الدكتور الراحل الكبير علي الوردي/رسالة خاصة(9) –  عبد الرضا حمد جاسم 

يتبع ما قبله لطفاً 

في الجزء السابق توقفتُ عند التالي: [أعرف إنك وقعت في أخطاء كثيرة وجل من لا يخطئ وكلنا نخطئ لكن مَنْ أشار الى اخطائك لغرض التصويب قليل من محبيك وهم بذلك على خطأ مع احترامي لهم جميعاً…وانت سيد العارفين من أن المخطئ بريء لأنه بشر ولم ينتبه للخطأ في زحمة ذلك الزمان وتلك الأوقات والظروف القاسية وحتى هذا الزمان وفي المستقبل. وقد كتبتُ بخصوص ذلك ودون ذكر الأسماء والعناوين اضطراراً وهذه اول مرة وأعدك أنها كانت وستكون الأخيرة أتمنى ان تكون قد اطلعت عليها، حيث نشرتُ مقالة في صحيفة المثقف الغراء بعنوان: [كل بني آدم خطَّاءْ، وخير الخطائين التوابون] بتاريخ 25.07.2021 الرابط 

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=957109&catid=3 29&Itemid=1249 

ونَشَرْتُ بعدها ما ذَكَرْتُ به/ فيه بعض تلك الأخطاء أو غير الدقيقات وبالأسماء والإشارات وذَّكرتُ البعض بواسطتها واليوم أذكر لك مثالين/ نموذجين عن/من تلك الأخطاء هما على جانبين الأول أخطاءك والثاني أخطاء الغير في نقلهم عنك وابدأ في: 

أخطاؤك وكما في الأمثلة التالية: 

أولاً:  

في كتابك/ دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965 ص (370) ورد التالي: [وقد شهدتُ بنفسي منذ أربعين عام تقريبا رجلاً من العامة يعتدي على اخر لأنه سمعه يقول ان المطر ينزل من البخار وقد صدر في تلك الأيام كتاب عنوانه ’’ السيف البتار على الكفار الذين يقولون المطر من البخار] انتهى 

 واثناء البحث حول الموضوع وجدت في صفحة على الفيسبوك /صعاليك العرب/ مقالة للدكتور محمد حسين اليوسفي بتاريخ 24مايو/آيار2012 تحت عنوان: [الإصابة في منع النساء من الكتابة] النص التالي المأخوذ حسب الكاتب من: [المجلد 6 من لمحات اجتماعية من تاريخ العراق ص363: [وفي عام (1924) صدر في النجف ـ والكلام للوردي ـ كتاب مطبوع لأحد رجال الدين هو الشيخ عبد الله المامقاني كان عنوانه: (السيف البتار في الرد على من يقول ان الغيم من البخار)] انتهى 

*ملاحظة: (نُشِرِتْ هذه المقالة ايضاً في صحيفة البيان الإماراتية في 24 مايو/آيار2012 واُعيد نشرها في الانطولوجيا بتاريخ 21 ابريل/نيسان 2020 وربما عشرات بل مئات او الاف المقالات) !؟ 

استاذي الفاضل: هنا كتابين هما: 

1ـ ما قلتَ عنه [السيف البتار على الكفار الذين يقولون المطر من البخار] كما ورد أعلاه واضيف إنك سبقت عنوان الكتاب بالقول: (قبل أربعين عاماً) وبحسبة بسيطة نقول فيها ان تاريخ صدور كتابك دراسة في طبيعة المجتمع العراقي عام 1965 عليه سيكون تاريخ صدور هذا الكتاب هو بحدود عام 1924. 

والكتاب الثاني كما ورد في أعلاه نقلاً عن كاتب المقالة من إنك ذكرت ذلك في ج6 لمحات وورد عنوانه: [السيف البتار في الرد على من يقول ان الغيم من البخار] وسبقت العنوان انه صدر في عام (1924) في النجف كتاب مطبوع لأحد رجال الدين هو الشيخ عبد الله المامقاني. وبنفس الحسبة البسيطة نجد انه صادر عام 1924 

هذا يعني ان هناك كتابين صدرا في نفس العام أي عام 1924 هذا ما يُفهم من المقطع الذي ورد في ص370 من كتابك المذكور وما نُسب انه ورد في ص363 ج6 لمحات… والفرق بين الكتابين هو في الأول ورد (المطر) وفي الثانية(الغيم) وانت تعرف معنى ذلك وتعرف اليوم انه حتى عام 2020 أي بعد أكثر من نصف قرن يتناقل البعض هذا الخطأ معتمدين على الثقة فيما كتبت وطرحت وهنا المشكلة. وعندما تقول لهم غير ذلك يجيبون: [بابا أنت افهم من الوردي] أو [قابل احنه أحسن من الوردي] !!! 

استاذي الفاضل انت المسؤول عن كل هذه المنشورات…وانت بهذا الطرح أخطأًت ًبحق نفسك وحق محبيك.  

ثانياً: 

 في وعاظ السلاطين/1954 ص (29) كتبتَ التالي: [وصف الامام علي بن ابي طالب الناس في عهده قائلاً: (واعلموا أنكم صرتم بعد الهجرة أعرابا، وبعد الموالاة أحزابا، ما تتعلقون من الإسلام إلا باسمه، ولا تعرفون من الإيمان إلا رسمه. تقولون (العار ولا النار) كأنكم تريدون أن تكفئوا الإسلام على وجهه] أنتهى. 

والصحيح هو ((النار ولا العار) حيث (العار ولا النار) يتنافى مع معنى وقصد قول الامام علي بن ابي طالب فمن يقبل العار في سبيل الخلاص من النار هو مؤمن مخلص لدينه بحيث يضحي بكل شيء في الحياة الدنيا ليتخلص من عذاب نار الآخرة وهذا ما أراده الامام علي بن ابي طالب لأن عار الدنيا يمكن معالجته وفيه اختلاف كبير…لكن نار الأخرة لا يمكن الهروب منها. وهذا ما سار عليه النبي محمد ومن تبعه حيث قبلوا (عار) محاربة دين آبائهم واجدادهم (حسب تصور قريش وقتها) في سبيل تبليغ رسالته التي تؤدي للخلاص من نار جهنم التي أعدت للمشركين.  

أليس في تحريف هذا القول ما يمكن ان يُفسر بأنه خطأ بحق صاحب القول الخليفة الرابع الذي كما يعكس قولك هذا انه غير بليغ وهو صاحب نهج البلاغة وغير عارف بدينه وهو الخليفة الرابع وابن عم الرسول وتربى في احضانه؟  

أما إذا كنتَ تقصد عار ونار الدنيا فعليك ان لا تلجأ لتحريف قول الامام علي ابن ابي طالب. 

 فربما بل هناك الكثيرين الذين يقبلون عار الذل والخنوع في الدنيا على نار عقوبة السلاطين وهذا ما لا يقصده الامام علي بن ابي طالب.  

القول الصحيح هو (النار ولا العار) يتوافق مع طرح صاحب القول حيث يقبلون بنار الأخرة التي يشككون بها على عار حاضرهم الذي سيطوقهم.  

ما ورد في (1) و(2) يُجسد عدم الدقة وقد يُحسب غش وحتى كذب مع الاسف وانا اشير اليهما في غيابك حتى اُخَّلصك من اثميهما الثقيلين. الغريب إنك حتى انتقالك الى عالمك الجديد الذي تعيش فيه منذ العام 1995 لم تعالجهما او تعتذر عنهما بقول او تصريح او توجيه او ملاحظة في كتاب او صحيفة أو برنامج او لقاء في مجلس علمي او ثقافي حيث انهما مستمرين من عام 1954 الى وفاتك عام 1995 مروراً في عام 1965 أي بحدود(40) وهذه دلالة على إنك لا تعيد قراءة ما تنشر وهذا ما ورثه بعض محبيك عنك حيثُ يسيرون اليوم على نفس ذلك المسار والشواهد كثيرة بل كثيرة جداً حيث لا يقرءون بدقة كما يبدو لأنه لا أحد منهم على حد علمي أشار الى ذلك بوجودك او بغيابك. (ملاحظة: أكيد انني لم اقرأ كل من رد عليك فربما تطرق الى ذلك أحد وضاعت تلك الحالة). 

هذه الحالة التي ورثها محبيك عنك ستنتج شريحة تشبههم وتشبهك من كُتابْ وقُراء المستقبل وهنا الكارثة الكبرى. انا اليوم اطرح مثل هذه الامور نيابة عنك رغم عدم تكليفك لي بذلك…لكن للحب والهيام أوامر وأحكام.  

واحدة من المشاكل التي يتسبب بها محبيك هي انهم ينشرون تلك الأخطاء ويبررونها ويضيفون عليها ويطوروها ويكاثروها ويوسعوها كما في تكريم حاكم نيويورك وحاكم تكساس وقضية المُرافق الأقدم لصدام حسين التي اشرتُ اليهما في سابقات وغيرها الكثير ولا يصححونها حتى عندما تُعرض عليهم بالأدلة والبراهين.  

يقف امامي سؤال يُلِحُ عليَّ أن اطرحه عليك… سؤال ارجو ان تتقبله برحابة صدر وحُسن ظن وهو: كم من مثل هذه الأخطاء كانت في رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه والناس في تكساس لا تعرف اللغة العربية ويلتبس عليها الحال ولا تعرف امثالنا والاقوال؟ 

أخطاءك انت مسؤول عنها ومسؤولية من استعارها هي نشر الإشارة اليها عندما تُعرض عليه كما فعل طيب الذكر الراحل الدكتور حسين سرمك حسن له الرحمة في مقالته: [علي الوردي (8): كيف مزّق الصراع النفسي الإسلام وجعل العراقيين أهل شقاق ونفاق؟] بتاريخ 10.02.2014 الرابط 

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=84103&catid=258&Itemid=317 

حيث ضَّمَنَها قولك الذي نسبته للإمام علي بن ابي طالب (العار ولا النار) بدل (النار ولا العار) حيث قام له الرحمة والذكر الطيب بنشر التنبيه الذي وصله مني من خلال خدمة التعليق رغم ان التعليق جاء بعد حوالي (5) أعوام على نشر المقالة، وبذلك وضع الصح والخطأ امام القارئ وهذا هو التصرف الصحيح لأن الأصل هو خطاءُك أيها الكريم الوردي ولم يكن خطأ في النقل عنك حتى يعتذر عنه وعليه… لك وللراحل الغالي دكتور حسين سرمك حسن الرحمة والذكر الطيب الدائم.  

البعض من محبيك لا يعالجون الخطأ وهو ممكن وسهل حتى بعد ان يتم ارشادهم اليه وبيانه لهم وتوضيحه للعامة وهنا المشكلة وبالذات من أساتذة! بمواقع علمية مرموقة ربما حتى ارفع من موقعك العلمي الوظيفي. 

ما ورد أعلاه أخطاءك انت وحدك القادر على تصحيحهما مع غيرها من اخطاء وقد فات الوقت وواجب التصحيح يقع علينا نحن قراء ما نشرتَ من خلال الإشارة اليها وبيانها لقراء المستقبل احتراماً لهم ولنا ولك. 

لكن هناك من يتهرب حتى من الإشارة الى الخطأ حتى لو عُرِضَ امامه والبعض منهم يرفض تصحيحه وكأنهم يشعر إن في التصحيح ثلم لمكانته العلمية وهذا تجني على النفس والعلم والكتابة. 

تلك بعض اخطاءك وواجب التصرف الصحيح معها كما ورد اعلاه والتالي أخطأ غيرك في نقلهم عنك واصرارهم على عدم معالجتها من خلال تكرارها وعدم نشر ما يَّرِدَهُمْ عنها وقد يتصور البعض بعد حين انهم يتقصدون ترسيخ هذه الأخطاء وهذا ما لا أعتقد وأتصور وهي على كل حال صعبة وتحتاج ال معالجة بتسليط الضوء عليها وهذا واجب القارئ والكاتب بعيد عن سوء الظن. 

يتبع لطفاً