خاض مُعتَرَك الحياة بكل تَقلّباتها لِعُقود وعقود.
ذاق حُلوها ومرّها، عاش عِزَّ الوطن وذل الغُربة، مرارة الوحدة وفقد الأحبة وحلاوة الصُّحبة، طعم الغنى والفقر، ضَحكَ وبكى، فَرحَ وحزن، شَبع وجاع، خانته صحته لِيتراجع المرض بعد ذلك، أعطى وأخذ، مَدَّ يَدَ العَوْنِ للآخرين ومُدَّتْ إليه و …
لقد بَدَتِ له الحياة وكأنها كتاب مفتوح.
هكذا، وإستناداً إلى عُصارة تجربته أعلاه، كتب في وصيته بوجوب كتابة النقاط أدناه على شاهد قبره الرمزيّ.
نعم، قبره الرمزيّ.
فَغياب العدالة التي لَمَسها في حياته بين بني البشر على كوكب الأرض.
زرعت في نفسه قناعة لا رجعة فيها بضرورة الوصية بإحراق جثمانه بعد وفاته.
وذلك على أمل أن يقطع كل خيط قد يربطه بشكل أو بآخر بهذا العالم البائس الجائر.
وهذه النقاط هي :
# يموت جوعاً مَن لم يملك المال، حتى وإن تَكدَّست على الرفوف أطنان الغذاء.
# يموت بمرضه مَن لم يدفع الثمن، حتى وإن وُجِدَ الطبيب والدواء.
# يُقتل ظُلماً مَن لم يمتلك مَخالبَ وأنياباً، حتى وإن نَطَقَ بالعَدل القضاء.
نعم، إنها عبثية الوجود، حيث قسوة الحياة ممزوجة بجشع الإنسان وغروره.
===========
بهزاد بامرني
2022-01-22
أكثر من راءع