الوعي الكردي القومي تعرض عبر تاريخه الطويل لمحاولات كيّ كثيرة ومختلفة، وأكثرها كانت على المحتلين الأجانب لكردستان، وخاصة على يد المحتلين الفرس، الرومان/البيزنطيين، المحتلين العرب، وأخير المحتلين الأتراك.
ولا هذا لا يعني أنه لم يكن هناك محاولات داخلية، لصبغ الهوية القومية الكردية من أطراف كردية، بأصباغ عائلية وعشائرية ومذهبية ودينية متعددة، وسنتوقف عند البعض منها، لنفهم أسباب ذلك ومدى تأثيرها على فشل الشعب الكردي في التوصل لصيغة يستطيع من خلالها جمع كافة الكرد في بوتقة مجتمعية واحدة، وبناء دولة كردية تضم جميع أبنائها ويعيشون في كنفها بأمان ومساواة بين الجميع.
دعونا أولآ نبدآ بالمحتلين لكردستان ومحاولاتهم الخبيثة كيّ الوعي الكردي القوميوبالأقدم ثم فالأحدث وهكذا، ووفق هذا الترتيب سنرتب أسماء المحتلين لكردستان والحديدث عنهم كلآ على حدى. وفي الجزء الثاني من هذه المقالة أو الموضوع سوف نتحدث عن المحاولات الداخلية.
أولآ، المحتلين الفرس:
حاول الفرس منذ غدر “كورش” حفيد أخر الملوك الكرد الميديين بجده، وإتفاقه سرآ مع البابليين والعمل للقضاء على دولة جده وإلى الأن، كيّ الوعي الكردي القومي، بصبغة فارسية مقيتة. تارة بالقول أن الكرد هم فرع من القومية الفارسية، وتارةً أنهم بدو الفرس، مع العلم ان الفرس كانوا عبيدا عند الكرد في عهد إمبراطورية ميديا الكردية.
ومنذ عهد الدولة الصفوية وحتى أيامنا هذه يحاولون كيّ الوعي الكردي القومي، بصبغ إيرانية وإسلامية حقيرة، من خلال القول أننا جميعآ إيرانيين ولا فرق بيننا، ومن الناحية الأخرى كلنا مسلمين وإن إختلفت مذاهبنا. كل ذلك ترافق مع القمع، القتل، السجن، التهجير، التكيل، ثم التعتيم الكامل على تاريخ الشعب الكردي، وفرض اللغة الفارسية عليه، وسرقة التاريخ الكردي ونسبه لأنفسهم بكل وقاحة وصلافة. وهذا الوضع مستمر لليوم وللأسف تمكن الفرس من تفريس الكثيرين من الكرد وتشييعهم، وفصلهم عن لغتهم الكردية، التي سرق الفرس جل مفرداتها، ومن ثم إدعوا كذبآ أنها مفردات فارسية، وإذا جردنا اللغة الفارسية من المصطلحات الكردية لبقيا هؤلاء المحتلين والمجرمين والقتلة والسراق من دون لغة بكل معنى الكلمة. ومنذ مئات السنيين ينتهجون سياسية إعلامية منظمة جوهرها التقليل من شأن الشعب، والحط من قدره وتعظيم القومية الفارسية، وزرع ذلك في عقول ووجدان الكرد، بحيث أن يشعر الكردي
بنوع من الدونية تجاه الفرس وعدم التفكير في الخروج عن طاعتهم والتمرد عليهم.
والمرة الأولى التي تخلص الشعب الكردي من إجرام الفرس وسيطرتهم، كانت بعد إندحار قواتهم أمام قوات المحتل الجديد ألا وهو الإسكندر المقدوني عام (333) قبل الميلاد في معركة إسوس.
ومن يصدق الفرس أو يثق بهم، كمن يصدق بالأفعى، ولهذا على الكرد الحذر الشديد، أثناء التعامل مع هؤلاء الدجالين والسفاحين، فلا أمان لهم على الإطلاق وإياك أن تغفل عنهم ولو للحظة واحدة. وتجر القادة الكرد (المرحوم قاضي محمد، سمكو، قاسملو وشرف كندي) ماثلة أمام أعيننا.
وللتذكير فقط، إن الإحتلال الفارسي لكردستان مرة بمراحل مختلفة، وليس كل في مرحلة كان الإحتلال الفارسي شمل كل كردستان، ولم يكون إحتلال الفرس لأراضي كردستان متواصلآ، وذلك بسبب تعرض الفرس للهزيمة على أيادي أخرين ووقوعهم أنفسهم تحت نير الإستعمار.
ثانيآ، المحتلين الرومان والبيزنطيين:
الكثيرين من الكرد يجهلون تاريخ الإحتلال الإسكندر المقدوني لأراضي كردستان، ومن بعده الرومانيين والبيزنطيين، وكم الجرائم التي إرتكبوها بحق الشعب الكردي، وكا إحتلال إستيطانين سرطانين بعكس الإحتلال الفارسي في بدايته. وأجبرت الدولة البيزنطية الشعب الكردي على إعتناق الديانة المسيحية وهي نسخة عن اليهودية، ومحورها تدور حول حياة شخص إسمه عيسى. وحول الرومان وإخوتهم البيزنطيين تغير وجه المنطقة أي بلاد الخوريين أسلاف الشعب الكردي وبشكل أساسي في منطقة غرب كردستان وتحديدآ الشريط البحري على البحر المتوسط. ودام حكم الرومان والبيزنطيين لتراب كردستان 700 عام. وقاموا ببناء المدن والسكن فيها، لأنهم هدفهم كان البقاء والإستقرار بشكل نهائي في وطن الكرد مثل مدينة إسكندرونة وأنطاكيا وعشرات المدن الأخرى، وإلى جانب ذلك قاموا ببناء الكنائس والأديرة المسيحية على أنقاض المعابد اليزدانية – الخورية بعد هدمها أو تحويلها إلى كنائس لعبادة شخص عيس وإمه، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى وسأذكر، فقط أربعة منها لشهرتهما في غرب كردستان والمنطقة عمومآ هم:
1/ المسجد الأموي بدمشق. حيث في الأصل كان هذا الصرح التاريخي، معبدآ يزدانيآ – خوريآ، لأن الذين بنوا مدينة دمشق هم الخوريين أسلاف الكرد قبل 9 ألاف سنة (ومن يرغب معرفة المزيد حول الموضوع بإمكانه العودة للدراسة التاريخية التي تناولنا فيها هوية سوريا إن كردية أم عربية وهي منشورة في صوت كوردستان).
فقام المجرمين المسيحيين بتحويله إلى كنيسة مسيحية بكل وقاحة. وعندما إحتل الغزاة العرب المسلمين الأشرار مدينة دمشق قاموا، بدورهم بتحويل الكنيسة إلى مسجد وإطلق عليه تسمية الأموي!!! كليهما أسوأ من بعضهما البعض الطرف المسيحي والمسلم.
2/ الجامع العمري بمدينة دلبين (إدلب)، هو في الأصل معبد يزداني – خوري – ميتاني، المسيحيين البيزنطيين المحتلين المجرمين، قاموا بتحويله إلى كنيسة مسيحية مقيتة، وعندما إحتل الغزاة العرب المسلمين القتلة مدينة دلبين الكردية، حولوا بدورهم تلك الكنيسة إلى مسجد وأطلقوا عليه تسمية العمري نسبة للمجرم والقاتل عمر بن الخطاب ذاك.
3/ المسجد الأموي بمدينة هلچ (حلب)، لا يعلم الكثيرين كان في الأصل معبد يزداني – خوري – ميتاني، حوله الغزاة والقتلة البيزنطيين إلى كنيس مسيحي ومن ثم حوله المحتلين العرب المسلمين، إلى مسجد وكأنه لا يقبل صلاتهم إلا على أنقاض دور العبادة للشعوب الأخرى، وهنا الحديث عن الشعب الكردي الأرض والمعبد.
4/ المسجد الرئيسي في مدينة دارازه (دارة عزة)، أيضآ هو في الأساس كان معبد يزداني – خوري – ميتاني، تم تحويله إلى كنيس، ومن ثم حوله المحتلين العرب الأشرار إلى مسجد، بكل وقاحة وصلافة، ومن ثم يتحدث هؤلاء المجرمين عن السلام والمحبة!!!
لم يغادر هؤلاء المحتلين كردستان إلا بالقوة العسكرية، وللأسف لم يكن ذلك على يد أنفسهم إنما كان ذلك على يد محتل جديد أسوأ من الأول، ألا وهم العرب المسلمين، الذين إتبعوا نفس الإسلوب وهو الإحتلال الإستيطاني السرطاني.
ثالثآ، المحتلين العرب المسلمين:
المحتلين العرب المسلمين الأشرار، عملوا على ثلاثة جبهات لكّي الوعي القومي الكردي وهذه الجبهات هي:
1/ جبهة الدين:
أول ما فعله المحتلين العرب المسلمين بعد إحتلالهم لكردستان، هو فرض دينهم على الشعب الكردي
ومنع الديانة الكردية ألا وهي الديانة اليزدانية. ومن رفض من الكرد تم قتلهم وذبهحم، ومنهم من هرب إلى الهند ممن كانوا يعتنقون الزاردشتية. هذا عدا عن فرض الجزية ونهب أموال الكرد.
2/ جبهة اللغة:
تعمد المحتلين العرب المسلمين الأشرار، كأي محتل على منع اللغة الكردية والأعياد القومية للشعب الكردي وكل شيئ له بالثقافة الكردية.
وكون اللغة والمعتقدات عاملين أساسيان في تكوين أي إمة من الإمم، لهذا تعرضت اللغة الكردية إلى هجوم شرس وحرب قاسية وكذلك المعتقدات والأعياد الكردية من قبل هؤلاء الهمج والبرابرة.
3/ الجبهة الثالثة:
تشويه العقل الكردي وتحطيم نفسيته من الداخل، من خلال إنكار وجود الشعب الكردي، والقول أن الكرد هم عرب تاهوا في الجبال وأضلوا طريقهم، وتارة القول أنهم من أبناء الجن والقيام بتحقيرهم وتخويفهم وأنهم من عباد النار، والقول يا لحسن حظ أن من إتبع محمد وملته ونال الصواب، ومن جهة أخرى مدح اللغة العربية من خلال الإدعاء إنها لغة الجنة والقرأن، إلى أخر هذه الخزعبلات والأكاذيب.
العرب كانوا ولا يزالوا مجرد مجموعة من الهمج والقتلة ولا علاقة لهم بالحضارة والتقدم. وكل دينهم منسوخ من الديانة الزاردشتية هي واليهودية. وهي الطقوس الدينية مثل: الصلاة، الزكاة، الحج، الصيام، الشهادة، مفهوم الجنة، الحساب، توحيد الإله، الوضوء وغير ذلك من الطقوس. فمثلآ الصلوات الخمسة أخذوها حرفيآ عن الزاردشتية وباللغة الكردية أسماءها كالتالي:
“كاهاوان، كارابتوين، كاهاوزرين، كاهايستروتريم، كاهاوشاهين”.
رابعآ، المحتلين العثمانيين والأتراك:
المحتلين العثمانيين وورثتهم الأتراك المجرمين، تبنوا نفس سياسة الكّي، التي إتبعها المحتلين العرب بحق الوعي القومي الكردي. أي سياسة التتريك ومنع اللغة الكردية، ومحاربة الكرد اليزدانيين أي(الإيزديين)، والكرد الهلويين (العلويين) والكرد الدروست (الدروز)، أي الذين رفضوا أن يعتنقوا الدين الإسلامي الشرير.
وتبنوا سياسة إجرامية قاسية ضد كل كردي يتحدث بكلمة أو يطلق على أطفاله أسماء كردية تمامآ كما فعل من قبلهم العرب ومارسوه بحق الشعب الكردي. وإتبعوا سياسية قذرة في المدارس والإعلام والفن جوهرها تحقير الكرد والتقليل من شأنهم، وإتهامهم بالتخلف والهمجية، وأنهم أتراك الجبال.
للتذكير فقط أن هؤلاء الأوغاد العثمو-أتراك، مدينين للشعب الكردي في بناء الإمبراطورية العثمانية، ومدينين في تحرير تركيا الحالية من الجيوش المحتلة وأكثر ممثلية السلطنة وقادتها كانوا كردآ. هم بحاجة لألف عام على الأقل ليصلوا إلى مستوى الشعب الكردي. ولم يتزوج سلطان عثماني من إمرأة تركية الدم، لأنهم كانوا يحتقرون الأتراك وكانوا يرون فيهم أناس متخلفين وغير متحضرين، ولم يستسلم تركي واحد منصبآ قياديآ في السلطنة على مدى مئات الأعوام. فعلى هؤلاء الخجل من أنفسهم عندما يتهمون الكرد بأنهم أتراك الجبال.
ومنذا متى كان هناك شعب تركي في التاريخ؟ ومنذ متى كان لهم دولة في التاريخ؟ وهل نسيى هؤلاء المحتلين أنهم غرباء في هذه الأرض وأنهم مجرد قتلة؟ أعمالهم الإجرامية تفضحهم وهي مدونة، ويكفي أنهم قتلوا إخوة بعضهم البعض. الكرد هم أهدوا البشرية اول أبجدية في التاريخ الإنساني، وأول نوته موسيقية، وأول دين توحيدي، وأول من دجنوا الحيوانات، وصنعوا العربات الحربية، وإكتشفوا الزراعة، وأول محلمة مدونة في سومر الكردي، تعدين الحديد، بناء القصور، الأبراج والقلاع، إستخدام الخيول، تقديس المرأة، حماية البيئة، ومئات المدن التاريخية، القانون، …… إلخ. في المقابل ماذا قدم العثمانيين والأتراك للبشرية سوى الدعارى، الإجرام، السرقات، ونهب الأخرين وتجهيلهم وغلق المدارس والتخلفي.
وفي المقلب الأخر، رأينا عبر التاريخ كيف أن مجموعات كردية مختلفة حاولت جاهدة ً”كيّ الوعي الكردي القومي” وطبعه بطباع دينية، مذهبية، عشائرية، عائلية، مناطقية، لهجوية وأخيرآ حزبية.
الشعب الكردي موجود قبل الأديان والمذاهب والعائلات والأحزاب بجميع مسمياتها، فلا يجوز صبغ الهوية القومية للإمة الكردية بصبغة عائلية أو مذهبية أو حزبية أو غير ذلك مهما كان، لأن في ذلك خطورة وجودية على وحدة الشعب الكردي، وهذه المحاولات والسعي المقيت والأخرق، أدى في النهاية إلى تمزق الشعب الكردي وتحول إلى فرق ونحل ومجموعات وإمارات متناحرة تحارب بعضها البعض بدلآ من محارية أعدائهم والعمل على توحيد صفوف الشعب الكردي وبناء دولة كردية تضم جميع الكرد وكل مساحة كردستان ويكون لها لغة وأبجدية واحدة.
وهذا ساعد أعدائه الكرد من بسط سيطرتهم عليهم وإحتلال وطنهم كردستان، وتحويلهم إلى مجموعة من العبيد والخدم والعمالة الرخيصة وفرض الجهل والتخلف وحياة الذل والمهانة عليهم، ومع ذلك لم تتعلم القيادات السياسية الكردية الحالية والتي سبقتها من كل تلك الدروس والتجارب المريرة شيئآ على الإطلاق، ومازالوا يعملون بنفس العقلية ويتبعون نفس السياسة الخرقاء، وخير دليل على ذلك هو تجربة إقليم جنوب كردستان خلال الثلاثين العام الماضية، وتجربة غرب كردستان خلال الأعوام الماضية، وصراع الأحزاب الرئيسية الكردستانية فيما بينها.
لن أغوص في التاريخ، وسأكتفي فقط بعرض بعض الأمثلة من زمننا الحاضر، لنفهم ما قلناه أنفآ بشكل أفضل، ومن خلالهما يمكننا أن نستنج أسباب فشل الشعب الكردي في التحرر من نير الإستعمار على مدى (2.526) عامآ، وهي مدة طويلة جدآ جدآ وبكل المقاييس.
المثال الأول:
محاولة مصطفى البرزاني ومن بعده أبنائه وأحفاد، صبغ الهوية القومية للشعب الكردي بهوية عائلية مقيتة، ولولا تمرد الطالباني وابراهيم أحمد ومن معهم على البرزاني، الذي حول الحزب الديمقراطي إلى دكان عائلي ومن خلال هذا الدكان حولوا إقليم جنوب كردستان إلى مزرعة عائلية على الطريقة. وترافق من بث إعلامي يلمع شخص البرزاني وإطلاق مئات الألقاب عليه مثل: الجنرال ولم يكن يعرف تدوين إسمه!!، أبو القومية القومية الكردية على الطريقة الأتاركية، صاحب النهج، ولم أعرف أي نهج؟ كيف يمكن لشخص أمي أن يكون له نهجآ. نهجه الحقيقي كان الطريقة النقشبندية العفنة فقط وتحويله إلى مريدين له وركوب ظهرم وإستغلالهم وإستغلال الشعب لمصلحة شخصه وعائلته فقط. وهذا مستمر لليوم.
ولولا وجود الإتحاد الوطني الكردستاني كقوة عسكرية موازية لقوة البرزاني، وكردستان مقسمة إلى عدة أجزاء ووجود قوى كردستانية أخرى قوية مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني- شرق كردستان، وحزب العمال الكردستاني كقوة عسكرية، لفعل البرزاني تمامآ ما فعله “ابن سعود” أو الملك “أشور” وأطلق إسمه على الشعب الكردي ومحى هويته، وسماه الشعب البرزاني وسمى كردستان دولة برزان، وبالتالي نصب نفسه ملكآ وحاكمآ عليها، وهو عمليآ فعل ذلك في مناطق نفوذه الأن، هم يتصرفون كعائلة مالكة للإقليم، وهذا المشروع موجود في ذهنهم منذ زمن بعيد ويعود الأمر إلى أيام مصطفى البرزاني وهو صاحب الفكر الجهمني والأسد تعلم منه وليس العكس. وإذا كان هناك فضيلة للإتحاد الوطني، فبرأي هو منع البرزاني من تنفيذ هذا المشروع المقيت.
وللتذكير كل من يزور مشيخة البرزاني، يرى بإم عينه، كيف طوعوا الكرد إلى درجة، أن أهل بهدينان يعتبرون البرزانيين هم الشعب الكردي، والشعب الكردي هم البرزانيين، ومن دون هذه العائلة سيضيع الكرد!!! وكل زائر لهولير يجد كيف تباع صور البرزاني الأب والأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد، وويلٌ لمن ينتقد البقرة المقدسة (عائلة البرزاني)، فما بالكم المطالبة برحيلها عن السلطة وقيادة الحزب.
المثال الثاني:
حزب العمال الكردستاني، الذي كان يتبنى نهجآ إستالينيآ متشددآ، ويدعوا إلى إقامة دولة كردستان على كامل التراب، وكان يتهم كل طرف كردي بالخيانة لا يرفع نفس الشعار، وكان يعلم منذ البدء أن هذا غير واقعي ولكنه فعل ذلك للمزاودة كي يحرج الأخرين، وكسب الجماهير الكردية إلى جانبه فقط. لكن هذا الحزب ذو الصوت العالي، ما أن ألقي القبض على زعيمه “اوجلان” وأودع السجن فجأةً تحول إلى حمامة سلام، وسحب كل مقاتليه من شمال كردستان وأخذ من جبال قنديل مركزآ له ولقيادته، وغير إسمه وتخلى نهائيآ عن شعاره “إستقلال كردستان”، لا بل يقف ضد مفهوم الدولة القومية، ويصف كل طرف كردي بالخيانة، إذا ما طالب بالإستقلال حتى لو كان ذلك يتعلق بإستقلال جزء من كردستان. والأخطر من كل ذلك، هو إلغاء الهوية القومية للشعب الكردي، وسعيه إحلال هوية أخرى مقيتة ومقرفة محلها، ويطلقون على هذه الهوية تسمية “الإمة الديمقراطية“.
كيف يمكن لحزب سياسي كردي أن يسمح لنفسه التلاعب بأساس الوجود الكردي ألا وهي الهوية القومية لهذا الشعب، وأي شعب في الكون هويته تكمن في إسمه. لو حذفنا إسم “الكردي” لا وجود للغة الكردية في هذه الحالة. وإذا حذفنا اللغة الكردية، فما الفرق بين الكردي والتركي؟ أو بين الكردي والعربي؟ ونفس الشيئ ينطبق على الفارسي. الجواب لا فرق، وإذا تخليت عن هويتك ولغتك وهما مكون واحد فليس هناك من مشكلة أن تعيش بسلام في أي دولة من الدول الأربعة التي تتقاسم كردستان وتحتل أي موقع في الدولة، بما فيه رئاسة الدولة وحدث ذلك.
إذآ صراعنا نحن الكرد مع المحتلين لكردستان يدور حول نقطتين هما: مسمى الكرد (الهوية القومية) واللغة الكردية. وهاتين النقطتين لهما تبعات سياسية وقانوني ودستورية، ولهذا ينكرون وجود شعب كردي وبالتالي كردستان ولغة كردية، لأن كل هؤلاء مرتبطين ببعضهما البعض. وكما نعلم اللغة هي التاريخ والثقافة، والعادات والأعياد، والعبادات والطقوس الدينية، الأدب، الموسيقى، الغناء، الشعر، …… إلخ.
إن سعي حزب العمال زرع هذه الثقافة المقيتة والمؤذية في أذهان الناس تحت مسمى فلسفة أوجلان، إنه لمشروعٌ خطير ومسموم، ويشكل خطرآ جسيمآ على هوية شعبنا الكردي الأبي. ويجب مجابهتها بكل السبل ورفضها رفضآ قاطعآ، وفضحها أمام الرأي العام الكردي وعدم السكوت عن ذلك. نحن إسمنا وسيظل “الإمة الكردية”، ولتذهب إلى الجحيم مفهوم أو تسمية (الإمة الخلابية).
ثم لا يوجد في العلوم السياسية شيئ إسمه “الإمة الديمقراطية”، وهذه مجرد خزعبلات وكلام فارغ لا معنى على الإطلاق، وليس الكرد فقط من يرفضونها، فالعرب أيضآ يرفضونها والفرس والأتراك، ولا أحد سيقبل بذلك. هناك أنظمة سياسية ديمقراطية فقط، وقد تكون أن دول ذات نظام رئاسي على الصيغة الفرنسية أو الأمريكية، أو ذات أنظمة برلمانية. أما القول أن الأمة الفلانية إمة ديمقراطية، فهذا مجرد هراء ولا يمكن أخذه على محمل الجد.
يسوق حزب العمال وأفرعه هذه الخرافة، من خلال القول: إنتهى زمن الدول القومية!!!! هل سمعتم أن دولة في العالم تخلت عن هويتها القومية؟؟ هذا مجرد هراء. والقول الأخر أننا كلنا بشر ولا فرق بين الكردي والعربي والتركي والأشوري!!!! وهل تظنون سيقبل العربي أو التركي أو الفارسي أن يساوك بأنفسهم؟ ثم من قال لا فرق؟؟ هناك فرق كبير للغاية، هؤلاء محتلين ونحن أصحاب الأرض. وأزيدكم بيتآ من الشعر: الله ذاته يقول: “إننا خلاقناكم شعوبآ وقبائل لتتعارفوا” لا تذبوا في بعضكم البعض”.
والأمر الأخر هو تلاعب حزب العمال بأحد رموز الشعب الكردي، ألا وهو العلم الكردي الذي يعود تاريخه إلى (102) عام خلت، وإصطناع بديل له لا يمت للشعب الكردي وتاريخه وثقافته وجغرافية وطنه كردستان. والأمر الثالث هو إطلاق تسمية (شمال شرق سوريا)، على غرب كردستان وإستخدام مصطلح الكنتونات. هذا جاء كنتيجة لسجن اوجلان والهدف هو تحرير عنقه فقط لا غير. وإلا كيف لحزب سياسي هو جزء من حزب العمال، يطلق على نفسه تسمية (الإتحاد الديمقراطي). أي إتحاد مقصود به؟؟ ثم أليس من السخف تسمية الذات بالديمقراطي وكلننا نعلم أن حزب العمال تنظيم شمولي من الطراز الأول!!!
المثال الثالث:
حزب الإتحاد الطالباني، قد يستغرب البعض منكم هذه التسمية، ولكنى هندما تنتظر لحظات إستغرابك سيذول، هذا التنظيم كما هو معلوم لم يولد بشكل طبيعي والقاسم المشتركم بين مكوناته أثناء تأسيسه كان شخص جلال الطالباني، ورأينا بأنفسنا كيف أن كان هذا التنظيم بات ملكآ مطوبآ بإسم عائلة الطالباني، وبدليل إقصاء جميع القيادات الحزبية، وتفرد نجلي الطالباني (بافيل وقباد) ووالدتهم بالحزب والمال والعسكر والإعلام وحتى الكلام، على طريعة عائلة العم برزان.
كي يتمكن جلال الطالباني من حشد الجماهير الكردية حوله في جنوب كردستام بعد إنشقاقه عن دكانة البرزاني، فلم يجد أمامه سوى عصب المناطقية واللهجة السورانية، وبدليل رفضه هو ووالد زوجته ابراهيم أحمد وتوفيق وهبي إستخدام الأبجدية الكردية اللاتينية، التي وضعها الأمير جلادت وكاميران بدرخان وبالتعاون مع بعض المثقفين الكرد حينذاك، والتي تلبي كافة إحتياجات اللغة وتتماشى مع التنقية الحديثة، فماذا فعلوا أحدثوا أبجدية أخرى هذا الثلاثي المرح. وبتلك الخطوة المشؤومة شقوا صف الشعب الكردي وفجأةً بات لدينا لغتين!!!! وحاولوا قتل الشاعر الكردي جيكرخون لمنعه تدريس اللغة الكردية الفصحة (الكرمانجية) التي يتحدث بها 80% من أبناء الشعب الكردي، ولغة أحمد خاني، في جامغة بغداد. في المرة حماه المرحوم مصطفى البرزاني ومنعهم من التحرش بالراحل جيكرخون، وفي المرة الثانية حماه المرحوم دكتور قاسملوا زعيم الحزب الديمقراطي أنذاك وكان مقيمآ في العراق. هذا الكلام ليس من عندي وإنما كتبه الرحل جيكرخون بنفسه والنهاية فر إلى غرب كردستان خوفآ من قتله، وبعد عودته سجنه النظام البعثي المجرم في سوريا. وهذا الثلاثي المرح نفسه في الستينات والسبعينات عرقل كل محاولة لتوحيد اللغة الكردية ومفرداتها.
حاول الطالباني صبغ الهوية القومية الكردية بصبغة مناطقية واللهجة السورية الضيقة والفقيرة للغاية، كل ذلك بسبب صراعه مع الملا على الزعامة والنفوذ العائلي لا شيئ أخر.
المثال الرابع:
الأحزاب والحركات الدينية الإسلامية السنية بكل مسمياتها، نشأة هذه التنظيمات بالأساس لنزع الهوية القومية عن شعبنا عبر كّيها، وإحلال الهوية العربية الإسلامية الشريرة، محل هويتنا القومية الكردية وإبقائنا مدى الدهر إلى عبيدآ وخدم لدى العرب والأتراك والفرس، كما كنا لأكثر 1500 عام. وبرأي لا يقل هؤلاء خطورة وإجرامآ من المحتلين الفرس والعرب والأتراك، وهذه هو الفئة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول:
هم مجموعة تجار يتاجرون بالدين، ولا يهمهم شيئ لا الدين بحد ذاته ولا الإله ولا من يحزنون. كل ما يهم هو الإنتفاع وضمان مصالحهم الشخصية والعائلية، ولو غيرنا ستجدنهم في نفس الساعة غيروا جلودهم كالحربيات وإعتنقوا الدين الجديد ومارسوا نفس التجارة وبنفس الإسلوب الرخيص. وهؤلاء من يقودون القسم الثاني وهم الأكثرية الساحقة.
القسم الثاني:
هم الغالبية المسلمة من الكرد ويشكلون نحو 80% من تعداد الشعب الكردي، وهم أناسٌ بسطاء ولكنهم مخدوعين بهذا الدين الشرير وعصابة محمد. وكل هؤلاء مسلمين بالوراثة ولم ينتسبوا للإسلام عن قناعة ودراسة وفهم. لو كانوا واعيين لما قبلوا أن يدخلوا في هذا الدين الشرير المبني على الغزو، القتل، النهب والسبي. لأنه من الصعب على إنسان سوي يقبل بكل هذه الأعمال الإجرامية.
هذه الحركات والأحزاب سعت عبر التاريخ ومازالت تسعي، إلى ذوبان الهوية القومية للشعب، ومنحه هوية أخرى لا تمت له بأي صلة من الصلات وهذه الهوية تسمى بي “الإمة الإسلامية”. ويتم تسويق هذه الهوية السرطانية، من خلال القول أننا كلنا إخوة، وعبيد لله، ولا فرق عربي وعجمي إلا بالتقوى، وهو نوع من التقتل بالسم المدسوس بالعسل.
ما دمنا إخوة لماذا تحكوموننا بالحديد والنار، وتحتلون أرضنا وبلدنا، وتهجرون شعبنا من مدنه وقراه وتمنعون لغتنا وعادتنا وثقافتنا وديننا اليزداني على مدى 1500 عام أيها الأوغاد المجرمين؟؟؟ لماذا تتكهربون عندما تسمعون بإسم الكرد وكردستان؟ ثم ألسنا من خلق الله؟ آه، نسيت أنكم تعتبرون الكرد من أبناء الجن. ومع ذلك أليس الجن مخلوقات ربانية أيها الأفاكين؟؟
وكلنا نعلم كيف أن مجموعة من هذه الحركات والأحزاب الدينية في جنوب كردستان، تقدمت بطلب رسمي لتعديل النشيد الوطني الكردي “أي رقيب”. لماذا؟ لأن هؤلاء الأوباش لا يؤمنون بالأوطان وكل ما يهمهم هو دين محمد الإجرامي والإمة الإسلامية، هؤلاء هم الطابور الخامس في كردستان. والجميع
يتذكر أن الأحزاب والحركات الدينية الإسلامية في شمال تمنح أصواتها للأحزاب التركية الفاشية، ولا تمنح أصواتها للأحزاب الكردية في الإنتخابات، ولهذا لا يستطيع أن يشكلون كتلة برلمانية وازنة تفرض على الجانب حقوقها. ولا تنسوا أن نسبة الكرد تفوق نسبة الأتراك حاليآ.
وفي الختام، لا بد من القول بأن كل هذه المحاولات المشؤومة والإجرامية التي إتبعها المحتلين لكردستان لكّي الوعي القومي الكردي، فشلت وستفشل في المستقبل أيضآ، هذا بفضل الوعي القومي لشعبنا الكردي الأبي، وبفضل نخبته المثقفة الوطنية والمخلصة لشعبها ووطنها، وأنا واثق كل الثقة أن شعبنا الكردي سيفشل أيضآ تلك المحاولات البائسة والمقيتة الداخلية التي يقوم بها العديد من الأطراف الكردي لمأرب خاصة عائلية، حزبية، دينية لا علاقة لها بالشعب الكردي وتاريخه.
والمطلوب من جميع الكرد الوطنيين والمخلصين والحريصين على هوية شعبهم القومية، أن يرفضوا كل هذه المشاريخ والماولات البائسة والمريضة، التي تستهدف وجود إمتنا، وأن يقفوا في وجهها صراحة وعلنآ، وهذا واجب على كل كردي مخلص بحسب رأي الشخصي.
15 – 02 – 2022
استاذ بيار ، العلم الذي ذكرته ليس علم كوردستان ولا يمثل كافة اجزاء كوردستان ، كيف يحق لحزب ما ان يقرر شكل العلم والنشيد القومي للكورد نيابة عن جميع الكورد ، انت انسان مثقف لم اكن اتوقع ان اسمع منك هذا و قارنة حزب العمال ببقية الاحزاب الكوردية ليس انصافا على الاطلاق ، اتمنى ان تكون اكثر واقعية
Narîn can
انت تنتقضين نفسك بنفسك ومن كلامك ادينك .
علم كوردستان … اوليا, بغض النظر عن ان العلم يمثل الكورد كافة ام لا فانه حتما يمثل جغرافية تسمى (كوردستان) بينما حزب اوجلان الذي كان في فترة قبل اعتقال اوجلان يخون كل من لا يرفع شعار كوردستان حرة اصبح بعد اعتقال اوجلان في خانة اسقاط مشروع كوردستان حرة واحلال مشروع الامة الديمقراطية بدل عنه بل ابعد من ذلك اصبح يخون كل من ينادي بمشروع استقلال كوردستان.
ثانيا, مشروع الامة الديمقراطية يسقط كوردستان ويقدس حدود الدول المستعمرة لكوردستان من دون تغيريها بل الوصول الى ديمقراطة تلك الدول فقط (هذا هو مشروع الامة الديمقرطية باختصار).
ومن هذه النقطة تحديدا لا يجوز لحزب اوجلان و لا افرعها الجانبية المنشرة .. و لا يحق لحزب اوجلان ان يتحدث عن شيئ اسمه علم كوردستان فاذا كانوا هم اصحاب مشروع الامة الديمقراطية (فلينصرفوا خارج كوردستان وليذهبوا الى امتهم الديمقراطية التي يدعونها) و بالتالي ليس لهم
الحق ابدا في ابداء رأئيهم ابدا في شيئ اسمه علم كوردستان التي تخص منطقة جغرافية اسمها كوردستان
ثم ما هذا الخرنكعات و الخزعبلات التي تقولينها بانه (( …مقارنة حزب العمال ببقية الاحزاب الكوردية ليس انصافا على الاطلاق … )) …. !!!! لماذا لا يجوز حزب العمال مع الاحزاب الاخرى هل على راسهم ريشة زائدة عن غيرهم .. ؟ مقارنة الاحزاب هي الخطوة العلمية على الطريقة الصحيحة في توضيح الايجابيات والسلبيات في تاريخ الاحزاب او الزعماء و المنظمات وغيرهم . و اليوم بات الانسان يقارن مخلفات و نظريات و احكام الله نفسه في كتبه و اديانه مقارنتها بمخلفات و نظريات و دساتير الانسان وايهما هو ارقى و اكثر تقدما واكثر تحضرا. فلماذا لا يجوز
مقارنة حزب اوجلان مع غيره (هذه هي العقلية الخرنكعية الكوردية الخاضعة لاحزابهم التي يقدسونها الى سويات لا تستحقها ابدا).
انصحك بمتابعة بعض الفيدهات من قبل هوشنك اوسي مثلا:
اوجلان: اتاتورك ليس عدو الشعب الكردي
https://www.youtube.com/watch?v=3CLQIYqTNMA
جانب من تناقضات اوجلان مع نفسه
https://www.youtube.com/watch?v=PbGNnSijMKs
هوشنك اوسي مريض بداء العداء لاوجلان وحزبه اكثر من اردوغان ومرتزقته وانسان غير طبيعي ، راجع ماكتبه هوشنك بداية ثورة اوجلان وقارن مع مايقوله الان . انا فقط حاولت ان اقول لك ان علم كوردستان والنشيد الوطني يجب ان يتفق عليه من قبل اكثرية الكورد ، نعم هذا العلم لايمثل اغلبية الكورد ، كورد الشمال واكثرية الكورد في غرب كوردستان وقسم من كورد جنوب كوردستان وجزء من كورد شرق كوردستان لا يتعاملون مع هذا العلم وكذلك بالنشيد الوطني . بصراحة انا لست محامي اوجلان وحزبه ولكن انت اصغر بكثير من تقييم اوجلان وحزبه والحقد يفوح من كتابتك ولكن اقول لك بصراحة عليك ان تسعى لوظيفة اخرى لانك لاتجيد وظيفة الاساءة والتقليل من قيمة وثقل حزب العمال
عزيزتي نارين،
أولآ، شكرآ على هذه المشاركة. ثانيآ، مع إحترامي لك ما قلته حول العَلم الكردي غير صحيح. والذي زرعوا هذه الخزعبلات في رأسك هم جماعة يجهلون التاريخ الكردي أو مدلسين، وإضافة إلى ذلك لا يرون أحدآ سوى أنفسهم، وأقصد بذلك مجموعة حزب العمال وأفرعه.
العلم الكردستاني الذي يتوسطه الشمس الذهبية، لم يضعه حزب سياسي كردي، وإنما مجموعة من خيرة المثقفين الكرد بعد تشكيلهم “جمعية خويبون” قبيل إنهيار الإمبراطورية العثمانية العفنة. وتم تقديم العلم الوطني لكردستان لأول مرة في مؤتمر باريس للسلام في عام (1920)، من قبل القادة الأوائل للحركة القومية الكردية. ومنذ أوائل القرن العشرين، كان علم كوردستان رمزآ للفخر القومي الكبير للكرد في (العراق، إيران، سوريا، وتركيا) وفي جميع أنحاء العالم. أي مّر على وضع هذا العلم الذي أبناء الشعب الكردي (102) عام من الأن. وحينها لم يكن السيد اوجلان وحزبه قد خلق بعد. وفي ظل هذا العلم قدم الشعب الكردي ملايين الشهداء في جميع أجزاء كردستان.
هذه الألوان أي اللون (الأخضر، الأبيض، الأحمر)، لم إختيارهم إعتباطيآ، وإنما بعد دراسة وعن وعي
وهي تمثل تاريخ الشعب الكردي وطبيعة كردستان، والشمس هي رمز الديانة الكردية اليزدانية، ومن هنا تجدين على الباب أو المدخل الرئيسي لمعبد “لالش” شعار الشمس منقوشآ. وأي علم اليوم وغدآ وبعد ألف عام، دون وجود شعار الشمس عليه، سيرفضه الشعب الكردي، وأنا من منهم.
وبعد ذلك تبنت جميع الأحزاب السياسية والحركات الكردية هذا العَلم، التنظيم الوحيد الذي رفض رفع هذا العلم هو تنظيم (حزب العمال) الشمولي فقط. وتبنى علم الدولة التركية أي فقط اللون الأحمر، وبدلآ من (الهلال) وضع نجمة عليه، كي لا يغضب الدولة التركية.
العلم الكردي الحالي لم يضعه شهيد كردستان الراحل قاضي محمد ولا مصطفى البرزاني، ولا جمهورية أرارات ولا جمهورية كردستان الحمراء، كما يظن البعض جهلآ. في جنوب كردستان الإخوة في الإقليم جعلوا عدد الأشعة (21) بدلآ من (18) شعاعآ، ليتناسب مع العيد الوطني الكردي “نوروز” وكما هو معروف يصادف 21 من شهر أذار كل عام، وبقناعتي حسنآ فعلوا. هذا العلم يمثل كل الشعب الكردي قاطبة ولا أحد يجادل ذلك، ما أعضاء حزب العمال والموالين له، والشعب الكردي لن يرضخ لإرادتهم. أما علمكم في غرب كردستان فيمثل الشعوب الأفريقية وليس له علاقة بالشعب الكردي نهائيآ ولن نرفعه ولن نحترمه حتى.
بالنسبة لملاحظتك حول مقارنة حزب العمال مع الأحزاب الكردية الأخرى. كلامك مرفوض جملة وتفصيلآ، هذا التنظيم لا يختلف عن أي تنظيم سياسي أخر بشيئ، ولا يوجد أحد فوق النقد بما فيهم قادة الأحزاب والأنبياء وحتى الذات الإلهية والأديان. حزب العمال حزب شمولي ورسخ على مدى أربعين عامآ مبدأ عبادة الفرد، ويمقت الحرية والديمقراطية، ولو وصل للحكم في كردستان سيكون أسوأ من حزب البعث وحزب البرزاني، الذي نهب كل خيرات الإقليم مع حزب الطالباني. رأيناكم في غرب كردستان كل يوم تفرخون حزبآ وتنظيمآ جديدآ على طريقة المخابرات السورية، وتمتلكون كل شيئ: المال، السلاح، الإعلام، الأمن، النفط، السياسة، ولا أحد يتجرأ أن يفتح فمه في مناطقكم، كما هو الحال في مزرعة الأسد، ومشيخة البرزاني ودكانة الطالباني.
عزيزتي، الذين بحاجة إلى مراجعة وأكثر تواضعآ وواقعية هم أنتم في حزب العمال، وثم بقية الأحزاب الكردية الرئيسية على الساحة الكردستانية، وأنا شخصيآ أحاول أن أكون موضوعيآ في كل ما أكتبه، وأنا لست على خصومة مع أحد، أكتب رأي فيما يجري من أحداث وتطورات في عموم كردستان والعالم، قد أصيب وقد أخطئ، وما أكتبه هي أرائي وأرائي ليست مقدسة وقابلة للنقاش والنقد دومآ ومن أرائكم نستفيد.
ختامآ، أتمنى عليك مراجعة أفكارك وتسألين نفسك السؤال التالي:
هل نحن الشعب الكردي نحارب ونقاتل من أجل (شمال شرق سوريا والإمة الخلابية)؟؟؟ هذه التسمية نفسها إهانة للشعب الكردي ودماء الشهداء.
مودتي ودمت بخير.