تركيا والطريق نحو السلام  –  ا . د  قاسم المندلاوي 

اليس من الافضل لتركيا المبادرة بحل دبلوماسي سلمي مع الاكراد تركيا وسوريا بدلا من الحل الدبلوماسي مع امريكا و روسيا حول الاكراد ؟ يا سيد الرئيس ” رجب طيب اردوغان  ”   اما حان الوقت للابتعاد كليا عن  لغة التهديد ودق طبول الحرب على الكورد في سوريا و العراق وهم خارج حدود بلادك ؟ يا سيد الرئيس : هؤلاء في سوريا و العراق ليسوا ” ارهاب ” هم اكراد يحاربون الارهاب المرسل اليهم من قبل تركيا وهم  يحاربون هذه الجماعات الغازية الفاشية نيابة عن المنطقة والعالم ، يا سيد الرئيس : صحيح نعيش في عصر اشبه بعصر الغابات ” القوي المستبد و المتكبر يظلم ويقتل الناس ” اطفال و شباب ونساء وغيرهم ” بتهم كاذبة ويفعل بهم كما يريد دون خوف وبلا حساب ” ولكن اعلم جيدا : ان حبل الظالم قصير لان الله سبحانه و تعالى ” يمهل و لا يهمل ” وانه ينتقم من الظالم وهو على قيد الحياة في الدنيا قبل حساب الاخرة وقال  الامام علي ابن ابي طالب ” ع ” .. اذا رايت الظالم مستمرا في ظلمه فاعرف ان نهايته محتومة ، واذا رايت المظلوم مستمرا في مقاومته فاعرف ان انتصاره محتوم ..” يا سيد الرئيس : الى متى يستمر ظلمك للشعب الكوردي وعدم الاعتراف بحقوقهم كمواطين علما قد تجاوز نفوسهم  30 مليون في تركيا وحدها  ؟ ماذا تستفيد تركيا من الحرب سوى المآسي و الويلات والخراب للكورد وللترك معا ؟ واخيرا وليس آخرا : يا سيد الرئيس : ما ذنب الجندي التركي المسكين المدفوع به قسرا الى محرقة الحرب و يقتل و نفس الشيء للكوردي المظلوم الذي هو جالس في بيته وينتظر رحمة الله ؟ أما حان الوقت لاحلال ” السلام ” في كوردستان بدلا من ” الحرب ” و ما يخلفه من الدمار و الخراب وخسارة للطاقات البشرية والاموال وغيرها ؟  الا تعلم ان الله يحب السلام لان ” السلام ” اسم من اسماء الله الاعظم ، ويعني ان الله ينزل السلام على عباده الصالحين ، وقد امرنا الله بالسلام في الكثير من الايات الكريمة في القران المجيد للدلالة على اهمية السلام و قيمتها في حياتنا الاجتماعية و خاصة الامن والسكينة و الامان و الاستقرار و المحبة والرفاهية و الخير والعمل الصالح بين الناس و المجتمع ، بدلا من الظلم و العنف و الاضطهاد و القسوة وسفك الدماء و الخراب اا  قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم ” يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ، ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين ” ص ” سورة البقرة 208  وقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” و الله يدعو الى دار السلام ، و يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ” ص ” سورة يونس 25 ” يا سيد  الرئيس : الاكراد والاتراك هم شعبك اولا وهم اخوه وسيبقون اخوة ، لا تفرق بين الاخوة ، انهم يعيشون جنبا الى جنب ويخدمون البلاد في كل صغيرة و كبيرة ” عسكريا و تجاريا و زراعيا وصناعيا وخدميا .. الخ ” وهناك تقارب كبير في حياتهم الاسرية في الزواج وفي الافراح و الاحزان وغيرها  ، لا تفرق بينهم  ، عليك الاعتراف بحقوقهم الانسانية و الحضارية بالعدل و المساواة  ، فتكسب رضا الله وهو المهم ، قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ” ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البريه ” ص ” سورة البينة الاية 7 ”  يا سيد الرئيس : عليك كسب ورضا ومحبة الكورد الى جانبك من خلال الاعتراف بحقوقهم العادلة و المشروعة لا بالتهديد والحرب واحتلال ارضهم وهدم بيوتهم وخراب مزارعهم وبساتينهم وتشريد عوائلهم ، قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” ان الله يامر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون ” ص ” سورة النحل الاية 90   يا سيد الرئيس عليك : نشر العدل و احقاق  ماهو حق و رد الظلم و انصاف المظلوم و الاصلاح و الاحسان و التعاون و الكلمة الطيبة بين المجتمع التركي وهذا مما يرفع من مقامك الى اعلى الدرجات والمراتب عند الله قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ” والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم و لنجزينهم احس الذي كانوا يعملون ” ص ” سورة العنكبوت  الاية 7 ”  يا سيد الرئيس نحن اهل الفكر و القلم  نقدم ما لدينا من افكار و نصح ” او نصائح  ” ولا نريد منك جزاء ولا شكورا  ان اجرنا الا على الله ، يا سيد الرئيس : ننصحك ان تبتعد و تغادر ” الغرور و الكبرياء وحب الانتقام ” ، وان  تبدل ” ثوب الحرب و الشر” بثوب ” السلام و الرحمة ” فتربح وتضمن مقاما كريما عند الله العظيم ، قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ” والعصران الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا  الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ” ص ” ختاما يا سيدي الرئيس : نرجوا من الله القادر العظيم ان يشفيك من مرض” داء العظمة وداء الحرب ”  ويهديك  الى طريق ” السلام ” ونشر العدل و العدالة والاصلاح في البلاد

4 Comments on “تركيا والطريق نحو السلام  –  ا . د  قاسم المندلاوي ”

  1. الدكتور قاسم المندلاوي المحترم شكرا جزيلا لكم على هذا المقال الرائع واتمنى على الرئيس اردوكان ان يطلع عليه واقول ان من الخير ان يلتفت كل حاكم الى مشاكل بلاده وان يتجنب سياسة التدخل في شؤون الغير وفرض الارادات لانها لا تحقق شيئا سوى الخسارة ولعل في هذه الايات البينات التي تفظلتم بذكرها خير دليل على ما تقول مع فائق احترامي و تقديري لكم .

  2. الأستاذ قاسم المندلاوي المحترم
    تحية
    “الاكراد تركيا وسوريا بدلا من الحل الدبلوماسي مع امريكا و روسيا حول الاكراد ؟”
    الكرد في تركيا وسوريا بدلا من الحل الدبلوماسي مع امريكا و روسيا حول الكرد ؟
    محمد توفيق علي

  3. شكرا للاخ عبد الرسول على مرورك الكريم و تعليقك الهادف المفيد ، وفي الحقيقة كتبت هذا المقال واردت ان ينشر قبل ان تقع كارثرة اخرى ” لا سامح الله ” على الشعب الكوردي المظلوم والمسكين وقبل ان يتفق تجار امريكا و روسيا الكبار الذين لا رحمة في قلوبهم مطلقا سوى المصالح و الاتفاق على صفقات تجارية اخرى على حساب حقوق الكورد المغتصبة في ” غرب كوردستان – شمال شرق سوريا ” وبالفعل تم نشر المقال “في صوت كوردستان – مشكور الاخ استاذ هشام عقراوي – رئيس التحرير ” وفي ” صوت العراق – مشكور الاخ استاذ انور عبد الرحمن – رئيس التحرير ” وابتعدة تمام البعد عن استخدام اسلوب او انتقاد جارح لان ذلك يثير ويهيج الموقف باتجاه معاكس للسلام ، وشرحت الامور باسلوب الاكثر تاثيرا ومفيدا خلال ذكري الايات من ذكر الحكيم و ركزت على اهمية العمل الصالح و السلام الذي يرضي الله خالقنا العظيم .. وهو الاهم و المهم مرة اخرى شكرا لك .

Comments are closed.