Bajarê Şem-el Xorî – Hisî – Kurdî ye
منحوتات مدينة شمأل التاريخية – شمال كردستان
سادسآ، لغة سكان شمأل الأصليين وثقافتهم:
Zimanê danîşvanên bajarê Şemelê yên nijad
الملاحظ أنه في كل مرة عندما يتناول المستعربين العرب والمستتركين معهم، تاريخ مدينة من المدن التاريخية القديمة في منطقة الشرق الأوسط، والتي يعود تاريخها إلى ألاف السنيين قبل الميلاد، يحاول هؤلاء الخبثاء خلط الإمور ببعضها البعض عن سوء نية، بقصد التشويش على القارئ وتمييع القضية التي أمامه كي يخفي عنه الحقيقة، وكل ذلك من أجل هدف واحد محدد، وهو تزوير هوية المدينة المعينة وإخراجها من جلدها وهويتها القومية الحقيقة، وإلباسها لباسآ أخر مذيف، بمعنى منحها هوية قومية غير هويتها الحقيقة، كي يسمحوا لأنفسهم بنسب المدينة المعنية وإرثها الحضاري للعرب أو الأتراك حسب هوية الباحث والكاتب المعني.
هنا لا بد من وقفة وتوضيح الموضوع، وفضح ألاعيب هؤلاء النصابين والمحتالين ومزوري التاريخ من ترك وعرب وفرس وأرمن على حدٍ سواء.
فإذا أخذنا فترة الإحتلال العثماني والتركي لأراضي كردستان كمثال، سنجد يتجاوز عدد سنوات حكمهم معآ حوالي (700) سنة تقريبآ. وخلال هذه الفترة الزمنية الطويلة، منعت اللغة الكردية من التدريس في المدارس، والمعاملات الرسمية للدولة، ودوائر الحكومة والمحاكم، وكل شيئ كان يدون باللغة التركية ذات الأحرف العربية، وفي المئة العام الأخيرة بعد إنشاء هذا الكيان اللقيط الذي إسمه (تركيا)، كل شيئ دون ويدون للأن بالتركية اللاتينية فقط كما هو الحال مع اللغة الكردية في سوريا وإيران.
لو إفترضنا أن بنيا قصرآ، أو دار عبادة، أي شيئ أخر قبل (700) عام، ستجد أن كل الكتابات والنقوش التي عليها باللغة التركية. فهل يعني ذلك أن هذا البلد وشعبه أصبحوا أتراكآ؟ الجواب بكل تأكيد لا. وليس كل الذين يتحدثون اليوم اللغة التركية أتراكآ. ومازال الشعب الكردي حيٌ موجود ولغته أيضآ. وفي ايران حدث نفس الشيئ مع الكرد على يد الفرس وعلى ألاف السنيين، وذات الشيئ فعله العرب مع الكرد، أثناء عهد الأموريين، الأشوريين والبابليين، وفي المرة الثانية في عهد الإحتلال العربي الإسلامي السرطاني للأراضي الكردية. ويمكن أن نجد الكثير من العمارات والمباني من العهد الإحتلال الأموري والأشوري وعمر بن الخطاب، وتحمل نقوش وكتابات باللغة العربية، هذا لا يعني أن هذه الأرض باتت ملكآ للعرب، وإن أجبروا الكرد على إعتناق دينهم الشرير وتعلم لغتهم.
وهذا بالضبط ينطبق على الإحتلال الأشوري، البابلي، الأموري، الروماني، البيزنطي، لبلاد الخوريين، وفرض لغتهم عليهم لفترة زمنية معينة، ولكن هذا لا يغير في هوية المنطقة ومدنها وشعبها الخوري، الذي ينتمي إليه الشعب الكردي الحالي.
واللغة اللوية أو (اللاوينية) هي إحدى اللهجات الخورية الغربية كانت تستخدم في أقصى غرب كردستان وتحديدآ في منطقة (جيهان، أدناه، إصلاحية، أرزين، أوصمانية، چا-ريه، أكبز، ……)، وتشبه اللهجة الكردية الحثية وتراجعة مكانتها نتيجة ظهور اللغة الآرامية وإنتشارها الواسع وفرض نفسها في كامل المنطقة في مرحلة من المراحل، وفي حوالي العام 600 قبل الميلاد إنقرضت تماما. والخريطة المنشورة في الأسفل توضح الناطق التي كانت تسخدم هذه اللهجة قبل إنقراضها.
وفي جنوب أفريقيا منذ حوالي (200) عام، والشعب الأفريقي ذو البشرة السمراء، يتحدثون لغة مزيج من الهولندية والإنكليزية فرضها المستعمرين على سكان البلد، ومع هذا لم يستطع ذلك تغير هوية البلد والشعب، ولم تصبح جنوب أفريقيا أرضآ إنكليزية ولا هولندية.
إستطاع المحتلين لكردستان وطن الكرد وأسلافهم من الخوريين والميتانيين والسومريين والحثيين، من تعريب وتتريك وتفريس بعض الكرد، ولكنهم فشلوا في القضاء على الهوية الكردية لهذا الشعب وجعل كردستان أرضآ لهم، وبدليل مئات الثورات والإنتفاضات والمواجهات المسلحة على مدى 2500 عام، ورفض الكرد الذوبان في أي بوتقة أخرى.
أحد منحوتات مدينة شمأل – شمال كردستان
فإن وجود بعض النصوص والنقوش والمراسلات باللغات الأخرى غير اللغة الخورية – الكردية في هذه المدينة الخورية أو الميتانية أو الحثية أو تك، لا يعني أبدآ أن هذه المدن باتت عربية أو تركية أو فارسية أو أرمنية. إن وجود مثل تلك الوثائق هي نتيجة طبيعية للإحتلالهم لوطن الخوريين – كردستان، وسيطرة لغتهم فترة زمنية، كما نشهد اليوم جميع المراسلات في العالم تتم باللغة الإنلكيزية، ومثل هذا الأمر حدث في الماضي أيضآ، وحتى مع الأبجديات كذلك.
وأي باحثٍ ومؤرخ لا يأخذ كل ذلك بعين الإعتبار وفقط يعتمد على لغة بعض النصوص والنقوش هنا وهناك، ليس بباحثٍ ومؤرخ جاد وموضوعي، ولا يمكن أخذ كتابته على محمل الجد وتصديق ما يكتبه من دراسات وبحوث. ولهذا لا يعتد بما كتبه المستعربون العرب عن هوية مدينة شمأل ولا كتابات المستتركين. لماذا؟ لأنهم لم يأخذوا تاريخ المنطقة وشعبها الأصلي بعين الإعتبار، وتجاهلوا الوجود الخوري- الميتاني- الحثي- الميدي- الكردي في المنطقة لألاف السنيين، وفصلوا الحثيين عن الخوريين ولغتهم وعقائدهم، مع العلم أنهم إمة واحدة ولهم نفس اللغة والمعتقدات الدينية. وبدليل كل سكان منطقة شمأل ولمسافة مئات الكيلومترات هم من الكرد لليوم، ولو كان هناك شعب أخر يعيش في هذه المنطقة لرأينا أحفادهم ولكن الواقع ليس كذلك، ومن هنا يتضح بجلاء مدى كذب الكتاب من المستعربين العرب والمستتركين على حدٍ سواء، الذين كتبوا عن مملكة شمأل وزوروا تاريخها ونسبوها لأنفسهم!!!!!!!
مناطق انتشار اللغة اللوية (لاوين)
إن الوجود الأشوري، الأموري في مدينة “شمأل” الخورية لا يعني بأي حال من الأحوال، بأن سكانها كانوا من العنصر الأموري أو الأشوري، وبالمناسبة لم يكن هناك في التاريخ شعب إسمه “أشور”، هذه واحدة من أكبر الأكاذيب التي سوق لها العرب.
لا يمكن لباحث ومؤرخ رصين وموضوعي أن يجادل حول هوية شمأل الخورية – الكردية، والمنطقة التي نتحدث عنها تمتد من مدينة ” گرگوم” الكردية (مراش الحالية) التي تقع شمال مملكة شمأل مرورآ بمدينة “چار- ريا” الكردية، التي غير الأتراك إسمها إلى (دورت يول) أي ترجموا الأسم الكردي إلى اللغة التركية ترجمة حرفية، أكبس، راجو، أفرين ونزولآ نحو مدينة قرخان وأنطاكيا، ووصولآ إلى منطقة ألالاخ.
إضافة إلى أن أسماء المدن والقرى والجبال والوديان والأنهار والبحيرات القديمة قبل التعريب والتتريك والتنصير، كانت كلها تحمل أسماء خورية بحتة، ومازال لليوم هنال الكثير من القرى والبلدات في الإقليم تحمل أسماء خورية – كردية. وكانوا يستخدمون الكرمانجية الشمالية، هي ذاتها التي مازالت تستخدم لليوم من قبل سكانها أصحاب الأرض، سواء أكانوا بمنطقة أفرين أو لواء ألالاخ أو مدينة ” گرگوم” مارش الحالية وديلوك (عنتاب). واللغة الخورية (الكردية)، كما هو معلوم لغة هندو- أوروبية، ولغة إلتصاقية وإم اللغة الكردية الحالية، بجميع لهجاتها الكرمانجية الثلاثة (الشمالية، الوسطى والجنوبية).
والدليل الثالث على أن لغة سكان المدينة والمنطقة برمتها كانت اللغة الخورية، هو إسم المدينة نفسها، والذي تجنب الحديث عنه كل من كتب عن تاريخها، وسنأتي على الإسم بالتفصيل ومعناه، في فقرة خاصة لاحقآ ونناقش فيها أصل التسمية ومعناها وفق “علم إصول الكلمات”.
من هنا كان إستمراريت اللغة الخورية لليوم في هذا الإقليم عبر بنتها اللغة الكردية الحالية، وهي منتشرة على نطاق واسع فيه لأن سكانها الخوريين، لم ينتهي وجودهم بفعل الإحتلال التركي، رغم منع اللغة الكردية منذ مئات السنين، وعدم وجود مدارس تدرس هذه اللغة بشكل رسمي وعلمي. ولو كانت اللغة الكردية لغة طارئة في هذه المنطقة، لماتت وإندثرت من زمان، هي والديانة اليزدانية معها، ولكن لم يحدث ذلك ولن يحدث بعد اليوم، لأنهما متجذرتين في المنطقة ووجدان وروح شعبها منذ عشرات ألاف السنين. والجدير بالذكر، أن اللغة الأورارتية الشمالية هي الأخرى منحدرة من اللغة الخورية، وكانت اللغة الخورية وكتابتها المسمارية هي من أقدم اللغات والكتابات، وكما هو معلوم فإن اللغة “الخورية” لغة إلتصاقية مثل اللغة السومرية وهما في الأساس لغة واحدة.
سابعآ، أصل تسمية شمأل ومعناها:
Koka navê Şemelê û wateya xwe
إن معرفة معنى إسم مدينة “شمأل” واللغة التي ينتمي إليها إسمها، لا شك سيحسم الجدل حول الهوية القومية للمدينة وسكانها الأصليين، الذين بنوا المدينة والقلعة وعاشوا فيها وأسسوا حضارة عظيمة فيها، وخير دليل على ذلك، أثارها الكثيرة والثرية بالنقوش، المنحوحات، القصور، القلعة وسورها، وبواباتها العظيمة.
إن الإسم التركي الحالي للمدينة (زنچيرلي) ليس إسمها الحقيقي، وبالمناسبة كلمة (زنچير) تسمية كردية وتعني سلسلة. أما الحرفين (ل، ي) هما إضافة (لاحقة) تركية للكلمة وتعني السلسلي. وإعتمد الأتراك هذه التسمية لأن الجدار الخارجي للقلعة يلتف حول التلة كسلسلة إذا ما نظرنا إليها من الأعلى.
أما تفسير العرب لتسمية “شمأل” على أنها تعنى الشمال بالمعنى الجغرافي، مثير للسخرية حقآ. شمال ماذا؟ أو شمال مَن؟ وهل كان هناك مدن عربية في جنوبها حتى يطلقوا عليها هكذا إسم؟ هذا مجرد هراء وأكاذيب سعى ويسعى لتسويقها بعض الخبثاء ومرضى نفسيآ من المستعربين العرب، الذين يعانون من نقص في الشعور، ويرغبون في صنع تاريخ لهم عن طريق النصب والإحتيال كما فعل اليهود من قبلهم. وسمأل هي التسمية الآشورية للمملكة، وهذا ما أكده النقش الذي يعود للملك الآشوري أسرحدون (670)
قبل الميلاد، والذي تم العثور عليه خلال الحفريات في مدينة شمأل، والآراميين كانوا يطلقون عليها تسمية (يأدي)، وكانت معروفة لديهم أنها واحدة من أبرز المدن الكبرى ومركز ملكي حثي.
ثم إذا كان أهل عاصمة الدولة الحثية “گرگاميش” ومدينة ألالاخ وگرگوم، كانوا يتحدثون اللغة الخورية، فهل يعقل أن يتحدث سكان شمأل بلغة أخرى؟؟ بالتأكيد لا. هذا إضافة إلى أن كل أهل شمأل ومنطقة گرگوم لليوم يتحدثون باللغة الكردية سواء في القرى أو المدن، رغم منعها من التدريس في المدارس، وإستخدامها في الإعلام ودوائر الدولة بكافة مستوياتها، وفرض اللغة التركية الضحلة على أبناء الشعب الكردي بالقوة، كما هو الحال في سوريا وإيران، منذ أكثر من مئة عام.
Şem-el (Şemel) – Zincirli Höyük – سمأل
Şemş: الشمس
El-el: الله
Şem + el ——–> Şemel ——–> شمأل
Wek me gelek caran anî ziman û şirovekir û got di zimanê Sorî – kurdî de Şemş navê royê bû. Û (el – el) navê Xwedêyekî Kurd e. Û navê bajarê Şemelê ji wir hatî û tê wateya (Roya Xwedê). Jiber kû bajar bişêwak gilover wek qursê royê hatî avakirin û dinavbera sê rêze çiyan hatî avakirin û wek royekê tê xuyakirin.
نقش من نقوش شمأل – يحمل شمس مجنحة
ثامنآ، المهن في مدينة شمأل:
Pîşeyên bajarên Şemelê
عرفت مدينة شمأل العديد من المهن والحرف المختلفة: مثل غزل النسيج، صنع الأساس، العاج، الأدوات المعدنية، تصنيع الحديد، أدوات الزينة، الألبسة، أدوات زراعية، الكتان والألبسة الكتانية مثل (پوشي)، وهي عبارة عن غطاء الرأس خاص بالرجال، ولليوم هذا المصطلح يستخدم في اللغة الكردية وفي جميع أنحاء كردستان. وإحتار الكتاب العرب المستعربون في تفسير معنى هذا الكلمة، وأخذوا يلفون ويدورون حول معناها، وإدعوا أنها ليست لباسآ معينآ، وإنما تعني لباس ذات نوعية جيدة وثمينة، ومع ذلك هؤلاء النصابين نسبوا تاريخ وحضارة “شمأل” لأنفسهم دون أي رادع وإحترام للقواعد العلمية والبحثية، كما إن الحرفيين كانوا يعملون في ورش خاصة مخصصة لهم.
وبالنسبة لصناعة النسيج فكانت من الصناعات الأساسية، التي كان يمارسها حرفيي شمأل، وخاصة مع توفر مادة الصوف وهذا عائد لتربية المواشي بكثرة بسبب توفر المراعي الخضراء في الجوار والمياه.
وإلى جانب الصوف كانوا يزرعون الكتان بكثرة، وينسجون منه الألبسة النسائية والرجالية، حتى حد بالملك “كلا- مو”، الإفتخار بأنه كسى كل سكان مملكته بألبسة كتانية، كما ورد في أحد نقوشه. وكان يقصد بذلك غطاء الرأس (پوشي) للرجال (كوڤي) للنساء.
ومع الوقت إنتشرت صناعة الألبسة الكتانية إلى المدن الخورية – الحثية المجاورة لشمأل مثل ألالاخ،
كوموخ، گرگوم، گرگاميش، أرپاد، پاتين، همگ وغيرها من المدن. وكانت هذه الألبسة من الأنواع الغالية. كما وعرفت مدينة شمأل خلال تاريخها الطويل إنتاج الملابس الصوفية التي كانت تصبغ باللون الإرجواني، كما أخبرنا بذكر نقش الملك الشمألي “كلا- مو”. وأكد هذا الأمر حوليات الملك الأشوري
“شلمنصر الثالث” على تلقيه كميات من الملابس الصوفية والكتانية المتعددة الألوان من حكام شمأل كنوع من الضريبة أو الجزية، التي فرضها الأشوريين على ملوك شمأل عنوةً، مقابل السماح لهم البقاء في الحكم.
وحسب النقوش الشمألية عرفنا، أنه تم تخصيص مكان في المنطقة الخامسة من المدينة السفلى، لغزل النسيج في ورش خاصة بذلك. وقد عثر في هذه المنطقة على العديد من الأدوات البرونزية المستخدمة في صناعة الألبسة مثل: السنانير، إبر، مغازل صغيرة من العظم، مكاكيك مصنوعة من الحجر، بلغ عددها (29) مكوكآ، قد إستخدمت لغزل الألياف على مغزل خشبي. ويعتقد العلماء أن إنتاج الألبسة كان مخصصآ فقط لحاجة السكان المحليين، ولم يكن هناك تجارة وتصدير، كون العلماء لم يجدوا نقشآ يشير إلى تجارتهم بالألبسة أو بيعها في الأسواق الأخرى.
وإلى جانب ذلك إشتهرت مدينة “شمأل” بصناعة الأساس المطعم بالعاج، وهذا النوع من الأساس كان غاليآ بالطبع، لأن العاج يستخرج من قرون الفيلة، وكانت تطعم به عرش الملك، الكراسي والطاولات والتخوت، وتصنع منه الحلى والزينة، ولم يكن بإستطاعة كل شخص إمتلاكها، لهذا إختصر الإمتلاك على العائلة الملكية والطبقة الثرية ورجال الملك وحاشيته. ولولا توفر الخشب المستمد من غابات جبال الأمانوس وقطعان الفيلة التي كانت تأخذ من غابات الأمانوس مأوىً لها، لما كان بإستطاعة سكان شمأل أن ينتجوا أساسآ من الخشب بالأساس فمالكم مطعم بالعاج!
كما إن صناعة تعدين المعادن وإنتاج المعدات المعدنية المختلفة كانت متقدمة في مدينة شمأل، لا بل تتقدم على بقية المهن والحرف. حيث كانوا ينتجون المعدات الحربية مثل الدروع، السكاكين، السيوف، المطارق، الأزاميل والخناجر من معدن الحديد، وتصنيع أدوات الزينة من معدن الفضة بسبب توفر هذين المعدنين في منطقة شمأل. وأكثرية الكرد لا يعرفون بأن مملكة شمأل كانت تستخرج الحديد من مدينة “راجو” الحالية بمنطقة أفرين المحتلة من قبل العصابات الإسلامية السورية المتطرفة والجيش التركي المجرم.
أحد نقوش مدينة شمأل
تاسعآ، الحياة الإقتصادية في مدينة شمأل:
Jiyana aborî ya bajarê Şemelê
لاشك إن العامل الجغرافي لأي مدينة إن كانت من المدن القديمة أو المدن الحديثة، تلعب دورآ رئيسيآ في نوعية إقتصادها، ومدينة شمأل ليست إستثناءً من هذه القاعدة، وكون جغرافيتها سهلية ومناسبة للزراعة وتربية المواشي، ومناخها يساعدها في ذلك، ومدينة داخلية ومحاطة بسلسلة جبال عالية وغابات صنوبر وبلوط وسنديان، كل ذلك جعل من إقتصادها يعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات، وفي المرتبة الثانية كان يأتي الصناعات اليدوية، كصناعة الأساس والأدوات الزراعية، بعض أنواع الأسلحة وصناعة الألبسة تعدين بعض المعادن وصنع بعض الأسلحة والأدوات الزراعية. إن الإهتمام بزراعة الحبوب كانت حاجة ضرورية لتأمين حاجة الناس من مادة الخبز، والخبز كان يشكل الطعام الأساسي لسكان وأهالي المدينة. والطواحين في البداية كانت يدوية وتتكون من قطعتين دائرتين والقطعة العلوية كانت فيها ثقب لسكب الحبوب فيها، وفتحة صغيرة لوضع خشبة فيها للإمساك بها وتدويرها أو تحريكها لطحن الحبوب وهي عملية مجهدة ومتعبة فعلآ.
إلى جانب زراعة الحبوب والكتان، كان أهل المدينة يزرعون الثوم وخاصة عند منابع نهر الأسود الذي ينبع من جنوب المدينة، ثم يتجه جنوبآ نحو سهل ألالاخ ويلتقي مع نهر أفرين والعاصي ويصبان كنهر واحد في البحر المتوسط بعد أن يعبروا مدينة أنطاكيا. هذا إلى جانب زراعة أشجار الزيتون والكروم. الزيتون بهدف تأمين مادة الزيت والطعام في ذات الوقت، والعنب للطعام وصناعة النبيذ في نفس الوقت أيضآ. وقد عثر في موقع مدينة شمأل على أباريق، جرارير أو خوابي، وبقايا المعاصر التي كانت يعصر فيها الزيتون، ومعاصر يعصر فيها العنب، إضافة إلى أحواض لجمع الزيت وأخرى لجمع شراب العنب. وما ساعد الأهالي على زراعة الكروم وأشجار الزيتون المناخ ونوعية التربة، ووجود مساحات كافية لزراعتها والإستفادة منها.
ودون شك لقد لعبت الغابات التي كانت تغطي جبال الأمانوس دورآ مهمآ في إقتصاد المدينة وحياة الناس
حيث كانت تمدهم بأفضل أنواع الخشب الموجودة في المنطقة برمتها. والغابة كانت قريبة من المدينة حيث أن سلسلة جبال الأمانوس هي الفاصل الجغرافي بين البحر المتوسط وسهل شمأل. والخشب كان يستخدم في بناء المنازل والقصور والأساس المنزلي، وكوقود في عملية الطبخ والتدفئة وتعدين المعادن.
في المقابل، التجارة لعبت دورآ أقل في إقتصاد المدينة وذلك بسبب عدم إطلالتها المباشرة عن الأنهر والبحر، حيث يحيط بها سلاسل جبلية شاهقة ووعرة من ثلاثة جهات، فالتجارة مع المدن الأخرى لم يكن سهلآ بسبب العوامل الجغرافية الصعبة.
عاشرآ، الحياة الإجتماعية في شمأل:
Jiyana civakî ya Şemelê
المجتمع الشمألي كان حاله كحال جميع المجتمعات في العصور الوسطى، حيث المجتمع كان ينقسم إلى
عدة طبقات وبشكل أساسي طبقة الأثرياء والحكام، وثانيآ طبقة الفقراء الذين كانوا يعملون لدى الأغنياء لقاء قوة يومهم. ولكن علمليآ كان المجتمع ينقسم إلى أكثر من طبقتين، حيث تكونت طبقةبرجال الدين والكهنة بعد ظهور الأديان. وإلى جانبهم ظهرت طبقة الحرفيين والتي من دونهم كان يصعب على أي مجتمع مدني إدارة شؤونه الحياتية اليومية. المجتمع الشمألي كان يسمي كل طبقة بإسم خاصة:
أولآ، طبقة موشكايم:
وهي طبقة عوام الناس، أي الخدم والعمال الزراعيين، مربي المواشي والحيوانات، الذين كانوا يعملون لدى الأغنياء، ووالعائلة الملكية ورجال الملك وحاشيته. ويعتقد أن تسمية (موشكايم) تسمية لوية وتعني الفقراء، وقد أشرنا سابقآ إلى ماهية هذه اللغة وإنتمائها ويمكنكم العودة لها. الفلاحين ومربي الحيوانات كانوا يملكون بعض الأراضي والدواب ولكن بنسبة قليلة. وفي عهد الملك “كلا- مو”، ابن خايا (840-830) قبل الميلاد، تحسن وضع الفقراء كثيرآ، حيث بادر هذا الملك بمنح عامة الناس المزيد من الأملاك والحقوق، وهذا يحسب له بالفعل. لأن إلى قبل وصوله لسدة الحكم، كانوا هؤلاء الفقراء من أبناء المجتمع يعانون من أوضاع مزرية، ويتم معاملتهم معاملة قاسية ومذلة. وبفضل مبادرته الشخصية الإصلاحية، تحول الكثيرين من هؤلاء الفقراء من أبناء المدينة، إلى ملاكي الأرض والمواشي، ليعيشوا منها بكرامة ويرتدون ملابس جيدة، بدلآ من العمل طوال النهار لقاء بعض الطعام. هذه الخطوة الإصلاحية كانت متقدمة للغاية حتى بمقايس اليوم، وتفكيره كان بعيد النظر من قبل الملك “كلا- مو”، وفي هذا الوقت المبكر من التاريخ. يعتقد أن الملك قام بهذه الخطوة لسببين هما:
السبب الأول: تخفيف الإحتقان الداخلي بين طبقات المجتمع وأفراده. السبب الثاني: تمتين الجبهة الداخلية لتحقيق وحدة في وجه الغزاة والطامعين في مملكته، والهدف الأخر هو تعزيز مكانته لدى أبناء المجتمع الشمألي كي لا ينافسه أحد على السلطة.
ثانيآ، طبقة بهريم:
هي الطبقة المخملية، التي كانت عمليآ تملك كل شيئ قبل إصلاحات الملك “كلا- مو” الإجتماعية، وكانت مرتبطة بالعائلة الملكية الحاكمة. وتتمتع بالنفوذ والثروة والإمتيازات، وحكام مدينة شمأل لم يكونوا على الدوام من السكان المحليين، حيث نصب الأموريين رجالهم حكامآ عليها بعد إحتلالهم للمدينة، أما بالنسبة للأشوريين فنصبوا أناس موالين لهم حكامآ على المدينة، حتى يضمنوا ولاء المدينة لهم وتدفق الجزية التي كانوا يفرضونها على حكامها كل سنة. والجزية كانت تختلف حسب ما يحتاجه المحتل من أخشاب، زيت، كتان، ألبسة، أدوات زراعية، أساس البيوت، النبيذ، العاج وحتى المواشي. الملك “كلا- مو” كان من أبناء المدينة الأصليين، وأظن هذا لعب دورآ رئيسيآ في إقدامه على تحقيق العدالة الإجتماعية بين أفراد مجتمعه، بينما نرى اليوم بعد كل هذه السنيين، كيف أن كل حكام المنطقة من كرد وعرب وفرس وأتراك، يركبون ظهر الفقراء ويستغلونهم أبشع إستغلال ويعاملونهم بإحتقار!!!!!
لوحة فسيفسائية من مدينة شمأل
إحدى عشر، فن العمارة في مدينة شمأل:
Hûnera avahiyê li bajarê Şemelê
كما هو واضح من شكل القصور والبيوت وجدارن القلعة، البوابات المختلفة والتماثيل، مدى إزدهار فن العمارة والنحت في مدينة شمأل، في النصف الأول من (1000) الألف الاول قبل الميلاد. بالفعل لقد تميزت المدينة بعمارتها وشكل ونوعية بنائها، وبغنى الأعمال الفنية التي زينت قصورها باللوحات والنقوش، ونفس الشيئ بالنسبة لبوابات القصور، التي أحيطت بمنحوتات فنية لجميلة، وهذا يدل على مدى تقدم الفنون في المدينة في تلك الحقبة الزمنية، ومحاكتها للواقع المحلي الشمألي.
وهذا ما أمكن مشاهدته على البوابات الجنوبية، الغربية، إضافة للبوابات الشمالية الشرقية، وهذه البوابات تبعد عن بعضها البعض مسافة منتظمة أي مسافة واحدة، وتعد البوابات الجنوبية هي البوابات الرئيسة من بين جمع بوابات القلعة، وأكثرها تميزآ من الناحية المعمارية والزخرفية، إذ تتكون هذه البوابات من بناءين منفصلين متقابلين بجدارين متوازيين، وبنيت بهذا الشكل لتقوم بوظيفة الدفاع، وهي مزودة بأبراج مختلفة من حيث الحجم، وقد زينت هذه الأبراج بمنحوتات حجرية ضخمة وحصنت جيدآ.
كما وبينت التنقيبات والدراسات الأثرية أن مدينة شمأل قد بنيت على أنقاض مدينة أقدم، هي تلك التي بناها الخوريين أسلاف الكرد قبل حوالي أكثر من (4000) عام قبل الميلاد، وأحيطت بسور دائري مزدوج متحد المركز يتراوح طول قطره ما بين (720-800 م) أما طوله يبلغ حوالي (2200م)، وقد بني من الحجارة الكبيرة والصغيرة ويفصل بين الجدارين اللذين يكونان سور المملكة فراغ عرضه 7 امتار. تتوسط المدينة العليا “المملكة” والوصول إليها يكون عبر شارع مرصوف بالحجارة، يمر عبر المدينة السفلى مباشرة من بوابة القلعة، وتضم المدينة العليا أبنية سكنية وإدارية وتحصينات عسكرية، لكن لم تكتشف فيها اي أبنية دينية لأنها دمرت أثناء بناء المدينة الجديدة على أنقاض تلك القديمة، وقد أقيمت هذه الابنية والتحصينات خلال مراحل زمنية متتالية.
أسوار المدينة عند البوابة الشمالية الشرقية
أما البيوت تمت بناؤها من أحجار الأجر، والأسقف والعواض بنيت من الأخشاب وهي المادة التي كانت متوفرة بكثرة، بفضل غابات أمانوس المحاذية لسهل شمأل من الغرب. والبيوت في شمأل كانت تتألف من عدة غرف مرصوفة أرضيتها بالأحجار، منها مخصصة للمعيشة، ومنها لتخزين المونة، وبعضها للخدم، وأخرى للضيوف، هذا إضافة للمطبخ. وكانت الحظائر عادة تبني بشكل منفصل عن دور السكن، ويوضع فيها المواشي وبقية الحيوانات.
إثنى عشر، الوجود الكردي في شمأل ومحيطها:
Hebûna kurdî li Şemelê û derdora wê
لا شك إن الوجود الكردي في مدينة شمأل وكامل المنطقة المحيطة بها عبر أسلافهم الخوريين-الميتانيين والحثيين، يعود تاريخه إلى أكثر من عشرين ألف سنة، وهذا الوجود لم ينقطع من المنطقة، ولا لحظة واحدة. فالكرد كانوا هنا قبل الميلاد بعشرات ألاف السنيين، ولا يزالون وسيبقون ما بقيت البشرية، رغم كل ما تعرض له هذا الشعب من عمليات قتل وتهجير وتعريب وتتريك، وزرع المستوطنين العرب، التركمان، الشركس بين ظهرانيهم وتعرض وطنهم كردستان إلى غزوات وإحتلالات إستيطانية سرطانية إجرامية متعددة.
منطقة شمأل إسوةً ببقية المناطق الخورية، تعرضت للعديد من الغزوات والإحتلالات قديمآ وحديثآ، بدءً بالإحتلال الأموري، الأشوري، الفارسي، الروماني، البيزنطي، العربي الإسلامي، العثماني – التركي البغيض والإستحلالي. وعندما نتحدث عن شمأل لا نقصد فقط المدينة وإنما كامل المنطقة المحيطة بها من مدن وقرى وبلدات. وأسوأ إحتلال كان ذلك الإحتلال الإستيطاني، الذي إنتشر كالسرطان في جسد الإمة الكردية وكردستان، وحتى يومنا هذا يعاني الكرد من هذا السرطان الخبيث، والذي لا دواء له سوى البتر. وأكبر عمليات التغيير الديمغرافي وأخطرها على الإطلاق، التي شهدته منطقة “شمأل” كانت في العهود التالية:
1- عهد الإحتلال الأموري للمدينة:
الكثيرين من هذه الجحافل والوحش الغازية القادمة من براري الحجاز ونجد وصحراء الأردن، إستوطنوا في المدينة والمنطقة المحيطة بها، وأطلقوا عليها تسمية أخرى هم والمحتلين الأشوريين وكلاهما من نفس الطينة. الأشوريين حاولوا عدم حكم المدينة بشكل مباشر، وإكتفوا بإخضاعها لنفوذهم، وأخذ الجزية منها كل سنة وسمحوا لحكامها البقاء في الحكم أي كانوا دمية بيد الأشوريين. وأحيانآ كانوا يعينون أناس منهم في قيادة المدينة.
2- عهد الإحتلال العربي الإسلامي:
حيث أجبر هؤلاء الوحش والبرابرة أبناء الشعب الكردي على إعتناق دينهم الشرير بحد السيف، إضافة إلى فرض لغتهم عليهم بالقوة بحجة أنها (لغة القرأن والجنة)، يا لها من كذبة. وإستجلبوا معهم الكثير من العربان المختلفين والمتوحشين وأسكنوهم في أكثرية المدن الكردية. وحكموا المنطقة والمدينة حكمآ مباشرآ وبالحديد والنار، وفرضوا الضرائب على أهلها ونهبوا أملاكهم وسرقوها، وأجبروا الرجال الكرد للقتال في صفوف جيوشهم. وليس هذا وحسب، بل قاموا بتعريب أسماء القرى والمدن والمناطق الكردية وخير دليل على ذلك تعريب إسم مدينة “آمد” عاصمة كردستان إلى (ديار بكر).
السؤال هنا: هل هناك إجرام وحقارة وفظاعة أكثر من هذا؟؟؟ لا أظن ذلك.
وبعد كل ذاك الإجرام والفظاعة، يتحدثون عن سماحة الدين الإسلامي، وأنهم لم يجبروا أحدآ على إعتناق الدين الإسلامي الشرير، وأطلقوا على إحتلالهم لكردستان (الفتح الإسلامي)، وأن الله أمرهم بفعل ذلك يا لحقارة محمد وإلإله الذي أمره بإحتلال بلدان الأخرين.
3- عهد الإحتلال العثماني- التركي الإجرامي:
إن ما مارسته عصابة ال عثمان من عمليات قتل وإجرام، وتهجير، وتتريك بحق الشعب الكردي فاق
لم يتعرض شعب من الشعوب عبر التاريخ، مما تعرض أسلاف الشعب الكردي والكرد أنفسهم، على إرهابي (محمد) وعصابة (بني عثمان) ومجرمي المقبور (أتاتورك وعصمت إينونو) من مذابح وعلميات قتل جماعية، وتهجير قسري، وحرق المدن والقرى، غمر المدن بالمياه، زرع المستوطنيين في المدن والقرى والمناطق الكردية بهدف التغير الديمغرافي، منع اللغة الكردية، منع الديانات الكردية، منع الإحتفال بالأعياد الكردية، عمليات التصفية للمناضلين الكرد، وكل مستمرة ليومنا هذا دون توقف، منذ مئات الأعوام.
المحتلين العثمانيين المجرمين، إستقدموا مجموعات جركسية، تركمانية، تترية من القوقاز وأسكنوهم في إقليم “شمأل” الخوري، وبقية المناطق الخورية الكردية، إضافة للكثيرين من العرب لكي يسيطروا على الكرد من خلال هؤلاء المستوطنيين، وإشعال الفتن بين هؤلاء المستوطنين والكرد، والأنكى من ذلك هو قيامهم بتهجير أبناء الإقليم الأصليين من ديارهم، إلى مناطق أخرى بعيدة جدآ، بهدف تغير ديمغرافية المناطق الكردية بشكل عام والساحلية بشكل خاص مثل منطق ألالاخ وشمأل وقرخان، وجار-ريه التي تشكل معآ إقليم ألالاخ (إسكندرون).
الحفريات في القلعة الجنوبية
ولليوم إذا تجولنا في منطقة “شمأل” التي تضم مدينة (چار- ريه)، گركوم (مراش)، ديلوك (عنتاب)،
وچيايه كرمينچ (كرداغ)، منطقة ألالاخ، مدينة أرزين، أكبس، جيهان، نورداغ، قرخان، ومدن وبلدات أخرى كثيرة. سنكتشف أن الوجود الكردي في هذه المنطقة مازال قويآ، وإذا عدنا للأسماء القديمة للمدن والقرى والجبال، سنشهد منظر فظيع للغاية، جوهره كيف قام العرب والأتراك كلآ في حقبته، بتعريب وتتريك أسماء المدن والقرى الكردية التي يصل أعدادها إلى ألاف ومئات المدن بين كبيرة وصغيرة.
ولا يمكن لأي عاقل وموضوعي، أن يصدق أن كل ذلك الإجرام، جرى بشكل عفوي وغير مقصود.
لاحظنا أن العرب أينموا ذهبوا فرضوا دينهم الشرير بالقوة كي وبشكل فظيع على السكان المحليين، وإستطنونوا ديارهم وحكموهم بالقوة وإعتبروه جزء من وطنهم، إضافة لذلك كانوا على الفور يقومون بتعريب أسماء مدن البلد الذي إحتلوه، القرى، المعالم الأثرية، الجبال، القلاع، المناطق وحتى أسماء البشر والمواليد الجديدة. ونفس الشيئ فعل المجرمين العثمانيين ووريثتهم تركيا الكمالية اللقيطة، مع الكرد وغير الكرد.
ثلاثة عشر، الخلاصة:
Kotayî
في نهاية هذه الدراسة التاريخية، التي تناولنا فيها هوية وتاريخ مدينة “شمأل” الأثرية بشكل أساسي والمنطقة التي تحيط بها بشكل عام يمكن إستخلاص ما يلي:
أولآ، إن أسلاف الكرد كانوا أصحاب حضارات عظيمة، وخير دليل على ذلك هذه المدن التاريخية الكثيرة والعظيمة، والثرية في نفس الوقت بالأثار التي أدهشت العالم ولا زالت تدهشهم لليوم.
ثانيآ، قِدم هذه المدن ومن ضمنها شمأل، وإختراعاتها وتطورها في الكثير من المجالات مثل الحرف: كصناعة الأساس، تعدين المعادن، صناعة النبيذ، صناعة الزيت، الأسلحة، الألبسة، الزارعة بأنواعها، تربية الحيوانات وخاصة المواشي والخيول والأبقار.
ثالثآ، تنظيم المجتمع من خلال بعض النظم والقوانين.
رابعآ، بناء نظام إجتماعي عادل يساوي بين أفراد المجتمع.
خامسآ، العمل على تقوية الجبهة الداخلية.
سادسآ، ترصيف الشوارع داخل المدينة.
سابعآ، إحترام البيئة ومصادر المياه.
تمثال من مملكة شمأل الأثرية – شمال كردستان
من الجانب الأخر، لم أجد أي باحث كردي قد إهتم بهذه المدينة الخورية المهمة وقدم دراسة عنها، ولا أظن أحدآ من الكرد سمع بإسمها وقرأ عنها إلا فيما ندر. وهذا أمرٌ مؤسف ومحزن للغاية، لا بل معيب.
وأنا على ثقة بأن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها يكتبها باحث كردي، مع العلم أن تاريخ هذه المدينة يعود إلى ستة ألاف عام خلت. وكما قلت مرارآ إن هذه الدراسات هي الخطوة الأولى ومطلوب من الكرد تأليف العشرات من الكتب عن كل مدينة ومن كل الجوانب. ومن جانبي، أنا أركز في هذه الدراسات على نقاط ومحاور معينة، لإجلاء هوية هذه المدن، وتعريف أبناء الشعب الكردي بتاريخهم الحقيقي والصحيح، بشكل مختصر ومكثف ودون الدخول في تفاصيل الأثار المكتشفة.
إن معرفة الذات لا يمكن دون معرفة التاريخ، لا على صعيد الشخصي كفرد، ولا على الإمة أو الشعب لأن التاريخ هي ذاكرة الشعوب، ومن دون تلك الذاكرة تضيع الشعوب وتحيا في دوامة مستمرة، وهناك العديد من الشعوب ضاعت، وهناك لم تكن تملك تاريخآ أساسآ، وخلقت لنفسها تاريخآ من الأكاذيب وفي مقدمتهم: الأتراك، الفرس، العرب، الأرمن، الأذربيجانيين، اليهود، …. إلخ.
وفي المقابل نحن كشعب كردي، نملك تاريخآ عريقآ وثريآ للغاية، تخلينا عن هذا التاريخ الطويل لصالح الأخرين، وبذلك فقدنا ذاكراتنا كإمة، ولهذا نجد الغالبية العظمى من الكرد متعلمين أكانوا، أو سياسيين، أو الناس الأقل تعليمآ، يجهلون تاريخهم بكل معنى الكلمة إلا القلة القليلة، وكل ما يعرفونه هو ما كتبه الأعداء عن تاريخ المنطقة ومدنها القديمة والتاريخية، وفق مصالحهم القومية والسياسية دون أدنى شك. وكما تشاهدون وتسمعون كثيرآ كيف أن العرب، والفرس والأتراك يقولون للكرد: أين هو تاريخكم ؟؟
وهذا صحيح لأن أسلافنا ومن بعدهم نحن كشعب كردي لم نكتب تاريخنا، وما نعرفه عن أنفسنا، هو ما كتبه الأجانب عنا للأسف مثل الروس، اليونانيين وأخرين فقط.
منحوتة من مدينة شمأل – شمال كردستان
hhhhhh5288825gggggg
=======================================================
أربعة عشر، المصادر والمراجع:
Çavkanî û lêveger
1- شمأل – مملكة آرامية سورية قديمة (1000-722 ق.م).
المؤلف: عباس مرهج فرج.
الناشر: وزارة الثقافة السورية، دمشق – عام 2020.
3- نصب الأمير كتمو من مدينة شمأل/شمال الأرامية.
المؤلف: علي أبو عساف.
الناشر: مجمة المعرفة، العدد (642) – وزارة الثقافة السورية عام 2017 .
3- إقتصاد مملكة ماري.
المؤلف: علم الدين أبو عاصي.
الناشر: وزارة الثقافة – دمشق عام 2002.
3- آثار الممالك القديمة في سورية (8522 – 535) قبل الميلاد.
المؤلف: علي أبو عساف.
الناشر: منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق عام 1988.
4- الديانة السورية القديمة خلال عصر البرونز الحديث والحديد (1622-333) قبل الميلاد.
المؤلف: محمود حمود.
الناشر: آرام للدراسات والنشر، دمشق عام 2019.
5- قاموس الألهة والأساطير في بلاد الرافدين (السومرية والبابلية).
– في الحضارة السورية (الأوغاريتية والفينيقية)
المؤلف: د. ادزارد، م. بوب، ف. رولينغ.
الناشر: دار الشرق العربي، بيروت.
6- تاريخ سورية القديم (3222 – 333 ق.م).
المؤلف: عيد مرعي.
الناشر: منشورات الييئة العامة السورية لمكتاب، دمشق، 2012.
7- معجم الألية والكائنات الإسطورية في الشرق الأدنى القديم.
المؤلف: عيد مرعي.
الناشر: الييئة العامة السورية لمكتاب، 2018.
8- موسوعة ميثولوجيا وأساطير الشعوب القديمة ومعجم أهم المعبودات القديمة.
– موسوعة الأديان السماوية والوضعية 1.
المؤلف: حسن نعمة.
الناشر: دار الفكر اللبناني، بيروت، 1994.
9- الأقاليم الجغرافية السورية.
المؤلف: عادل عبدالسلام.
الناشر: مطبعة الإتحاد، دمشق، 1992.
10- التاريخ والمؤرخون – دراسة في علم التاريخ.
المؤلف: حسين مؤنس.
الناشر: دار المعارف، القاهرة عام 1984.
11- التاريخ ومشاكل اليوم والغد.
32
المؤلف: محمد الطالبي.
الناشر: مجلة عالم الفكر، العدد (1) عام 1974.
12- الأقاليم الجغرافية السورية.
المؤلف: عادل عبد السلام.
الناشر: مطبعة الإتحاد – دمشق عام 1990.
13- نشوء فكرة الإلوهة: مقاربة تاريخية – فكرية.
المؤلف: د. بشار خليف.
مراجعة وتدقيق: د. محمد محفل.
الناشر: دار الأهالي – الطبعة الأولى، دمشق عام 2011.
14- الديانات السورية القديمة.
– ديانات الحثيين والحوريين والفينيقيين والسوريين الآراميين.
المؤلف: رنيه دوسو.
ترجمة: موسى ديب الخوري.
الناشر: الأبجدية للنشر عام 1996.
15- تاريخ سورية القديم.
المؤلف: الدكتور أحمد داوود.
الناشر: منشورات دار الصفدي، دمشق الطبعة الثالثة، عام 2003.
16- تاريخ سوريا القديم وآثارها وحضارتها.
المؤلف: د. عيد مرعي.
الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب – عام 2021.
17- Simon B. Parker (1996). “Appeals for military intervention: stories from Zinjirli and the Bible”. The Biblical Archaeologist 59(4): 213-224.
18- Ussishkin, David (1970). “The Syro-Hittite ritual burial of monuments”. Journal of Near Eastern Studies 29(2): 124-128.
19- Ralf-B Wartke, Sam’al: Ein aramäischer Stadtstaat des 10. bis 8. Jhs. v. Chr. und die Geschichte seiner Erforschung, Philipp von Zabern, 2005
20- J. P. Francev, ed. (1967). Világtörténet tíz kötetben, I. kötet. Kossuth K.
21 -Aro, S. Art and architecture. In The Luwians, ed. H. C.
Melchert, Leiden: Brill,(281-337), 2003.
22-Astour, Michael, An outline of the History of Ebla (part one),
Eblaitica3: (3-82), 1992.
23-Astour, M. Place-Names from the Kingdom of Alalah in the
North Syrian List of Thutmose III: A Study in Historical
Topography. Journal of Near Eastern Studies 22:( 220-241) 1963.
24-Bertman.S, Handbook of life in ancient Mesopotamia, university
of Windsor, USA, 2003.
25-Bonatz, D, Das syro-hethitische Grabdenkmal: Untersuchungen zur
Entstehung einer neuen Bildgattung in der Eisenzeit im nordsyrischsudostanatolischen Raum. Mainz: P. von ZabernVerlag, 2000.
33
26- Borger, R. Die Inschriften Asarhaddons, Königs von Assyrien.
Archiv für Orientforschung Beiheft 9. Osnabrück: Biblio-Verlag, 1995.
27- Boyd.S.L, Hardy.H.H, Thomas.D.T, Two New Inscriptions from
Zincirli and Its Environs, Bulletin of the American Schools of
Oriental Research 356, (73-80), 2009.
28- Braidwood.R, The near-east and foundations civilization, Oregen,
1952.
29- Brandl,B, Alphabets, Texts and Artifacts in the ancient near east
:Rakibʼil and “Kubaba of Aram” at Ördekburnu and Zincirli and New
Observations on Kubaba at Zincirli, Carchemish and Ugarit, van
dieren éditeur, paris, mmxvi, University of Zurich, 2016,(47-61).
30- Casana, J., and J. Herrmann. Settlement History and Urban Planning
at Zincirli Höyük, Southern Turkey. Journal of Mediterranean
Archaeology 23, 2010,(55-80)
31- Hawkins, J. D “The Neo-Hittite States in Syria and Anatolia,” in The
Cambridge Ancient History. Volume III. Part I. The Prehistory of the
Balkans; and the Middle East and the Aegean world, tenth to eighth
centuries B.C., 2nd edition. Edited by J. Boardman, I. E. S. Edwards,
32- N. G. L. Hammond, and E. Sollberger, pp. 372-441. Cambridge:
Cambridge University Press. 1982,Herbert Niehr,The Aramaeans in
Ancient Syria, Leiden , boston, 2014.
33- Hawkins, J. D. Corpus of Hieroglyphic Luwian Inscriptions, Vol.
1: Inscriptions of the Iron Age. Untersuchungen zur indogermanischen
und Kulturwissenschaft n.F. 8. Berlin: de Gruyte, 2000 Sprach.
34- Hawkins, J. D. “Sam’al. A. Philologisch,” in Reallexikon der
Assyriologie und Vorderasiatischen Archäologie. Band 11. 7./8.
Lieferung. Šaduppum. B – Samug. Edited by M. P. Streck, pp. 600-
- Berlin: Walter de Gruyter. 2008.
35-Herbert Niehr, The Aramaeans in Ancient Syria, BRILL, Leiden .
boston 2014.
36- Herbert Niehr, Bestattung und Ahnenkult in den Königshäusern von
Samʾal (Zincirli) und Guzāna (Tell Ḥalāf) in Nordsyrien, Zeitschrift des
Deutschen Palästina-Vereins, Bd. 122, H. 2: Deutscher verein zur
Erforschung Palästinas, 2006. (111-139).
37- Herrmann. V.R, Schloen, D, In remembrance of me: Feasting with
the dead in the ancient middle east, Oriental Institute Museum
publications 37, The University of Chicago, 2014.
38- Herrmann. V.R, Hout.T, Beyazlar.A, A New Hieroglyphic Luwian
Inscription from Pancarli Hӧyȕk: Language and power in Early Iron Age 276
Sam’al-Y’DY, Journal of Near Eastern Studies, No: 75, University of
Chicago, (53- 70), 2016.
39- Hoftijzer, J. – Jongeling, K. 1995. Dictionary of the North-West
Semitic Inscriptions I–II (HdO I/21), Leiden, 1995.
40- Humann, C.; Koldewey, R.; and von Luschan, F, Ausgrabungsbericht
und Architektur. Vol. 2 of Ausgrabungen in Sendschirli. Mittheilungen
aus den Orientalis Sammlungen 12. Berlin: Spemann, 1898.
41- Landsberger, B. Sam’al. Studien zur Entdeckung der Ruinenstätte
Karatepe. Erste Lieferung. Veröffentlichungen der Türkischen
Historischen Gesellschaft VII.16. Ankara: Druckerei der Türkischen
Historischen Gesellschaft.
42- Lemaire.A, Sass.B, The Mortuary Stele with Sam’alian Inscription
from Ördekburnu near Zincirli, Bulletin of the American Schools of
Oriental Research 369,2013, (57-136).
43- Lemaire.A, Sass.B, The Mortuary Stele with Sam’alian Inscription
from Ördekburnu near Zincirli, Bulletin of the American Schools of
Oriental Research369, (57-136),2013, P: 76-129.
44- Marechetti.N, Middle Bronze Age public Architecture at Tilmen
Hӧyȕk and the Architecture Traditional of old Syrian palaces , University
of La Saptienza, Roma 2006, (275-308).
45- Mark W. Hamilton, The past as Destiny: Historical Visions in Sam’al
and Judah under Assyrian Hegemony, Vol. 91, No. 3, The Harvard
Theological Review, 1998, (215-250).
نهاية هذه الدراسة وإلى اللقاء في دراسات أخرى.
نحن في إنتظار ملاحظاتكم وأرائكم ومنكم نستفيد.