عزيزي المتابع، بما أن النظام العربي القابع في بغداد خان العهد ولم ينفذ تعهداته وما نصت عليها بيانته وما نصت عليه مواثيق عصبة الأمم شريطة قبول العراق عضواً فيها، فلذا يجب على المجتمع الدولي المتمثلة بالجمعية العامة وتوابعها ومنها مجلس الأمن أن كانت لها كلمة وذرة كرامة أن تعاضد الشعب الكوردي الجريح، وذلك من أجل فك الإرتباط القسري مع الكيان العراقي المصطنع، وقبولها بالدولة الكوردية على كامل تراب كوردستان أسوة بدول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة التي عددها اليوم 193 دولة، يا ترى ماذا سيحدث إذا صارت 194 دولة؟؟. إن البريطانيين منذ البدء عرفوا جيداً أن لا حياة لهذا الكيان المهترئ المسمى عراق بمعزل عن جنوب كوردستان، الذي لديه المياه الوفيرة، والزراعة، والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي الذي يفصل الكيان العراقي المستحدث عن تركيا وإيران وعن أي قادم من الشرق والشمال؟ لذا قامت بريطانيا… في “عصبة الأمم” بمؤامرة خبيثة ودنيئة ألحقت بموجبها جنوب كوردستان قسراً وبفوهة البنادق وطائرات الهوكرهنتر ورغماً عن إرادة شعبه الكوردي الجريح بهذا الكيان الكارتوني عام 1925 ومعه طبعاً مدينته العزيزة مدينة النور والنار كركوك التي سبق واحتلتها القوات البريطانية عام 1918. لقد قام البريطانيون… بتشجيع العرب في جنوب ووسط وغرب الكيان العراقي المستحدث بالاستيطان في كركوك السليبة، وذلك من خلال توظيفهم في إداراتها وفي مقدمتها شركة النفط، ليس هذا فقط، بل استقدم البريطانيون من خارج كوردستان أيضاً الآثوريين والأرمن إلى كركوك. وسار فيما بعد النظام العربي العنصري على ذات السياسة العنصرية المعادية للكورد، لكنهم استقدموا إلى كركوك العرب فقط. للعلم، بعد الاحتلال وقبل الانتداب البريطاني أسس البريطانيون مجلساً لمساعدة الحاكم السياسي البريطاني في كركوك. بهذا الصدد يقول الدكتور (كمال مظهر أحمد) عن ما جاء في الوثيقة المترجمة في كتابه (كركوك وتوابعها حكم التأريخ والضمير) ص 105- 106-107 ما يلي: تألف المجلس المذكور من اثني عشر عضواً كانوا موزعين على النحو الآتي:1- عضو واحد مسيحي. 2- عضو واحد يهودي. 3- عضو واحد عربي ، هذا الأخير كتب أمام اسمه في الوثيقة البريطانية: إنه ممثل الصحراء، عربي، شبه بدوي، غير مزارع. 4- ثلاثة أعضاء يمثلون التركمان (توركمانستانيون. م م). 5- ستة أعضاء يمثلون الكُرد. انتهى الاقتباس. وفي 22/آذار/ 1924 أصدر الملك فيصل الأول أمراً ملكياً بتشكيل “المجلس التأسيسي” وأصبح عبد المحسن السعدون رئيساً لهذا المجلس وانتخب من كل محافظة (لواء) شخص واحد لعضويته ومثل كركوك فيه الشخصية الاجتماعية الشيخ (حبيب طالباني) ابن شقيق الشاعر الكركوكي الهجائي والشخصية المؤثرة الشيخ (رضا طالباني). تقول الموسوعة الحرة عن الانتخابات البرلمانية في العراق التي جرت في ظل النظام الملكي 16 دورة انتخابية بين أعوام 1925- 1958 ويقول المصدر: خلال هذه الدورات كان الكورد لهم الأكثرية المطلقة، وفي الدورة الأولى عام 1925 كان نسبتهم 75% وكان من مجموع أربعة أعضاء مثلوا كركوك ثلاث من الكورد وهم كل من 1- رفيق خادم السجادة 2- سعيد حسين 3- وحبيب طالباني. ورابعهم كان تركمانياً (توركمانستانياً) من بقايا جيش تيمورلنگ أو العثمانيين أوالصفويين وهو نشأت إبراهيم، ولم يكن معهم عربي واحد ولا مسيحي واحد. مما لاشك فيه أن العنصر الكوردي كان هو الغالب في ولاية الموصل -جنوب كوردستان- بما فيها كركوك، وهذا ما اعترفت بها اللجنة الأممية التي زارت ولاية الموصل. بهذا الصدد ينقل الدكتور كمال في ذات المصدر ص 196 الآتي: ينقل عن اللجنة التي بعثتها عصبة الأمم لتقصي حقيقة الأقوام في ولاية موصل بما فيها كركوك.جاءت بعد دراسة ميدانية دقيقة شملت السفر بالسيارة، وبالطيارة، بل سيراً على الأقدام، وعلى خرائط العرب القديمة، والخرائط الأوروبية،وعلى مؤلفات الأقدمين والسالنامات العثمانية، وكتب الرحالة، وكتب الجغرافيا لمدارس مصر الثانوية وغيرها. إن تقرير اللجنة أضاف إلى تلك الحقائق الآتية:1- الكُرد يؤلفون العنصر الغالب في جميع الأراضي المتنازع عليها، ويتركز العرب على ضفاف دجلة، وفي مدينة الموصل. ويستمر في ص 214: إن الرقم الذي ذكرته بالنسبة للكُرد (450) ألف كان أقل من الرقم الوارد في سجلات إحصاء النفوس العراقية لسنة 1922- 1924 وهو 494007. بما أن الشيء بالشيء يذكر، أن الشاعر شيخ (رضا طالباني) المعروف بـ(خالص) يقول في إحدى قصائده وهو يزور مرقد أحد شيوخ الكورد بأنه – رضا- جاء من بلاد شهرزور – أي من كركوك لأن الشيخ رضا كركوكي – في طريقه إلى بلاد الروم. إن ما تسمى بتركيا اليوم والتي تأسست وفق معاهدة لوزان التآمرية عام 1923 كانت ولا زالت عند الكثيرين تسمى “روم” لأن الكورد والروم سبقوا الأتراك على هذه الأرض بآلاف السنين. حتى أن هناك مثل عند البغداديين يقول: بين العجم والروم بلوة ابتلينا. أي: بين الفرس والأتراك بلوة ابتلينا، لأنهم تارة العجم – الفرس أو القادمون من إيران- يحتلون بغداد وما تمر إلا فترة وجيزة يحتلها الروم (الأتراك) وهكذا. دعنا نقدم دليلاً آخراً على أن ما تسمى اليوم تركيا كانت تسمى روم. كانت الأناضول (تركيا الآن) بلاد مسيحية أرثوذكسية ذات ثقافة بيزنطية وكان يطلق عليها العرب تسمية الروم. وفي مصادر أخرى جاءت: في الدولة العثمانية كانت كلمة تركي تعني مسبة فلذا استخدم العثمانيون بدل عنها كلمة: رومي. الشيء الآخر، الديك الرومي يسمى في قارة أمريكا: توركي = Turkey. وهذا يدل أن تركيا كانت تسمى روم، لا أعلم أن كان للاسم تفسير آخر. حتى أن العالم (جلال الدين الرومي) 1207- 1273م ولد في أفغانستان في بلخ وأقام في (قونية) فيما تسمى اليوم بتركيا، لكن بما أن تركيا كانت تعرف باسم الروم لقب بجلال الدين بالرومي. هناك كتاب بهذا العنوان: كتاب الدر المنظوم في مناقب السلطان بايزيد ملك الروم. حتى سلطان سليمان كان يسمى بسلطان الروم. حتى أن السلاجقة الترك أسسوا دولة في الأناضول أطلقوا عليها اسم دولة سلاجقة الروم. على أية حال. الشخص الأول أعلاه، أعني النائب رفيق خادم السجادة كان ينتمي لأعرق عائلة كوردية في كركوك التي تحتفظ بسجادة النبي محمد إلى الآن، وتعرضها في أيام الأعياد الإسلامية للزائرين الذين يأتون من كافة أصقاع العالم لمشاهدتها. لقد اتخذت العائلة لقبها من اسم هذه السجادة. وفي بقية الدورات الانتخابية الأخرى كانت النسبة كما بيناها أعلاه مع تغيير طفيف وذلك بسبب سياسات بغداد العنصرية، لكن العرب لم يكن لديهم ممثلاً عنهم يمثل كركوك إلا مرة واحدة فقط، مقابل ستون (60) نائب كوردي مثلوا كركوك في الدورات الـ16 بين أعوام 1925-1958. أدناه هوية (داود الجاف) عضو البرلمان العراقي عن لواء كركوك في الدورة الانتخابية الـ16:
عزيزي القارئ، أدناه جدول منشور في الموسوعة الحرة يبين فيه نسبة النواب الكورد ونسبة الآخرين خلال الدورات الانتخابية الـ16 في مجلس النواب العراقي التي أجريت بين أعوام 1925- 1958:
01 06 2021
يتبع
لا أتفق مع العبارة التي وردت في المقالة التي تقول ( لقد قام البريطانيون… بتشجيع العرب في جنوب ووسط وغرب الكيان العراقي المستحدث بالاستيطان في كركوك السليبة، وذلك من خلال توظيفهم في إداراتها وفي مقدمتها شركة النفط), لان الواقع يخالف ذلك, فلو كانت هذه السياسة متبعة من سنة 1935 وهي السنة التي بدأ فيها تسويق نفط كركوك تجاريا لغاية نهاية العهد الملكي عام 1958 لكان ذلك يعني ببساطة تفوّق عدد العمال العرب في شركة النفط العراقية (IPC) على عدد العمال الكورد والتركمان, وهذا لم يحدث مطلقا إذ ان عدد العمال العرب في الشركة لم يكن يتجاوز سوى نسبة ضئيلة قياسا على عدد العمال الكورد والتركمان والمسيحيين. الحي السكني الحديث الذي بنته الشركة لعمالها والمسمى بحي (العرفة) أو حيّ (نيو كركوك) كان أغلب سكانها من الكورد والمسيحيين, ولم يبدأ العمال العرب بالسكن فيها بشكل ملحوظ سوى بعد تأميم نفط كركوك في واحد حزيران عام 1972, وأتذكر ان صدام حسين في إحد أحاديثه عن هذه المناسبة في الثمانينيات مع الأطفال كان يقول لهم بأن الإنكليز كانوا يفضلون تعيّن العمال من غير العرب في الشركة على العرب. وهذا صحيح لأن الشركة كانت تتبع سياسة تفضيل أهل المنطقة على سواهم, وهم أحق من الآخرين في التعيّنات لإمتصاص البطالة بين أبنائها. وجاءت أيضاً العبارة التالية في المقالة (ليس هذا فقط، بل استقدم البريطانيون من خارج كوردستان أيضاً الآثوريين والأرمن إلى كركوك) لكن الشركة ايضا عيّنت الكورد الفيلية من الذين قدموا الى كركوك من لورستان لأجل التعيّن بصفة عمال و مستخدمين, ولم تستثنِ منهم سوى من لم يكن حتى ذلك الوقت متجنساً بالجنسية العراقية, ولما جاء النظام البعثي العنصري الى الحكم قام بتسفيرهم الى إيران ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة. وقد سررتُ جدا لدى سماعي لأحدى هذه العوائل الفاضلة التي سُفرت ظلما وعدوانا, أنها عادت الى كركوك وإستعادت بيتها بعد سقوط النظام العنصري اللئيم, وقد توفي بعد أشهر ربّ هذه العائلة الطيبة بعد أن قُرت عيناه برؤية زوال هذا النظام.
لقد اكتشفت النفط في كركوك وتم استخراجها عام 1927. عزيزي قاسم، انتظر الحلقات الأخرى سوف ترى كيف تم استقدام العرب في زمن الاحتلال البريطاني من المحافظات الغربية والجنوبية العراقية و وظفوا في شريكة النفط وغيرها. وعند توزيع الأراضي على الفلاحين في مشروع الحويجة الإروائي إبان الاحتلال البريطاني تم استثناء تماماً الخ. لم تأت أحد من لورستان حتى يتوظف في كركوك. لنفترض جدلاً جاءوا للعمل في كركوك، ما الضير في هذا، كركوك مدينة من مدن كوردستان، ونحن الكورد لم ولن نعترف بالحدود المصطنعة التي قسم الوطن الكوردي، أنهم يتنقلون ضمن حدود الوطن الكوردستاني. عزيزي الاستعمار البريطاني ليس كالنظام العربي العنصري، وظف العرب من أجل أن لا يكون جميع العمال من الكورد وذلك لغاية في نفس أبو ناجي؟. فكر منطقياً بالموضوع، مَن ألحق قسراً جنوب كوردستان وبضمنها مدينته كركوك بالكيان العراقي المستحدث عام 1920 أليست بريطانيا؟ مَن هي التي جاءت بجيشها الجرار لمحاربة الكورد وضربت العاصمة السليمانية بطائرات الهوكرهنتر أليست بريطانيا؟ الخ. محبتي
لم يتم إكتشاف النفط في كركوك سنة 1927 كما تفضلت, بل كان موجوداً في منطقة بابا كركر منذ القديم, وكان العثمانيون يستخرجون نفطها بشكل بدائي (بالسطل) من آبار يحفرونها بعمق قامة لا أكثر و كان النفط يطفو على السطح كلما سحبوا منها بهذه الأسطل, ويحملونها على الحمير و يبيعونها داخل المدينة لأصحاب الخانات و الحمامات الشعبية وللأهالي بشكل عام. وقد أُعطيت وكالة بيع النفط لعائلة كانت لها حظوة لدى العثمانيين عُرفوا بعائلة (نفطجلار) وعُرفوا ايضا بإسم بكلار _(البيكاوات) وسُميت المحلة التي سكنوها -ولا زالوا-بمحلة بكلار. ولما دخل الإنكليز الى كركوك عام 1918 لم يكونوا بحاجة الى إكتشاف النفط, وسبب دخولهم الى كركوك ومن ثم الموصل على الرغم من وجود وقف إطلاق النار مع الأتراك كان بسبب النفط. بدأت الشركات البريطانية والهولندية و الفرنسية إضافة الى مؤسسة كولبنكيان بأعمال توسيع هذه الآبار وإقامة المنشات ومدّ الأنابيب في عام 1927 وإنتهت عام 1935 لتبدأ عملية تسويقها عبر الاراضي السورية الى ميناء بانياس. ثم تقول في ردّك ( لم تأت أحد من لورستان حتى يتوظف في كركوك). أقول, بل جاء الكثيرون وأصبح لهم تجمعات سكنية خاصة بهم قامت الشركة ببناءها لهم, وبسبب أعدادهم الكبيرة بنى لهم أحد التجار لهم حسينية وهي الحسينية الوحيدة في كركوك. ثم تقول ( لنفترض جدلاً جاءوا للعمل في كركوك، ما الضير في هذا، كركوك مدينة من مدن كوردستان) وهل قلت انا هنالك ضير؟ كنتُ اردّ على العبارة التي وردت في المقالة بأن الإنكليز جلبوا المسيحيين والارمن الى كركوك للعمل في الشركة من خارج
كوردستان. أقول, هذا صحيح وبالتحديد من منطقة (أورمية و هكاري), وفي إعتقادي انهما أيضاً جزء من كوردستان إذا تحدثنا بالمفهوم القومي العام, فما الضير ان يأتي مواطنون مسيحيون من أجزاء اخرى من كوردستنا الى كركوك للعمل فيها؟ وأنا اجزم لك بأن معظم المسيحيين الذين وصلوا الى كركوك كانوا من التبعية الإيرانية والعثمانية. اما المسحيّون من أصل كركوك فقد عاشوا في القلعة (قلعة كركوك الأثرية) منذ القديم, ويطلق عليهم الترمان تسمية (قلعة كاوري) أي كفار القلعة. لم يأتِ الإنكليز العرب الى داخل كركوك من أجل تعريبها, وإلا كانوا هم الأعلبية لان كركوك كانت آنذاك ولغاية الخمسينيات مدينة صغيرة عبارة عن بضع محلات سكنية, والناس كانوا يعرفون بعضهم البعض ويعرفون من هو الوافد الجديد ومن هو إبن كركوك اصلاً. إستوطنت العشائر العربية (الجبور والعبيد والحمدان وبني عزة) في منطقة سميت بالحويجة خارج كركوك بمسافة بعيدة, قريبة من نهر دجلة ضمن مشروع زراعي في عهد رئيس الوزراء العراقي ياسين الهاشمي الذي كان له توجهات قومية. نعم إحتاجت الشركة الى عدد من الموظفين العرب بسبب معرفتهم العربية قراءة وكتابة,ولم يكن الكورد او التركمان يجيدون العربية آنذاك إلا ما ندر, وكانت الامية آنذاك طاغية بين الناس بشكل عام. معظم سكان كركوك آنذاك لم يكونوا يجيدون التحدث بالعربية ( هل كان العثمانيون يعلمونهم العربية؟). والمسألة لا تحلّ بمنطق شخص معين مهما ظن نفسه صاحب منطق, وإنما هنالك تاريخ و واقع لا احد يستطيع إلغاءهما بجرة قلم لأن منطقه يقول ذلك, و إسأل المجرب ولا تسأل صاحب منطق, وأهل مكة بعد ذلك اعرف بشعابها. تحياتي لك ولكل اهل لورستان فهم دائما في القلب والوجدان, فلي فيهم اصحاب و معارف وهم أهل شرف و نبل وفضيلة, وكوردستان لجميع اهل كوردستان.