43 عاما من البٶس والفقر والحرمان – سعاد عزيز

 

يمکن القول وبکل ثقة وإطمئنان بأنه ليس هناك من شعب في العالم قد عانى ويعاني على يد النظام السياسي القائم في بلاده، کما هو الحال مع الشعب الايراني وماعانه ويعانيه على يد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ 43 عاما، والذي يضاعف من معاناة الشعب الايراني ويجعله يشعر بالکثير من الالم والاحباط هو إن بلاده يعتبر من البلدان الغنية في العالم ويمتلك ثروات وموارد طبيعية مختلفة بحيث إنها لو کانت بيد أي نظام سياسي إعتيادي وحتى دون المستوى المطلوب لکان الشعب الايراني يتمتع بأوضاع متوسطة ولانقول مرفهة، رغم إن الواقع يستوجب بأن کان هذا الشعب وبحسب مايمتلکه من ثروات وموارد طبيعية وإمکانيات کان يجب أن يکون في عداد الشعوب المرفهة، لکنه وبحسب المٶشرات والحقائق والوقائع والاوضاع السائدة في بلاده، فإنه وللأسف البالغ ليس من ضمن الشعوب الفقيرة فقط وإنما البائسة أيضا!

بحسب ماقد أفاد الموقع الإلكتروني “إيكو إيران” في 3 يناير، فإن مؤشر البؤس في  ظل حكم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانيـة، قد بلغ 55.4 في صيف العام الماضي.  وقد كان هذا القدر من مؤشر البؤس غير مسبوق في العقد الماضي، إذ بلغت التغيرات في الرقم القياسي لأسعار السلع والخدمات الاستهلاكية في المواسم الأربعة السابقة لصيف هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي (متوسط ​​التضخم) 45.8. كما بلغ معدل البطالة هذا الصيف حوالي 9.6. وبشكل عام فإن مؤشر البؤس يساوي مجموع معدل التضخم ومعدل البطالة. تشير الأرقام الأعلى لهذا المؤشر إلى أن الفئات العشرية الأدنى في المجتمع أصبحت أكثر فقرا وأن الناس يواجهون مشاكل أكثر في كسب لقمة العيش. ووفقا لخبراء حكوميين، هناك 33 مليون شخص في إيران يعيشون في فقر مدقع.

واقع البٶس والحرمان الذي يعيشه الشعب الايراني بسبب الحکم الفاسد والمعادي للشعب الايراني قد وصلت الى حد بأن يتم جعل إيران البلد الغني وصاحب الامکانيات والموارد الطبيعية الهائلة الى جنب بلدان فقيرة مثل إثيوبيا وأوغندا وأفغانستان وموزمبيق ومدغشقر ونيجيريا وبوركينا فاسو ومالي وملاوي وتشاد وزيمبابوي وغينيا ورواندا، ذلك إن الحکومة الالمانية التي تعهدت بإهداء لقاح کورونا للدول الفقيرة، فإنها قد أدرجت إيران أيضا ضمن قائمة الدول الفقيرة، وهذه الحقيقة قد إعترف بها الخبير الحكومي في المجال الصحي، محمدرضا محبوب فر، بحسب ماقد نشرته صحيفة”إقتصاد بويا” في عددها الصادر في الاول من يناير 2022،  لکن المثير للسخرية والتهکم، إن نفس الخبير أعلاه أضاف أيضا بأن إيران تحتل المرتبة الـ 5 عالميا من حيث امتلاك النفط والغاز والموارد الطبيعية، إلا أنها عاجزة عن التواصل مع شركات التطعيم الأجنبية ذات السمعة الطيبة، من قبيل شركتي فايزر ومدرنا؛ بسبب السياسات السائدة في البلاد، ولا يمكنها أن تستورد اللقاحات الأجنبية المعتمدة ولا ترغب في ذلك، على الرغم من أنه لم يتم تطعيم عدد كبير من سكانها؛ بسبب انعدام الثقة في اللقاحات المتاحة في سلة التطعيمات الخاصة بالبلاد!

One Comment on “43 عاما من البٶس والفقر والحرمان – سعاد عزيز”

  1. الحكومة الايرانية مثل بقية الحكومات الديكتاتورية في الشرق الاوسط اخر همها هو الشعب الايراني ورفاهية الشعب لانه لديها مشروع تصدير الثورة الاسلامية الشيعية الى دول المنطقة لذلك هي تدعم الشيعة في دول المنطقة ماليا وعسكريا من اجل اجنداتها الطائفية وبسط سيطرتها على المنطقة لذلك هي تبذر بالاموال الايرانية وتخلق الازمات في المنطقة بدل الالتفاف للوضع الداخلي وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين بل بالعكس هي تعمل على تجويع المواطنين من اجل ان لايفكروا بالسياسة وانما فقط يركضون خلف تامين لقمة العيش.
    الحل لكل دول المنطقة وعلى راسها ايران هي الانظمة الديمقراطية بعيد عن الاجندات الدينية والطائفية والعنصرية المقيته.

Comments are closed.