وجهات نظر
المتابعة
المتابعة …..المتابعة ……… ثم المتابعة …..نقول ذلك ونردده في كل مناسبة ونكرره عند نشوء مشاكل واضطرابات وظهور سلبيات كالتي حددناها وأشرنا اليها , ونؤكدها ونقول ان اصدار القرار او توجيه التعليمات وايصال الاوامر الى الجهات التنفيذية لا يكفي لوحدها ولن تؤدي الغرض المطلوب ولن تصل الى الهدف المرسوم اذا لم يرافقها المساءلة والمتابعة والمحاسبة , فعلى سبيل المثال كم من مبالغ مالية تم رصدها لانشاء ابنية , تأسيس مختبرات , او شراء اجهزة , وتم تسليم هذه المبالغ للجهات التي طلبتها , ولكنها لم تكفي لذلك المشروع وتوقفت تلك الابنية او تلك المختبرات في منتصف الطريق علما ان الكشوفات التي تم تقديمها غطت كل نواحي المشروع وكان المفروض انهائه بذلك المبلغ , او قد يحصل العكس ايضا وهذا ما شاهدناه , فبدلا من انشاء مختبر واحد , تم اقامة ثلاث مختبرات ( او اكثر ) بنفس المبلغ المخصص للمختبر الواحد , كل هذه المشكلات تبرز لانه لا توجد متابعة من وزارة المالية او وزارة التعليم او اي وزارة ذات شأن بتلك المشاريع والكشوفات المقدمة الى الحكومة .
اذن المتابعة امر ملح ومطلوب لتنفيذ وتطبيق التعليمات او القرارات الصادرة او متابعة تنفيذ المشاريع وحتى التدقيق في سير العملية التعليمية والتربوية ومعرفة منغصاتها والعراقيل التي تقف في طريقها ومن ثم متابعة الحلول التي تم وضعها وتخطيطها . وتطبيقها على الوجه الاكمل , وهذا لايعني انعدام الثقة بين الحكومة ومؤسساتها التي قد يتذرع بها البعض سواء من اولئك الانتهازيين او حتى المخلصين بل التأكيد على تنفيذ المقررات هو امر بديهي لا غبار عليه وليس من المفروض ان توضع في خانة الشك . لان المتابعة لا تتعلق بالامور المشكوك فيها , بل حتى النواحي الايجابية تدخل في خانة المتابعة وذلك للتمييز بين الغث والسمين , بين الطيب والخبيث لكي يطفو اولئك الكفوئين على الفاشلين , ويكافء الطيب ويحاسب الفاشل .
الرجل المناسب
هذا المصطلح القديم والمناسب لكل الدهور والاوقات لا يتنافى مع مطاليبنا ايضا , فالرجل ( وهنا لابد ان نستبدله ونقول ) الشخص المناسب هو ذلك الشخص الكفوء والذي يتمتع بروح التفاني والاخلاص في عمله وحب بلاده يكون ذا تأثير كبير جدا على منصبه وعلى مرؤوسيه ويتوسع هذا التأثير وتنعكس تلك الكفاءة على المحيط فتتحول الى نشاط ايجابي ومبادرات بناءة ونوايا طيبة تؤدي الى الوصول الى الاهداف النبيلة التي يسعى المخلصون الى بلوغها , ويجب ان يتمتع هذا الشخص بـ :
1 – النزاهة والاخلاص في العمل
2 – الابداع وروح المبادرة
3 – حب الوطن , وهي احدى الخصال المهمة
ان توفر الصفات الثلاث معا مهم جدا لكي يكون الاداء مكتملا وشفافا وجيدا , فاذا انتقصت احدى هذه الصفات فسيكون العمل معوجا ناقصا مائلا في احد جوانبه تؤثر على بقية الجوانب وتؤدي الى اهتزازها وانحرافها عن المسار القويم , ويؤدي الى كثرة المشاكل وعدم القدرة على تذليل المشاكل اي يعني توالد المشاكل باستمرار وهذا ما نتوقع انه قد حدث خلال الفترات السابقة
التفاصيل الدقيقة
بما اننا لسنا في بلد اوروبي او بلد مؤسساتي فاننا نحتاج ان ننزل من برجنا العاجي الى المرتبات الدنيا لكي نكتشف بانفسنا ماذا يجري وكيف تجري الامور بعيدا عن الاجتماعات مع المسؤولين الادنى الذين لن ينقلوا لنا سوى وجهات النظر التي تخدمهم وتتلائم مع توجهاتهم , لذا يجب ان لا تقتصر الاجتماعات مع العمداء ورؤساء الاقسام او مسؤولي الوحدات بل يجب ان تتعداها الى الالتقاء بالموظفين العاديين حيث يمكن الاطلاع على بعض المشاكل التي لا يرغب فيها هذا العميد او رئيس القسم نقلها الى المسؤول الاعلى , وكم من مشكلة بدت صغيرة في بواكيرها , نمت بعد ذلك وترعرعت واصبح من العسير ايجاد حل لها يلائم الجميع .
دكتور عبدالعزيز رشيد – م . حاتم خانى