لئن کانت العديد من بلدان العالم الثالث تسعى من أجل الاستفادة من الخلافات الدولية وحالات إختلاف الرٶية للعديد من الاوضاع والامور، لکن يمکن القول وبثقة کاملة من إنه ليس هناك من بلد في هذا المضمار يمکن أن يضاهي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث سعيه للإستفادة من الخلافات الدولية التباين في وجهات النظر فيما بينها وهذا الامر ليس مقتصرا على الدول العظمى بل وحتى على بلدان العالم الثالث وخصوصا العالمين العربي والاسلامي.
الغزو الروسي لأوکرانيا، والذي شغل العالم کله وأصبح بسبب آثاره وتداعياته المتباينة المختلفة على العالم، الموضوع الاهم، فإنه لم يفت على النظام الايراني السعي من أجل الاستفادة من هذا التطور غير العادي والعمل من أجل توظيفه والاستفادة منه لصالحه، وقد جاء التإييد الملفت للنظر لخطباء الجمعة في إيران يوم الجمعة المنصرم، لعملية غزو أوکرانيا، ليٶکد هذه الحقيقة علما بأن خطباء الجمعة في إيران يجري تعيينهم من جانب المرشد الاعلى للنظام وحتى إن خطبهم يتم توجيهها من قبل مکتب المرشد، وهذا يبين بأن حرب روسيا الجارية ضد أوکرانيا قد تم ولأهداف سياسية تإييدها ومبارکتها من جانب النظام الايراني.
تإييد النظام الايراني لعملية غزو وإحتلال روسيا لأوکرانيا لم تقتصر على”فزعة” خطباء الجمعة، إن صح التعبير، بل إنه قد تجاوز ذلك أيضا وحتى إتخذ طابعا رسميا بإعلان الرئيس الايراني وکذلك وزير خارجيته تإييدهما لعملية الغزو، إذ صرح رئيسي وکأنه ليس يٶيد الغزو بل وحتى يقدم التبرير له، بقوله:” توسع الناتو نحو الشرق أمر مثير للتوتر… ويشكل تهديدا خطيرا لأمن واستقرار الدول المستقلة في مختلف المناطق.” وبطبيعة الحال فإن موقف النظام الايراني هذا هو من أجل دعم روسيا للنظام في محادثات فيينا ولاسيما عندما أکد رئيسي في تصريحه أن”تقديم ضمان موثوق وإنهاء المزاعم السياسية والإلغاء الحقيقي للعقوبات تعد من ضرورات الوصول إلى اتفاق مستديم” ولذلك تبدو الصورة واضحة تماما ويظهر البعد الانتهازي للنظام بهذا الصدد وليس کما يزعم ويدعي هذا النظام ليل نهار من إن مواقفه المعلنة مبنية على أسس مبدأية!
فزعة ملالي إيران لعملية الغزو والاحتلال الروسي لأوکرانيا، فزعة مشبوهة جملة وتفصيلا وهي إمتداد لمواقف هذا النظام التي تسعى لضمان کل ماهو يمکن أن يفيد بقاءه وإستمراره ودرء الاخطار والتهديدات المختلفة عنه، وبطبيعة الحال فإن هذه”الفزعة”المشبوهة لغزو أوكرانيا واحتلال هذا البلد الذي بقي وحيدا، تفضح للشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم، الطبيعة التوسعية لهذه الحرب الظالمة. وهذا جاء في وقت تناقلت فيه مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لمجاميع من الايرانيين المندفعين في طهران أمام السفارة الاوکرانية وهم يعلنون عن إدانتهم ورفضهم للغزو الروسي لأوکرانيا ووقوفهم الى جانب الشعب الاوکراني.