مفاجآت انتخابات برلمان العراق 10-10- 2021م – خالد علوكة

دون شك فاز الشعب في هذه الانتخابات النزيهة ولو قلة المشاركة ب 39% او41% من الناخبين جعل فكرة حكم الاقلية الفائزة على ألاكثرية الذين قاطعوا الانتخابات عجيبة ومثيرة للجدل بل كيف يفهمنا القانون الانتخابي بقبول حكم الأقل مشارك فازوا على الاكثرية المقاطعة للانتخابات ؟ انها لعبة الديمقرطية والقانون الجديد .

نظام الدائرة المغلقة الذي وافق عليه البعض وفرض بارادة صدرية افرز نتائج لاتعجب كل الاطراف والكتل على الرغم من تصدر التيار الصدرى لمقاعد البرلمان وارتفاع مقاعد بعض الاحزاب على حساب مثيلاتها وهبوط كتل واحزاب وحركات الى الاسفل مما حدى بها بالرفض والتهديد لتغيير النتائج بحجة التزوير رغم ان الانتخابات السابقة كان فيها تزوير لطريقتها البدائية في الية التصويت ، اما انتخابات 10-10-2020 م فان نسبة التزوير ضئيلة تقريبا والعد اليدوى اكد ذلك مع هذا لم تكون انتخابات ديمقراطية لاهمال اصوات الخارج وثانيا مناطقية الدائرة المغلقة يحسب عليها النفس الطائفي .

ورغم أن الديمقراطية بمفهومها العام هي حرية التعبير والرفض والجدل بطريقة سلمية وهذا جيد وهذه الانتخابات كسرت تسلط وتصدر بعض الكتل والاحزاب وازاحتهم من كراسيهم ومن المشهد السياسي تقريبا وكان ازاحتهم لعدم رضى الشعب عليهم وهذا موشر ايجابي للشعب العراقي بتغير حاله المأساوى في اصلاح سياسي واقتصادي شامل .

من المفاجآت الجيدة بالقانون الجديد صعود 26 نائبا من شخصيات سياسية مستقلة وفرضت نفسها على ألمشهد السياسي البرلماني العراقي مع حركات حديثة العهد ربما افرزتها انتفاضة تشرين وضغط الشارع العراقي والاكثر جاءت من سوء تصرف وحكم الكتل السابقة وفشلها في ادارة الدولة منذ انتخابات 2005 وكانه طبقت حكمة (المجرب لايجرب) .

بل ان بعض المستقلين من الرجال حصل على اصوات كبيرة تفوق 50 الف صوت لوحده !! لم يحصل غيره من التيار والكتل الكبيرة الفائزة بهذا الرقم  خدمته الدائرة المغلقة بالقانون الجديد والتف حوله كل من اهله واقاربه وسلوكه قبل التصويت  ، ومن هنا فان الانتخابات القادمة اذا كانت مغلقة او مفتوحه فان هذا التغيير سوف يزاحم الكتل والاحزاب الكبيرة في عقر دارها حتى لو كان تاثيرها بالمال والسلطة والتوظيف كبيرا . ونفس المفاجآت حصلت  للحركات الجديدة بحيث تصدرت بعض النساء وحصلت المرأة على رقم يفوق ال 25 الف صوت منفردة ولوحدها وهذا الموشر سيرفع نواب اخرين بالصعود في حال ترشيحهم في هذا النظام الانتخابي  .

 ومن الممكن صعود شخصيات قوية وكبيرة في الانتخابات القادمة في عام 2024م تغير موازين الحال وتقاسم الحصص والمناصب حسب النتائج كون نسبة مشاركة بعض الاحزاب قد نقص فمثلا كان اصوات احدى الاحزاب في انتخابات عام 2018 بحدود 750 الف مشارك فان هذا العام كان 500 الف مصوت ومشارك لصالحه !!..

 واذا لم تعي الاحزاب والتيارات والكتل الحالية لعبة الانتخابات الديمقراطية فان تقليص الكبير سيكون وارداَ بزحف الصغير وصناديق الاقتراع تكون الفاصل والحاسم شعبية الشارع  .

وعن موقف الاقليات من نصيبها في نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة فان الهجرة والنزوج غير اللعبة بحيث خسرت بالهجرة الاخوة المسيحيين  وربما ربحت اخرى باحتساب اصوات النازحين مع القوات الامنية بالاقتراع الخاص ، وقد خسر الاخوة المسيحية والشبك من وراء الكوتا اصوات كثيرة بتاثير اتساع دائرة الاقتراع المسيحية في كل العراق وسيطرة بابليون على حصة الاسد من الاصوات بينما نسبة خسارة الايزيدية في الكوتا كان اقل من خسارة الاصوات في كوتا الاخوة المسيحية والشبك .

الكوتا الايزيدية رشح لها 7 اشخاص وهذا خطأ وتجني على آمال شعبهم المسكين  قياسا لعدد نفوس الايزيدية في العراق ورفض اصوات الخارج ولاداعي للتنافس على أمر لاتربح به كون هناك من رشح نواب قبلكم في دورات سابقة من رتبة مهندسة ودكتور واستاذ لغات واحترامي لهم ولكم ، ولم يحالفهم الحظ امام عيوننا فكيف تعيدون الكرة بالدوران في كل انتخابات ؟.

  وكان متوقعا عدم خروج الكوتا من سنجار ولوانه حصلنا ايزيديا في سنجارعلى مقعدين ومنطقة ولاة شيخ مقعد واحد فكان تكمل الحفلة  بمقعد لبعشيقة وبحزاني ومع هذا لافرق لان قلبنا وروحنا مريضة بالم سنجار الكبير ، والحمدلله على كل حال صعود اربعة نواب من جماعتنا اعتبره فال حسن كونهم ذو تجربة سابقة في البرلمان ونامل خيرا للكوتا ايضا . وتقع على عاتق نوابنا الفائزين لعام 2021م مهمة اولى عودة نازحي سنجار ومصير السبايا لدى داعش وانشاء جامعة في سنجار لامتصاص تشرد طلبتها المتفوقين … والف مبروك لكل مجتهد وحظ اوفر لغيرهم بامل الفوز مستقبلا .

اكتوبر 2021م