خزعل الماجدي وسلسلة الأكاذيب والأضاليل المتواصلة – بيار روباري

 

Xezhel Macîdî û zincîreya derw û xopandinê berdewam e

قبل حوالي شهرين أرسل لي بعض الإخوة الكرام من أبناء شعبناء الكردي، الذين يتقنون اللغة العربية فيديو عبر موقع المسينجر، وطلبوا مني مشاهدته والرد عليه، فأقول لهؤلاء الإخوة ها أنا أوفي بوعدي وأشكركم على ثقتكم بي. وفي الحقيقة هو يستحق الرد ولكن لم يسعفني الوقت للرد على الأكاذيب التي ساقها الخزعلي في حديثه بهذا الفيديو. بالمناسبة هو مستوطن من المستوطنيين الذين جلبهم نظام البعث الإجرامي – الصدامي إلى مدينة كركوك الكردية، فمهم معرفة ذلك.

ولا يمكن للقارئ فهم ما سأقوله دون مشاهدة هذا الفيديو وسماع ما يقوله هذا المدلس دون خجل وحياء ومتجاوزآ بذلك كل المعايير العلمية المتبعة في كل أنحاء العالم وفي أي بحثٍ كان ومهما كان جنسه، بحث تاريخي، علمي، جنسي، إقتصادي، طبي، فلسفي، طبيعي، ….. إلخ.

موضوع الفيديو أو عنوانه هو: “الأدب السومري”، وعلى ما يبدوا أنه كتب كتابآ حول ذلك الأدب، كما هو واضح من الفيديو، وتبين لي أنه بنى الكتاب على فرضية كاذبة وهي أن السومريين عرب ولغتهم واحدة وهذ غير صحيح على الإطلاق. وساق تلك الأكاذيب والأضاليل عن وعي وبشكل متعمد، والهدف منها هو تضليل القارئ الكريم، وحرف أنظاره عن الحقيقة الساطعة، التي لا يمكن لأحدٍ تزويرها أو حجب الضوء عنها، فهي ساطعة كالشمس الكردية اليزدانية، ولا يمكن تغطية الشمس بالغربال. وسوف أنشر رابط الفيديو كي تستطيعون مشاهدته بأنفسكم، وحتى لا يتهمني أحد بأنني قولت السيد الماجدي.

رابط الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=1KTOD1psby8

لن أتحدث عن الأدب السومري وتقسيماته طويلآ لأن ذلك ليس هو موضوعنا في هذه الرد، وتفاصيل الأدب السومري فهو معروف بالنسبة لي، ولذلك يمكنني القول أن ما قاله الماجدي في هذا الصدد صحيح أي ما يخص نوعية الأدبين (الگال والنار) وتفرعات كل واحد منهم. نحن لا نبخس حق أي شخص على الإطلاق، وسأتوقف عند النقاط الذي كذب فيها وهي الأساس في هذا الرد:

1/ تفسير أو شرح معنى مصطلح “گالا” السومري، ومن أين أتت هذه التسمية وهل حقيقة هي تسمية عربية كما إدعى الماجدي أم لها أصل أخر؟ وبالمناسبة “أدب گالا” هو أحد النوعين من الأدب السومري ويقصد به الأدب الروحي أو الديني. وللتذكير لن نخرج في شرحنا عن معايير “علم إصول الكلمات”، في شرحنا للمصطلحات.

2/ تفسير أو شرح معنى مصطلح “نار” السومري، ومن أين أتت هذه التسمية، وهل حقيقة هي تسمية عربية كما إدعى الماجدي أم لها أصل أخر؟ بالمناسبة “أدب النار” هو أحد النوعين من الأدب السومري ويقصد به الأدب الإنساني أو الإجتماعي. هو قال حرفيآ أن تسمية النار

3/ تفسير أو شرح معنى مصطلح “بلبال” السومري، ومن أين أتت هذه التسمية، الذي لم يتجرأ الخزعلي الإقترابه منه وتركه من دون أصل وسنشرح بعد قليل لماذا وبالتفصيل.

4/ إطلاق تسمية “الأدب العراقي القديم (الرافديني)” على الأدب السومري في كتابه، هذا ما لاحظته عندما عرض أمام الكامير إحدى صفحات الكتاب وهو يتحدث عن موضوع الأدب. سنشرح هذه النقطة أيضآ بالتفصيل ونرد على خزعبلاته المتصلة، ونوضح ما هو وجه إعتراضنا على هذه التسمية، ولماذا نسميها كذب.

5/ تفسير أو شرح معنى إسم مدينة شروباگ (تل فارة)، ومن أين أتت هذه التسمية، وهل صحيح كما فسرها الخزعلي؟ هذه النقاط الخمسة التي سوف نتوقف عندها ونناقشها.

قبل الدخول في الرود دعونا وبشكل سريع نذكر لمن ذاكرته ضعيفة أو مثقوبة، لماذا نحن كشعب كردي ندعي ونقول أن السومرين ومن قبلهم الإيلاميين هم أسلاف الشعب الكردي ومثلهم الخوريين والميتانيين والكاشيين والحثيين. في هذا الرد سأتوقف معكم فقد عند السومرين لأن الحديث يدور حولهم. ومن الضروري التذكير بأن أكثر الباحثين والمختصين بالشأن السومري وتاريخهم ولغتهم وثقافتهم هو السيد “صموئيل نوح كريمر” عاش بين أعوام (1897-1990) ميلادية، وبالمناسبة هو من أصل أوكراني، ولكنه عاش في أمريكا، وله عدة مؤلفات حول السومريين منها: “من ألواح سومر”، ترجمة طه باقر، مكتبة المثنى.

وبإمكاني تلخيص ماتوصل إليه “صموئيل نوح كريمر”، بجملة واحدة هي: “السومريين ليسوا ساميين نهائيآ، وهذا ما إكتشفناه من لغتهم وهي لغة إلتصاقية، بعكس اللغات السامية وهي لغات إشتقاقية”. ولا يمكن أن يتهم أحد الرجل بمجاملة الكرد أو محابتهم.

أتفق مع صموئيل في هذه النقطة وهي صحيحة 100%، ولكنني أختلف معه، عندما يقول: أن أصل السومريين غير معروف. بقناعتي الراسخة وقلتها أكثر من مرة، لا يمكن لأي باحثٍ ومؤرخ وعالم أثار أن ينجح في أبحاثه التاريخية عن السومرييين، أو الخوريين والإيلامييين والحثيين والميتانيين والكاشيين، والميديين، من دون أن يكون متمكنآ من اللغة الكردية الحالية والقديمة، كائنآ ما كان هذا الباحث.

 

بإختصار من هم السومريين؟

لا أظنهم خرجوا من تحت الأرض، ولا سقطوا من السماء، ولا قطعوا ألاف الكيلومترات وقدموا إلى هذه المنطقة.

السومريين هم من الأقوام الزاگروسية الكردستانية، أي نزلوا من المناطق العليا لكردستان ونقصد بذلك المنطقة الجبلية إلى المنطقة السهلية حيث الأراضي الخصبة والماء، وجرى ذلك بعد إكتشاف الزراعة على يد المرأة الكردية صدفة. كان ذلك حوالي 3500 عام قبل الميلاد، أي قبل الغزوات السامية لها وإحتلالهم لبلاد سومر وإيلام وبقية أجزاء كردستان مع الوقت، وللمعلوات الحضارة الإيلامية الكردية سبقت الحضارة السومرية الكردية بل هي مهدها.

والدليل على أن السومريين هم أسلاف الكرد الحاليين هو كم الكلمات السومرية والكردية المتشابهة، رغم الفاصل الزمني الكبير بين الحقبتين السومرية – والكردية الحالية وإليكم بعض الأمثلة، والتي لن تجدوها في اللغات الأخرى، لا في اللغة العربية، ولا في التركية ولا في الفارسية. وإن وجدت أخذوها عن اللغة الكردية متأخرآ.

ولمن يرغب في معرفة المزيد عن العلاقة بين الشعب الكردي الحالي وأسلافه السومريين، هناك العديد من الدراسات والبحوث يمكن العودة إليها والإطلاع عليها، فهناك بحوث ودراسات لكتاب وباحثين كرد وأجانب منهم شرقيين ومن أوروبيين. كما إن اللغتين الكردية والسومرية تنتميان لنفس العائلة، أي عائلة اللغات الإلتصاقية حالهما حال جميع اللغات الإندو – أوروبية، وإليكم بعض الأمثلة:

Lo:                رجل (بالسومرية)

Gal:              عظيم/ضخم (بالسومرية)

Lo  +  gal  ——>   Logal:  الرجل العظيم

++++

Gal:              عظيم/ضخم (بالسومرية)

Mêş:    ذباب أو دبور الدواب(بالسومرية والكردية)

Ga  + mêş: ——> Gamêş  جاموس (بالسومرية)

++++

Gal  +  ga  +  mêş  ——>  Galgamêş:  گلگاميش (أي الجاموس العظيم أو الضخم)

++++

New: جديد (بالكردية)

Roz:  يوم (بالكردية)

New  +  roz  ——->   Newroz: اليوم الجديد

++++

Dûr:بعيد (بالكردية)

Bîn:  رؤية (بالكردية)

Dûr  +  bîn  ——->   Dûrbîn: المنظار

 

       اللغة العربية        اللغة الكردية       اللغة السومرية

 

           ثور Ga Gu

 

    جاموس (كردية) Gamêş Gamêş

 

      مُسن (رجل) Kal Kala

 

           قال Got/go Got/go

 

           عام Gîştî Gîşto

 

          شعب Gel Gel

 

         إثنان (2) Dido/Dudu Did

 

     رئيس العمل

 

Serkar Sergal
        ستة (6)

 

Şeş Şeşa
          الماء

 

Av/Aw A
         رجُل

 

Lo Lo
         كاتب

 

Nivîsar/nivîskar Dibsar
         العظيم

 

Gal/gewre Gal
       كوي/مكواة

 

Ûtî Wawtî
         فلاحة

 

Cot Kot

 

 

ومثلما لا توجد الحروف التالية (ث، ض، ط، ح، ع، ق، ظ)، في اللغة السومرية وبنتها اللغة الكردية،  واللغة العربية من جهتها لا تملك الأحرف السومرية والكردية التالية:

(A, Ç, E, G, J, P, Q, Û,  U)

 

هنا سأتوجه بالسؤال التالي لخزعل الماجدي وكل مَن ينتمي لذات المدرسة التي أسميها “مدرسة التدليس” من العرب المستعربة ومسوقي الأكاذيب:

نحن من جهتنا أوضحنا وبشكل منطقي وعلمي، مدى الصلة الوثيقة بين اللغتين السومرية واللغة الكردية فإن كنت تملك وثائق وممتسكات حقيقية تثبت وجود رابط ابين اللغة السومرية واللغة العربية، فلماذا لم تقدمها لنا؟؟

وإليكم شاهد أخر على مدى الصلة الوثيقة بين اللغة الكردية واللغة الهيتية (الحثية)، كرد على أكاذيب الماجدي عندما قال في فيديو أخر لا رابط بين الكرد والحثيين.

وسأورد هنا ما كتبه الأخ العزيز “أ. محمد مندلاوي” في معرض رده على كلام الماجدي تحت عنوان:

“الدكتور خزعل الماجدي بشطحة لسان يلغي الحضارة والتاريخ الكوردي العريق!!! 2/8”. نشر الرد في موقع “صوت كوردستان” وصفحته على الفيسبوك.

حيث كتب الأخ محمد مندلاوي قائلآ:

فيما يتعلق باللغة التي كانت متداولة عند الحيثيين (هيتيەکان) ونجدها اليوم متداولة عند الكورد حيث ذكر العديد منها الأستاذ (سۆران حەمەڕەش) في كتابه (كورد کێیە – من هم الكورد) باللغة الكوردية ونحن بدورنا اقتبسنا عدداً قليلاً منها، لكن الترجمة العربية من عندنا:

الكلمة الحيثية                 الكلمة الكوردية                       الكلمة العربية

ئا                                   ئاو                                    ماء

ئاسوو                              خاسوو                                جيد

نوێ                                نوێ                                  جديد

لالا                                 ڵال                                    أخرس- أبكم

پارکوی                             پاکی                                  نظيف- نظافة

پاتا پێ                               پاتە – پا                              قدم- رجل

شارو                                شەڕ                                  مصيبة- أذى

تا                                    تۆ                                    أنتَ- أنتِ

ئوتار                                ووتار                                 قول- كلام

هاستر                              ئەستێرە- هەسارە                     نجم – كوكب

 

سؤال أخر للسيد الماجدي:

هل بامكانك تقديم لائحة من الكلمات العربية تحمل نفس الألفاظ والمعنى في الحثية؟ الجواب سلفآ لا. لو كنت تملك ذلك لنشرتها وتبجحت بها.

 

والأن حان الوقت لمناقشة الأكاذيب التي ساقها السيد خزعل الماجدي في حديثه كلآ على حدى.  

1/ كلمة “گالا” السومرية:

الماجدي وعلى طريقة العاملين في المقاهي الشعبية فسر معنى مصطلح “گالا” السومري حيث قال حرفيآ: “إذا قربنا كلمة گالا من اللغة العربية فتصبح (قال)، وفعلآ هي إمتداد للكلمة الأرامية قال

 

كيف لشخص يدعي أنه باحث أكاديمي وبهذه الطريقة الشوارعية يفسر مصطلح “گالا” السومري؟ أين هي المعايير العلمية والبحثية في ذلك؟ وأين أنت من علم إصول الكلمات ؟؟ فإما إنك فعلآ جاهل ولا تعلم بماذا تتتفوه أو أنك شخص خبيث ومدلس تسوق الأكاذيب عن وعي وترغب لوي ذراع الحقيقة، لتحقيق أهداف سياسية خسيسة ورخيصة.

أنا واثق مئة بالمئة أنك تنتمي للمجموعة الثانية، وفي نفس النقطة كذبت كذبتين أخرين هما عندما قلت:

“أنا الذي سميت هذا الأدب بأدب الگالا”. والثانية عندما قلت: “كل الشعوب كان لدين نفس الأداب أي الگالا والنار”.

لكي نعلم ما معنى مصطلح “الگالا” السومري، علينا إجراء بحث ومقارنات لغوية عدة وإستخدام “علم إصول الكلمات” وهو علم واسع ومعروف على النطاق العالمي، ويعود تاريخه لأكثر من مئة عام وأكثر الناس خبرةً فيه هم الإنكليز.

أولآ، وضحنا أن لا وحود لحرف (گ) في اللغات السامية، وبالتالي الإدعاء أن (گالا) مفردة عربية هذا كذبٌ في وضح النهار.

ثانيآ، التقارب في النطق بين مفردتين من لغتين لا تنتميان لنفس المجموعة اللغوية لا يعني أنهما تحملان نفس المعنى وسأضرب مثلين على ذلك.

المثال الأول:

الباب في اللغة هي الفتحة التي يخرج منها الإنسان للخارج أو إلى مكان أخر. بينما كلمة “باب” في اللغة الكردية تعني الأب (الوالد). كما تشاهدون هناك فارق شاسع بين الكلمتين رغم القرب بين نطقيهما.

 

Peyva “Al-bab” di zimanê erebî de tê wateya (derî), belam peyva “Bab” di zimanê kurdî de tê wateya babê (bavê) mirov. Û wek hûn dibînin cûdahîk pir mezin dinavbera wan de heye, gor bilêvkirina wan jiheve nêzîk e, lê ne yekin.

Bab:  الأب، الوالد       Derî:  الباب

المثال الثاني:

كلمة النار في اللغة العربية يقابلها في اللغة الكردية “أگر، أتيش”، بينما مصطلح “نار” في اللغة الكردية تعني (حبيبة، بهية، ..). وكلمة “نارين” تعني (ناعمة، أنيقة، رقيقة، ..). وبالمناسبة كلمة نارين تستخدم أيضآ كإسم نسائي. وكما تشاهدون رغم تقارب النطق بين المفردتين، إلا أن هناك فارق كبير بين معانيهما. ولا أستبعد أن يكون أصل كلمة النار العربية من الكلمة الكردية.

Têgîna erebî “Al-nar” tê wateya (agir, atêş), lê belam têgîna “nar” ya kurdî tê wateya (ciwan, evîndar, …) û peyva “narîn” tê wateya (nazik, nazenîn, tenik, ..).

Hûn dibînin gor bilêvkirina wan jiheve nêzîk e, lê belam gelek jiheve dûrin. Êz bawer dikim kû peyva erebî (nar) ji têgîna kurdî çûyî.

Nar: اللون حبيبة، بهية، نارية

Narîn:  ناعمة، أنيقة، رقيقة

Gulnar: زهرة الرمان

هل يعقل لباحث أكاديمي، أن يتبع إسلوب المقاهي الشعبية في تفسير المصطلحات؟ الجواب لا. ثم هل مصطلح “گالا” هو كرسي أو طبق أو قدح شاي، حتى تقربه منك يا خزعل؟ تفسير المصطلحات بحاجة لإتباح المعايير البحثية العلمية، وإجراء مقارنات مع عدة لغات، حتى نتأكد من صحة معنى المصطلح الذي نريد معرفة معناها وأصله، وإلا لن نصل لأي نتيجة. فإذا إتبعنا الطريقة الخزعلية (الخزعبلاتية) يمكنني جعل كل مفردات اللغات الأخرى مفردات كردية ولا أسهل منها. ولكن مَن سيصدقني وهذا هو المهم. ولكن الأهم في نظري هو: كيف سأنظر في وجهي وأنا أعلم أنني قد كذبت ودلست على الناس. شخصيآ سأخجل من نفسي كثيرآ إذا بدر مني لا سمح الله مثل هذا التصرف الأخرق والغير علمي والغير أخلاقي.

 

إذآ، ما معنى مصطلح “گالا”؟ وهل له علاقة مع اللغة الكردية الحالية؟ وهل هذه المفردة أصلآ موجودة في اللغة الكردية؟ هل لها وجود في اللغات الإندو-أوروبية الأخرى غير اللغة الكردية؟؟

 

في الواقع مصطلح “گالا”، السومري يعني الكلام الحزين والإنشاد الحزين، وسمي بهذه التسمية لأنه غير مفهوم مئة بالمئة والسبب في ذلك هو مط الكلام أثناء تريدد الأناشيد الدينة في المعابد اليزدانية في عهد سومر وهذا مستمر للأن وهو قريب من إسلوب الأوبيرة. عندما تحضر حفلة أوبيرا لا تفهم كل الكلام الذي يقوله المغني أو المنشد، بسبب طريقة لفظ الكلام.

وفي اللغة السومرية والكردية هناك مصطلحات أو كلمات تردد مرتين متتاليتين والهدف منه هو التعظيم أو التأكيد على الشيئ، وإليكم بعض الأمثلة على ذلك:

Xume – xum.                                          Gur – gur.                          Pile-pil.

Pire- pir.                                                 Tire-tir.                              Gire-gir.

Pite-pit.                                                   Fise-fis.                              Nale-nal.

Kûze-kûz.                                               Fişe-fiş.                              Gale-gal.

Tine-tin.                                                  Gine-gin.                          Cire-cir.

 

وهكذا يمكن سرد العشرات من الكلمات الأخرى على هذا المنوال، ومصطلح “گالا”، موجود لليوم في اللغة الكردية، ويأتي بمعنى الكلام المرير والحزين، ولكن عادة لا يكون كله مفهوم بسبب طريقة النطق وتدوير الكلام في الفم. وللتأكيد هذا المصطلح موجود أيضآ في اللغة الهولندية ويأتي بنفس المعنى أي المرير. وموجودة حتى في اللغة الإنكليزية وبنفس المعنى.

وهنا يتضح مدى كذب وتدليس السيد الماجدي، ومحاولاته البائسة للوي عنق الحقيقة. ولو كان هناك صحة لما قاله لوجدنا نفس كلمة ” گالا” في اللغة العبرية أو بقية اللغات السامية، ولكن نعلم لا وجود لها.

 

Têgîna “gale” ta roja hîro di zimanê kurdî mayî û em Kurd bikar tînin.

Numîne:

-Te çi gala-gale?

-Gale-gala te jibo çî ye?

-Çima te gale-gale?

ثم قوله “أنا الذي سميت هذا الأدب بأدب الگالا وأدب النار” وقوله: “كل الشعوب القديمة كان لديها نفس الأدب”.

 

لا يا خزعل، لست أنت من إخترعت تسمية أدب “الگالا ونار”، فأصحاب هذه التسميتين هم السومريين الكرد. والتقسيم لست أنت من قسم ذاك الأدب إلى نوعين، فهو مقسوم بطبيعته. لأن كلآ منهما ينشأ في بيئة مختلفة، فعندما كان السومرين يؤدون طقوسهم الدينية ويعبدون ألهتهم، كانوا ينشدون الأغاني الدينية وهي حزينة بطبعها وجدية أطلقوا عليها تسمية ” الگالا “. وفي أفراحهم وحياتهم العادية كانوا يغنون أغاني الحب والأغاني العاطفية والملحمية الشعبية، وأطلقوا عليه إسم “نار” أي العاطفي، وهذا إسمه أدب إنساني أو شعبي وليس دنيوي كما قلت. فلا تكذب وتقول أنا من إخترعت ذلك، فعلك هذا يسمى “سرقة”، وبكل أرحية يمكنني أن أسميك “سارق”.

ثم قولك : “كل الشعوب القديمة كان لديها نفس الأدب“. هذه كذبة أخرى من أكاذيبك. أولآ، اليونانيين والرومان لم يكن لديهم أدب “الگالا”. اليونايين كان لديهم الفلسفة. وثانيآ، لو كان العرب لديهم أدب يشبه أدب “گالا” السومري، لماذا لم تكتب عنه، ولجأت للأدب السومري الذي لا تنتمي إليه بشيئ لا من قريب ولا من بعيد؟؟

أردت من هذه المحاولة الرخيصة القول: أن العرب أيضآ كان لديهم أدب”گالا”، ومحاولتك المساوة بين بدو الصحراء وشعب ذو حضارة عريقة وفريدة من نوعها في التاريخ الإنساني، لا يمكن تسويقها، لأن العالم بأسره يعرف تاريخ صحرائكم وجرائمكم، وحواضرنا المتمدنة السومرية – الكردية – الخورية – الحثية.

 

2/ مصطلح “نار” السومري:

كما شرحنا أنفآ بأن كلمة “نار”، لا تعني دنيوي كما فسرها الماجدي كذبآ أو جهلآ، ولا هو إسم الكاهن الديني. لأن النار كلمة مؤنثة في اللغة الكردية، وبدليل الكثيرين من النساء الكرديات يسمون (نار، نارين).وقد فسرنا بشكل مفصل معنى وأصل هذه التسمية، ولا أظن هناك داعي لتكرار مرة أخرى هنا. ولكن أود أن أنصحك يا خزعل: أن تكف عن هذه الأكاذيب وعمليات التدليس، لأن هناك من بين الكرد مَن هم أكثر منكَ علمآ ومعرفة وثقافة وأمانة ومقامآ.

وأزيدك من الشعر بيت، لدينا أغاني وقديمة قدم الشعب الكردي وتغنى في كل ربوع كردستان بإسم “نار” وتغنى بعدة أساليب حسب المنطقة، وإليك بعضآ من كلامها الجميل والراقي باللغة الكردية.

NAR

Tew nar tew nar tew narê                lê narê

Tew nar tew nar tew narê                lê narê

Peqîn û bişkivîn gulên buharê

Gupikdan vê û wê darê

Li me xweş hat meha adarê

Dipêre bû mêvan li me gulan wek carê

                      ****

Tew nar tew nar tew narê                lê narê

Tew nar tew nar tew narê                lê narê

Bejina narê ji dara Çinarê

Heş û mejiyê min te delalê xwarê

Nava Nara min ji sewil darê

Rû şêrîn wek guên sor-sipî kibarê

Ez bi heyran wa bejin û bolavê

                      ***

Tew nar tew nar tew narê                lê narê

Tew nar tew nar tew narê                lê narê

Şox û şeng nazdarê

Kengî ezê te bibînim li malê

+++++++++++++++++++++++

3/ مصطلح “بل-بال” السومري:

السيد خزعل الفتك، عندما لم يجد مفردة عربية لفظها قريب من اللفظة السومرية فتجاهلها، وترجمها على أنها حوار ولكن ترجمتها غير دقيقة وسنشرح لماذا. لأنه هناك فرق بين الحوار والنقاش، ولم يأتي على ذكر أصلها ومعناها وتفسيرها بطريقة علمية ولم يستخدم “علم إصول الكلمات” ويعطينا أمثلة على ذلك، ويقارنها بمفردات من اللغات الأخرى التي تنتمي لنفس المجموعة اللغوية. هذا التصرف قطعآ ليس

عفويآ، وإنما هو إسلوبٌ خبيث ورخيص للتهرب من الحقيقة. لا يوجد مصطلح أو تسمية أو كلمة ليس لها معنى في اللغة السومرية ومعها اللغة الكردية، وأظن في كل اللغات. فكيف لباحث وأكاديمي يتحدث عن الأدب السومري ويقفز على مصطلح أساسي مثل المصطلح الذي بين يدينا؟؟

في اللغة الكردية والسومرية هناك مصطلحين قريبين من بعضهما البعض من حيث اللفظ، ولكنهما من حيث المعنى مختلفين والمصطلحين هما: “پلا-پل” وتعني النقاش، وذات المفردة موجودة في اللغة الفرنسية (پرليه) والتي منها إشتقت تسمية “البرلمان”. الثانية “پرا-پر” وتعني اللغو. وهذا دليل أخر على عمق الصلة الوثيقة بين اللغتين (السومرية والكردية)، وأنا شخصيآ لا أسميهما لغتين بل هما لغة واحدة والكردية هي بنت السومرية والخورية والميتانية.

 

4/ إطلاق تسمية “الأدب العراقي القديم (الرافديني)” على الأدب السومري:

في الفيديو السابق، شن ا خزل الماجدي، هجومآ شرسآ علينا ككتاب وباحثين ومؤرخين كرد، وإتهمنا مرة بالبسطاء، ومرة بالغلواء والمزيادات. وطلب أن نسمي الأسماء بسمياتها. وها أنتم ترون كيف يقول شيئآ ويفعل عكسه. فعندما التسمية الحقيقية لا تخدمه وتخدم مواقف القومجية البغيضة، فيطلق ما يشاء على ما يشاء من تسميات دون خجل ورادع، والعكس صحيح.

وفي المقابل، مجرد أن يقول كاتب أو باحث كردي أن السومريين أو الخوريين أو الميتانيين أو غيرهم هم أسلاف الكرد فيجن جنونه، ويخرج عن طوره ويبدأ بتسويق الأكاذيب والأضاليل، ويشن حملة على مثقفي الشعب الكردي.

ما هو وجه إعتراضنا على هذه التسمية، التي إستخدمها الماجدي وعن عمدٍ وخبث. أولآ، كلمة العراق حديثة للغاية، ولا علاقة لها بالشعب السومري لا من بعيد ولا من قريب. ولا يوجد شيئ إسمه العراق القديم ولا الحديث وهذه مجرد أكاذيب إخترعها الإنكليز. لماذا تحاول إخفاء إسم السومريين وتسعى لمنحهم إسمآ أخر مقرف ومقزز للنفس، فالكيان العراقي اللقيط الذي تتباه به عمره (100) مئة سنة فقط مثله مثل الكيان الإيراني والتركي والسوري واللبناني والسعودي، …. إلخ من هذه الكيانات اللقيطة. فكيف أصبح الأدب السومري أدبآ عراقيآ يا مزيف؟

 

5/ شرح معنى إسم مدينة “شورپاگ” السومرية:

Bajarê Şorpag

قبل الحديث عن معنى التسمية وأصلها، دعونا نلقي ضوء ولو بأسطر قليلة عن مدينة “شورپاگ”. هي مدينة سومرية قديمة، تبعد (35) ميل جنوب مدينة “نيبور” في جنوب كردستان وتطل على نهر الفرات، وتسمى حاليآ (تل فارة) ضمن محافظة القادسية.

شورپاگ أصبحت مدينة خلال فترة جمدة نصر قبل حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، بعد انتهاء فترة اوروك، بعد نقصان مياه الطوفان، أصبحت المدينة كبيرة في نهاية عصر السلالة الثالثة في أعوام (2600-2350 ق م) وكانت مساحتها حوالي 100 هكتار، لكن في ذلك الوقت اندلع حريق فيها خلف دمارآ كبيرآ وإحرق سورها ونجى عدد قليل من الناس.

ظهر في قائمة الملوك السومريين اسم ملكين لهذه المدينة منهم “اوبارا-تاتو” الذي كان آخر ملك شوبراك قبل الطوفان العظيم، وظهر في ملحمة گلگامش إسم الملك اوتانابشتيم ابن اوبارا-تاتو وكان يسمى أيضا زيوسادرا واتراهاسيس.

وصايا “شورپاگ” هو النص الأدبي الأول في التاريخ، الذي هو نص سومري كتب في حدود (2600) قبل الميلاد. ويمثل نصاً في الحكمة أو في أدب الحكمة، وهو عبارة عن تعاليم الملك السومري شروباك (ملك مدينة شورپاگ) ابن الملك أوبارا- توتو.

وشورپاگ هو الذي سينجب ابناً اسمه (زيو سيدرا) وهذا الأخير هو بطل الطوفان السومري وغاية النص هو الحث على الاستقامة، غرس الفضيلة، الحفاظ على تقاليد المجتمع آنذاك، ويبدأ بلازمةٍ تتكرر وهي “في تلك الأيام” أو “في ما مضى”. والنص نفسه ينقسم إلى ثلاثة أقسام أو فقرات وكل فقرة أو قسم عددآ من الجمل. ولمن يرغب في معرفة المزيد عن المدينة وملكها ووصياه علية قراءة الدراسات والبحوث عنها وهناك العديد من البحوث التي يمكن الإطلاع عليها، وللأسف الشديد الكرد لم يقوموا بإجراء بحوث عنها أو وضع دراسات على حد علمي!!!!!!

لوح وصايا شروباك ومدى تشابه وصايا موسى العشرة معها!!!

 

السيد خزعل ترجم هذه التسمية على الطريقة الحذورة وقال في حديث أخر غير هذا الفيديو حرفيآ ما يلي: “شروباك السومرية تعني مكان الشفاء”، لكن دون أن يشرح لنا ذلك ما هي معايره في ذلك، وعلى ماذا إعتمد في تفسيره هذا!!!! في الحقيقة كلامه غير دقيق وفي الحال سوف نقوم بشرح هذه المفردة السومرية ونبين أصلها ونفصح عن معناها الصحيح، للأمانة العلمية والتاريخية.

هذه التسمية مركبة من مفردتين الأولى (شور) وتعني الكلمة، والثانية (پاگ) وتعني النظيف أو الطيب. وبهذا المصطلح “شورپاگ”، تعني الكلمة الطيبة الشافية. وفي المعابد كان الدادا (الكهنة) اليزدانيين السومريين يقرأون كلام ألهتهم على رؤوس العباد لعلى تشفيهم أو تجنبهم من المصائب والأمراض الخبيثة والشرور. ولليوم في اللغة الكردية لدينا مصطلح “شور”، ويستخدمونه الكرد بكثافة وأكثر من مرادفته مثل (پيڤ، وشا، بيژا)، رغم مرور ألالاف السنين. حقيقة لا يمكن فصل اللغة الكردية الحالية عن اللغة السومرية نهائيآ.

في الختام، أدعوكم يا أبناء شعبنا الكردي أن تستقوا معلوماتكم من مصادركم كردية رصينة، والعالمية ذات الطابع الموضوعي والمهني. ولا تصدقوا أكاذيب وأضاليل العرب المستعربة والأتراك المستتركة، ومن ضمنهم أكاذيب خزعل الماجدي وغيره الكثيرين. والنقطة الثانية هو أن تتحرروا من ثقافة أعدائكم ومحتليكم ومحتلي كردستان. وإدرسوا تاريخكم وتاريخ أسلافكم، وثقوا بلغتكم الكردية وتعلموها وحافظوا عليهم، فهي لغة قديمة جدآ وثرية وسلسة وهي هويتنا القومية، ويمكن إيجاد كافة المصطلحات التي تحتاجونها في لغتنا، وتخلصوا من الدونية التي يشعر بها البعض منكم، هذا الشعور زائف ولا أساس له، وهو من إنتاج محتلينا. أما خزعل الخزعبلاتي أنصحه بالتوقف عن تسويق الأكاذيب ووقف مكنة التدليس.

04 – 03 – 2022

&&&&&&&&&&&&&&&&

4 Comments on “خزعل الماجدي وسلسلة الأكاذيب والأضاليل المتواصلة – بيار روباري”

  1. ان خزعل الماجدي عنصري بإمتياز لأنه عائلته شاركوا في تعريب محافظ كركوك، فهو ليس بمؤرخ نزيه عندما يتجاهل تاريخ الكرد، وهذه ليست بالمرة الأولى يتجاهل الكرد وقد لاحظت ذلك في وقت سابق، وعلقت عليه اليه مباشرة.

  2. تحية للعزيز بيار روباري

    و زيادة في المعلومة فيما يخص العلاقة بين الكوردية والخاتية (الهيتية, وليس الحثية كما يعربها الاعراب) فان كلمة الكلمات التالية اضيفها الى ما قد ذكرتموه:

    erê (kurdî) … ere (hittite) … correct, yes (english)

    pixare (kurdî) … pexxur /pexxuwer (hittite) … chimney (english) … موقد

    hindur-de (kurdî) … endurze (hittite) … inside, interior (english)

  3. ١: لقد كفيت ووفيت مشكورا بردك على السيد الماجدي والمؤسف هذه ليست أول شطحاته وسؤالي (هلا أخبرنا عن أقدم نص جاء ذكر العرب فيه ، غير الذي جاء في عهد الملك الآشوري شلمنصر الثالث في معركة قرقر- 853 ق.م وهو تاريخ حديث قياسا بقدم تاريخ بلاد الرافدين والسومرين خاصة ؟

    ٢: وجود الملاحم في تاريخ أي أمة أو شعب دليل على عراقته وأصالته ، فاليذكر لنا ملحمة واحدة للعرب والاعراب ، فعراقة ألامم والشعوب ليس فقط تاريخ مزور يكتب بل أثار ومخطوطات تدعم وتزكي ذالك ، سلام؟

  4. السومريين هم من الأقوام الزاگروسية الكردستانية، أي نزلوا من المناطق العليا لكردستان ونقصد بذلك المنطقة الجبلية إلى المنطقة السهلية حيث الأراضي الخصبة والماء، وجرى ذلك بعد…..
    – أستاذ ، في كثير من مقالاتك أو أبحاثك السابقة ، كنت تكتب أن كردستان جنة الأرض وأضفت ( هي الجنة ) حيث متوفر فيها كل شيء…… أعلاه تبين أن الأقوام الزاگروسية نزلوا حيث الأراضي ….. فما حصل ؟ ما هذا التناقض؟؟؟
    حقيقةً أردتُ قراءة البحث ولكن عندما قرأتُ هذا التناقض ….توقفت ولم أقرأ بعد ذلك شيئاً….
    أنا أحاول فهم المواضيع ببساطة وليس بتعقيد وترتيب كلمات……

Comments are closed.