي الجديد مع المقاول الذي رست عليه مزايدة بيع اثاث الدائرة ويأمره بالاستحواذ على كل جهاز او عدة او اثاث او سكراب يراه خارج الغرف وفي الحدائق والساحات او غير مرتبط بالتيار الكهربائي , وكانت هذه هبة مجانية لم تكن ضمن المزايدة ولم تكن خاضعة لتعليمات وزارة المالية في امور بيع اثاث الدولة , لذا فقد تسلق المقاول مع عماله اسطح الابنية والقاعات والمختبرات ورمى كل ما لا يستطيع حمله من العلو الى الارض لتتكسر وتتحطم , وعندما تم الاستفسار منه لماذا هذا التخريب , اجاب بانه اخذ الاذن والسماح من السيد المسؤول .هل من الطبيعي ان يبلغ الحقد في قلب احد مسؤولي الجامعة على الدولة واموالها بحيث يسمح برمي الاجهزة من اسطح الابنية الجامعية الى الارض لتتكسر وتتحطم . .
ويتمتع المسؤول الجامعي بروح التطور والتقدم وهو ينظر الى كل قديم بانه عقبة في طريق تنمية مؤسسته لذا تم التخلي عن اجهزة ومعدات لا زال قسم منها في صناديقها واغلفتها وقد صرف على شرائها واستيرادها ملايين الدنانير , واغرب ما رأيناه في هذا المجال هو اغلاق قسم استهلك واستنفذ من الاموال وصل الى الملايين من الدولارات ولم يمض على فتح هذا القسم سوى سنتين او ثلاث , وكنت تشاهد كل تلك الاجهزة والمعدات تحت الشمس وامطار الشتاء حتى تم بيعها كسكراب .
وقد لا تكون من الغرائب ان مسألة البحوث هي مهزلة تسيء كثيرا الى مؤسساتنا ومجتمعنا عندما نعلم كيف تتم وكيف تنشر وقد اصبحت 90% منها اما مسروقة او تحتوي على اسم لا علاقة له بالبحث او يتم شراؤها او يتم طلبها من احد الاصدقاء وتنشر باسمه او …… ولكن الغريب ان احدى الزميلات تحمل شهادة الدكتوراه ومعروفة تماما بكثرة نشر بحوثها في المجلات العالمية وذات نشاط كبير في مجال كتابة البحوث قررت في يوم من الايام ان تلقي محاضرات في كلية اخرى غير كليتها , تقول الزميلة , عندما علم المدرسون في تلك الكلية بنشاطاتي في هذا المجال , تقدم احدهم وطلب الاذن بان اقوم بنشر اسمه مع احد بحوثي , فلم امانع لانه كان يحتاج الى الترقية الى مرتبة اعلى , وفي محاضرتي الاخرى وعند حضوري الى تلك الكلية رأيت مدرس آخر ينتظر ليطلب مني نفس الطلب , وفي كل مرة اقوم بزيارة تلك الكلية ارى احدهم ينتظرني , حتى ضقت ذرعا بهذا الامر الغير شرعي تماما فما كان مني الا ان الغيت زياراتي الى تلك الكلية .
مدرس من المدرسين المنتمين الى حاشية احد رؤساء الجامعات , ولكونه من الحاشية القريبة جدا حيث كان يوصف بانه اليد الضاربة , فهو يمتلك حصانة من اي مساْلة او نقد او متابعة , وكان بامكانه ان يكون مسؤولا لاحدى الوحدات الادارية او رئيسا للقسم الذي قد يرغب فيه دون اعتراض من اي منتسب . هذا الاستاذ تم تكليفه بتدريس احدى مواد قسم علمي راق في واحدة من الكليات المهمة , ولانه يمتلك حصانة , لذا لم يجرؤ رئيس القسم او عميد الكلية حتى من الاقتراب منه بل في كثير من الاحيان كانا يتملقان له لكي يمتدحهم امام رئيس الجامعة . ومرت الايام والاسابيع واجريت الامتحانات اليومية والفصلية واقترب موعد الامتحانات النهائية , ولم تبق سوى ايام معدودة للنهائيات واذا برئيس الجامعة يكتشف ان السيد يده الضاربة الذي تم تكليفه بتدريس تلك المادة المعلومة لديهم لم يدخل باي محاضرة ولم يقم بتدريس المادة للطلبة بتاتا حيث كان يبحث في كل مرة وفي كل وقت يقترب موعد محاضرته عن عذر كأن يكون مشغولا جدا خارج الجامعة او مريضا او مسافرا لكي لا يدخل الى المحاضرة وكان يفعل ذلك طوال الفصل الدراسي …. كيف اذن يتصرف رئيس الجامعة امام هذه المشكلة وهولا يستطيع اتهام العميد او رئيس القسم بالتقصير لانه هو من كلفه , كما انه يدرك ان ذلك العميد الخائف من ظله او رئيس القسم الذي لا يتمكن من قول لا لآي من العميد او ذلك الاستاذ , لايمكنهما محاسبة ذلك المدرس , وكان وقع هذا الامر كالصاعقة عليه وخاصة ان ذلك المدرس من حاشيته المقربة جدا . هذه واحدة من اغرب الغرائب في المجتمع التعليمي الذي فقد هيبته امام التصرفات الشخصية للمسؤولين فيها , ونزواتهم التي لا يردعها اي قانون في الوزارة البعيدة عما يتم في جامعاتنا .اما كيف تم حل هذه المشكلة فتلك ايضا غريبة اخرى سيتم تركها الى مناسبة اخرى.والسؤال هنا ياترى لو كانت هنالك مناهج علمية لكل مادة دراسية وموضوعة بعناية من قبل لجان مختصة ووجود عمداء ورؤساء اقسام يؤدون اعمالهم بوفاء وامانة هل كنا سنصل الى هذا التدني في المستوى العلمي.
دكتور عبدالعزيز رشيد / م . حاتم خانى
لا أظن أنّ أيّاً منهم لديه نظريات يجيدونا إطلاقاً , إذا كانوا حتى اليوم عاجزين عن فهم اللهجة البهدينية ولم ينجحوا في تفصيل قواعدها السليمة وهم أبناؤها , لغة الأم , فما الذي يجيدون ؟
سيدي يظهر من مقالاتهم فعلا هم اشخاص فاشلين ومنبوذين ولايعرفون شي عن خدمة الوطن سوى السب و الشتم و التشهير بموسسات التربية و التعليم العالي في الاقليم و اذا تقدم اي شخص بشكوى ضد مقالاتهم لدى المحكمة فسيدخلون السجن بتهم السب و القذف على مواقع الاعلام ويجب على وزارة التربية و التعليم العالي وضع حد لاكاذيبهم للحفاض على سمعة التعليم في الاقليم ؟